الأربعاء، يوليو 30، 2014

إلى بعض العرب : أيها اللعمظة العمارط


إلى بعض العرب هذا حالكم :
أيها اللعمظة العمارط
مهلا "بني رومان"[1] بعض عتابكم وإياكم والهلب[2] مني عضارطا
أرطوا[3] فقد أقلقتم حلقاتكم عسى أن تفوزوا أن تكونوا رطائطا[4]
حكى ابن بري عن ابن خالويه : العضروط الذي يخدم بطعام بطنه ، ومثله اللعمظ واللعموظ ، والأنثى لعموظة .
أما العمارط جمع العمروط وهو اللص دني النفس الذي يسرق كل شئ ‏
ع.خ,‏الأربعاء‏، 30‏ تموز‏، 2014


[1] رومان : أبو قبيلة من العرب وبنو رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة؛: ذهل، وثعلبة، بطن. فولد ذهل بن رومان: جدعاء، وثعلبة. فولد جدعاء: ذهل: مالك، وثعلبة. فهؤلاء الثعالب في طيئ، نظير الربائع في بني تميم، كل واحد منهم عم الآخر؛ وهم: ثعلبة بن جدعاء بن ذهل بن رومان، وثعلبة بن ذهل بن رومان، وثعلبة بن رومان، كلهم بطون.
راجع: جمهرة أنساب العرب - بنو همدان بن مالك.
[2]    هَلَبَ فلانًا بلسانه : نال منه نيلاً شديدًا فهو هَلاَّبٌ
[3]     أَرَطَّ : حَمُقَ .    و أَرَطَّ جَلَّبَ وصاحَ . و أَرَطَّ في مقعدِهِ : أَطالَ فلم يَبْرَحْ .
[4] الرَّطيطُ - رَطيطُ : الجلَبّةُ والصياحُ .و الرَّطيطُ الحُمقُ .و الرَّطيطُ الأَحْمَقُ . والجمع : رِطاطٌ ، ورَطائِطُ .


فضل الجهاد



]فضل الجهاد[
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِباسُ التَّقْوَى، وَدِرْعُ اللهِ الحَصِينَةُ، وَجُنَّتُه[1] الوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ[2]أَلبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ البَلاَءُ، وَدُيِّثَ[3]بِالصَّغَارِ وَالقَمَاءَةِ[4]، وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالاْسْهَابِ[5]، وَأُدِيلَ الحَقُّ مِنْهُ[6] بِتَضْيِيعِ الجِهَادِ، وَسِيمَ الخَسْفَ[7]، وَمُنِعَ النَّصَفَ[8].
أَلاَ وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هؤُلاَءِ القَوْمِ لَيْلاً وَنَهَاراً، وَسِرّاً وَإِعْلاَناً، وَقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ[9] إِلاَّ ذَلُّوا، فَتَوَاكَلْتُمْ [10]وَتَخَاذَلتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الغَارَاتُ[11]، وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الاْوْطَانُ.
وَهذَا أَخُو غَامِد قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الاَنْبَارَ[12]، وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ البَكْرِيَّ، وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا. [13]
وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالأخْرَى المُعَاهَدَةِ[14]، فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا [15]وَقُلْبَهَا[16] وَقَلاَئِدَهَا، وَرِعَاثَهَا[17]، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ[18]، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ[19]، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ[20]، وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً.
فَيَا عَجَباً! عَجَباًـ وَاللهِ ـ يُمِيتُ القَلْبَ وَيَجْلِبُ الهَمَّ مِن اجْتِماعِ هؤُلاَءِ القَوْمِ عَلَى بَاطِلِهمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ! فَقُبْحاً لَكُمْ وَتَرَحاً[21]، حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً[22]يُرمَى: يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَلاَ تُغِيرُونَ، وَتُغْزَوْنَ وَلاَ تَغْرُونَ، وَيُعْصَى اللهُ وَتَرْضَوْن!
فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِم فِي أَيَّامِ الحَرِّ قُلْتُمْ: هذِهِ حَمَارَّةُ القَيْظِ[23] أَمْهِلْنَا يُسَبَّخُ عَنَّا الحَرُّ[24]، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ: هذِهِ صَبَارَّةُ القُرِّ[25]، أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا البَرْدُ، كُلُّ هذا فِرَاراً مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ; فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الحَرِّ وَالقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَاللهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ!
يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلاَ رِجَالَ! حُلُومُ الاْطْفَالِ، وَعُقُولُ رَبّاتِ الحِجَالِ[26]، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكمْ مَعْرِفَةً ـ وَاللهِ ـ جَرَّتْ نَدَماً، وَأَعقَبَتْ سَدَماً[27].
قَاتَلَكُمُ اللهُ! لَقَدْ مَلاَتُمْ قَلْبِي قَيْحاً[28]، وَشَحَنْتُمْ[29]صَدْرِي غَيْظاً، وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ[30] التَّهْمَامِ[31] أَنْفَاساً[32]، وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالعِصْيَانِ وَالخذْلاَن، حَتَّى قَالَتْ قُريْشٌ: إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِب رَجُلٌ شُجَاعٌ، وَلْكِنْ لاَ عِلْمَ لَهُ بِالحَرْبِ.
للهِ أَبُوهُمْ! وَهَلْ أَحدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً[33]، وَأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي؟! لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ العِشْرِينَ، وها أناذا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ[34]! وَلكِنْ لا رَأْيَ لَمِنْ لاَ يُطَاعُ!


[1] جُنّتهُ ـ بالضم ـ: وقايته، والجُنّة: كل ما استترت به.
[2] رغبةً عنه: زُهداً فيه.
[3] دُيّثَ ـ مبني للمجهول من دَيّثَهُ ـ أي: ذلّلَهُ.
[4] القَماءة: الصّغار والذل، والفعل منه قَمُؤَ من باب كَرُمَ.
[5] الاسهاب: ذهاب العقل أوكثرة الكلام، أي حيل بينه وبين الخير بكثرة الكلام بلا فائدة.
[6] أُدِيل الحقّ منه، أي: صارت الدولة للحق بَدَلهُ.
 [6] سيم الخسف أي: أُولي الخسف، وكلّفه، والخسف: الذّل والمشقّة أيضاً.
[7] سيم الخسف أي: أُولي الخسف، وكلّفه، والخسف: الذّل والمشقّة أيضاً.
[8] النَّصَف: العدل، ومُنع مجهول، أي حُرِمَ العدلَ: بأن يسلط الله عليه من يغلبه على أمره فيظلمه.
[9] عُقْر الدار ـ بالضم ـ: وسطها وأصلها.
[10] تواكلتم: وكَلَ كل منكم الامر إلى صاحبه، أي لم يتولّهُ أحد منكم، بل أحاله كلٌّ على الاخر.
[11] شُنّت عليكم الغارات: مُزِّقَت عليكم من كل جانب كما يشن الماء متفرقاً دفعةً بعد دفعة.
[12] الانبار: بلدة على شاطىء الفرات الشرقي، ويقابلها على الجانب الاخر "هِيت".
[13] المسالِحُ: جمع مَسْلَحَة ـ بالفتح ـ: وهي الثغر والمَرْقب حيث يُخشى طروقُ الاعداء.
[14] المعاهَدَة: الذميّة.
[15] الحِجْل ـ بالكسر و بالفتح و بكسرين ـ: الخلخال.
[16] القُلُب ـ بضمتين ـ: جمع قُلْب ـ بالضم فسكون ـ: السوار المُصْمَت.
[17] الرعاث ـ جمع رَعثة ـ وهو: ضرب من الخرز.
[18] الاسترجاع: ترديد الصوت بالبكاء مع القول: إنّا لله وإنا اليه راجعون،والاسترحام: أن تناشده الرحمة.
[19] وافرين: تامين على كثرتهم لم ينقص عددهم، ويروى (موفورين).
[20] الكَلْم ـ بالفتح ـ: الجرح.
[21] تَرَحاً ـ بالتحريك ـ أي: همّاً وحُزْناً.
[22] الغرض: ما ينصب ليرمى بالسهام ونحوها، فقد صاروا بمنزلة الهدف يرميهم الرامون.
[23] حَمَارّة القيظ ـ بتشديد الراء وربما خففت في ضرورة الشعر ـ: شدة الحر.
[24] التسبيخ ـ بالخاء المعجمة ـ: التخفيف والتسكين.
[25] صَبَارّة الشتاء ـ بتشديد الراء ـ: شدة برده، والقُر ـ بالضم ـ: البرد، وقيل هو بردالشتاء خاصة.
[26] حِجال: جمع حَجَلة وهي القبة، وموضع يزين بالستور، وربات الحجال: النساء.
[27] السّدَم ـ محرّكة ـ: الهم مع أسف أوغيظ، وفعله كفرح.
[28] القيح: ما في القرحة من الصديد، وفعله كباع.
[29] شحنتم صدري: ملاتموه.
[30] النُغب: جمع نُغْبَة كجرعة وجُرَع لفظاً ومعنى.
[31] التّهْمَام ـ بالفتح ـ: الهم، وكل تَفْعال فهو بالفتح إلاّ التِبيان والتِلقاءفهما بالكسر.
[32] أنفاساً: أي جرعةً بعد جرعة، والمراد أن أنفاسه أمست هماً يتجرّعه.
[33] مِراساً: مصدر مارسه ممارسة ومراساً، أي عالجه وزاوله وعاناه.
[34] ذَرّفْتُ على الستين: زدتُ عليها، وروى المبرد «نَيّفت»، وهو بمعناه.

ألبوم الصور