الجمعة، يناير 24، 2020

مسألة اختلاف رسم بعض الكلمات في المصحف


مسألة اختلاف رسم بعض الكلمات في المصحف
يُتداول على وسائط التواصل الإجتماعي رسائل مجهولة المصدر فيها محاولة لتفسير اختلاف كتابة اللفظة الواحدة في المصحف الشريف بين مورد وآخر وخلاصتها السؤال بمثل ما الفرق بين رحمت الله ورحمة الله؟  وبين امرأة وامرأت؟ والإتيان بالجواب إن رحمت بالتاء المفتوحة تدل على البسط والفتح والسعة أما بالتاء المربوطة فتدل على المقبوضة والمرجوة،كما في قوله تعالى:
( فَٱنظُرۡ إِلَىٰۤ ءَاثَـٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَیۡفَ یُحۡیِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۤ إِنَّ ذَلِكَ لَمُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ ) [ الروم 50]
( أَمَّنۡ هُوَ قَـٰنِتٌ ءَانَاۤءَ ٱلَّیۡلِ سَاجِدࣰا وَقَاۤئِٕمࣰا یَحۡذَرُ الاخِرَةَ وَیَرۡجُوا۟ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ  ) [ الزمر 9]
 ومثل هذا في اختلاف رسم امرأة وامرأت في القرآن الكريم وتأويل الرسم الثاني بأنه يأتي مع مضاف اليه يعرفها كامرأت فرعون والأول يأتي نكرة مطلقا،كما في قوله تعالى:
( وَإِنِ  امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ) [ النساء 128] 
( إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ) [ آل عمران 35].
تعليقي:
هذا الكلام  يرجع الى البحث في علوم القرآن عن توقيفية أو اجتهادية الرسم العثماني وما فيه من مثل هذه الاختلافات الواردة في المصاحف المكتوبة بالرسم العثماني والتي لا توجد في المكتوبة بالرسم القياسي الإملائي كمصحف ابن البواب المكتوب سنة 391 هـ ،  وقد جرى البحث فيها وخلاصته: قال بعضهم إن العرب لم تعرف تقنين الكتابة والإملاء إلا في وقت متأخر جدا عن توحيد كتابة المصحف، وعليه قال البعض إن كتابة المصحف لم يكن لها ضابطة، فيما قال آخرون إنه كتب كذلك بتوقيف النبي صلى الله عليه وآله وأن الجمع والتوحيد راعياه.
وعلى كل الأقوال يكون تفسير اختلاف الرسم بهذه الصور المعروضة  تأويلا بلا دليل توقيفي إلا لجهة النص على الكتابة دون إرادة تمييز المعنى، وهذا التأويل للمعنى المراد ناشئ عن تتبع اللفظ واقتناص معاني له وجمعها وتفريقها بحسب المتتبع، فلو فرض انتقاض الاطراد في معنى بطل جميعا وفي هذا من تقحم الشبه ما يكفي للردع عنه إن لم نقل إنه قول في القرآن بلا دليل شرعي.
وعلى كل حال فإن ممن أرَّخ للبحث في هذا المجال وتناول مسائله بشئ من التفصيل لمن يرغب في المطالعة هو العلاّمة الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن (745- 794هـ / 1344 –391 م) قال[1]: " اختلاف رسم الكلمات في المصحف والحكمة فيه: واعلم أن الخط جرى على وجوه فيها ما زيد عليه عَلَى اللَّفْظِ وَمِنْهَا مَا نَقَصَ وَمِنْهَا مَا كُتِبَ عَلَى لَفْظِهِ وَذَلِكَ لِحِكَمٍ خَفِيَّةٍ وَأَسْرَارٍ بَهِيَّةٍ تَصَدَّى لَهَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُرَّاكِشِيُّ الشَّهِيرُ بِابْنِ الْبَنَّاءِ فِي كِتَابِهِ عُنْوَانُ الدَّلِيلِ فِي مَرْسُومِ خَطِّ التَّنْزِيلِ[2] وَبَيَّنَ أَنَّ هَذِهِ الْأَحْرُفَ إِنَّمَا اخْتَلَفَ حَالُهَا فِي الْخَطِّ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ أَحْوَالِ مَعَانِي كَلِمَاتِهَا
وَمِنْهَا التَّنْبِيهُ عَلَى الْعَوَالِمِ الْغَائِبِ وَالشَّاهِدِ وَمَرَاتِبِ الْوُجُودِ وَالْمَقَامَاتِ وَالْخَطُّ إِنَّمَا يُرْتَسَمُ عَلَى الْأَمْرِ الحقيقي لا الوهمي.".وأبو العباس المراكشي الشهير بابن البناء عاش في نهاية القرن السابع وأواخر القرن الثامن الهجري (654 هـ - 721 هـ / 1256 - 1321م).
ع.خ،‏الجمعة‏، 24‏ كانون الثاني‏، 2020




[1] ج 1 ص 380 وهذا رابط لتنزيل الكتاب https://shamela.ws/index.php/book/11436
[2] وهذا رابط لتنزيل الكتاب https://shamela.ws/index.php/book/1594




الأربعاء، يناير 22، 2020

دراسة لمخطوط مصحف مُلاَّ محمد بن مُلاَّ عبد النبي الكردي














دراسة لمخطوط مصحف مُلاَّ محمد بن مُلاَّ عبد النبي الكردي
الناسخ: ملا محمد ابن ملا عبد النبي الكردي
تاريخ النسخ: 1187 هـ
مكان النسخ: في الصالحية الشريفة.
وقف النسخة الشريف الحاج ابراهيم الكردي المجاور في مدرسة العمرية في الصالحية - على الشيخ عبد الغني السقطي ثم على ذريته من بعده - والمدرسة العمرية اسم لمدرستين والأرجح أنها التي في القدس لا التي في دمشق لذكره "المجاور" حيث اشتهرت عادة المجاورة للحرم القدسي وليس في صالحية دمشق ما اعتيد مجاورته.
لون الكتابة: الأسود واستعمل اللون الأحمر لعلامات الضبط والوقف

عدد السطور في الصفحة: 14 سطرا
الرسم: بخط النسخ غير منضبط بالعثماني لاحظ (مالك) في سورة الفاتحة
القراءة : لم ينص عليها لكنها حفص عن عاصم
علامات الضبط فيه : ن حيث يجب إظهارها وحركة المدة وحرف م عند الوقوف على الميم وعدم إدغامها.
علامات الوقف: توقف الناسخ عن وضعها فيه من بداية الجزء الثلاثين، وهي عنده: ط – ل – ح – ص – لا – وقد بدأ باستعمال – قف – في أواخر سورة البقرة.
وضع الناسخ حرف -- ع – وهو علامة على حسن التوقف عليه لتمام معنى مجموع الآيات المستقل عن غيرها وهو ما يعتمده مشاهير القراء في تلاواتهم الإحتفالية ويعتمد في القراءة في الصلاة بعد الفاتحة والركوع عنده لتمام معنى مجموع الآيات المختارة بين العلامتين عند من لا يشترط قراءة سورة تامة بعدها. وهذه العلامة في هذه النسخة من نسخ المشارقة أراها لأول مرة وقد كانت معتمدة الى فترة كتابات مصطفى نظيف وأقرانه في المصاحف المصرية والتركية وفي أحد مصاحف دولة الكويت[1]، وهي معتمدة في مصاحف بخارى وما وراء النهر وباكستان والهند. مجموع الركوعات كما في كتاب كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن 540 وفي غيره من المصاحف الباكستانية 558 ركوعا وقد نقل عن الإمام محمد هاشم التتوي (ت 1174 هـ) أنه أبدل المصطلح من ركوع إلى مقرأ وقسم كل جزء من الثلاثين الى ستة عشر مقرءا فأصبح عددها 480 مقرءا[2].
وقيل إنها  الحصة اليومية لمن يريد حفظ  القرآن في عامين.
وقد قيل في تفسير اعتبارها غير ما ذكرت أنه ليتم القراءة الختمة في صلاة التراويح فعلى القول بالعدد الأول يختم ليلة السابع والعشرين وعلى القول بالعدد الثالث ليلة الرابع والعشرين من شهر رمضان.
عدد آيات سوره  مذكور في رأس السورة باللون الأحمر مع بيان الاختلاف فيه حيث وجد، لكن آياته غير مرقمة عدديا بل هي مفصولة بعلامة كعادة النساخ قبل البدء بإضافة الأعداد بعد الآيات أو قبلها في المصاحف، في حواشي سورة البقرة ذكر "خمس" و "عشر" والتخميس والتعشير هو علامة عند كل خمس آيات الى العشرة وتتكرر.
في سورة المائدة يقف على (بالعقود) فيعدها الآية الأولى ثم يستأنف
المصحف مجزأ على ثلاثين جزءا مع بيان الحزب ونصفه وربعه وأثمانه[3] .
تمت مراجعة النسخة وتصحيحها من الناسخ لجهة الخطأ والنقص كما يلاحظ في الحواشي[4] ومع ذلك يمكن ملاحظة بعض الأخطاء مثل ترك كتابة الياء في كلمة (مُحِلِّي) من الآية الأولى في سورة المائدة[5]
عدد الأوراق: تم تصوير النسخة مفتوحة على صفحتين في 266 لوحة  (ورقة)
ع.خ،‏الأربعاء‏، 22‏ كانون الثاني‏، 2020
رابط لتنزيل المخطوط:         https://www.alukah.net/manu/files/manuscript_1828/mhkitote.pdf



[2] عبد القيوم بن عبد الغفور السندي: كتاب مصطلح الركوع في المصاحف مدلوله نشأته وأقوال العلماء فيه، ص 2    
[3] الثمن الثاني في الورقة 37
[4] مثال الصفحة اليسرى من الورقة 51
[5] من الورقة 50

ألبوم الصور