علماء بلاد الشام متمسكون بسماحة الاسلام ونبذ التكفير
علماء بلاد الشام متمسكون بسماحة الاسلام ونبذ التكفير |
"العهد" ـ بيروت
تصوير: موسى الحسيني
انطلاقاً من الآية القرآنية: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا"، ودرءاً لخطر فتنة التكفير الذي تتعرّض له الامّة الاسلامية، أقام "اتحاد علماء بلاد الشام" المؤتمر العلمائي الدولي تحت عنوان "سماحة الاسلام وفتنة التكفير" حضره لفيف من العلماء من مختلف الدول والبلدان العربية والاسلامية والغربية، وناقش المؤتمر في جلسته الافتتاحية ليومه الاول "محور الاسلام وتعددية المذاهب"، فألقيت كلمات عدّة ركزت على تصويب بوصلة الدين في وقت يسعى البعض الى حرفها لمصلحة المشروع التكفيري الصهيو-اميركي.
الشيخ محمدتوفيق محمدسعيد رمضان البوطي
رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ محمدتوفيق محمدسعيد رمضان البوطي نجل الشهيد العلامة البوطي، دعا أهل العلم الى تحمّل المسؤولية ونشر كلمة الحق في الارض، وأشار الى انّه في الوقت الذي يُعتبر الاختلاف في المذاهب أمراً طبيعياً صدرت فتاوى تتضمّن تكفير مئات من المسلمين وتحضّ على قتلهم وإباحة دمائهم، وهي فتاوى لا تستند الى أي نصّ شرعي وتتناقض مع المبادئ الاسلامية، وأكد البوطي "اننا نعيش اليوم كوارث بسبب الفتاوى الخطيرة وما تحمل من آفات على مجتمعنا الاسلامي"، مشدداً على ضرورة البحث عن سبيل رشد بين أبناء مجتمعنا يجمع الكلمة لمعالجة أوجه الخلاف بالحوار العلمي وتحمل المسؤولية واتخاذ الكيان الصهيوني العدو الاساس للامة الاسلامية.
الشيخ أحمد بدر الدين حسون
مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون تناول في معرض حديثه التاريخ الاسلامي منذ النشأة والمخاطر التي تعرض لها من الداخل، فأكد ان ما يجري اليوم يرتبط بذلك الفكر التكفيري الذي وقف في وجه رسالة رسول البشرية محمد (ص) ليحول دون نشرها، وقال "ان التكفيريين اليوم يجلبون العالم ليطفئوا نور بلاد الشام التي كانت ولا تزال وستبقى الحضن الجامع للجهاد في لبنان وفلسطين وغيرها، ورأى المفتي حسون أن الغرب وبعض الدول العربية يعملون على تدمير الجيش السوري الذي يُعتبر الاقوى بين الجيوش العربية في مواجهة العدو الاسرائيلي ليبقى الكيان الصهيوني في أمان.
الشيخ نعيم قاسم
نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكد أن "التكفير مشروع عبثي لا أفق له، هو يحقد على كل من حوله"، وشدد على أن هذا الانحراف "تربوي واضح، ولا يمكن أن نقبل بأن يكون هذا المنهج هو السائد في بلادنا، وهو الذي خربها وعمل فيها الفتن والمشاكل والمصائب التي لا تحصى ولا تعد"، وتحدث الشيخ نعيم قاسم عن أن "هؤلاء المكفرون بدل أن يواجهوا أعداء الأمة إنما يقتلون الأمة من داخلها ليسهلوا لأعداء الأمة أن يسيطروا عليها".
ولفت الشيخ نعيم قاسم إلى أن "ليس لدى هؤلاء وضوح، لا في الأولويات، ولا في توجيه البوصلة، أولوياتهم منحرفة، وبوصلتهم خاطئة، وقناعاتهم بعيدة عن الحق، ولا يعبرون عن رؤية الإسلام بأي طريق من الطرق"، وأشار الشيخ نعيم قاسم إلى أن "التكفيريين وبعض المغرر بهم يعملون بإرادة دولية ماكرة يواجهون من خلالها سوريا المقاومة، والموقع الاستراتيجي، وأهم مواقع الممانعة في منطقتنا"، ورأى أن "ما يحصل في سوريا اليوم هو تدميرٌ منهجي بإشراف دولي عربي إقليمي ومحلي في آنٍ معاً، هذا التدمير يحرم الأجيال من مستقبلهم، ويؤدي خدمة حقيقية لـ"إسرائيل"".
جانب من الحضور العلمائي
وتساءل نائب الأمين العام لحزب الله قائلاً: "ماذا تقولون عن تفجيرات العراق في الأسواق والمساجد أليست هذه الأعمال تذكرنا بأعمال "إسرائيل" في دير ياسين وباقي القرى الفلسطينية قبل أن تحتل من قبلهم؟ هل تريدون تحقيق الأمن والحقوق والدولة بقتل الناس ونبش قبور الصالحين، وأكل القلوب والأكباد، إنكم تخربون على الناس وعلى مستقبلهم"، وأضاف "ماذا نقول عن الاغتيالات التي حصلت في مصر بدافع التكفير ومواجهة أناس يخالفونهم في الرأي والموقف؟"، وتطرق إلى "لبنان حيث الفتنة متنقلة، يحاول البعض إثارتها بين حينٍ وآخر، ويحرضون عليها ليل نهار، من أجل أن يحققوا الفوضى، ومن أجل أن يأخذوا بلدنا إلى المجهول".
جانب من الحضور العلمائي
واعتبر الشيخ نعيم قاسم أن "البعض يسلك المسار التكفيري تحت عنوان أداء الدور الذي ينقذ البلد، كيف تنقذون هذا البلد وأنتم تعيثون فيه فساداً وإرهاباً وتحريضاً"، وذكر بأن "بالأمس سمعنا مساعد وزير الخارجية الأمريكية "بيرنز" وقبله "أوباما" قالوا بأن حزب الله هو المشكلة فردد مسؤولو العرب وأتباعهم من اللبنانيين العبارة نفسها بأن حزب الله هو المشكلة، وأقول نعم، حزب الله مشكلة لـ"إسرائيل" وأمريكا وللتكفيريين".
جانب من الحضور العلمائي
وخلص نائب الأمين العام لحزب الله إلى أن "المشكلة في سوريا سياسية، والمشكلة في العراق سياسية، هي إسرائيل، والمشكلة في البحرين سياسية، وفي كل المواقع إنما تثار الفتنة بأيدي العاجزين والمستكبرين والحكام الظلمة"، وخاطب هؤلاء الحكام بالقول "ماهو مشروعكم وما هي انجازاتكم؟"، وأوضح الشيخ نعيم قاسم أن "الفتنة المذهبية والتكفيرية وجهان لعملة واحدة، من ضمن المشروع الأمريكي – الإسرائيلي، والآن أمريكا و"إسرائيل" يعيشان على الفتنة بعد أن سدت الأبواب الناعمة والصلبة أمامهم".
الشيخ تاج الدين الهلالي
من جهته، مفتي أوستراليا السابق الشيخ تاج الدين الهلالي تحدّث باسم "علماء مصر" فأكّد ان الجماعة التكفيرية إذا دخلت قرية او أمة أفسدتها وجعلت من نضالها قتلاً وارهاباً ومن بنيانها دماراً وخراباً، ودعا المفتي الهلالي الشباب المغرر بهم الى تأليف جيش من جميع الطاقات لتحرير فلسطين.
الشيخ محمد علي التسخيري
كلمة الجمهورية الاسلامية الايرانية، ألقاها الشيخ محمد علي التسخيري دعا فيها الى الوحدة بين المسلمين مشيراً الى ان "الفكر التكفيري خطير على الامة الاسلامية"، داعياً التكفيريين الى اعادة النظر في معتقداتهم.
الشيخ مهدي الصميدعي
كما كانت كلمات لكل من رئيس هيئة افتاء اهل السنة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي، وامام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، ورئيس المكتب التنفيذي في اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ حسان عبدالله شددت جميعها على ضرورة نبذ الفكر التكفيري وتوحيد كلمة المسلمين في مواجهة الاخطار المتأتية من مشاريع "صهيو اميركية".
|
أضيف بتاريخ : 22:21 2013-07-02 | آخر تعديل في: 23:12 2013-07-02
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق