حكم الصغير في ما لو سرق
" من أين لك هذا ؟ "
سمعنا صغارا أن "النَّوري" بعاميتنا اللبنانية وهو الغجري يسأل امرأته وأولاده مساء بماذا أتيتم ؟ ولا يسألهم كيف أتيتم به؟ وعرفت بالمقابل أشخاصا أكُّفُهم أو بعض أصابعهم مُشَوَّهة قالوا إن أمهاتهم عاقبتهم بالحرق أو الضرب لأنها وجدت معه ما لم تعطه ثمنه وليس مما يتهاداه الصغار بينهم.
تذكرت هذا بعدما تدخل جارنا لحل مشكلة عايشتها وأنا في غرفة مكتبي المحاذية للطريق أستمع لحوار على يومين بين أطفال الحي عن حبل للقفز لإحداهن "أخذه" أحدهم من أخيها وسألها رفيق أخيها عن ثمنه في محاولة للتعويض وكلهم لا يتجاوز العاشرة من العمر, فتوقفت عند أمور في هذا الحوار:
أولها استخدام لفظ أخذ دون سرق وثانيها إحساس صديق أخ صاحبة الحبل بالمسؤولية فهو أكبر سنا وكأنه شعر بأن واجبه كان منع الآخذ فسعى لاستعادته أو تحصيل ثمنه لإعطائها إياه .
لو جئنا إلى الحكم الشرعي في السرقة إذا كان الفاعل دون البلوغ سنجد أنه عين ما توصل إليه هذا الطفل "البرئ" , فإنها لا تسمى سرقة لأن مفهوم السرقة كذنب غير متحقق في ذهن الآخذ من جهة ولأنه دون سن التكليف من جهة أخرى , فهو من جهة الحكم التكليفي (الحرمة)غير مؤاخذ , نعم هو مطالب من جهة الحكم الوضعي (وجوب الضمان برد عين المأخوذ أو تعويضه بمثله أو ثمنه إلى صاحب الحق) و وهذا الحكم لا ينتفي بمرور الزمن , وعلى وليي الأمر حل المشكلة حال الصغر.
هذه "السرقات" وما يشبهها من حبة دروبس أو علكة أو.... عند انتفاء قدرة الكبير على ردها أو ثمنها نجعلها في وصيته تحت عنوان رد مظالم العباد مع ما تسبب به من أضرار مادية لم يتمكن من تعويض أصحابها لسبب ما..
الصغار أقرب إلى الله من كثير من الكبار الذين كانوا مثلهم ,لكنهم لم يجدوا من يسألهم أو يأخذ على أيديهم فصاروا سارقين كبارا.
ولست ولا الحكم الشرعي مع تشويه يد السارق الصغير لكنني مع سؤاله عن ما أتى به من أين وكيف و....؟
أما متى نسأل الكبير القاصد المختار الواعي المسؤول ال....
" فقد يكون ليس الآن وقته " نعم , لكن "ستتوقف عليه....
الشيخ علي خازم السبت، 13 تموز، 2013
الصورة من ليبيا بعد تغيير النظام والكاريكاتير من الصحافة العربية
" من أين لك هذا ؟ "
سمعنا صغارا أن "النَّوري" بعاميتنا اللبنانية وهو الغجري يسأل امرأته وأولاده مساء بماذا أتيتم ؟ ولا يسألهم كيف أتيتم به؟ وعرفت بالمقابل أشخاصا أكُّفُهم أو بعض أصابعهم مُشَوَّهة قالوا إن أمهاتهم عاقبتهم بالحرق أو الضرب لأنها وجدت معه ما لم تعطه ثمنه وليس مما يتهاداه الصغار بينهم.
تذكرت هذا بعدما تدخل جارنا لحل مشكلة عايشتها وأنا في غرفة مكتبي المحاذية للطريق أستمع لحوار على يومين بين أطفال الحي عن حبل للقفز لإحداهن "أخذه" أحدهم من أخيها وسألها رفيق أخيها عن ثمنه في محاولة للتعويض وكلهم لا يتجاوز العاشرة من العمر, فتوقفت عند أمور في هذا الحوار:
أولها استخدام لفظ أخذ دون سرق وثانيها إحساس صديق أخ صاحبة الحبل بالمسؤولية فهو أكبر سنا وكأنه شعر بأن واجبه كان منع الآخذ فسعى لاستعادته أو تحصيل ثمنه لإعطائها إياه .
لو جئنا إلى الحكم الشرعي في السرقة إذا كان الفاعل دون البلوغ سنجد أنه عين ما توصل إليه هذا الطفل "البرئ" , فإنها لا تسمى سرقة لأن مفهوم السرقة كذنب غير متحقق في ذهن الآخذ من جهة ولأنه دون سن التكليف من جهة أخرى , فهو من جهة الحكم التكليفي (الحرمة)غير مؤاخذ , نعم هو مطالب من جهة الحكم الوضعي (وجوب الضمان برد عين المأخوذ أو تعويضه بمثله أو ثمنه إلى صاحب الحق) و وهذا الحكم لا ينتفي بمرور الزمن , وعلى وليي الأمر حل المشكلة حال الصغر.
هذه "السرقات" وما يشبهها من حبة دروبس أو علكة أو.... عند انتفاء قدرة الكبير على ردها أو ثمنها نجعلها في وصيته تحت عنوان رد مظالم العباد مع ما تسبب به من أضرار مادية لم يتمكن من تعويض أصحابها لسبب ما..
الصغار أقرب إلى الله من كثير من الكبار الذين كانوا مثلهم ,لكنهم لم يجدوا من يسألهم أو يأخذ على أيديهم فصاروا سارقين كبارا.
ولست ولا الحكم الشرعي مع تشويه يد السارق الصغير لكنني مع سؤاله عن ما أتى به من أين وكيف و....؟
أما متى نسأل الكبير القاصد المختار الواعي المسؤول ال....
" فقد يكون ليس الآن وقته " نعم , لكن "ستتوقف عليه....
الشيخ علي خازم السبت، 13 تموز، 2013
الصورة من ليبيا بعد تغيير النظام والكاريكاتير من الصحافة العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق