علماء من المسلمين السنة والشيعة يلتقون في الجنوب لمناسبة الانتصار ورفضا للفتن الطائفية والمذهبية
بمناسبة عيد المقاومة والتحرير أقام تجمع العلماء المسلمين في معلّم مليتا السياحي لقاءاً علمائياً موسعاً حضره أكثر من مائة وخمسين عالماً وابتدأ بدعاء الوحدة.
مقتطفات من الكلمات التي ألقيت والنص الكامل للبيان الختامي الذي ألقاه رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ حسان عبدالله.
* كلمة رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ احمد الزين: هذا التجمع الآن يلتقي في الخط الدفاعي الأول المواجه للعدو الصهيوني لنحمل هذا المعنى الكريم للجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة السيد علي الخامنائي حفظه المولى ومن قبله الإمام الخميني الذي بشر بهذا الخط الدفاعي المليوني، تلتقي عليه الأمة الإسلامية في مواجهة العدو الإسرائيلي .
لهذا نقف نحن معشر العلماء المسلمين في هذه الإطلالة على أرض فلسطين والقدس الشريف نخاطب العلماء في سائر أنحاء العالم الإسلامي: أيها العلماء احملوا معنا مشروع الإسلام واحملوا معنا مشروع الوحدة الإسلامية واحملوا معنا مشروع المقاومة الإسلامية للوصول بنا إلى القدس الشريف لنصلي معاً في المسجد الأقصى ولنرفع راية لا إله إلا الله ومحمد رسول الله.
*كلمة فضيلة الشيخ هاشم منقارة منسق عام جبهة العمل الإسلامي: على ضوء ما يجري حولنا فإن المشكلة التي تواجه إصلاح الفساد الذي عم البلاد بلادنا الإسلامية والعربية من الهيمنة الأجنبية التي أولاً تعمل للتأثير في ثقافة أمتنا وتغيير عقيدتها وعزلها عن قيادتها الأممية وتوجيه حركتها الأخلاقية والسياسية والفكرية وبالتالي تطويع السلوكية العامة للأمة بما يخدم المصالح الأجنبية، بإستعمالهم القوة العسكرية الغاشمة والنفاق السياسي المتعمد المعتاد لإيجاد مجتمع مستسلم لطروحاتهم الملتبسة والتي تبشرنا به قوى 14 آذار بحكومات خدمية صورية غير مؤمنة بقيم الجهاد لأمتنا ومداد نحن اليوم في حضرة المقاومة وشهدائها وجرحاها وذكرى انتصارها وبكل تضحياتها قد أحالت زمن الهزائم إلى زمن الانتصارات عندما برهنت بجهادها البطولي على نجاحات مباركة بالتأسيس لنهضة جديدة للأمة لتلم شملها وتستجمع قواها على منهج شرعي ارتقى بالأفراد والجماعات إلى مستوى المسؤولية والمواجهة وتحقيق الأهداف . ونحن على أرض الرباط أيها المرابطون وعلى مشارف بيت المقدس أيها الرجال المقدسيون، ورغم كثرة الهموم وما يتعرض له أهلنا في فلسطين والجراح التي اثخنت جسدنا الضعيف فقدسنا وفلسطيننا ورد الحقوق لأهلها والدفاع عن مقدساتنا حق لن نحيد عنه أبداً جهداً وجهاداً ورباطاً ومقاومة.
* كلمة مربي جمعية الدعاة فضيلة الشيخ محمد أبو القطع: إن تحرير لبنان هو مقدمة تحرير فلسطين وكافة بلاد المسلمين، نعم كافة بلاد المسلمين فالصراع ليس صراع فلسطيني- إسرائيلي أو عربي- إسرائيلي بل إسلامي صهيوني.لبنان لم يتحرر عن طريق مفاوضات عبثية يقودها أناس نفوسهم دنية.بل عن طريق أناس نفوسهم آبية عقولهم على التدجين عصية قلوبهم بالله قوية بأيديهم يحملون البندقية لهؤلاء منا ألف تحية.
لبنان لم يتحرر عن طريق مؤتمرات لا تنتج إلا مؤامرات، بل عن طريق رجال يرابطون في الخنادق ولا يرتادون المرابع الليلية والفنادق.
لبنان يحتاج لأناسٍ تاريخهم حافل بالرجولة والبطولة وليس لأناس تاريخهم حافل بالرذيلة والعمالة.
لبنان لم يتحرر عن طريق مغامرات ومؤامرات غير محسوبة بل عن طريق مغامرات جهادية محسوبة.لذلك نقول: لا يستوي المقاتل لإسرائيل والمتعامل مع إسرائيل. فالاعتراف بإسرائيل خيانة صغرى والاعتراف بمن يعترف بإسرائيل خيانة كبرى.
* كلمة الشيخ بلال شعبان أمير حركة التوحيد الإسلامي: في حمأة الصراع في الحرب الأهلية وعلى مدى 17 عاماً هناك من حول المحنة إلى منحة واخترعوا داخل بيروت طوائف ومذاهب وأحزاب ، وهناك ثلة إتجهت نحو الجنوب، اتجهوا صوب قبلة الجهاد صوب فلسطين فصنعوا مقاومة وملحمة في الوقت الذي صنع فيه الآخرون مذبحة أودت بكل لبنان على مدى 17 سنة، أودت ب 200 ألف لبناني و65 مليار دولار وبمليون مهاجر. وإلى اليوم مازالوا متحكمين بهذا لبنان، بتلك الطبقة، الحرب حربهم السلم سلمهم، الطائف طائفهم،الدوحة دوحتهم، والدوخة دوختنا نحن.
في أيار عنوانان: هناك 17 أيار 1983 عندما تحولت تلك الطبقة لتمد يدها من اجل صناعة كامب ديفيد، لصنع اتفاق مذل لكن حطمه تجمع العلماء المسلمين في أول لقاء له هناك عندما اعتصمنا في مسجد بئر العبد.
وفي أيار هناك صفحة مشرقة هي صفحة 25 أيار التي رأينا في مليتا معلم من معالمها المشرقة.
هذا الانتصار هنا هو الذي جعل لهم كراسي النيابة والوزارة ليقفوا خلف منابرها من اجل أن يرشقوها بالحجارة، بعدما قدمت الدم لهم من اجل أن تكون لهم دولة ومن أجل أن تكون لهم حكومة.
البيان الختامي ألقاه رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ حسان عبدالله:
بتاريخ الثلاثاء 27 جمادى الثانية 1432هـ الموافق: 31 /5 / 2011 وبمناسبة الذكرى الحادية عشر لتحرير القسم الأكبر من الأراضي اللبنانية من رجس الاحتلال الصهيوني وبدعوة من تجمع العلماء المسلمين عقد في معلّم مليتا السياحي لقاء علمائي موسع حضره أكثر من مائة وخمسين عالماً من السنة والشيعة وصدر عن المجتمعين البيان التالي:
إن اندحار العدو الصهيوني من لبنان ومن خلال المقاومة ومن دون أية اتفاقيات تفرض شروطاً مسبقة وتعطي مكتسبات سياسية وجغرافية للعدو الصهيوني يؤكد أن الخيار الانجح في التعامل مع هذا العدو هو المقاومة والجهاد، بينما أثبتت الخيارات الأخرى فشلها الذريع فهي لم تؤدِ إلا إلى مزيد من التنازلات لصالح العدو الصهيوني دون أن تؤدي إلى إنتاج الدولة الفلسطينية على جزء من الأراضي الفلسطينية وحتى في اتفاقيات ما سمي بالسلام مع مصر والأردن لم تنتج تحريراً كاملاً للأراضي بل استمرت أراضي مصر والأردن منزوعة السيادة الكاملة بحيث تحتاج إلى إذن لإدخال جندي واحد زيادة عما هو متفق عليه ضمن هذه الاتفاقيات المذلة.
تأتي الذكرى هذه السنة متصاحبة مع حركات شعبية في عدد من دول العالم العربي تُعبر مرة أخرى عن فشل عمليات السلام المزعومة عن إنتاج التطبيع الذي كانت تسعى إليه الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني مما أكد وبقوة إن هذا الكيان غدة سرطانية مآلها الاقتلاع وإلا فتكت ببقية جسد الأمة ولا حل في التعامل مع هذه الغدة إلا بالجهاد والمقاومة.
إننا كعلماء مسلمين يهمنا أن نؤكد على النقاط التالية:
أولاً: إن انجاز المقاومة في لبنان لم يكتمل بل ما زالت هناك أراضي محتلة وانتهاكات صهيونية مستمرة تفرض استمرار المقاومة على جهوزيتها وشحذ أسلحتها كي يكتمل التحرير وتصان الأرض وتأمن السيادة.
ثانياً: إن الكلام عن سلاح المقاومة ونزعه هو مطلب أميركي- صهيوني ومن يسير في هذا المسار هو من حيث يدري أو لا يدري يخدم مصالح أعدائنا ولا يجوز في إطار التجاذبات السياسية الداخلية أن تكون المقاومة وسلاحها جزءاً منها بل لا بد من أن يكون الخلاف السياسي على قاعدة تقديم الحلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية للشعب وهي كثيرة.
ثالثاً: تبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة التي لن تهدأ حتى تحرير آخر شبر من أراضينا المحتلة ولا يجوز شرعاً ترك الجهاد لتحريرها امتثالاً لأمر الله تعالى " أخرجوهم من حيث أخرجوكم" والتخلف عن هذا التكليف يوقعنا في الحرمة الشرعية والمسؤولية التاريخية.
رابعاً: وجه المجتمعون تحية إكبار وإجلال لأبطال يوم العودة في الخامس عشر من أيار الذين اثبتوا أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت وأن تحريره ممكن فيما لو جهزت هذه الجموع في كافة المحاور مع فلسطين لعملية التحرير الكبرى، وندعو كي يكون يوم السابع من حزيران يوماً مشهوداً يحول النكسة التي أورثونا إياها إلى يوم يزلزل أركان الكيان الصهيوني ويبشر ببداية زواله.
خامساً: وجه المجتمعون تحية كبيرة لثورات الشعب العربي في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين ودعا الشباب هناك إلى اليقظة كي لا تسرق الانجازات ويصار إلى إنتاج أنظمة عميلة لأميركا بل أن تكون إرادة الشعب في العزة والكرامة وتحرير فلسطين هي عنوان الحكومات التي ستنتج.
سادساً: إن سوريا كانت وما زالت حصناً منيعاً ودولة ممانعة لإرادة الاستكبار العالمي في فرض صلح ذليل عليها وهي حضنت وتحضن المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وتدافع عنها وتتحمل الكثير بسبب هذا الموقف وترفض الانصياع لإرادة الاستكبار العالمي للتخلي عن المقاومة تحت قاعدة تغيير سلوكها وهذا لا يعني أبداً أنه ليس هناك مشكلات داخلية بل هناك مشكلات ناتجة عن فساد إداري ومالي ونظام يحتاج إلى إصلاحات كبيرة وافق عليها سيادة الرئيس بشار الأسد وابتدأ خطوات عملية في سبيل انجازها غير أن الغرب لا يستهدف موضوع الإصلاحات فالمطلوب منه هو قطع العلاقات مع إيران وحصار المقاومة وطرد قادتها من سوريا حتى لو استمر النظام على ما كان عليه. لذلك فإنهم لم يعطوه أية فرصة لإنجاز ما وعد به وابتدأوا بتحريك أدواتهم للإرهاب والقتل. لذلك فإننا نعلن أننا نقف مع سوريا في مواقفها القومية والوطنية وندعو القيادة هناك للاستمرار في عملية الإصلاح حتى انجازها والوصول بالبلد إلى شط الآمان.
سابعاً: إن المقاومة في لبنان بحاجة إلى مجتمع ودولة مقاومين وذلك من خلال ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة التي أثبتت نجاحها. وهذا لن يكون إلا من خلال حكومة لا تستمع إلى إملاءات فيلتمان وكونيللي بل تعمل لتحقيق مصالح شعبها لذا فإن العلماء يدعون رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إلى انجاز تشكيلته اليوم قبل غدٍ وإذا كان عاجزاً عن قيامه بهذه المهمة فليعلن عن أسباب عجزه ويضع النقاط على الحروف ويصارح شعبه وليعتذر وإن كنا نرغب في أن يؤلف الحكومة متحملاً تبعات الموقف الذي وضع نفسه فيه ليكون رئيس حكومة مقاوم سيقف كل الشرفاء معه.
ثامناً: في هذه الأجواء لا بد من استذكار شخصية كبيرة كان لها الدور الأكبر في أحياء الإسلام في النصف الثاني من القرن العشرين الإمام الخميني قدس سره في ذكرى ارتحاله هذا الإمام الذي سارت المقاومة في لبنان على هدي إرشاداته لنؤكد أن نهجه مستمر فينا وفي خليفته سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنائي – مد ظله-.
تاسعاً: وجه المجتمعون تحية للانجاز الفلسطيني بالمصالحة بين فتح وحماس هذه المصالحة التي دعونا إليها مراراً، والذي يؤكد أهميتها هو هذا الانزعاج الكبير لدى أميركا وإسرائيل ما يدعو للاستمرار فيها وتجاوز الخلافات الجزئية لصالح أولوية الاتفاق والتنبه للمؤامرات التي يسعى لها حتماً أعداء فلسطين.
عاشراً: الموقف الذي أعلنه باراك أوباما في مسألة المقاومة في لبنان واتهام حزب الله بالاغتيال السياسي هو استدعاء لفتنة مذهبية لن تنطلي على أحد وسيقف العلماء المخلصون في الأمة في مواجهتها وستجهضها كما أجهضت محاولات الفتنة سابقاً.
أما موقفه من القضية الفلسطينية الذي أزعج الصهاينة فتراجع عنه بسرعة قياسية لصالح الأهداف الصهيونية في يهودية الدولة وعدم الانسحاب لحدود ال 67 فهو يؤكد للمرة الألف أن الرهان على أن يكون الأميركي وسيطاً فضلاً عن أن يكون نزيهاً أو محايداً هو رهان فاشل ينطلق إما من غباء أو من عمالة.
أخيراً قرر المجتمعون اعتبار هذا اللقاء باكورة لقاءات مستمرة تواكب الأحداث التي تمر في لبنان وتتخذ الموقف الشرعي المناسب منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق