السبت، أغسطس 17، 2019

مسألة ترتيب الصفحات والأسطر في المصحف الشريف


مسألة ترتيب الصفحات والأسطر في المصحف الشريف
هذه المسألة فضلا عن الجانب الفني الجمالي فيها وما يرتبط منه بالتصميم الفني الطباعي لاحقا، تعتبر من المسائل المساعدة في تأريخ كيفية كتابة القرآن الكريم. وقد ذكرت سابقا[1] اختلاف نماذج المصاحف وأنه "مبني على موضعة الكلمات في الصفحات، وأن هذه مبنية على موازين الخط وقياساته، ويتبعها اختيار الخطاط للنموذج المصحفي الذي يكتب على أساسه لجهة عدد ما يكتب في الصفحة من أسطر وعدد ما يكتب في السطر من كلمات وكيفيته" وأن "هذه الموازين ليست توقيفية لا شرعا ولا اصطلاحا, فمصاحف الكتبة الاولى كانت الكلمة الواحدة منها إذا ضاق السطر عن استكمال حروفها تستكمل في أول السطر التالي" و " إن عدد الأسطر في الصفحة الواحدة تفاوت بين ناسخ وآخر تبعا لقياسات الصفحة والتشكيل الهندسي الذي يراد جعل الآيات فيه".
تخرج عن البحث نماذج لا يصح تسميتها مصاحف كلوحة القرآن الكريم المعروفة وهي نموذج كتابة أو طباعة المصحف كاملا على صفحة ورقية واحدة من ثلاثين عمودا، أو على مواد غير ورقية او النماذج المستنسخة عن مصاحف لكنها مشغولة على مواد غير ورقية بتقنية النانو.
وبعد أن كنت قد عرضت في مقالة سابقة لنموذج نادر في طباعة المصحف يجعل الصفحة الواحدة مشتملة على عمودين وهو من كتابة مصطفى نظيف[2]، أعرض لكم  هنا نماذج مختلفة للكتابة في صفحة واحدة تتميز بجعل الجزء الواحد كاملا أو نصفه أو ربعه في صفحة واحدة.
1 - نموذج كتابة الجزء الكامل في صفحة واحدة:
مصحف مغولي[3]  ( 1078 هجرية /1700 ميلادية – 1128 هجرية / 1750 ميلادية)، الهند.
هندسة الصفحات: أربعة مستطيلات أفقية عدد الأسطر داخل كل مستطيل: 17، محاطة بخمسة أشرطة مستطيلة أيضا،في كل منها سطر من القرآن الكريم.
النص القرآني محاط بثلاثة إطارات، العلويان تزيينيان مع تذهيب وتلوين، والأيمن والأيسر يتضمنان الرموز (ركوع، سجدة، الجزء .. الخ) 
عدد الصفحات:  غير مذكور في الموقع.
خط  الأشرطة: الثلث
2 - نموذج كتابة نصف الجزء (الحزب) في صفحة واحدة:
- مصحف الحاج زهير ( 1276 هجرية / 1859 ميلادية )، تونس.
هندسة الصفحات: جرد عامودي بدون "سر لوح" لبداية المصحف، تبدأ الصفحة الأولى من بسملة الفاتحة وتستمر الكتابة الى نهاية الحزب الأول.
النص القرآني محاط بإطارين جانبيين للرموز وثلاثة إطارات تزيينية بزخارف نباتية مع تذهيب وتلوين.
عدد الأسطر: 56 .
عدد الصفحات القرآنية:  60 . مع صفحات تعريف
خط المصحف: مغربي
- مصحف (الحاج ميرزا محمد رضا) زين العابدين الشريف الشيرازي، كتب في نصف دائرة أسفل صفحة الفاتحة أنه بدأ بكتابته سنة 1313 هجرية ( 1895 ميلادية) وتحت أوائل البقرة في نصف دائرة  أنه ختمه 1315 هجرية ( 1897 ميلادية). وجاء تحت سورة الفلق ما يلي: " وانا العبد المسكين تراب اقدام الحكماء المتألهين الحاج ميرزا محمد رضا"، وتحت سورة الناس : " راقم المصحف المجيد زين العابدين الشريف سنة 1315 "، إيران.
هندسة الصفحات: يبدأ المصحف ب"سر لوح" سورة الفاتحة على صفحة وأوائل سورة البقرة على صفحة، ويختتم بسر لوح سورة الفلق على صفحة وسورة الناس على صفحة.
 النص القرآني محاط بإطار من جهاته الأربع وفيه زخارف و"شمسات" تتضمن الرموز (علامة الحزب نرسومة بشكل زهرة ونصوص مختارة من آيات وأدعية, وهو خال من التلوين أو التذهيب.
فواصل ترقيم الآيات بشكل مُعيّن متساوي الأضلاع والعدد فوقه، ويغيب العدد احيانا.
 عدد الأسطر: 47 .
عدد الصفحات القرآنية:  64 . مع صفحات للفهارس والدعاء الألفبائي عند ختمة القرآن الكريم.
القياس : 26.5 سم / 18 سم.
طباعة حجرية، بدون ذكر المطبعة أو الناشر.
خط الفاتحة واوائل البقرة والفلق والناس: الثلث
خط المصحف: النسخ النيريزي
3 - نموذج كتابة ربع الجزء في صفحة واحدة:
 مصحف  رشيد الدين. تاريخ النسخ 1291 هـ / 1874 م، إيران.
هندسة الصفحات: يبدأ المصحف ب"سر لوح" سورة الفاتحة على صفحة وأوائل سورة البقرة على صفحة، وبقية الصفحات بطريقة الجرد، وفواصل السور شريط مزخرف فيه بيانات السورة.
 النص القرآني محاط بثلاثة أطر : أحمر وذهبي وأزرق من جهاته الأربع، وفي حواشيه  زخارف و"شمسات" تتضمن الرموز.
فواصل الآيات بشكل شمسات ذهبية يتوسطها لون أزرق وبدون ترقيم.
 عدد الأسطر: 33.
عدد الصفحات القرآنية:  122.
صورة عن مخطوط
خط المصحف: النسخ و توجد في حاشيته ملاحظات باللغة الفارسية مكتوبة بخط التعليق.
وللبحث صلة.
ع.خ، ‏الأربعاء‏، 19‏ كانون الأول‏، 2018



[1] تفسير وتاريخ تمييز لفظ الجلالة ورب تلويناً في المصحف الشريف – 2
[2] مصحف نادر على عمودين في الصفحة بدلا من عمود واحد
[3] خُط في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي ويتميز بأن كل صفحة به تحوي جزء كاملا من أجزاء القرآن الثلاثين.

كل جزء على صفحة

نصف الجزء على صفحة - الحاج زهير

نصف الجزء على صفحة - الشريف

ربع الجزء على صفحة - رشيد الدين

الأربعاء، أغسطس 07، 2019

قصة كتابة المصحف الشريف كاملا على صفحة واحدة


قصة كتابة المصحف الشريف كاملا على صفحة واحدة
انتشرت هذه اللوحة المطبوعة وبأكثر من قياس في ثمانينيات القرن الماضي واستمرت عملية طباعتها ونشرها الى فترة قريبة، وكنت أظن كغيري أنها عملية إعادة ترتيب للمصحف الشريف بعد تصغيره، وقد تكون كذلك في بعض طبعاتها الجديدة خصوصا، لكنني وجدت أن صاحب الفكرة والتنفيذ للنسخ  الأولى لها في تاريخ كتابة المصاحف هو الخطاط المصري محمد إبراهيم الأفندي، وقد كتب منها ثلاث نسخ خطية.
 وبحسب ما كتبه على الثالثة وهي آخرها التي قدمها هدية للملك فاروق: "بعناية الله وفى حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان ابن الملك فؤاد الأول بن الخديوى إسماعيل بن إبراهيم الفاتح بن محمد على الكبير رأس الأسرة العلوية المالكة كُتب هذا القرآن الشريف للمرة الثالثة على هذا الوضع.. الأستاذ محمد إبراهيم مؤمن مدير مدرسة تحسين الخطوط بمدينة الإسكندرية، استغرق كتابته وزخرفته 6 أشهر وقدم فى عام 1367هـ - 1948م".
وقياس هذه النسخة  50 سم طولا و30 سم عرضا، وآخر مالك لها سنة 2014 هو أحد تجار التحف في القاهرة [1] ولم تذكر جريدة اليوم السابع المصرية التي نشرت قصة هذه النسخة نوع الخط الذي كتبت به.
أما النسخة الثانية وقد تكون الأولى فقد تملكتها مكتبة الإسكندرية سنة 2007 وهي بقياس 125سم طولاً و 75 سم عرضا وكان انتهاؤه منها حسب توقيعه عليها يوم الأحد 24 من جمادى الأولى 1364هـ، الموافق 6 من مايو 1945م، وكان الخطاط أهدى لوحته إلى الملك فاروق الأول في العيد التاسع لجلوسه على العرش سنة 1945م. وقد ذكرت جريدة الجزيرة السعودية التي أوردت الخبر أنها مكتوبة بالخط الفارسي الغباري والمقصود بالغباري هو صغر حروفه وتشبيهها بالغبار لدقتها[2].
ويبقى سؤال : أين النسخة الثالثة؟
ع.خ، ‏الأربعاء‏، 07‏ آب‏، 2019


ألبوم الصور