6 - ما معنى الذكر والجوع والعطش يوم القيامة للموتى الناهضين من تراب الأرض والزمان لم يعد "الدنيا"؟
في خطبة النبي صلى الله عليه وآله:" واذكروا بجوعكم وعطشكم فيهِ جوع يَوم القيامة وعطشه".
هل المقصود الذكر مقابل الغفلة أم مقابل النسيان وما معنى أن يذكر الإنسان بواقعه أمرا مستقبليا والأصل أن يذكر به ماضيا. ثم ما معنى الإحساس بالجوع والعطش يوم القيامة والله يقول " لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ - عبس - الآية - 37 " والكلام عن الطعام والشراب في القرآن الكريم ورد في مآل العباد جنة أو نارا أما في خصوص يوم القيامة نفسه فلم أجد كلاما عنهما فيه ولا يقال عن ما ورد في سورة الغاشية أنها عنهما لأن الأصح أن المراد بالغاشية هو النار ..
والوجه الذي اهتديت إليه في ذلك أن المعاد لما كان جسمانيا فإن الطبيعة تقتضيهما (الجوع والعطش) ولا تعارض مع الآية بل يمكن القول إنها تؤكده فإنهما مما يشغل الإنسان مع طول ذلك اليوم . وقد جاء في الحديث "يا أبا جحيفة أخفض جشاءك ، فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة" و" انّ المؤمن إذا صام شهر رمضان احتسابا يوجب اللَّه به سبع خصال : يذوب الحرام من جسده ، ويقرب من رحمة ربّه ، ويكفّر خطيئة أبيه آدم عليه السّلام ، ويهوّن اللَّه عليه سكرات الموت ، ويأمن جوع يوم القيامة وعطشه ، ويعطيه اللَّه البراءة من النار ، ويطعمه من طيّبات الجنّة ".
ومن هذا الباب بحث الفقهاء في أن المفطر هو الأكل والشرب بما هما دافعان للجوع والعطش أو مطلق الإيصال إلى الجوف ولو من غير الحلق وحتى لو كانا غير مغذيين .
وعليه يكون المراد بقوله صلَّى الله عليه وآله "واذكروا" لا تغفلوا عن الإرتفاع بمعاني الجوع والعطش عن جاري العادة واجعلوها ذكرى ليوم القيامة والوقوف فيه وبذلك يكون المعاد شاخصا تراعى أعمالنا معه كما قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام "طوبى لمن ذكر المعاد، فاستكثر من الزّاد".
ع.خ,الجمعة، 04 تموز، 2014
في خطبة النبي صلى الله عليه وآله:" واذكروا بجوعكم وعطشكم فيهِ جوع يَوم القيامة وعطشه".
هل المقصود الذكر مقابل الغفلة أم مقابل النسيان وما معنى أن يذكر الإنسان بواقعه أمرا مستقبليا والأصل أن يذكر به ماضيا. ثم ما معنى الإحساس بالجوع والعطش يوم القيامة والله يقول " لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ - عبس - الآية - 37 " والكلام عن الطعام والشراب في القرآن الكريم ورد في مآل العباد جنة أو نارا أما في خصوص يوم القيامة نفسه فلم أجد كلاما عنهما فيه ولا يقال عن ما ورد في سورة الغاشية أنها عنهما لأن الأصح أن المراد بالغاشية هو النار ..
والوجه الذي اهتديت إليه في ذلك أن المعاد لما كان جسمانيا فإن الطبيعة تقتضيهما (الجوع والعطش) ولا تعارض مع الآية بل يمكن القول إنها تؤكده فإنهما مما يشغل الإنسان مع طول ذلك اليوم . وقد جاء في الحديث "يا أبا جحيفة أخفض جشاءك ، فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة" و" انّ المؤمن إذا صام شهر رمضان احتسابا يوجب اللَّه به سبع خصال : يذوب الحرام من جسده ، ويقرب من رحمة ربّه ، ويكفّر خطيئة أبيه آدم عليه السّلام ، ويهوّن اللَّه عليه سكرات الموت ، ويأمن جوع يوم القيامة وعطشه ، ويعطيه اللَّه البراءة من النار ، ويطعمه من طيّبات الجنّة ".
ومن هذا الباب بحث الفقهاء في أن المفطر هو الأكل والشرب بما هما دافعان للجوع والعطش أو مطلق الإيصال إلى الجوف ولو من غير الحلق وحتى لو كانا غير مغذيين .
وعليه يكون المراد بقوله صلَّى الله عليه وآله "واذكروا" لا تغفلوا عن الإرتفاع بمعاني الجوع والعطش عن جاري العادة واجعلوها ذكرى ليوم القيامة والوقوف فيه وبذلك يكون المعاد شاخصا تراعى أعمالنا معه كما قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام "طوبى لمن ذكر المعاد، فاستكثر من الزّاد".
ع.خ,الجمعة، 04 تموز، 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق