الأربعاء، يونيو 22، 2011

"الدور التركي" في استعادة لنص منشور قبل سنة

هذه استعادة لنص نشرته في 8 تموز 2010 على مدونتي ونشرته جريدة النهار وقتها وسبب الإعادة ما تضمنه من رؤية للدور التركي في بلاد الشام وكنت بدأت كتابته ونشرت النهار القسم الأول منه في نفس تاريخ اليوم أي قبل سنة بالتمام والكمال تعقيبا على مقال للأستاذ جهاد الزين : "3 توجهات دينية لدعم الدولة غير الدينية" .
السبب الثاني : ما أعلنه الإثنين 21 حزيران 2011 شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في "رؤية الأزهر والمثقفين لمستقبل مصر" حول الدولة المدنية أو غير الدينية وكنت تمنيت على الأستاذ جهاد الزين وقتها لو انتقاه بدلا من "الإمام فتح الله غولن"
 السبب الثالث :ما نشرته مجلة شؤون جنوبية اليوم تحت عنوان :
هآرتس: إسرائيل وتركيا تجريان "محادثات مفاجئه وسريه"قد تقرر مصير المنطقه"
 http://www.janoubia.com/modules.php?name=News&file=article&sid=9742
 وذكرته نفسه الجزيرة:
http://www.aljazeera.net/news/international/2011/6/21/%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D9%84-%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D9%88%D8%A3%D9%86%D9%82%D8%B1%D8%A9
ومن المفيد قراءة القسم الأول من نصي والقسم الثاني قبله 
http://alsheikhalikhazem.blogspot.com/2010/06/blog-post_22.html
http://alsheikhalikhazem.blogspot.com/2010/06/2.html
تعقيب على ثلاثية جهاد الزين - 3 : الإسلام " التركي " و الدولة التعددية ووظيفة الدينيين
في هذه الرسالة الأخيرة من التعقيب أستكمل الكلام عن الشأن الإسلامي التركي و أختم بالتوقف عند العلمانية الأميركية الإيجابية وتوظيف المواقف الدينية ضد الدولة الدينية.
الإسلام " التركي " :
بداية وحلا للإشكال الظاهري الذي بدا للبعض وتوفيقا بين الخوف والحذر من العثمنة والتاكيد على وطنية ومواطنية المسلمين الشيعة العرب الذي تقدم من عالمين من علمائهم ينبغي ملاحظة وعي المسلمين الشيعة العرب للفرق بين الراهن والإستراتيجي في النظرة إلى الإسلام الذي حكمت به الدولة العثمانية وتتقدم به تركيا اليوم إلى العالم العربي على المستوى الفلسطيني وعلى المستوى العقائدي .
فهي تتقدم بنموذج مختلف للإسلام[1] عن الذي تقدمت وتتقدم به إيران بعد الثورة الإسلامية[2] أو الذي تحاول السعودية تجديد تقديمه [3] . إنه وكما أراه حاصل الخلط بين صوفية غولن وفقه أربكان في عدستي منظار الجيش التركي الذي حل محل المنظار القديم ذي العدسات المتراكبة , فهو وإن بدا في وجه أنه يشكل دعما لسيادة إيران والسعي السوري - اللبناني - الفلسطيني لإسترجاع (حقوقهم ) و حرصا على وحدة العراق , لكنه في الوجه الآخر مقرؤ على أنه " الإسلام الحنفي " مقابل " الإسلام السلفي " وهوبذلك وإن كان أقرب للسنة العرب لكنه يجلب معه مخاوف لدى هؤلاء حكاما على وجه الخصوص من أن يكون في الجانب السياسي مستفيدا من علاقته بدول الممانعة وقوى المقاومة - بما فيها القوى السنية - لتأمين أمرين: أولهما العودة بنفوذه إلى بلاد الشام التي كان يحكمها مباشرة وليس بالواسطة كمصر, وثانيهما تقديم نموذج لإسلام بديل يواجه الإسلام المتشدد لا بالصيغ المائعة والهلامية لما يسمى بالإسلام الوسطي الذي استطاعت السلفية نفسها مماشاته بل بصيغة محددة التكوين بالمذهب الحنفي .
ومكمن الحذر هنا من أن يكون هذا الموقف تحالفا مع الشيعة والعلويين لتشكيل استقطاب للسنة من بقية المذاهب غير السلفية ثم فرطه كتجربة المصالحة بين الصفويين والعثمانيين التي ذكرها السيد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة والتي بلغت حد المصالحة على بعض العناوين الدينية الشيعية لكنها لم تلبث أن انهارت أمام مصالح الدول.
وهذا ما يدفع بي إلى الحذر والتحذير فنحن المسلمون الشيعة في دولنا القائمة مواطنون لا جاليات ولا أقليات و ينبغي لنا فهم و رعاية مصالحنا الوطنية .
لكنني في ذات الوقت لن ارضى لنفسي تجاه المواقف الإيجابية التركية من القضية الفلسطينية خصوصا وقضايا المنطقة عموما الوقوف في الموضع السلبي الذي وقف فيه بعض الحكام وبعض الإسلاميين من المواقف الإيجابية للجمهورية الإسلامية الإيرانية .
العلمانية الأميركية الإيجابية وتوظيف المواقف الدينية ضد الدولة الدينية:
تنتهي العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين والمسلمون - ما عدا الفلسطينيين - يعيشون في " دول مستقلة و ذات سيادة " تنتسب إلى منظمة الأمم المتحدة وبحسب نسبة عددهم إلى مجموع السكان[4] تنتسب هذه الدول إلى منظمة المؤتمر الإسلامي دولا "أعضاء" أو "مراقبة" ويترتب على هذا الإنتساب "إلتزامات" ما يعني أن الفضاء الطوباوي الذي عاشته الحركة الإسلامية في القرن الماضي أصبح أكثر ضيقا بأحلامها , خصوصا بعدما ابتعدت لاصقة " الإسلامية "[5] غالبا في دلالتها عما وضعت لأجله , وقد كان لوضعها حيثياته التحررية في بعضها .لكن لم يكن وجود هذه اللاصقة اوعدمه أبدا ذا دلالة على حكومتها فيلاحظ مثلا أن غيابه عن تسمية الدولة السعودية التي تأسست على جديد ديني لم يؤثر في طبيعة حكومتها فكانت دينية بالكامل .
وإن خيار إستقلال مسلمي الهند في"جمهورية باكستان[6] الإسلامية"ما يزال إلى اليوم موضع جدل في تقويمه وصل حد وصفه من بعض الإسلاميين الهنود بالخيانة .
"الدولة الدينية الإسلامية" بتجريديته لم يعد شعارا لمشروع للإسلاميين وأكثر الحركات الإسلامية في الدول المستقلة التي تحدثنا عنها إلا بصورتين :
الأولى كخيار فكري على مستوى بحث " المذهب السياسي " . والثانية كبديل "ديمقراطي" "سلمي" على مستوى البحث عن بديل" النظام السياسي " القائم في أي دولة, بعد الإقرار بشرعية ما للدول والأنظمة القائمة حتى من قبل أكثر الإسلاميين طوباوية وهو "حزب التحرير" الذي يحظى اليوم بتراخيص قانونية من الجهات المعنية في الأنظمة القائمة .
ويبقى نموذجان قائمان على رعاية الحلم أحدهما بخيار القوة "السيف واليد" كالقاعدة وطالبان ,والآخر بخيار الدعوة " اللسان" كبعض العلماء في مباحثهم الغائبة عن الزمان والمكان من كل المذاهب , وهما يكملان بعضهما ويخذل الثاني الأول عادة رعاية للسلطان عند أول إشتباك , وهما بعدُ : نموذجان نافران.
وما يجب الإقرار به هنا أننا في دول العالم الإسلامي عموما لم نستكمل بعد - ولأسباب متعددة - مستلزمات الإستقلال الوطني في قضايا مثل الهوية الوطنية والمواطنة والحرية , فضلا عن إفتقاد الكثير من الدول إلى أساس نظري في إختيار الشكل المحدد للدولة لإننا عندما نقول بدولة تعددية كخيار أصلح لمجتمع تعددي لابد أن نحدد شكلا للنظام , فالعراق في قيامه الجديد بعد النظام السابق ارتضى وعلى خطى لبنان "الديمقراطية التوافقية"[7] لكن هذا لا يكفي في تحديد شكل الدولة فإن الديمقراطية بتنوعاتها لازمة من لوازم الدولة الحديثة وكلامنا يقتضي تحديدا أدق فنحن في لبنان مثلا نعيش في بلد ميثاقي قدم أفراده تنازلات ليتشكل على صورته الحالية ، ونعيش قانونياً حالة فيدرالية شخصية ( مقابل الفيدرالية الجغرافية) تطبق فيها على الفرد قوانين معتقده في الأحوال الشخصية وهذه الفيدرالية مطبقة في قبرص وبلجيكا وهي بالتالي لا تتعارض مع الدولة التعددية وتحفظ الحق بتطبيق الشريعة - كما في الدولة الدينية - في نفس الوقت,ولو ضمن حدود معينة .
إنَّ إستبعاد الشعار التجريدي عند "دينيين" هو غير نفي الخيار وقد نتفق بل نتفق على دولة تعددية غير معادية للدين لتكون " الخيار الأصلح " في دولة مستقلة ذات مجتمع تعددي , لكن التعبير بالعلمنة المؤمنة أو العلمنة الإيجابية محل نظر إلا إذا اعتبرناه قضية إعتبارية فلن أختلف معك حوله لإن الإختلاف في الإعتباريات سهل التسوية ولكنه ليس كذلك فعلا خاصة مع ما قاله الأستاذ أمين إلياس "إلا أن الأستاذ الزين أغفل مفهوماً آخر ورد أيضاً في هذه الورقة. وهذا المفهوم شديد الأهمية، لارتباطه عضوياً بـ"العلمانية" المطروحة. إنه مفهوم "حرية الضمير". فلا إمكانية لإقامة أية علمانية إن لم تلازمها جبراً "حرية الضمير". "[8] . وهذا بحث آخر ولكن اسمح لي بسؤال سريع أين هي حرية الضمير في قوانين الدول العلمانية السلبية والإيجابية أم أن هذا المفهوم يتعلق فقط بالمعتقد الديني دون الفلسفي والسياسي " معاداة السامية مثلا "؟
التحسس من "العلمنة" عند الإسلاميين سيتحرك مهما كانت الإضافة فكيف إذا كانت أمريكية؟
و أكثر من ذلك إذا ارتبطت بإستبعاد تطبيق الشريعة الإسلامية[9] كما ذكر الأستاذ إلياس مثالا لها .
والسؤال الجديد هل التعددية تتناقض مع تطبيق الشريعة في بلادنا فقط ولايمكن قبولها كوجهة نظر[10] بينما لا نجدها كذلك في بريطانيا والولايات المتحدة نفسها[11], على كونه " تطبيق الشريعة " موضوعا للنقاش هناك أيضا بناء على تطبيقه فعلا من خلال بعض المحاكم , فلماذا إستعجال الحسم هنا برفض الدولة الدينية مطلقا على خلفيته و" التكلُف " لمواءمة ما دستوريا بين الإسلام ونظام سياسي معيَّن حتى في الدول ذات الأغلبية الدينية دون ترك التجربة الإجتماعية لتُنضِج هي ووفق حاجاتها وتطورها الطبيعي نظامها الخاص ؟ مجددا القول بأننا لم نستكمل إستقلالنا الوطني والإشكال موجه للإسلاميين كما غيرهم... لماذا ؟.
الأستاذ جهاد الزين :
كيف أمكنك أن تعتبر موقف آية الله العظمى السيد السيستاني متوافقا مع العلمنة الإيجابية ورافدا لها ورافضا للدولة الدينية مع أنه لا يعدو كونه حكما في واقعة ؟ أوَ هل تبين لك أنه لا يقول بشرعية النظام السياسي في إيران وهو نظام ديني أم أنه لا يقول بشرعية النظم العربية القائمة وبعضها ديني؟
وإذا كان " الإعتبار " سهل المؤونة لكن " الجعل " ليس كذلك أبدا إنه يضعك في نفس الصف الذي تهرب منه , القسر على نموذج واحد دون ترك الخيار والحرية للناس .
أنت تهرب من إحتكار بعض الدينيين للحقيقة لا لتقف في صف محتكريها من الآخرين فقط بل وتفتش لهم عن فتوى شرعية وإلا فكيف تفسر هذا " التكليف الشرعي الحديث " للدينيين :
"تيارات ثلاثة يمكن اعتبارها الآن، بل "جعلها " ، قوة دفع فكرية وبالتالي سياسية، لبلورة شخصية "الدولة غير الدينية"
" انها المرحلة التالية بدون لبس:
مرحلة دور أو أدوار التيارات المتدينة في عملية إعادة ما لفصل الدين عن الدولة.
"الدينيون الجدد" هم الذين يستطيعون في ظل الاكتساح الاصولي اعادة الاعتبار لفكرة الدولة غير الدينية.
هذا ليس زمن غير الدينيين في صناعة العلمانية الجديدة. هذا زمن الدينيين في اعادة "علمنة" الحياة السياسية ومفاهيمها " .
أخيرا أترك مناقشة عنوان البابا بينيدكتوس والسينودس إلى عنوان مستقل , راجيا أن لا أكون قد أطلت والسلام.
بكل إحترام , الشيخ علي حسن خازم - بيروت


[1] ونقل هذا المعنى الأستاذ جهاد بقوله : " ويجب ان نتذكر هنا ان فتح الله غولن معروف بنقده لما يسميه النموذجين الايراني والسعودي كـ"دولتين دينيتين"".
[2] حيث لاينظر إليه منفكا عن شيعيته وقوميته , نتيجة بعض الأخطاء الشخصية التي لا يتحمل مسؤليتها النظام كبعض المواقف تجاه دول الخليج و نتيجة الحروب المختلفة التي تعرضت لها إيران و ما يجري من تشكيك في مواقفها من القضية الفلسطينية ودعم المقاومة.
[3] بعد الدعوة التي أطلقها الأمير سلمان بن عبد العزيز هذه السنة لاستبعاد التعبير بالوهابية عن نمط الإسلام الذي قدمته السعودية طيلة العقود الماضية بل منذ تأسيس التحالف بين الأسرة الحاكمة والشيخ محمد ابن عبد الوهاب . و دعوة الأمير سلمان هذه التي أعقبتها على صفحات الجرائد السعودية وغيرها مناقشات عديدة ورافقتها دعوات تجديد جريئة من أحفاد العائلتين السياسية (آل سعود ) والدينية (آل الشيخ ) تحاول القفز على الموروث التخالفي بين السعودية وتركيا العثمانية الذي اصطف فيه المسلمون العرب والعجم وفي طليعتهم مصر محمد علي باشا وابنه طوسون في " تجريدته الحربية التي هزمت الوهابية في معركة الدرعية "والهند كذلك خلف تركية, وهذا ما يفسر إندفاع بعض العلماء السعوديين السلفيين لمحاولة التواصل مع شيخي الأزهر الراحل والحالي وإعادة الإعتبار لمرجعية الأزهر السنية في ما يبدو إسنباقا لإمكانية إصطفاف جديد يجمع تركيا الحنفية ومصر الشافعية كانت بدأت ملامحه عام 2005 بدلالات قضية وثيقة " فتح مصر " المنسوبة إلى أحد سلفيي الإخوان المسلمين " خيرت الشاطر " فهي إن لم تصح - مع ثبوتها قضائيا - فقد استعملت بالحد الأدنى كأداة تخويف في مصر للمسلمين المعتدلين والأقباط ومن هذه الملامح دعوات لتطهير الأزهر من بعض العلماء السلفيين ولن تنتهي هذه الملامح عند رفض شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الدعوة لإستبعاد المذهب الشيعي الإثنا عشري.
[4] وهو المعيار المعتمد فعليا علما أنه "قد طرح الدارسون عدة معايير لتعريف الدولة الإسلامية، منها أن يشكل المسلمون 50% فأكثر من سكان الدولة، أو أن ينص دستور الدولة على الإسلام كدين للدولة، أو كمصدر للتشريع، أو أن تطبق الدولة الشريعة الإسلامية في نظامها الاجتماعى، أو أن يكون رئيس الدولة مسلماً. وقد تعرضت تلك المعايير لانتقادات متعددة، سواء لعدم وضوحها أو عدم إمكانية التحقق منها".
[5] التي ما تزال مضافة إلى تسمية أربع جمهوريات هي ايران وباكستان والقمر وموريتانيا و دولة أفغانستان من أصل سبع وخمسون دولة مجموع الدول الأعضاء الفعليون في منظمة المؤتمر الإسلامي.
[6] إسم باكستان يدل كما هو على أرض الطهارة لكن حقيقة هو تركيب للحروف الأولى من أسماء المقاطعات التي تشكلت عليها الجمهورية وهذا له دلالاته في تكريس الربط بالأرض وليس بالمبدأ فقط .
[7] ولن أدخل هنا في استتباعه لمحاصصة أو شل المؤسسات المدعَّى .
[8] في مقالته بين "العلمانية الإيجابية" و"العلمانية السلبية" - النهار 5 تموز 2010 وأضاف :هذه الحرية التي شرحتها الورقة شرحاً وافياً في فقرتها 38، وهي تقضي بأن يكون الفرد حراً في أن يؤمن أو لا يؤمن، في أن يمارس ديانته بشكل منفرد أو بشكل جماعي دون أية موانع، كما أنها تقضي بأن يكون الفرد حراً في تغيير ديانته. ثم تذهب هذه الفقرة إلى انتقاد الحالة القائمة حالياً في الشرق الأوسط حيث "الديانة هي خيار جماعي وقومي"، وليست "خياراً فردياً"، وأن "تغيير الديانة ينظر (بضم الياء)إليه كخيانة للمجتمع وللثقافة وللأمة، المبنية بشكل أساسي على التقليد الديني". كما تشير هذه الفقرة إلى أن "اعتناق المسلم للديانة المسيحية أمر ممنوع" في قوانين البلاد الإسلامية، وهذا ما يمسّ بالجوهر "حرية الضمير" أساس كل علمانية.
من هنا، تذهب هذه الورقة لإيضاح أن "الحرية الدينية" (Liberté de religion) المنصوص عنها في بعض الدساتير العربية أو الإسلامية، تعني "حرية العبادة" (Liberté de culte)، وبالتالي إن هذه البلدان لا تعترف بتاتاً بحق المواطن فيها بأن يغيّر دينه، أو أن يكون "غير مؤمن". من هنا تأتي أهمية وقيمة "حرية الضمير"، التي تسمح لأي مواطن، مهما كان دينه، أن يؤمن بهذا الدين أو أن لا يؤمن به، كما تسمح له بأن يقوم بتغيير دينه وفق خياره الشخصي، دون أن يتعرض لأية مضايقات أو عقوبات.
[9] : قال الإمام شمس الدين - وهو من الفقهاء المعدودين في قبول التعددية وأدق من ناقش العلمانية - عن المجلس النيابي اللبناني في مشروع الأحوال الشخصية الإختيارية : " لم ننتخب مجلس النواب لاتخاذ قرارات كهذه تريد إدخال السلطة الزمنية في ساحات ليست لها ".
[10] وقد قبلناها كإسلاميين- ولو بالتطابق غير المقصود أو غير الإختياري مع الفيدرالية الشخصية -
[11] راجع مجموعة مقالات عن المسألة منها :

الثلاثاء، يونيو 07، 2011

المؤتمر الفكري التجديد والاجتهاد عند الإمام الخامنئي

اليوم الثاني من المؤتمر الفكري التجديد والاجتهاد عند الإمام الخامنئي
موسى الحسينيلليوم الثاني على التوالي تستمر أعمال المؤتمر الدولي"التجديد والاجتهاد عن الإمام الخامنئي.. قراءة في المشروع النهضوي الاسلامي المعاصر".. وكان محور الجلسة الثانية في اليوم الثاني تحت عنوان: "الفكر السياسي عند الإمام الخامنئي، وتناولت مفهوم السلطة والمعارضة في فكر الإمام الخامنئي، العلاقات الدولية عند الإمام الخامنئي، الاستراتيجية السياسية في فكر الإمام الخامنئي.
وفي الجلسة الثالثة والتي تناولت عنوان: "الإصلاح الديني والتعليمي"، وتحدث فيها رئيس اللجنة الثقافية في مجلس الشورى الاسلامي د.غلام علي حداد عادل حول التنمية في قطاعي الثقافة والتعليم، اما الشيخ حسين معتوق (الكويت) فقد تناول موضوع الإصلاح الديني والتعليمي في فكر الإمام الخامنئي، وكانت الكلمة الثالثة للشيخ محمد تقي سبحاني فتناول عنوان النهضة العلمية في فكر الإمام الخامنئي وكانت الكلمة الرابعة للشيخ فرج الله هدايت نيا تحت عنوان العلاقة بين ولاية الفقيه المطلقة وحكومة القانون.وقد ترأس الجلسة الشيخ علي خازم وقدَّم لها بالمداخلة التالية:


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد
بداية أشكر للأخ العزيز الشيخ شفيق جرادي ثقته بتشريفي برئاسة هذه الجلسة المعنونة ب" الإصلاح الديني والتعليمي في فكر الإمام الخامنئي".
و"الإصلاح الديني" كما تعلمون مصطلح غربي يعود إلى القرن السادس عشر ويدل على الحركة المناهضة للكثلكة في المسيحية . ويرى بعض المؤرخين للفلسفة أن ّمن أهم آثارها  تسهيل تطوير العلوم والثقافة الدنيوية , إضافة إلى أنَّها حجَّمت دور الكنيسة وبسَّطت مفهومها , ورفعت في المقابل من قيمة الإيمان الشخصي الداخلي فوق المظاهر الخارجية , والأهم هو تحويل الكنيسة للإعتماد على الدولة في الأماكن التي انتصرت فيها هذه الحركة .
هل يمكن الكلام عن إصلاح ديني يقود إلى تطوير العلوم الدنيوية وإلى ما يشابه هذه المفردات في عالمنا الإسلامي ؟
الجواب أن "الإصلاح" و" التجديد" في عالم الإسلام موجودان ولم يحتاجا إلى إضافة لاحقة "الديني" ففي ثقافتنا الإسلامية يشيع حديث رسول الله صلَّى الله عليه وآله  : " إنَّ الله يبعث على رأس كل قرن لهذه الأمة من يجدد أمر دينها" كما حقَّقه الحافظ السيوطي , وفي نص عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : " اللهم إنَّك تعلم أنَّه لم يكن الذي كان منَّا منافسة في سلطان , ولا إلتماس شئ من فضول الحطام , ولكن لنردَّ المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك , فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المُعَّطلة من حدودك ".أو في كلام الإمام الحسين عليه السلام : " إنِّي لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما , إنَّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي".
الأمن الإجتماعي ومحاربة الفساد بتمكين الدولة والإصلاح العام لأحوال الأمة دينيا ودنيويا هي خلاصة هذه النصوص الثلاثة , وبتكاملها مع أصلي الكرامة والحرية الإنسانية كما قررهما الإسلام تتشكل مقومات حركة الإصلاح الذاتية لكنها قطعا ليست حركة آلية بل تحتاج إلى عقول وسواعد..
الإمام الخامنئي على نهج وخط الإمام الخميني قدس سره الشريف هو من عقول هذه الحركة بدقته وموسوعيته, ولم تصب متفجرة الخونة في ساعده الأيمن إلا ساعدا قويا من سواعد حركة الإصلاح ...
وهذا هو في كلامه إلى بعض العلماء الفضلاء في مشهد معقبا على كلام أمير المؤمنين عليه السلام :"..ولكن أعينوني بورع وإجتهاد وعفَّة وسداد" يقول دام ظله العالي:
"يجب أن نعيش هذا الإحساس , وأن نتوجه إلى إصلاح الفكروالرؤية والسلوك , وإصلاح الفهم الديني والفقهي والكلامي والسياسي وغيرها..".
ويمكن الباحث تلمس مفردات الإصلاح عنده دام ظله في مجالات التعليم الحوزوي والجامعي ومنهجه في مواجهة الغزو الثقافي والتغريب ..




































إفتتاح أعمال المؤتمر الدوليّ "التجديد والإجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي" في الماريوت بمشاركة سياسية وعلمائية كبيرة
برعاية الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، وحضور مساعد وزير الخارجيّة الإيراني محمد رضا شيباني، ورئيس مجلس الشورى السابق غلام علي حداد عادل، ورئيس الوزراء العراقي السابق ابراهيم الجعفري إفتتح صباح اليوم المؤتمر الدوليّ الذي أقامه معهد المعارف الحكمية للدراسات في فندق غاليريا (الماريوت سابقاً) بعنوان "التجديد والإجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي – قراءة في المشروع النهضوي الإسلامي المعاصر".


المؤتمر الذي حضره ايضا السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، والوكيل الشرعي لمكتب الإمام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، شهد ايضا مشاركة كثيفة من الشخصيات السياسية والدينية والعلمائية من مختلف الأطياف، ومنها رئيس تيار التوحيد العربي الوزير الاسبق وئام وهاب، النائب حسين الموسوي، مدير "المركز الكاثوليكي للإعلام" الأب عبدو أبو كسم.


بعد تلاوة آي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، تلا عريف الإحتفال الشيخ ماهر مزهر نص برقية وردت من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مرفقة مع باقة من الزهور بإسمه، وجاء في نص البرقية:


"جانب القيّمين على معهد المعارف الحكمية المحترمين، لمناسبة إنعقاد مؤتمركم الدولي أتمنى أن تسهم النقاشات التي سيشهدها هذا المؤتمر في إغناء روح المعرفة ونهج الحوار الذي تميّز به لبنان، وتعزيز القيم الروحيّة والحضاريّة التي ترتقي بالإنسانيّة جمعاء نحو العدالة والسلام والصفاء. وأتمنى لمؤسستكم الكريمة دوام التوفيق في مقاصدها الإنسانيّة".


المؤتمر الدولي الذي حضر فيه فكر آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بكل ما فيه من معان وقيادة عظيمة وأطروحات قائمة على الإجتهاد، ألقى فيه مدير معهد المعارف الحكمية الشيخ شفيق جرادي كلمة الجهة المنظّمة للمؤتمر قارئاً الفاتحة على أرواح شهداء العودة إلى فلسطين، ومخاطباً الوفود المشاركة "بأنّ تجد في هذا المؤتمر ما يفيد" موجّهاً تحية إلى الإمام الخامنئي، وقال "بصراحة وكلمة واحدة إنّ ما نريده من هذا المؤتمر هو أن ندخل ساحة فكر إسلامي جديد لمفكّر كبير نرصده لا بذهنيّة أنّه قائد وإمام بقدر ما إنّه فاتح للشأن العام بعقل وإجتهاد ثاقب".


وأكد الشيخ جرادي أنه لم يكن بالإمكان أن تكون هناك مقاومة في لبنان قادرة على الإستبسال لولا الثوابت التي رسمها الإمام روح الله الخميني وسار عليها آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، مشيراً الى أن هذا النموذج يحتاج من جهد كل مفكر إسلامي وغير إسلامي لأن المواجهة ستبقى خاطئة ما لم تدرس كل ثنايا ما قدمه الإمام من أطروحات قائمة على الإجتهاد".


ودعا مدير معهد المعارف الحكمية كل من يعنيه الأمر وخص سماحة السيد نصرالله بالقول" إن هذا العالم العربي والإسلامي يحتاج لتنظيم جائزة سنوية تحت عنوان" جائزة الإمام الخامنئي للابداع الفكري والمبادرة الشبابية"، وذلك لمد العلاقة مع الأجيال الناشئة للبحث في هذا الفكر الغني وهذه القيادة العظيمة".


ويشار الى أن نشاط المؤتمر مستمر للغد على أن تبدأ جلساته وندواته من الساعة التاسعة والنصف صباحاً لغاية السادسة مساء حيث يشارك فيه مجموعة من العلماء والمحاضرين والمفكرين من عدة بلدان من العالم العربي، فيما توجّه الدعوة لعامة الناس للاستفادة من هذا البحث المعمق في الشخصية الفذة لآية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي ولأخذ العبر من منهجه الفكري وتجربته العظيمة في القيادة.
فاطمة سلامة























الصور بعدسة موسى الحسيني

الأحد، يونيو 05، 2011

المنار :: دعوة لحضور مؤتمر التجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي

زينب طحان
يعقد مؤتمر "التجديد والاجتهاد الفكري عند الامام الخامنئي؛ قراءة في الصحوة الاسلامية المعاصرة"، في بيروت يومي 6 و7 حزيران/يونيو 2011، بمشاركة علماء من مختلف المذاهب الإسلامية من مصر وفلسطين وسورية واستراليا وعدد من الدول الاوروبية.
وأفاد موقع معهد المعارف الحكمية بأن شخصيات معروفة كسليم العوا وسعيد رمضان البوطي، من مصر وتاج الدين الهلالي، مفتي استراليا، وعمار الحكيم وابراهيم الجعفري من العراق، فضلا عن شخصيات بارزة من الدول الاوروبية كآلستر كروك سيشاركون في هذا المؤتمر، والمؤتمر هو برعاية الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، ومن المتوقع ايضا ان يشارك الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله اللبناني في المؤتمر. وقد تم توجيه الدعوة الى غلام علي حداد عادل ومهدي هادوي للمشاركة في المؤتمر.
ويهدف هذا المؤتمر الذي يقام بدعوة من (معهد المعارف الحكمية) و(المؤتمر الدائم للمقاومة الاسلامية) وبالتعاون مع المستشارية الثقافية الايرانية ببيروت، الى التوصل الى بيان علمي ونظري لتجربة قائد الثورة الاسلامية كتجربة حضارية واعدة وباعتبارها انموذجا جديدا لسيادة حاكمية الشعب الدينية.
وقد أرسلت العديد من المقالات العلمية الى أمانة المؤتمر، حيث سيتلى عدد منها خلال يومي إقامة المؤتمر، فيما سيتم نشرها في إطار كتاب مطبوع.وفي ما يلي برنامج المؤتمر على مدى يومين:
اليوم الأول: الاثنين 6/6/2011
9:30- 10:00 عرض فيلم
10:00- 11:00 الافتتاح
10:00- 10:05 قراءة قرآن
10:05- 10:15 كلمة الجهة المنظمة للمؤتمرالشيخ شفيق جرادي [مدير معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية]
10:15- 11:00 كلمة راعي المؤتمر حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله [الأمين العام لحزب الله]
11:00- 11:30 ضيافة
11:30- 1:00 الجلسة الأولى: القيم الحضارية في فكر الإمام الخامنئي , برئاسة الأستاذ محمود يونس
الدين والإنسان في فكر الإمام الخامنئي/السيد ابراهيم الجعفري
نظام القيم بين الإسلام والفكر الغربي/د. ألستر كرووك
الدين والإنسان في فكر الإمام الخامنئي/الشيخ محمد عراقي
الديمقراطية الدينية والاستبداد/آية الله الشيخ مهدي هادوي
اليوم الثاني: الثلاثاء 7/6/2011
9:30- 11:00 الجلسة الثانية:الفكر السياسي عند الإمام الخامنئي , برئاسة أ.د. حسن نافعة
مفهوم السلطة والمعارضة في فكر الإمام الخامنئي/السيد عمار الحكيم
العلاقات الدولية عند الإمام الخامنئي/د. محمد مرندي
الاستراتيجية السياسية في فكر الإمام الخامنئي/الشيخ نعيم قاسم
عن قيام الدولة [مداخلة]/د. منير شفيق
11:00- 12:30 الجلسة الثالثة: الإصلاح الديني والتعليمي , برئاسة الشيخ علي خازم
التنمية في القطاع الثقافي والتعليمي/د. حداد عادل
الإصلاح الديني والتعليمي في فكر الإمام الخامنئي/ الشيخ حسين معتوق
النهضة العلميّة في فكر الإمام الخامنئي/الشيخ محمد تقي سبحاني
12:30- 2:00 استراحة + غداء
2:00- 3:30 : الجلسة الرابعة: ولاية الفقيه والتجديد الاجتهادي , برئاسة الشيخ ماهر حمود
ولاية الفقيه والتجديد الاجتهادي/آية الله السيد أحمد خاتمي
ولاية الفقيه فكرة إسلامية أم حالة مذهبية/الشيخ تاج الدين الهلالي
التجديد والاجتهاد في النص الديني/د. عبد الحسين شعبان
3:30- 5:00 الجلسة الخامسة:الرؤية التنمويّة عند الإمام الخامنئي , برئاسة د. رفعت السيّد أحمد
الرؤية الاقتصادية عند الإمام الخامنئي/ الشيخ مصباحي مقدّم
العدالة الاجتماعية في فكر الامام الخامنئي/الشيخ أحمد الواعظي
حقوق الإنسان في فكر الإمام الخامنئي/د. منوشهر محمدي
5:00- 5:30 ضيافة
5:30- 7:00 الجلسة السادسة: المنظور الفكري للإمام الخامنئي , برئاسة الشيخ حسن المصري
الرؤية التوحيدية وقيم الحضارة الإنسانية/ الشيخ شفيق جرادي
فلسفة السياسة في فكر الإمام الخامنئي/ الشيخ محسن مهاجرين
الاجتهاد الممانع في الثقافة والإجتماع/أ. ادريس هاني
المنظور الفكري للإمام الخامنئي/ الشيخ خسروبناه
7:00- 7:30 قراءة المقررات

السبت، يونيو 04، 2011

تجمع العلماء في جبل عامل يستقبل مدير عام وكالة أنباء التقريب

استقبل رئيس تجمع العلماء في جبل عامل الشيخ يوسف دعموش بحضور مسؤول العلاقات العامة الشيخ رضا مهدي والمسؤول الثقافي الشيخ علي خازم  الدكتور الشيخ محمد مهدي التسخيري المدير العام لوكالة أنباء التقريب التي تتبع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية يرافقه مدير مكتب بيروت , حيث جرى البحث عن مجالات التعاون بين التجمع والمجمع وتفقد الشيخ التسخيري  مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في بيروت بأقسامه المتعددة :المكتبة العامة والمستوصف والمعهد والحسينية والمسجد مبديا استعداده للتعاون في سبيل تعزيز دور التجمع في استنهاض الواقع الثقافي والفكري في جبل عامل.
الجمعة 1 رجب 1432 - 2 حزيران 2011

هيئة ادارية لتجمع علماء جبل عامل



هيئة ادارية جديدة لتجمع علماء جبل عامل







عقد تجمع العلماء في جبل عامل مؤتمره الدوري العام في مركزه في مدينة النبطية يوم السبت الواقع فيه 24 جمادى الثاني1432 الموافق 30-5-2011، وناقش مختلف القضايا على مستوى لبنان والمنطقة.

وجرى خلال المؤتمر انتخاب رئيس التجمع واعضائه بالتزكية، وتوزعت المهام كالتالي : الشيخ يوسف دعموش رئيسا، الشيخ علي ياسين نائبا للرئيس، الشيخ فضل مخدر امينا للسر، السيد عبد الصاحب فضل الله امينا للصندوق، الشيخ رضا مهدي مسؤولا للعلاقات العامة، الشيخ جودت حطيط مسؤولا اعلاميا، الشيخ علي خازم مسؤولا ثقافيا، الشيخ غالب كجك مسؤولا اجتماعيا، الشيخ عبد الرسول حجازي مفتشا عاما.



الخميس، يونيو 02، 2011

علماء من المسلمين السنة والشيعة يلتقون في الجنوب اللبناني لمناسبة الانتصار

علماء من المسلمين السنة والشيعة يلتقون في الجنوب لمناسبة الانتصار ورفضا للفتن الطائفية والمذهبية

 

بمناسبة عيد المقاومة والتحرير أقام تجمع العلماء المسلمين في معلّم مليتا السياحي لقاءاً علمائياً موسعاً حضره أكثر من مائة وخمسين عالماً وابتدأ بدعاء الوحدة.

 مقتطفات من الكلمات التي ألقيت والنص الكامل للبيان الختامي الذي ألقاه رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ حسان عبدالله.

* كلمة رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ احمد الزين: هذا التجمع الآن يلتقي في الخط الدفاعي الأول المواجه للعدو الصهيوني لنحمل هذا المعنى الكريم للجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة السيد علي الخامنائي حفظه المولى ومن قبله الإمام الخميني الذي بشر بهذا الخط الدفاعي المليوني، تلتقي عليه الأمة الإسلامية في مواجهة العدو الإسرائيلي .

لهذا نقف نحن معشر العلماء المسلمين في هذه الإطلالة على أرض فلسطين والقدس الشريف نخاطب العلماء في سائر أنحاء العالم الإسلامي: أيها العلماء احملوا معنا مشروع الإسلام واحملوا معنا مشروع الوحدة الإسلامية واحملوا معنا مشروع المقاومة الإسلامية للوصول بنا إلى القدس الشريف لنصلي معاً في المسجد الأقصى ولنرفع راية لا إله إلا الله ومحمد رسول الله.

*كلمة فضيلة الشيخ هاشم منقارة منسق عام جبهة العمل الإسلامي: على ضوء ما يجري حولنا فإن المشكلة التي تواجه إصلاح الفساد الذي عم البلاد بلادنا الإسلامية والعربية من الهيمنة الأجنبية التي أولاً تعمل للتأثير في ثقافة أمتنا وتغيير عقيدتها وعزلها عن قيادتها الأممية وتوجيه حركتها الأخلاقية والسياسية والفكرية وبالتالي تطويع السلوكية العامة للأمة بما يخدم المصالح الأجنبية، بإستعمالهم القوة العسكرية الغاشمة والنفاق السياسي المتعمد المعتاد لإيجاد مجتمع مستسلم لطروحاتهم الملتبسة والتي تبشرنا به قوى 14 آذار بحكومات خدمية صورية غير مؤمنة بقيم الجهاد لأمتنا ومداد نحن اليوم في حضرة المقاومة وشهدائها وجرحاها وذكرى انتصارها وبكل تضحياتها قد أحالت زمن الهزائم إلى زمن الانتصارات عندما برهنت بجهادها البطولي على نجاحات مباركة بالتأسيس لنهضة جديدة للأمة لتلم شملها وتستجمع قواها على منهج شرعي ارتقى بالأفراد والجماعات إلى مستوى المسؤولية والمواجهة وتحقيق الأهداف . ونحن على أرض الرباط أيها المرابطون وعلى مشارف بيت المقدس أيها الرجال المقدسيون، ورغم كثرة الهموم وما يتعرض له أهلنا في فلسطين والجراح التي اثخنت جسدنا الضعيف فقدسنا وفلسطيننا ورد الحقوق لأهلها والدفاع عن مقدساتنا حق لن نحيد عنه أبداً جهداً وجهاداً ورباطاً ومقاومة.

* كلمة مربي جمعية الدعاة فضيلة الشيخ محمد أبو القطع: إن تحرير لبنان هو مقدمة تحرير فلسطين وكافة بلاد المسلمين، نعم كافة بلاد المسلمين فالصراع ليس صراع فلسطيني- إسرائيلي أو عربي- إسرائيلي بل إسلامي صهيوني.لبنان لم يتحرر عن طريق مفاوضات عبثية يقودها أناس نفوسهم دنية.بل عن طريق أناس نفوسهم آبية عقولهم على التدجين عصية قلوبهم بالله قوية بأيديهم يحملون البندقية لهؤلاء منا ألف تحية.

لبنان لم يتحرر عن طريق مؤتمرات لا تنتج إلا مؤامرات، بل عن طريق رجال يرابطون في الخنادق ولا يرتادون المرابع الليلية والفنادق.

لبنان يحتاج لأناسٍ تاريخهم حافل بالرجولة والبطولة وليس لأناس تاريخهم حافل بالرذيلة والعمالة.

لبنان لم يتحرر عن طريق مغامرات ومؤامرات غير محسوبة بل عن طريق مغامرات جهادية محسوبة.لذلك نقول: لا يستوي المقاتل لإسرائيل والمتعامل مع إسرائيل. فالاعتراف بإسرائيل خيانة صغرى والاعتراف بمن يعترف بإسرائيل خيانة كبرى.

* كلمة الشيخ بلال شعبان أمير حركة التوحيد الإسلامي: في حمأة الصراع في الحرب الأهلية وعلى مدى 17 عاماً هناك من حول المحنة إلى منحة واخترعوا داخل بيروت طوائف ومذاهب وأحزاب ، وهناك ثلة إتجهت نحو الجنوب، اتجهوا صوب قبلة الجهاد صوب فلسطين فصنعوا مقاومة وملحمة في الوقت الذي صنع فيه الآخرون مذبحة أودت بكل لبنان على مدى 17 سنة، أودت ب 200 ألف لبناني و65 مليار دولار وبمليون مهاجر. وإلى اليوم مازالوا متحكمين بهذا لبنان، بتلك الطبقة، الحرب حربهم السلم سلمهم، الطائف طائفهم،الدوحة دوحتهم، والدوخة دوختنا نحن.

في أيار عنوانان: هناك 17 أيار 1983 عندما تحولت تلك الطبقة لتمد يدها من اجل صناعة كامب ديفيد، لصنع اتفاق مذل لكن حطمه تجمع العلماء المسلمين في أول لقاء له هناك عندما اعتصمنا في مسجد بئر العبد.

وفي أيار هناك صفحة مشرقة هي صفحة 25 أيار التي رأينا في مليتا معلم من معالمها المشرقة.

هذا الانتصار هنا هو الذي جعل لهم كراسي النيابة والوزارة ليقفوا خلف منابرها من اجل أن يرشقوها بالحجارة، بعدما قدمت الدم لهم من اجل أن تكون لهم دولة ومن أجل أن تكون لهم حكومة.

البيان الختامي ألقاه رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ حسان عبدالله:

بتاريخ الثلاثاء 27 جمادى الثانية 1432هـ الموافق: 31 /5 / 2011 وبمناسبة الذكرى الحادية عشر لتحرير القسم الأكبر من الأراضي اللبنانية من رجس الاحتلال الصهيوني وبدعوة من تجمع العلماء المسلمين عقد في معلّم مليتا السياحي لقاء علمائي موسع حضره أكثر من مائة وخمسين عالماً من السنة والشيعة وصدر عن المجتمعين البيان التالي:

إن اندحار العدو الصهيوني من لبنان ومن خلال المقاومة ومن دون أية اتفاقيات تفرض شروطاً مسبقة وتعطي مكتسبات سياسية وجغرافية للعدو الصهيوني يؤكد أن الخيار الانجح في التعامل مع هذا العدو هو المقاومة والجهاد، بينما أثبتت الخيارات الأخرى فشلها الذريع فهي لم تؤدِ إلا إلى مزيد من التنازلات لصالح العدو الصهيوني دون أن تؤدي إلى إنتاج الدولة الفلسطينية على جزء من الأراضي الفلسطينية وحتى في اتفاقيات ما سمي بالسلام مع مصر والأردن لم تنتج تحريراً كاملاً للأراضي بل استمرت أراضي مصر والأردن منزوعة السيادة الكاملة بحيث تحتاج إلى إذن لإدخال جندي واحد زيادة عما هو متفق عليه ضمن هذه الاتفاقيات المذلة.

تأتي الذكرى هذه السنة متصاحبة مع حركات شعبية في عدد من دول العالم العربي تُعبر مرة أخرى عن فشل عمليات السلام المزعومة عن إنتاج التطبيع الذي كانت تسعى إليه الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني مما أكد وبقوة إن هذا الكيان غدة سرطانية مآلها الاقتلاع وإلا فتكت ببقية جسد الأمة ولا حل في التعامل مع هذه الغدة إلا بالجهاد والمقاومة.

إننا كعلماء مسلمين يهمنا أن نؤكد على النقاط التالية:

أولاً: إن انجاز المقاومة في لبنان لم يكتمل بل ما زالت هناك أراضي محتلة وانتهاكات صهيونية مستمرة تفرض استمرار المقاومة على جهوزيتها وشحذ أسلحتها كي يكتمل التحرير وتصان الأرض وتأمن السيادة.

ثانياً: إن الكلام عن سلاح المقاومة ونزعه هو مطلب أميركي- صهيوني ومن يسير في هذا المسار هو من حيث يدري أو لا يدري يخدم مصالح أعدائنا ولا يجوز في إطار التجاذبات السياسية الداخلية أن تكون المقاومة وسلاحها جزءاً منها بل لا بد من أن يكون الخلاف السياسي على قاعدة تقديم الحلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية للشعب وهي كثيرة.

ثالثاً: تبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة التي لن تهدأ حتى تحرير آخر شبر من أراضينا المحتلة ولا يجوز شرعاً ترك الجهاد لتحريرها امتثالاً لأمر الله تعالى " أخرجوهم من حيث أخرجوكم" والتخلف عن هذا التكليف يوقعنا في الحرمة الشرعية والمسؤولية التاريخية.

رابعاً: وجه المجتمعون تحية إكبار وإجلال لأبطال يوم العودة في الخامس عشر من أيار الذين اثبتوا أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت وأن تحريره ممكن فيما لو جهزت هذه الجموع في كافة المحاور مع فلسطين لعملية التحرير الكبرى، وندعو كي يكون يوم السابع من حزيران يوماً مشهوداً يحول النكسة التي أورثونا إياها إلى يوم يزلزل أركان الكيان الصهيوني ويبشر ببداية زواله.

خامساً: وجه المجتمعون تحية كبيرة لثورات الشعب العربي في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين ودعا الشباب هناك إلى اليقظة كي لا تسرق الانجازات ويصار إلى إنتاج أنظمة عميلة لأميركا بل أن تكون إرادة الشعب في العزة والكرامة وتحرير فلسطين هي عنوان الحكومات التي ستنتج.

سادساً: إن سوريا كانت وما زالت حصناً منيعاً ودولة ممانعة لإرادة الاستكبار العالمي في فرض صلح ذليل عليها وهي حضنت وتحضن المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وتدافع عنها وتتحمل الكثير بسبب هذا الموقف وترفض الانصياع لإرادة الاستكبار العالمي للتخلي عن المقاومة تحت قاعدة تغيير سلوكها وهذا لا يعني أبداً أنه ليس هناك مشكلات داخلية بل هناك مشكلات ناتجة عن فساد إداري ومالي ونظام يحتاج إلى إصلاحات كبيرة وافق عليها سيادة الرئيس بشار الأسد وابتدأ خطوات عملية في سبيل انجازها غير أن الغرب لا يستهدف موضوع الإصلاحات فالمطلوب منه هو قطع العلاقات مع إيران وحصار المقاومة وطرد قادتها من سوريا حتى لو استمر النظام على ما كان عليه. لذلك فإنهم لم يعطوه أية فرصة لإنجاز ما وعد به وابتدأوا بتحريك أدواتهم للإرهاب والقتل. لذلك فإننا نعلن أننا نقف مع سوريا في مواقفها القومية والوطنية وندعو القيادة هناك للاستمرار في عملية الإصلاح حتى انجازها والوصول بالبلد إلى شط الآمان.

سابعاً: إن المقاومة في لبنان بحاجة إلى مجتمع ودولة مقاومين وذلك من خلال ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة التي أثبتت نجاحها. وهذا لن يكون إلا من خلال حكومة لا تستمع إلى إملاءات فيلتمان وكونيللي بل تعمل لتحقيق مصالح شعبها لذا فإن العلماء يدعون رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إلى انجاز تشكيلته اليوم قبل غدٍ وإذا كان عاجزاً عن قيامه بهذه المهمة فليعلن عن أسباب عجزه ويضع النقاط على الحروف ويصارح شعبه وليعتذر وإن كنا نرغب في أن يؤلف الحكومة متحملاً تبعات الموقف الذي وضع نفسه فيه ليكون رئيس حكومة مقاوم سيقف كل الشرفاء معه.

ثامناً: في هذه الأجواء لا بد من استذكار شخصية كبيرة كان لها الدور الأكبر في أحياء الإسلام في النصف الثاني من القرن العشرين الإمام الخميني قدس سره في ذكرى ارتحاله هذا الإمام الذي سارت المقاومة في لبنان على هدي إرشاداته لنؤكد أن نهجه مستمر فينا وفي خليفته سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنائي – مد ظله-.

تاسعاً: وجه المجتمعون تحية للانجاز الفلسطيني بالمصالحة بين فتح وحماس هذه المصالحة التي دعونا إليها مراراً، والذي يؤكد أهميتها هو هذا الانزعاج الكبير لدى أميركا وإسرائيل ما يدعو للاستمرار فيها وتجاوز الخلافات الجزئية لصالح أولوية الاتفاق والتنبه للمؤامرات التي يسعى لها حتماً أعداء فلسطين.

عاشراً: الموقف الذي أعلنه باراك أوباما في مسألة المقاومة في لبنان واتهام حزب الله بالاغتيال السياسي هو استدعاء لفتنة مذهبية لن تنطلي على أحد وسيقف العلماء المخلصون في الأمة في مواجهتها وستجهضها كما أجهضت محاولات الفتنة سابقاً.

أما موقفه من القضية الفلسطينية الذي أزعج الصهاينة فتراجع عنه بسرعة قياسية لصالح الأهداف الصهيونية في يهودية الدولة وعدم الانسحاب لحدود ال 67 فهو يؤكد للمرة الألف أن الرهان على أن يكون الأميركي وسيطاً فضلاً عن أن يكون نزيهاً أو محايداً هو رهان فاشل ينطلق إما من غباء أو من عمالة.

أخيراً قرر المجتمعون اعتبار هذا اللقاء باكورة لقاءات مستمرة تواكب الأحداث التي تمر في لبنان وتتخذ الموقف الشرعي المناسب منها.

 

ألبوم الصور