السبت، أكتوبر 30، 2010

تجمع العلماء المسلمين يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان

تجمع العلماء المسلمين يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان



29 - 10 - 2010

زار القصر الجمهوري وفد تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخ أحمد الزين وعضوية الشيخ حسان عبدالله والشيخ علي خازم والشيخ مصطفى ملص والشيخ عبد الناصر جبري والشيخ زهير جعيد والشيخ حسين غبريس والشيخ ماهر مزهر
وقد هنأ التجمع فخامة الرئيس ميشال سليمان على الثقة التي حاز عليها بانتخابه نائبا لرئيسة القمة الفرانكوفونية ,كما هنأه على الإنجاز الذي حققه وزير الاتصالات شربل نحاس لجهة قرار الاتحاد الدولي للإتصالات المتعلق بإدانة اسرائيل على جرائمها في هذا القطاع .
وقد اطلع الوفد رئيس الجمهورية على المساعي واللقاءات التي يقوم التجمع بها لمنع حصول اي فتنة ودعوته الى ابقاء الخلافات السياسية بعيدة عن الطائفية و المذهبية، منوهاً بطريقة ادارة الرئيس سليمان للملفات الصعبة التي يواجهها البلد معلناً تأييده لما يقوم به , وعرض الوفد لفخامته أن المواطنين يعيشون قلقا إجتماعيا واقتصاديا مع موجة الغلاء المستشرية وضرورة ان تتصدى الحكومة لمتابعة شؤون الناس اليومية.
من جهته أكد الرئيس سليمان لوفد التجمع على أهمية الوحدة الوطنية ومتانتها مطمئنا إلى ان الأمور تسير بشكل ايجابي وأن الجميع مسؤول عن المحافظة على الصورة الجامعة للواقع اللبناني والتي تعطي الأمل للمؤمنين الحقيقيين من كل الأديان والمبادئ بامكانية العيش الوطني تحت سقف القيم والعقائد المشتركة .
واعتبر أن لبنان يشكل رسالة الى العالم تعتبر النقيض للدولة العنصرية القائمة على الغاء الآخر كما نشهد في الكيان الصهيوني بخصوص يهودية الدولة وقانون المواطنة الجديد وأنه على اللبنانيين حفظ هذه الرسالة ونقلها للعالم الذي يشهد انتكاسة فكرية على هذا المستوى شرقا وغربا .
وأنه ينبغي التمييز في لبنان بين حفظ حضور الطوائف وفقا للدستور وبين تسيييس الطائفة بما يسمح بتمثيل الطوائف من القوى والأحزاب السياسية المتنوعة بحسب برامجها وحضورها الانتخابي ووفقا لقانون انتخابي مناسب.
وأكد فخامة الرئيس بما يخص قلق المواطنين أنه أعطى التوجيهات اللازمة خلال الجلستين الأخيرتين لمجلس الوزراء تحديدا لاتخاذ المناسب بخصوص الوضع المعيشي والأمني .
وعن ملف شهود الزور  قال الرئيس إنه يملك تصورا للحل ولكنه سيعلنه في الوقت المناسب مؤكدا أن موقفه ليس رماديا أبدا في أي من القضايا المطروحة ولكن الذين لا يتفق معهم بالرأي يصنفونه كذلك.

الأربعاء، أكتوبر 27، 2010

لقاء تجمع العلماء المسلمين ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون


لقاء تجمع العلماء المسلمين ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون
استقبل رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، صباح اليوم في دارته في الرابية وفدا من "تجمع العلماء المسلمين" برئاسة الشيخ حسان عبد الله، وعضوية كل من: الشيخ زهير الجعيد، الشيخ علي خازم، الشيخ مصطفى ملص، الشيخ حسين غبريس والشيخ ماهر مزهر.
وتحدث باسم الوفد رئيس الهيئة الادارية الشيخ حسان عبدالله، فقال:"تشرفنا بزيارة الرئيس العماد ميشال عون، وتناولنا معه تأييد التجمع لكل ما ورد في رسالته الى السينودس والتي تدل على استيعاب تام لدور المسيحيين في الشرق ولمصلحتهم الحقيقية وتشدد على ان الرهان على الغرب لم يكن ابدا لمصلحتهم".

تابع:"أكدنا تأييدنا لكل خطواته في محاربة الفساد وان الرد على هذه الحملة من خلال تطييف الموضوع او مذهبته يؤكد احقية هذا التحرك وتورط المتهمين.

كما تداولنا في مسألة الخطر الصهيوني على المنطقة عموما وعلى المسيحيين والمسلمين خصوصا لجهة قرار العدو الصهيوني ليهودية الدولة وقانون المواطنة التي تؤدي الى تهجير المسيحيين والمسلمين وتمرير مشروع التوطين. وان العدو لو كرس مشروعه سيلجأ للحرب مما يؤكد على ضرورة المقاومة وجهوزيتها على سلاحها".

أضاف:"نقلنا للرئيس عون موقفنا المبدئي من المحكمة الدولية ورفضناها، وانها من ناحية اخرى مسيسة تسعى الى اتهام المقاومة انتقاما من انتصاراتها المتكررة وخصوصا في حرب تموز واجهاضها لمشاريع الشرق الاوسط الجديد.كما اكدنا ضرورة محاكمة الشهود الزور امام المجلس العدلي المحالة عليها قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري من حكومة ميثاقية ودستورية، في حين ان مشروع المحكمة الدولية قد اقر في حكومة غير ميثاقية".

وأوضح "نحن نؤكد ان محاكمة الشهود الزور كمقدمة لمعرفة مفبركيهم ومن يقف وراءهم حيث يقف القاتل الحقيقي. واكدنا لدولته رفض التدخل الاميركي السافر من خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الذي يريد الاستمرار بالمحكمة، ولو ادى ذلك الى خراب البلد. ونقول له لن نسمح لك بخراب البلد ولن يستفيد العدو الصهيوني من هذا الخراب".
وختم عبد الله: "اخيرا تدارسنا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به المواطنون والغلاء الفاحش للاسعار واتساع دائرة الطبقات الفقيرة واكدنا دور الدولة في ايجاد الحلول المناسبة لذلك والا فان الشارع سيثور ما يهدد الاستقرار في لبنان".

الثلاثاء، أكتوبر 26، 2010

"تجمع العلماء" والمستشارية الايرانية نظما مؤتمرا عن الحج وحدة وجهاد - الحج والأقليات المسلمة في العالم – الشيخ علي خازم

26/10/10 16:00 متفرقات - "تجمع العلماء" والمستشارية الايرانية نظما مؤتمرا عن الحج

رئيس زادة: ليس لنا الا طريق الوحدة والاخذ بسبيل مقاومة الغزو والفتنة

الزين: ما على اليهود الا ان يعودوا من حيث اتوا وان تزول اسرائيل كدولة

وطنية - 26/10/2010 اقام "تجمع العلماء المسلمين" في لبنان والمستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية، مؤتمرا بعنوان"الحج وحدة وجهاد" في مطعم الساحة طريق المطار.

رئيس زادة

آيات من القرآن الكريم، ثم قدم المتحدثين مدير العلاقات العامة والاعلام في المستشارية الثقافية الزميل علي قصير، فألقى السيد محمد حسين رئيس زادة كلمة المستشارية الثقافية جاء فيها: "نتهيأ هذه الأيام لاداء العبادة الكبرى، نسافر طائعين راضين الى بيت الله الحرام لنحصل شهادة التوحيد في الحج المبارك". اضاف: "ان اهمية هذا السفر الدوري من كل سنة هي انه يمنح المسلم المؤمن فرصة الدخول من بوابة الحقيقة الى محراب القرب من الحق تبارك وتعالى، فالحج حركة سير وسلوك عظيمة نحو الله، الحج مظهر الامة الاسلامية ومدرستها التي ينبغي ان يلتزم المسلمون سبيلها لكي يفلحوا ويحققوا سعادتهم ونموهم الحضاري. ان عبادة الحج التي افترضها المولى جل شانه على الناس، انما هي اختبار لهم على مغادرة انانيتهم وغفلتهم ليدخلوا آمنين في فضاء الوحدانية، انها اللحظة المباركة التي يفارق فيها الانسان المؤمن النسيان ليتذكر الحقيقة العليا في الوجود وهي حضرة الله سبحانه". وتابع: "ان هذا البعد الانساني التدبيري لا ينفصل ابدا عن البعد الالهي العبادي، ذلك ما اراده الله تعالى لنا، تبعا لسنة نبيه الاعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين. وعلى ارض الحج الطاهرة تتجسد معاني الود والرحمة والاخوة الصادقة على قاعدة الايمان بالله الواحد الاحد، بل هي الارض الطاهرة التي منها ينهل المؤمنون القدرة والعزيمة على مقاومة الظالمين وطرد الغزاة والدفاع عن حياض الدين القيم. لقد شاء الحق تعالى ان يكون الحج فرصة نجاة وخلاص في الدنيا والآخرة ومناسبة لتحصيل حسن العاقبة من خلال الارتباط الوثيق لكل مسلم بقضاياه الكبرى والجهاد في سبيلها". وختم: "اننا اليوم امام استحقاق كبير، هو استحقاق الوحدة بين المسلمين، سنة وشيعة من اجل درء خطر الفرقة والتشتت وغلبة الاعداء، ان ما يجري في فلسطين ولبنان والعراق وسائر بلاد المسلمين التي تعيش حالة الاحتلال والغزو ينبغي ان يحملنا جميعا على ادراك ما نحن فيه من مخاطر، وليس لنا سوى طريق الوحدة والاخذ بسبيل مقاومة الغزو والاحتلال والفتنة السوداء، وبذلك فقط نكون قد افلحنا في أداء الحج الحقيقي وتلبية نداء التوحيد".

الزين

ثم القى رئيس مجلس الامناء في "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ القاضي احمد الزين كلمة التجمع جاء فيها: "التزاما بالسياسة الشرعية التي تدعو للتشاور والتعاون بين المسلمين وبخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها امتنا الاسلامية وما تواجه من اعتداء سواء كان ذلك في فلسطين او في لبنان او في العراق او في افغانستان او في كثير من بلاد افريقيا، وانسجاما مع ما نؤمن به وندعو اليه في تجمع العلماء المسلمين في لبنان من دعوة للوحدة الاسلامية والوحدة الوطنية، ونساند الى درجة الالتحام مع المقاومة الاسلامية في لبنان بقيادة سماحة السيد حسن نصر الله، وتأييد المقاومة الاسلامية في غزة ومواجهة ما تحيكه الولايات المتحدة الاميركية والصهيونية العالمية من مؤامرات لنشر الفتنة المذهبية وبخاصة بين السنة والشيعة والسعي المستمر للتفرقة بين المسلمين والمسيحيين، كل ذلك من اجل مواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين والمشروع الشرق اوسطي الاميركي، ولكننا كما اشار الى ذلك رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور محمود احمدي نجاد ان هذه المشاريع على طريق الانهزام وما على اليهود في فلسطين الا ان يعودوا من حيث اتوا وان تزول اسرائيل كدولة من الوجود في فلسطين". اضاف: "اننا في مؤتمرنا هذا ننوه بالفتوى التي اطلقها سماحة القائد السيد علي الخامنئي بتحريم النيل من امهات المؤمنين وصحابة رسول الله، كما ننوه بفتوى الامام الاكبر شيخ الازهر سماحة الشيخ احمد الطيب باعتبار المذهب الجعفري احد المذاهب الاسلامية والدعوة الى الوحدة بين جميع هذه المذاهب باعتبارنا امة اسلامية واحدة، واعلانه بصحة الصلاة خلف ائمة المذهب الجعفري". وختم: "لا بأس من اخباركم بأن المجلس الاداري في التجمع قد ارسل دعوة لسماحة الشيخ الطيب شيخ الازهر يدعوه فيها لزيارة لبنان ويهنئه على موقفه الاسلامي الوحدوي".

الجلسات

وبعد كلمات الافتتاح تحول المؤتمر الى جلسات فكانت الجلسة الاولى بعنوان "الحج عبادة ووحدة" ادارها الشيخ احمد العمري وتحدث فيها كل من الشيخ عبد الله حلاق عن "الحج وقضية فلسطين" تلاه الشيخ علي دعموش الذي تحدث عن "الحج والتواصل الحضاري بين المسلمين" ثم الشيخ علي خازم الذي تحدث عن "الحج والاقليات المسلمة في العالم". وختم الجلسة الاولى الشيخ خضر نور الدين وتحدث عن الحج ومنع الفتنة المذهبية بين المسلمين.

الجلسة الثانية كانت بعنوان "الحج معلم التضحية والفداء" ادارها الشيخ حسين غبريس وتحدث فيها كل من الشيخ ماهر حمود عن "الحج وثقافة الشهادة والفداء" تلاه الشيخ هشام خليفة وتحدث عن "البعد الروحي للحج". ثم تحدث الشيخ ابراهيم المصري عن "الحج مؤتمر الامة السنوي" وختم الجلسة السيد ابراهيم امين السيد وتحدث عن "دور الحج في مواجهة تحديات الامة". ===========ع.غ
========================================================================



الحج والأقليات المسلمة في العالم – الشيخ علي خازم

مؤتمر الحج وحدة وجهاد - المحور الاول : الحج وحدة وعبادة



مقدمة

الحج من مظاهر وحدة الأمة

الحج من أسباب قوة الأمة

الحج والأمة الواحدة

الاقليات مصطلح حديث لكن مضمونه قديم

الحج وقضية الاقليات والاقليات وقضية الحج

الاقليات ومفهوم الحج

الاقليات ورحلة الحج

الاقليات والسلطان والحج قديما وحديثا

الامة وقضايا الاقليات في الحج

الامة وحج الاقليات

اقتراحات

الحج والوحدة الإسلامية

الحج من العبادات التي نص القرآن الكريم على بعض عللها وغاياتها,حيث يمكن للمسلمين التحقق من استكمال القيام بها بمراقبة مستوى تحقق هذه الغايات وان لم يتعلق اداء هذه الفرائض بحصول هذه الغايات المجعولة لها كثمرة بخلاف الشروط والاركان التي تتقوم بها العبادة التي ان ارتفعت لم يتحقق للعبادة صورة بل ولا معنى .

قال تعالى: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {الحج/27} لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ {الحج/28} ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ {الحج/29}.

وتتنوع المنافع المذكورة كما يتنوع شهودها.

فان يشهد الحجاج منافع لهم يعني ان تحضرعندهم تلك المنافع حضورا يعيشونه على تنوعها بين المادي والمعنوي من جهة, وما ينعكس من اجتماعهم على العالم الخارجي بما يعود تاثيره عليهم من جهة اخرى.

الحج من مظاهر وحدة الأمة:

من ابرز آثار الحج ما يظهر من حجم الحضور البشري في أدائه على اختلاف في الجنس والعمر والجنسية والعرق والموقع الاجتماعي , وما يلحق بهذا الاجتماع الهائل من اتساق مدهش في اداء مناسك الحج حتى يخال الناظر اليه انه يراقب سيلا لا يد لافراده فيه.

وهذا اهم مظهر لوحدة الامة الاسلامية.

ولا يتأتى هذا المظهر عفوا بل هو مطلوب قد نصت عليه آيات وروايات قال تعالى :

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ {البقرة/197} لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ {البقرة/198} ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {البقرة/ 199} فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ {البقرة/200} وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة/201} أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ {البقرة/202}وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {البقرة/203}

في هذه الايات نص على ثلاثة مواقع يجتمع فيها الحجيج وتتجلى صورة الوحدة فيها باجلى معالمها:

الوقوف في عرفات والافاضة منها ثم التاكيد على الافاضة من حيث افاض الناس الذي الغى ما كانت قريش وحلفاؤها يميزون به انفسهم عن بقية الحجيج فقد ذكر المفسرون ان قريشا وحلفائها وهم الحمس كانوا لا يقفون بعرفات بل بالمزدلفة وكانوا يقولون : نحن اهل حرم الله لا نفارق الحرم فأمرهم الله سبحانه بالافاضة من حيث افاض الناس وهو عرفات.

الحج من اسباب قوة الأمة:

وقد اكدت جملة من الاحاديث على معنى الوحدة والقوة في مناسك الحج فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"حجوا تستغنوا" وقال:"الحج ينفي الفقر" وتفسير ذلك ما يلقاه المسلمون من رعاية بعضهم البعض في قضاء حوائجهم ليكونوا مصداق حديثه صلوات الله عليه كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا او يتداعى بعضهم لبعض بالسهر والحمى فيكونون بذلك جسدا واحدا او امة واحدة .

وعن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السَّلام :

" ... جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى لِلْإِسْلَامِ عَلَماً ... "

و يقول ( عليه السَّلام ) في حديث آخر :

" فَرَضَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ ، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ ، وَ الزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ ، وَ الصِّيَامَ ابْتِلَاءً لِإِخْلَاصِ الْخَلْقِ ، وَ الْحَجَّ تَقْرِبَةً لِلدِّينِ ... " نهج البلاغة : 512 ، طبعة الشيخ صبحي الصالح .

أي أن الحج سببٌ لتقارب الأمة الإسلامية و تماسكها و وحدتها و رَصِّ صفوفها ، و قد نُقِلَ هذا الحديث بلفظ آخر هو : " ... وَ الْحَجَّ تَقْويَةً لِلدِّينِ ... ، أي أن الحج منشأ قوة الدين الإسلامي و حيويته .

و مما جاء في خطبة للسيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) :

" ... فجعل اللّه الإيمان تطهيرا لكم من الشرك ، و الصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، و الزكاة تزكية للنفس ، ونماء في الرزق ، و الصيام تثبيتا للإخلاص ، و الحج تشييداً للدين ... " .

الحج والأمة الواحدة بين المذهبية والقومية:

اتباع مذهب معين, واختلاف المسلمين في موارد متعددة في ايامهم العادية امر شائع ,لكننا لو حاولنا تتبعه في اعمال الحج فاننا بالكاد نستطيع ملاحظته خاصة اذا ما نظرنا الى الحجيج في اثناء اداء المناسك فالطواف حول البيت واحد وفي اتجاه واحد والصلاة واحدة والسعي بين الصفا والمروة كذلك ثم لايتخلف احد عن الوقوف بعرفات او المشعر حتى رجم الشياطين والتضحية والحلق او التقصير يقوم بها المسلمون ويقدمون لبعضهم العون دونما سؤال عن مذهب او خلاف.

ومن يتيسر له الاطلاع على مشاهد الحجيج من مواقع مشرفة يدرك صحة المقولة:"ويل للمسلمين اذا لم يعرفو معنى الحج, وويل لاعداء الاسلام اذا ادرك المسلمون معنى الحج".

في الحج ترجع المذهبية الى صورة الطريق الموصل الى الله وهي الصورة التي يقبلها العاقل اللبيب فلا رفث ولافسوق ولا جدال في الحج ,وغاية ما يبحثه المسلم مع اخوانه ان تيسر لهم التفاهم اللغوي ان يتعرف كل منهم عن بلاد المسلمين وما تعيشه من قضايا حيوية وان يراجعوا صورة الامة في الكون وهذا المعنى من معاني المنافع خاصة اذا كان الحوار بين اولي الامر من سياسيين وعسكريين واقتصاديين وعلماء في كافة الاختصاصات, فتحضر قضايا الامة الكبرى كالقضية الفلسطينية ومتعلقاتها في الاراضي العربية الاخرى المحتلة,كما الاحتلالات الواقعة في اماكن اخرى من العالم الاسلامي.

وتحضر ايضا قضايا التنمية والحرية والمساواة ويستفاد من تجارب الشعوب لاصلاح عام يسهم في تعميم المنافع ليشهدها العالم كله مسلما كان او غير مسلم.

الحج يرفع الإحساس بالغربة كما يرفع الإحساس بالأقلوية - إذا جاز التعبير - إذ تتصل الأقليات القومية المسلمة بالأمة الكبيرة وتكون في رحلة الحج ومناسكه وجغرافيته وزمانه مندكة في مفهوم الأمة الواحدة من الناحية الشعورية المعنوية ومن ناحية الأحاسيس والحاجات المادية الشخصية والنوعية.

الاقليات مصطلح حديث لكن مضمونه قديم:

وأشير هنا الى أن مفهوم "الأقليات المسلمة" وإن كان مضمونه موجودا عبر التاريخ الإسلامي بتعابير مختلفة قد ورد رسميا لأول مرة في بيان الهيكل التنظيمي لرابطة العالم الإسلامي المنشأة بموجب قرار صدر عن المؤتمر الإسلامي العام الأول الذي عقد بمكة المكرمة في 14 ذي الحجة 1381هـ - 18 مايو 1962م. ومن الواضح أن المراد به كونهم كذلك نسبة إلى غيرهم في نفس الدولة من جهة الدين وإلا فإن العدد نفسه من المسلمين في دولة مثل الهند قد يفوق عدد نفوس مجموعة من الدول الإسلامية.

الحج وقضية الأقليات والأقليات وقضية الحج:

تظهِّر رحلة الحج قضية الأقليات المسلمة اكثر من غيرها من شعائر الإسلام لأنها تنقلها من واقعها الإقليمي الضيق إلى رحاب العالمية من خلال عدة عناوين جدلية :

مدى الحرية الدينية الذي تتيحه الدولة للأقليات , مفهوم الأقليات الإسلامية للحج وما يعنيه من ارتباط بمركز الوحي والرسالة والآثار الإسلامية من جهة , ونفس الرحلة ومقتضياتها من جهة أخرى . وموقف "الأكثرية" الإسلامية إن صح التعبير من هذه الأقليات وقضاياها...

اضف إلى ذلك أنَّ رحلة الحج وإن كانت أجمل وأهم أحلام أي مسلم لكنَّ مفهوم الأقليات للحج يتضمن بعدا شعوريا خاصا بها , وهو ناشئ عن الإحساس بالإختلاف عن المحيط الجغرافي والديمغرافي بل التاريخي أحيانا.

فإذا لاحظنا أنّ غالبية الأقليات الإسلامية والبالغ عدد أفرادها خمسمائة مليون نسمة عام 2004 أي ما يفوق ثلث عدد المسلمين ويقارب النصف تعيش في مستوى إجتماعي يغلب عليه الفقروالبطالة والصراعات الإجتماعية والمسلَّحة أحيانا أدركنا حجم المعاناة في ممارسة التدين عموما و في مسألة أداء فريضة الحج خصوصا الأمر الذي يزيد التعلق العاطفي بالأماكن المقدسة والرغبة في زيارتها.

الاقليات والسلطان والحج قديما وحديثا:

لم أجد في ما بين يدي من مصادر ولعله موجود ما فيه تفصيل عن رحلة الحج للأقليات المسلمة قديما لكن يمكن الحديث عن الصعوبات التي عانتها هذه الأقليات حديثا من جهات عدة :

أولها الكلفة المادية ونوعية وسائل السفر لأننا نتحدث عن المسلمين في أطراف بعيدة عن مكة المكرمة.

ثانيا العراقيل التي وضعتها كثير من الحكومات خصوصا في فترة الحكم الشيوعي في الإتحاد السوفياتي والصين.

وجديد هذه العراقيل ما ما جاءت به الأخبار في هذه السنة عن الهند مثلا من أنها قررت وقف الدعم عن الوقود الخاص بطائرات الحج مما سيرفع كلفته المادية وكذلك وقف تقديم التسهيلات المالية الأخرى الأمر الذي سيرفع الكلفة المالية التي تتعلق بها الإستطاعة مما سيقلل عدد الحجيج الهنود.

كذلك ذكرت إدارة الدولة للشئون الدينية بالصين في الثلاثاء، 8 فبراير 2011 أنها ستحظر رحلات الحج الخاصة إلى مكة المكرمة، وستقصر تنظيمها ذلك على الجمعية الإسلامية الصينية (أعلى سلطة دينية لمسلمى الصين)، وستحسن خدمات الطيران العارض للحجاج المسلمين الصينيين، علماً بأن ما يزيد على 13 ألف مسلم صينى قد أدوا فريضة الحج إلى مكة المكرمة العام الماضى على متن طيران عارض.

وكانت الصين قد أوفدت رسميا أول بعثة من الحجاج إلى الديار المقدسة عام 1955، ولم يتجاوز عددها آنذاك العشرين فردا، وطيلة عشرات السنوات من الحكم الشيوعى الصارم - فى دولة لا دينية لم يكن النظام يحبذ تنظيم وممارسة الشعائر الدينية بمختلف أنواعها- ظل المسلمون الصينيون محرومين من أداء خامس فريضة فى الإسلام.

واستمر هذا الوضع إلى غاية دخول الصين عصر الانفتاح والإصلاح الاقتصادى، حيث قررت فى عام 1979 استئناف إرسال مندوبين حكوميين من الأقليات المسلمة العشرة لتمثيل الدولة بشكل رسمى فى موسم الحج، وفى عام 1986 أدخلت إجراءات تنظيمية إضافية أتاحت حرية أكبر فى الممارسة الدينية، وتنظيماً وتأطيراً لمناسك الحج.

وتمارس السلطات الصينية عمليات تنظيم الشئون الدينية لمسلميها عبر "الجمعية الإسلامية الصينية" التى تراقب كل الأنشطة الدينية بما فى ذلك المساجد ومدارس التعليم الدينى الإسلامى والحج والعمرة.

اقتراحات:

إنشاء صندوق عالمي لدعم تمكين حج المسلمين من الأقليات تتكون مصادره من من الدول والهيئات والأفرادويتولى تأمين فرصة الحج للناس العاديين لتأثير ذلك فيهم وأسرهم حيث إن الدول الإسلامية تعمل عادة على استضافة االرسميين والشخصيات الفكرية والإجتماعية لكن ذلك لا ينعكس بالصورة نفسها تعزيزا للمشاعر الشعبية وارتباطها بالإسلام.







الاثنين، أكتوبر 25، 2010

لقاء تجمع العلماء المسلمين بالرئيس نبيه بري

الصورة من الأرشيف

لقاء تجمع العلماء المسلمين بالرئيس بري - السبت 23-10-2010

التجمع يدعم خطوات الرئيس بري لمعالجة الوضع السياسي المتأزم بخاصة دعوته للتوافق السعودي - السوري الذي ينعكس خيرا على الساحةاللبنانية

الوحدة الاسلامية والوحدة الوطنية أساس الاستقرار لمواجهة الخطر الخارجي

استقبل دولة رئيس مجلس النواب اللبناني الاستاذ نبيه بري في حضور نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "أمل" الشيخ حسن المصري وفد تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخ أحمد الزين والشيخ علي خازم والشيخ مصطفى ملص من مجلس الأمناء واعضاء الهيئة الادارية الشيخ حسان عبدالله والشيخ عبد الناصر جبري والشيخ حسين غبريس والشيخ زهير جعيد والشيخ محمد عمرو والشيخ ماهر مزهر، وكان عرض للتطورات.

وقال الشيخ أحمد الزين، باسم التجمع، بعد اللقاء: "سررنا بلقاء الرئيس بري في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الوطن وبخاصة ما تعمل له دوائر استخباراتية لبث الفتنة بين المسلمين، حيث تداولنا في الاجراءات المناسبة للوقوف بوجهها وإجهاضها في مهدها، وقد كانت وجهات النظر متفقة في كل ما طرح وأكدنا له تأييد التجمع للخطوات التي يقوم بها لمعالجة الوضع السياسي المتأزم بخاصة دعوته للتوافق السعودي - السوري الذي ينعكس خيرا على الساحةاللبنانية. وأكدنا ضرورة محاكمة الشهود الزور مقدمة للتوصل الى مفبركيهم ما يوصلنا الى معرفة من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كما أكدنا أن موقفنا الرافض للمحكمة الدولية هو موقف شرعي بعدم اللجوء الى الطاغوت المتمثل اليوم بالولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني اللذين يقفان خلف هذه المحكمة في حين أنهما المتهمان الرئيسيان في عملية الاغتيال، واعتبرنا ان ما ستتوصل اليه هذه المحكمة المسيسة هو اتهام سياسي باطل بدأ بسوريا ويتجه اليوم نحو المقاومة، ولا نعرف الى من يتجه لاحقا، لانهم يريدون من هذه المحكمة استخدامها كعصا غليظة يلوحون بها لكل من يعارض سياستهم في المنطقة".

أضاف:"استنكرنا التدخل والتسلل المشبوه لنائب وزيرة الخارجية الاميركي جيفري فيلتمان المتضرر من حال الوفاق الحاصلة في البلد وأكدنا أن اللبنانيين يتحلون بالوعي الكافي كي لا ينجروا وراء ما تخطط له الولايات المتحدة الاميركية خدمة للكيان الصهيوني. وأكدنا أيضا على الوحدة الاسلامية ووقوفنا جميعا وبدعم ومساندة من الرئيس بري بوجه اي فتنة يخطط لها أعداء الامة والوطن، ونوهنا في هذا المجال بالفتوى الصادرة عن سماحة الامام الخامنئي والكلام الطيب لسماحة شيخ الازهر الامام احمد الطيب، داعين الى مواقف مشابهة من كل علماء الأمة".

السبت، أكتوبر 23، 2010

تجمع العلماء المسلمين يلتقي سوسان وعسيران وحمود: الوحدة الاسلامية في مواجهة محاولات إثارة الفتنة

تجمع العلماء المسلمين يلتقي سوسان وعسيران وحمود:
الوحدة الاسلامية في مواجهة محاولات إثارة الفتنة
صيدا ـ صحف ومواقع ووكالات
جال وفد من تجمع العلماء المسلمين في لبنان برئاسة الشيخ أحمد الزين ومشاركة الشيخ حسان عبدالله والشيخ علي خازم والشيخ زهير جعيد والشيخ محمد عمرو والشيخ ماهر مزهر والشيخ غازي حنينة والشيخ حسين غبريس على فاعليات صيدا الروحية، فزار الوفد مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ومفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران وإمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود حيث جرى عرض للأوضاع على الساحتين الداخلية والاسلامية.

عبد الله

اثر اللقاء مع المفتي سوسان تحدث الشيخ حسان عبد الله بإسم الوفد فقال: زرنا سماحة الشيخ سليم سوسان الذي نكن له كل مودة واحترام وتقدير وتباحثنا في شؤون الساحة الاسلامية اليوم وركزنا على موضوع الوحدة الاسلامية الراسخة في نفوس المسلمين في لبنان والتي لن تؤثر فيها المؤامرات الساعية من اجل فتنة مذهبية. اتفقنا على أنه لا يجوز أن يحمل المذهب تبعات كلام فلان من هنا أو فلان من هناك مهما علا أو صغر شأنه لأن الذي يستفيد من الفتنة المذهبية هم اعداء الأمة وخاصة الكيان الصهيوني، ورأينا أن ما يحصل اليوم على صعيد تصعيد وتسعير اجواء الفتنة يستهدف التغطية عما يحصل في المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني التي تستهدف تمييع وانهاء القضية الفلسطينية تحت عنوان قانون المواطنة او يهودية الدولة الصهيونية. نؤكد على أن صيدا ستبقى دائما عرين المقاومة وبوابة الجنوب منها انطلقت المقاومة ومنها ستستمر في مواجهتها للعدو الصهيوني. لصيدا دور كبير باطيافها السياسية والمذهبية والطائفية، هي صيدا الوطن التي نلجأ اليها في الملمات ومن اهم المواقع في هذه المدينة الكبيرة دار الفتوى وسماحة الشيخ سليم وهو ركن اساسي وداعم اساسي لخط الوحدة الاسلامية الذي يتبناه تجمع العلماء المسلمين وللمقاومة التي هي عنوان عزة وكرامة الأمة.

سوسان

من جهته قال المفتي سوسان: اللقاء هو في اطار التواصل والتشاور في ما يخص وحدة الصف الاسلامي، ووحدة المسلمين بصرف النظر عن البعد السياسي في هذا البلد. نحن نؤكد على هذا اللقاء وهذا التشاور وهذا الاجتماع بين حين وحين. وفي ما يخص نبذ الفتنة المذهبية والطائفية نحن نؤكد على وحدة هذا البلد في مؤسساته وفي ارضه وفي شعبه. من صيدا من هذه المدينة التي تتمسك بقيمها وبثوابتها الايمانية والوطنية وتتحمل ما تتحمل من اجل هذه الثوابت وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس والأقصى، ووحدة المسلمين ووحدة لبنان والدفاع عن هذه الأرض وعن الانسان في هذه المنطقة من لبنان امتداداً الى الجنوب وحفاظاً على المقاومة التي حملت مع جيشنا الوطني ومع الشرفاء في هذا الوطن اعباء الدفاع عن الأرض وعن الانسان في هذا الوطن العزيز.

عسيران

واثر استقباله الوفد العلمائي توجه المفتي الشيخ محمد عسيران بتحية اكبار الى شيخ الجامع الأزهر الدكتور الشيخ أحمد الطيب على مبادرته الطيبة معتبرا ان الاسلام هو الكلمة الجامعة يجتمع كل المسلمين حول كلمة لا اله الا الله بأبعادها ومفاهيمها وان المسلمين امة واحدة يجب عليهم أن يتعاطوا مع بعضهم البعض كالبنيان المرصوص. وقال: وعلى صعيد الساحة اللبنانية نتوجه لكل الساسة اللبنانيبن بأن يراعوا اوضاع واحوال الشعب اللبناني وان يبتعدوا عن الفتنة وان يبعدوا الناس عن الفتن مثمنين ما جاء على لسان دولة الرئيس سعد الحريري في الابتعاد عن الفتنة واراقة الدماء في لبنان لأن اسرائيل واعوانها تسعى للفتنة. وما مجيء فيلتمان الى لبنان بعد زيارة رئيس جمهورية ايران الاسلامية الى لبنان الا ليؤكد ان الولايات المتحدة تسعى لفتنة في لبنان اكد على ذلك بان كي مون في كلامه الموجه لسلاح المقاومة ولوجوب نزعه واخراجه وكأن اسرائيل لا تملك رؤوساً نووية ولا تملك سلاحاً وانها غير معتدية مع العلم وعلى شاشات التلفزة كل يوم يطالعنا العدو الصهيوني بمقولة الاعتداء على لبنان وعلى الشعب الفلسطيني في الداخل.

حمود

وبعد زيارة الشيخ ماهر حمود أكد الشيخ حسان عبد الله "أن الجولة تأتي لزيارة مدينة صيدا بوابة المقاومة ومعقلها، لزيارة رجال الدين، حيث التقينا المفتيان سوسان وعسيران والشيخ حمود، وتم التداول في موضوع الوحدة وما يخطط من فتن لتقسيم الأمة الى أقطاب متسارعة يستفيذ من ذلك العدو الصهينوني، واثارة الفتنة الهدف منها التعمية عما يجري في المفاوضات واجهاض القضية الفلسطينية تحت عنوان يهودية الدولة، ولم يستطع العرب مواجهة ذلك إلا بإعطاء مهلة شهر، وهذا أمر معيب".
وقال: لا حل مع مسألة الإحتلال الصهيوني للأرض سوى بالمقاومة التي اثبت نجاعتها، لذلك هم يعملون من خلال الفتنة المذهبية لإيقاع بأس المؤمنين فيما بينهم كي تنحرف المقاومة عن توجهها الأساسي في الدفاع عن الأرض ومنهاضة الإحتلال، ونقصد بالمقاومة ليس "المقاومة الإسلامية" في لبنان، بل في كل العالم الإسلامي ككل، المقاومة في غزة وافغانستان والعراق ولبنان.
وأضاف: هناك مواجهة بين نهج المقاومة ونهج الإحتلال، الذي أثبت المقاومة أنها الخيار الوحيد، فلم تؤمن المفاوضات أي انسحاب عزيز من الأراضي التي احتلها العدو الصهيوني سوى بالمقاومة، أما من خلال المفاوضات فالإحتلال كان يخرج من الباب ليدخل من النافذة، ونحن نقوم كـ "تجمع العلماء المسلمين" بهذه الزيارة للتأكيد على الوحدة بين المسلمين والتخطيط للصراع مع العدو الإسرائيلي بكل الوسائل والوحدة الإسلامية.
بدوره الشيخ ماهر حمود قال: نرحب بوفد "تجمع العلماء المسلمين" خصوصاً في هذه الفترة العصيبة التي يتأمر فيها العالم على ايجاد فتنة بين السنة والشيعة، من افغانستان والعراق وصولاً الى لبنان، الذي يتم فيه ضخ كمية كبيرة من التحريض من خلال بعض وسائل الإعلام والشخصيات المشبوهة، والهدف الرئيسي هو محاصرة المقاومة بعدما فشل عدوان تموز وأحداث آيار 2008.
وأضاف: كل هذه المحاولات الهدف منها زرع الشقاق بين المقاومة وبين جمهورها، لتأتي المؤامرة المذهبية، ولكن بإذن الله ستتجاوز المقاومة وجمهورها هذه الفتنة كما تجاوزت كل المؤامرات لأن مفاهيم المقاومة تجمع المسلمين ولا تفرقهم، وسيزهق الله الباطل بإذن الله تعالى، ونحن نحتاج الى جهود جميع المخلصين من القاصي والداني فكل من يستطيع صد الفتن مبارك عند الله عز وجل.

الخميس، أكتوبر 21، 2010

وفد تجمع العلماء المسلمين يزور دار الفتوى في الشمال ويلتقي سماحة المفتي مالك الشعار

وفد تجمع العلماء المسلمين يزور دار الفتوى في الشمال ويلتقي سماحة المفتي مالك الشعار
- المفتي الشيخ مالك الشعار :  لا مكان للفتنة السنية الشيعية بيننا في لبنان وأهلنا بلبنان بوحدتهم سيتصدون لكل العابثين بالعيش المشترك والسلم الاهلي .
- الشيخ حسان عبد الله : ما يحاك من فتنة مذهبية بين السنة والشيعة مؤامرة للتغطية على المفاوضات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني من أجل تصفية القضية.
يارة الشيخ الشعار20-10-2010.jpg التقى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في مكتبه بدار الفتوى بطرابلس وفد" تجمع العلماء المسلمين" برئاسة القاضي الشيخ أحمد الزين وعضوية رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبدالله،والشيخ علي خازم والشيخ ماهر مزهر والشيخ زهير جعيد والشيخ حسين غبريس والشيخ مصطفى ملص والشيخ محمد عمرو والسيد عباس الموسوي،بحضور أمين عام حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان ومنسق عام جبهة العمل الإسلامي الدكتور عبدالناصر جبري وأمين الفتوى الشيخ محمد إمام ومدير مكتب المفتي الشعار الدكتور الشيخ ماجد الدرويش.
إثر الزيارة، أدلى الشيخ حسان عبدالله بتصريح جاء فيه: تشرفنا بزيارة سماحة الدكتور الشيخ مالك الشعار مفتي طرابلس والشمال باسم تجمع العلماء المسلمين لنؤكد على التواصل المستمر مع هذه الدار الكبيرة والكريمة ومع سماحته، وثانيا للتأكيد على ان كل ما يحاك من فتنة مذهبية في العالم اليوم بين السنة والشيعة إنما هي مؤامرة تستهدف التغطية على ما يحصل في المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني من أجل تمييع القضية وإنهائها.
أضاف: إننا نؤكد أن المسلمين سيكونون من خلال رعاية العلماء يدا واحدة ولن تمر هذه الفتنة كما يخطط لها الأعداء بإذن الله، وأكدنا على ضرورة صيانة المقاومة وحفظها والنأي بها عن أي صراعات داخلية أو خارجية كي تتفرغ المقاومة لقتال العدو الصهيوني والوقوف بوجهه وحماية الوطن.
 وتابع:أكدنا أيضا على ضرورة الإلتحام الداخلي والوحدة الداخلية سواء بين المسلمين والطوائف الأخرى أو بين المسلمين أنفسهم، ونؤكد بشكل واضح وصريح أن موضوع الفتنة المذهبية اليوم يعمل لها، ولكن لن تمر هذه المؤامرة بسبب وجود علماء واعين أمثال المفتي الشيخ مالك الشعار وان الفتاوى التي صدرت سواء عن سماحة الإمام الخامنئي بموضوع عدم المس بمقدسات المسلمين لأي فئة انتموا وخاصة زوجات النبي والصحابة رضوان الله عليهم، وايضا ما صدر عن شيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب ما يؤكد الكلام الطيب الصادر عنه أن هذه الأمة بخير طالما أنه يتوفر لها قادة مخلصون  أمثال سماحة المفتي الشعار وسنظل على تواصل معه لما فيه مصلحة المسلمين واللبنانيين.
 وأدلى المفتي الشعار بتصريح جاء فيه:كنت أنتظر هذه الزيارة التي آمل ان تستمر من اجل أن نتواصى واياهم بالحق والصبر وان نتعاون من اجل تحقيق المصلحة الإسلامية لما له علاقة بين السنة والشيعة وكلاهما مسلم ومؤمن ولتحقيق المصلحة الوطنية على مستوى وطننا العزيز لبنان.
  أضاف: ان ما تفضل به رئيس الوفد ورئيس التجمع هو من الامور التي ينبغي ان نوليها اهتمامنا، وقد كانت الرؤى، إلى حد كبير متطابقة ومتجانسة وليس هذا بغريب، فمنهجنا واحد ومنطلقنا واحد وهو تحقيق المصلحة الإسلامية والوطنية من خلال فهمنا الديني.
 وتابع: لا شك أن هناك أصواتا شاذة في المجتمع تتناول الخلاف السياسي من منظار مذهبي أو ديني من شأنه أن يتنامى-لا قدر الله-وان يكون سببا في احتقان الأجواء والمناخ السياسي مما يؤدي إلى تصادم بين أبناء الدين الواحد والبلد الواحد.
 ورأى الشعار ان هذه اللقاءات سد منيع وحصن لدرء أي فتنة من الفتن وقال: أعلنا سابقنا ونعلن بان أي تقاتل بين المسلمين سنة وشيعة حرام حرام كما أن التقاتل بين المسلمين والمسيحيين حرام كذلك.
و ختم: من هذه المنطلقات نلتقي من أجل القيام بما ينبغي لإرساء قواعد الوعي عند جماهيرنا واهالينا وبلدنا ومن أجل ان يسود المناخ الديني السمح  والوطني الرحب لندرك أن مصلحة الوطن ومصلحة الإنسان ينبغي ان تقدم على كل شيئ.
 ثم أولم المفتي الشعار لضيوفه في مطعم أبو النواس بطرابلس.

  

الأربعاء، أكتوبر 06، 2010

نصُّك كان "برانياً" بكل معنى الكلمة

كتب غسان المفلح تعليقاً على مقالات محور "مع رمزية رحيل كامل الأسعد:علاقة الشيعة بالكيان اللبناني بين الماضي والحاضر" بعنوان :هل أصبحت الشيعية السياسية طرفاً برّانياً في الكيان اللبناني ؟ نشرته النهار الخميس 23 أيلول 2010 - السنة 78 - العدد 24171 وكتبت تعقيبا بعنوان : إلى غسان المفلح : نصُّك كان "برانياً" بكل معنى الكلمة , نشرته النهار الأحد 03 تشرين الأول 2010 - السنة 78 - العدد 24181 ولكن حذفت منه الحواشي لضيق المجال .
هنا النص والتعقيب كاملا
النص:
تعليقاً على مقالات محور "مع رمزية رحيل كامل الأسعد:
علاقة الشيعة بالكيان اللبناني بين الماضي والحاضر"
هل أصبحت الشيعية السياسية طرفاً برّانياً في الكيان اللبناني ؟
بقلم غسان المفلح
معذرة على تدخلنا في هذا الملف الشائك والمعقد لبنانيا وإقليميا، ولكن عنوان الملف لفت نظري، ووضعته عنوانا لهذا التدخل لكنه عنوان "غير بريء" ينبئ وكأن الطائفة الشيعية الكريمة هيكل برّاني على الكيان اللبناني؟ وهذا أمر يوضح حقيقة أخرى يتضمنها العنوان، وهي أن صاحبه لا يعترف بلبنان أصلا، ومع ذلك سنتجاوز هاتين الملاحظتين مبدئيا، لنقل إن لبنان قام بمسيحييه ومن أجلهم أيضا، ولم يشعر سنته بالاغتراب بحكم محيطهم العربي السني، لم يشعروا بأنهم انفصلوا عن محيطهم العربي عبر سوريا الحاضن العروبي حتى عام 1974، حيث بدأت سوريا تعد العدة لكي تكون طرفا لبنانيا داخليا، ويعود هذا الأمر للرئيس الراحل حافظ الأسد، وللقوى السياسية اللبنانية آنذاك، وخاصة المسيحية منها.
وأيضا لهذا البحث التاريخي إشكالياته المتعددة، والتي تجبرنا على الدخول على خط الممارسة السياسية السورية لبنانيا، وهذا أمر تطرقت إلى جانب منه نجاة شرف الدين في مشاركتها في هذا الملف. نعم تأسيس الكيان اللبناني كانت الطائفة الشيعية فيه، حالة برّانية من جهة وجوّانية من جهة أخرى، برّانية لأنها كانت خارج الفعل السياسي في لحظة تكوين لبنان، ولم يكن لها من التعبيرات ذات البعد الطائفي، بل نخبها كانت منخرطة في الأحزاب الوطنية اللبنانية. برانية لأنه لم يكن لها غطاء دولتي لا إقليميا ولا دوليا. برّانية لأنها كانت أفقر الطوائف، فأتت ملحقة بالكيان اللبناني، وكأنها كمّالة عدد. يد عاملة لإقطاع لبناني عابر للطوائف، وهذه حقيقة. ما كان يمكن إلحاق مسيحييي الجنوب بالكيان اللبناني، دون إلحاق القرى الشيعية. الإقطاع الشيعي ومن ضمنه عائلة المرحوم كامل الأسعد وغيرها من العائلات الإقطاعية الشيعية، كانت تريد الحماية كما يقال، من إقطاع مسيحي مدعوم فرنسيا وغربيا، ومن إقطاع سني مدعوم إقليميا أقصد عربيا، فقبلت بما منح لها، وبغض النظر عن التعداد السكاني، منذ اللحظة التأسيسية للبنان، كان أهم بند فيها، أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا وبصلاحيات استثنائية، بغض النظر مورست أم لا؟
وبقيت الحال بين أخذ ورد لبنانيا، وتحديدا بين فاعليات الجانب السني وفاعليات الجانب المسيحيي متأثرة بعوامل التفجر الإقليمي العربي - الإسرائيلي. دون أن ننسى دخول مصر الناصرية على الخط اللبناني، والمرحلة الشمعونية 1958 والذي أوضح انه لم يكن للشيعة السياسية دور يذكر لا في قيام تلك المحطة، ولا في نتائجها بعد إنهاء تلك الحرب الداخلية المحتدمة سياسيا، والتي اقتضت تدخلا غربيا مكثفا وعربيا عبرت عنه مصر أكثر آنذاك.
جاء السيد الإمام موسى الصدر وأسس حركة المحرومين، التي كانت أول حركة ذات معنى يمكن أن نطلق عليها قيام الشيعية السياسية في لبنان. وحاولت هذه الحركة أن تتحرك لتحسين الوضع الشيعي وإعادة هيكلة الكيان اللبناني بما يتناسب مع طموحاتها، ووزن الطائفة الشيعية في لبنان. وكان العلاّمة الراحل حريصا على استقلالية التمثيل السياسي للشيعة، رغم أنه كان يحاول بناء علاقة جيدة مع سوريا. في المقابل كانت علاقته جيدة مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، وشكل في ما شكله غطاء لبنانيا - شيعيا لتواجد المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني.
لكن رغم أن حياته انتهت بلغز لم تعرف نتائجه حتى اللحظة ولا من هو الجاني، إلا أنه يسجل للرجل، أنه كان حريصا على استقلالية حركته السياسية عن التدخلات الدولتية سواء كانت إقليمية أم دولية. كذلك يجب ألا ننسى أنه لم يكن على علاقة جيدة بالإمام الخميني، ولم يكن مقتنعا بنظريته حول ولاية الفقيه، لذلك ساهم بمأسسة المرجعية الشيعية، مأسسة تبعد عنها غطرسة مثل تلك النظريات السياسية، ذات الشبهة الاستبدادية.
صحيح أن الأمام الصدر كان مع الدخول السوري إلى لبنان، ولكنه كان مدركا أن هذا الدخول أمر لا مفر منه من جهة، ومن جهة أخرى حاول أن تكون سوريا سندا للشيعية السياسية التي تشكلت على يديه، حيث لم تكن الثورة الإيرانية قد حدثت بعد. واستفادت سوريا من هذا الأمر، ووصلت أيضا قوتها إلى صيدا، لكن السوريين كانت عينهم بداية على المسيحيين، الذين قلبوا لها ظهر المِجَنّ بعد أن حمتهم القوات السورية من قوات الحركة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية.
بعد هذا الحدث بدأ الحديث يرتفع عن تغيير في النظام السياسي اللبناني، فيكون للشيعة حصة أكبر في هذا النظام. في الواقع يُسجل للإمام الصدر تأسيس هذه المطالبة شيعيا بتغيير النظام اللبناني، وبدأت سوريا تعد العدة لجذب الطائفة الشيعية معتمدة على العديد من العوامل. لكن هنالك أمر ربما تكشف عنه الإيام، فالإمام الصدر، لم يكن سوريا في هذا المنحى أكثر مما كان شيعيا لبنانيا - رغم أنه من أصول ليست لبنانية.
ونجحت الثورة الإيرانية 1979، ومنذ البداية كان من الواضح أنه لا المجلس الشيعي الأعلى ولا حركة المحرومين (امل) بوارد الانخراط مع إيران رغم غياب الإمام الصدر 1978. وإيران لم تكن جاهزة بعد لكي تتدخل إقليميا في لبنان، وعندما دخلت إيران على الخط كانت "حركة أمل" في صراع مع ما تبقى في لبنان من مقاومة فلسطينية، وبدعم سوريا، وبانفراد مؤسسي عما سمي الحركة الوطنية اللبنانية. وتأسس "حزب الله" بمساعدة إيرانية - سورية.
وبدأت الشيعية السياسية تأخذ منحى جديدا إقليميا ولبنانيا.
وما جرى لا حقا، يجعلنا نعود لنقول إن الشيعية السياسية المتمثلة الآن في "حزب الله" وملحقه "حركة أمل"، لأنها أصبحت ملحقا سياسيا بـ"حزب الله" أكثر مما هي فاعلية حقيقية، عادت هذه الشيعية السياسية عبر سلاحها - المقاوم وغير المقاوم - لتبقي الشيعية طرفا برانيا على الكيان اللبناني لأنها تريد فرض شروط أطراف خارجية على مجمل الكيان اللبناني. قوية عسكريا، هذا صحيح، ومدعومة إقليميا أيضا هذا صحيح، ولكن الصحيح أيضا أنها أعادت للشيعية السياسية برانيتها عن الكيان اللبناني، رغم قدرتها على تفجيره في أي لحظة. الآخرون بالتأكيد لهم امتداداتهم الإقليمية والدولية، ولكنهم كانوا منذ البداية اكثر لبنانية، لأنهم هم الأكثر استفادة من اللحظة التأسيسية للكيان اللبناني.
الشيعية السياسية الآن أقل استقلالية تجاه القوى الإقليمية الداعمة لها رغم وحدة قرارها، وهذا هو الخطير في الموضوع.
صحيح أن أهم تيار يحسب على الطائفة السنية أيضا يحمل السمات نفسها، ولكنه أكثر استقلالية ولديه فاعليات أخرى داخل الطائفة السنية ولها قوة على الأرض، وكذا الحال بالنسبة للقوى المسيحية. لهذا قلنا إن الشيعية السياسية الآن تحتاج إلى كثير من الإجابات عن أسئلة، حول طبيعة العلاقات مع إيران ومع سوريا، حيث الخطر أنه كلما تتقدم الأمور كلما تتحول الشيعية السياسية طرفاً أكثر برانية في الكيان اللبناني.
لم أجد ما يمكنني أن أختم فيه هذه المقالة سوى أنني في هذا السياق لم أستطع الحديث عن موضوعة الدولة اللبنانية والمؤسسات والمواطنة ولم أجد تعبيرات سياسية عابرة للطوائف يمكن أن يستند عليها المرء في قراءته للوحة اللبنانية، وهذا هو المأزق!
(جنيف)
جريدة النهار الخميس 23 أيلول 2010 - السنة 78 - العدد 24171
مساهمات المحور
- جهاد الزين (تقديم): طائفة بين ارتباكين... ومغامرة كبرى (25/8/2010).
- طلال عتريسي: ماذا يريد الشيعة من دولتهم (25/8/2010).
- سعود المولى: مشروع الإمام الصدر المستقبلي أصبح هو أيضاً من الماضي (29/8/2010).
- نجاة شرف الدين: سوريــا والشيعــة اللبنانيون (1/9/2010).
- طلال خوجة: لعنة الموقع (3/9/2010).
- الشيخ علي خازم: الشيعة بين "الولاية" والمواطنة (6/9/2010).
- منى فياض: "أمل" المتأرجحة (8/9/2010).
- فارس اشتي: القيادات الشيعية: من الصراع في الكيان إلى الصراع عليه (13/9/2010).
- يوسف معوض: عطوفة "كامل بك" والثورة المستحيلة (16/9/2010).
- محمد علي مقلد: الإنقاذ على يد الجيل الشيعي الرابع؟ (21/9/2010).
غداً
مساهمة وجيه قانصو:
تضخيم الخصوصيات
.........................................................................................................................................................................................
التعقيب :
إلى غسان المفلح : نصُّك كان "برانياً" بكل معنى الكلمة بقلم الشيخ علي حسن خازم
"الجوانية" كما اذكرها من دراستي الجامعية وفقا للمرحوم الأستاذ الدكتور حسين القوتلي في درسه "الفاسفة العامة" مصطلح لأستاذه الفيلسوف المصري عثمان أمين[1] عبَّر به عن الرؤية الذاتية للموضوع من داخله فهي وبالتعبير البسيط : من جوه لجوه لامن بره لبره ولا من برا لجوه , ففيها نوع من الاستبطان أو من الاتحاد الصوفي بين الذات والآخر.
هل يمكن قراءة المشهد اللبناني بهذه الأداة؟
لامانع فعثمان أمين طوَّر رؤيته لتصير أداة يمكن معها القراءة في ميادين مختلفة وفي أزمنة مختلفة ولأزمنة مختلفة.
السؤال الآن : رؤية غسان المفلح ل"برانية" الطوائف اللبنانية المؤسسة للكيان اللبناني و"جوانيتها" هل هي من هذه المقولة أو من مقولة الجهات الأربع التي تجعل الذات متموضعة ويحيطها القدام والخلف واليمبن والشمال(لا اليسار) , أو الجهات الست ( هي بإضافة الفوق والتحت ) ؟
في النص ما يفتن عن إلتقاط صورة من أي جهة فضلا عن استبطانها او التماهي معها , بحيث بدا وكأنه يريد أن يرينا شيئا لكنه يريدنا أن نصل إليه سكارى :
في وضعية " التسطيح " يختزل غسان المفلح التاريخ أو لعله يجهل تفاصيل إنشاء الكيان اللبناني فيتنازل ويقبل " لنقل إن لبنان قام بمسيحييه ومن أجلهم أيضا"وكأن الوقائع التاريخية غير ذلك[2] , ثم يقف لينظر إلينا كلبنانيين طوائف من إحدى جهاته هو , وليس وفقا لمقولة "الجوانية" ليموضعنا "برانيين" و"جوانيين" .
فما هو المعيار يا أستاذ غسان في تصفيفك لنا هكذا ؟ وفي أي جهة من جهاتك لو كنت في سورية - لا من سويسرا - نقع بالنسبة إليك ؟
عندما تصنف الشيعة لحظة التأسيس "برانية" فهل كان السنة والمسيحيين "جوانية" وبأي معيار فأنت لم تستخدم معيارا واحدا؟
الطائفة الشيعية لحظة التأسيس تقول كانت برانية برأيك - ولم تبين لنا جهة الجوانية - لأنها :
" .. نعم تأسيس الكيان اللبناني كانت الطائفة الشيعية فيه، حالة برّانية من جهة وجوّانية من جهة أخرى،
برّانية لأنها كانت خارج الفعل السياسي في لحظة تكوين لبنان، ولم يكن لها من التعبيرات ذات البعد الطائفي، بل نخبها كانت منخرطة في الأحزاب الوطنية اللبنانية.
برانية لأنه لم يكن لها غطاء دولتي لا إقليميا ولا دوليا.
برّانية لأنها كانت أفقر الطوائف، فأتت ملحقة بالكيان اللبناني، وكأنها كمّالة عدد."
"أتت ملحقة بالكيان اللبناني" اتت باختيارها أو كان إتيانها نتيجة فعل خارجي ؟
بربك هل بغير هذه الصفات يكون المؤسس جوانيا؟ هذه الصفات تدل على أن هذه الطائفة جوانية حتى النخاع لا العكس .
أما عن السنة : هل تعرف موقف السنة عموما وأهل طرابلس الشام خصوصا من خير الدين الأحدب[3] أول رئيس وزارة مسلم سني ارتضى قبول المنصب وتعيينه من إميل إدة سنة 1937 تحت الإنتداب الفرنسي بعدما "تورع "عنه كثيرون ممن عرض عليهم وماذا كانت حجته العاذرة : متابعة الحركة الوطنية السورية التي خضعت للشرط الفرنسي بالتسليم باستقلالية الكيان اللبناني لإتمام توقيع معاهدة الإستقلال وأن الإستقلال أولوية والوحدة العربية إن حصلت نلتحق بها؟.
فعن أية جوانية عند السنة في تأسيس الكيان تتحدث؟
أما الموارنة قل , لا المسيحيين لأنهم المعنيون بالتأسيس فكيف كانوا "جوانيين" ونحن نتحدث عن تأسيس كيان لا عن إستقلال ...؟
عندما تتحدث عن تأسيس لبنان فإنك تتحدث عن وضع بقوة خارجية ونوع من التوافق الداخلي كما أوكد عليه دوما لا عن تموضع ذاتي . فإذا اتفقنا على أنه تأسيس اصبح الكل "جوه" ثم عندها نتحدث عن رؤية هذه الطوائف لذواتها هل ترى نفسها "جوانية" أو "برانية" بعد توحيد المعيار , ولك بعد ذلك ان تنظر إليها من ذاتك لتحدد موقعها "جواني" أو "براني" , أما دون ذلك فإنه خلط يؤدي إلى الهذيان الذي لا يتحمله البعض فيصابون بالسكر ويقبلون ما يراد بهم ولهم .
أما عن الشيعية السياسية تقول :
" .. عادت هذه الشيعية السياسية عبر سلاحها - المقاوم وغير المقاوم - لتبقي الشيعية طرفا برانيا على الكيان اللبناني لأنها تريد فرض شروط أطراف خارجية على مجمل الكيان اللبناني. قوية عسكريا، هذا صحيح، ومدعومة إقليميا أيضا هذا صحيح، ولكن الصحيح أيضا أنها أعادت للشيعية السياسية برانيتها عن الكيان اللبناني، رغم قدرتها على تفجيره في أي لحظة. الآخرون بالتأكيد لهم امتداداتهم الإقليمية والدولية، ولكنهم كانوا منذ البداية اكثر لبنانية، لأنهم هم الأكثر استفادة من اللحظة التأسيسية للكيان اللبناني.
الشيعية السياسية الآن أقل استقلالية تجاه القوى الإقليمية الداعمة لها رغم وحدة قرارها، وهذا هو الخطير في الموضوع."
الآخرون رغم إمتداداتهم الإقليمية والدولية " اكثر لبنانية, لأنهم أكثر إستفادة" هذا مدح أم ذم! هل هذا تبرير لإنعطافة بعض هؤلاء الأكثر لبنانية نحو التخلي عن لبنان الكبير إلى كانتونات طائفية أو إلى الإعتراف باسرائيل؟
سأسلم معك بإختزالك للطائفة الشيعية بحزب الله لأنه يشكل قوة شعبية غير مسبوقة من جهة الحجم والحضور لدى أي طائفة في لبنان حتى الطائفة الشيعية نفسها , فمن هم هؤلاء الآخرون : لاتقل السنة أو المسيحيون فهؤلاء غير مختزلين في إتجاه سياسي واحد , تيارات سياسية داخلهم لها إمتداداتها نعم , لكن لماذا يجوز عليهم ما لايجوز على غيرهم ؟ ستدخلني في السياسة ..لا بأس باللبناني نقول إنهم لا يقلون بيضة بدون الرجوع إلى الخارج فمن أين نتيجة اللبنانية وتقويمها ؟من أي مختبر هذه النتيجة؟ من إختبار العلاقة بالغرب وإسرائيل ودول الإعتدال العربي والبعد عن الهم الفلسطيني؟ أم من مختبر " موضوعة الدولة اللبنانية والمؤسسات والمواطنة" التي قلت أنت " ولم أجد تعبيرات سياسية عابرة للطوائف يمكن أن يستند عليها المرء في قراءته للوحة اللبنانية، وهذا هو المأزق!"
الطائفة الشيعية طائفة مؤسسة وطائفة أصيلة على أرضها قبل الكيان وبعد الكيان وطائفة جوانية حتى النخاع ولا تحمل ازدواجية بل ولا تتحملها . قوة الطائفة الشيعية ليست إثما تتوب منه ولا إثما مسكرا يذهب بعقلها كما قال الشاعر العربي : شربت الإثم حتى زال عقلي كذاك الإثم تفعل بالعقول فهي وضعت قوتها كل قوتها في خدمة الوطن والأمة .
أمَّا هل يتحمل الآخرون هذه الطائفة كما صارت أو لا؟
يتحملونها فقط إن كانت " ولم يكن لها من التعبيرات ذات البعد الطائفي، بل نخبها كانت منخرطة في الأحزاب الوطنية اللبنانية.وهم طائفيون حتى العظم.ويتحملونها إن لم يكن لها غطاء دولتي لا إقليميا ولا دوليا.وهم يلتحفون البالطوات والعباءات , ويتحملونها إن رجعت أفقر الطوائف، لتأتي ملحقة بالكيان اللبناني، وكأنها كمّالة عدد ,فتلك مشكلتهم .
غسان المفلح !
نصُّك كان "برانيا" بكل معنى الكلمة وليتك اكتفيت بالإعتذار عن التدخل في "هذا الملف الشائك والمعقد لبنانيا وإقليميا" كما قلت في مقدمتك لكنَّا قبلنا إعتذارك . وعذراُ , أظنك - الآن تحديدا - لن تجد خير الدين احدب جديدا والسلام



[1] جعله لاحقا عنوانا لكتاب مستقل
[2] وهذا لا علاقة له بالتقويم والمواقف بل هو شأن توصيفي تاريخي و لا بأس بهذا النص للتذكير:في أيلول/سبتمبر من عام 1920 أعلن الجنرال غورو قيام دولة لبنان الكبير معلنا بيروت كعاصمة لها. وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً. ووصفت الدولة الجديدة باسم لبنان الكبير على أساس ضمّ إليه ولاية بيروت مع أقضيتها وتوابعها (صيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وعكار) والبقاع مع أقضيته الأربعة (بعلبك والبقاع وراشيا وحاصبيا)، فاتسعت مساحته من 3500 كلم مربع إلى 10452 كلم مربع، وازداد سكانه من 414 ألف نسمة إلى 628 ألفاً .وفي 23 مايو/أيار من عام 1926 أقر مجلس الممثلين الدستور وأعلن قيام الجمهورية اللبنانية. وفي عام 1926 انشأ الفرنسيون الجمهورية اللبنانية، والتي تعتبر بداية التاريخ الحديث للبنان وانتخب شارل دباس كأول رئيس للبنان.
[3] أيضا لا بأس بالتذكير بهذا النص : كان مسلمو "دولة لبنان الكبير" قد رفضوا، في أكثريتهم، الدولة والكيان الوطني اللبناني، عند نشوئه لثلاثة أسباب هي:
1ـ ان الدولة الجديدة جعلت منهم أقلية، وهم الذين كانوا جزءا من الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد العثماني.
2ـ لأن أمنيتهم، بعد الانسلاخ عن السلطنة العثمانية، كانت الانضمام إلى "دولة عربية"، برئاسة الأمير فيصل، تضم "سوريا الكبرى" أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق.
3ـ لأنهم كانوا رافضين للانتداب الفرنسي على اعتبار انه حكم دولة أوروبية أجنبية.
لم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين، بالكيان اللبناني. وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات، اشترطت فرنسا ان تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان. ولقد قبل ممثلو الحركة الوطنية السورية هذا الشرط الأمر الذي أحدث تصدعا في صفوف السياسيين المسلمين "الوحدويين" في لبنان، وراح بعضهم "يتلبنن" مثل خير الدين الأحدب والبعض الآخر يبحث عن صيغة للتوفيق بين ولائه "القومي العربي"، وبين اعترافه بالكيان اللبناني مثل رياض الصلح وبشارة الخوري. ومن عام 1930 إلى عام 1943، راحت "صيغة" رياض الصلح/بشارة الخوري وغيرهم من طلاب الاستقلال ـ تتبلور، إلى ان تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني، وهو يقوم على المعادلة التالية: من أجل بلوغ الاستقلال، على المسيحيين ان يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم، وأن يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري ـ العربي.

الاثنين، أكتوبر 04، 2010

الحدود بين الصحافة والسياسة في حِرَفِّيَّتها وفي حَرْفيِّتها : ملاطفة ومقارفة ومفارقة

الحدود بين الصحافة والسياسة في حِرَفِّيَّتها وفي حَرْفيِّتها : ملاطفة ومقارفة ومفارقة

بقلم الشيخ علي حسن خازم

ثمَّة ما يخيف اللبنانيين - كلهم بلا إستثناء - على كلِّ شئ , وثمَّة ما يخيف بعض اللبنانيين من شئ دون الشئ الآخر الذي يخيف بعضهم الآخر , وثمَّة من يخيف اللبنانيين - كلهم بلا إستثناء - على نحو الواسطة - وهو صحافتهم...

عدو اللبنانيين يعرفونه . هو عدوهم , معركته هي معركتهم , لكن في انتظار حينها ما العمل؟

ليست الصحافة مكسر عصا , لكنها قد تكون هي العصا والسؤال : بيد من وعلى من تتكسر ؟

ملاطفة ( من التلطف بمعنى التمكين لا من "اللطف" الجنون بالعامية) :

السياسة مهنة لأن المهنة عند العرب هي الخدمة مقابل أجر فهي أحد نوعي الإجارة : إجارة النفس وإجارة العين (الشئ المملوك ) , وفي إجارة النفس يبحث الفقهاء عن تمليك الفعل للمستأجر أو تأجير المنفعة دون الفعل , والسياسي يؤجِّر نفسه في الجهتين الفعل والمنفعة ليخدم الناس بسياستهم إلى ما فيه مصلحتهم بنظره , وله في ذلك أدواته فضلا عن جهده كأي صاحب مهنة , وله أجرته بالطبع .

أما الصحافة فحرفة لأن الحرفة عند العرب الاسم من الاحتراف وهو الإكتساب بالصناعة والتجارة , وموضوعهما خارج عن نفس الكاسب , وقد عُرِفَت الكتابة بأنها صناعة كما الأدب , ومادتها التي يُشَكِّلُ منها الكاتب مصنوعه هي الحرف وهو واحد مفردات التهجئة , وقالت العرب الحرْف الطرف من كل شئ , والحرْفُ اسم فعل التحريف بمعنى النقل إلى طرف آخر .

السياسة مهنة والصحافة حرفة , هذا هو الأصل أمَّا المتطوع المتبرع فيهما فالحكم له أو عليه ولوازمهما فمردُّه إلى من تطوع أو تبرع له .

مقارفة ( من الإقتراف لا من القَرَف ) :

يتعيش أغلب الصحافيين من عملهم ويتعيش بعض السياسيين من عملهم , بعض الصحافيين تحولوا الى سياسيين ويتعيشون من فعلهما معا , لم أعرف "سياسيا" تحول إلى "صحافي" , أعرف سياسيين يستثمرون في الصحافة بعض رأسمالهم .

تداخلت المهنة بالحِرفة من جهة , وهنا مكمن المخاوف في بعض السياسيين :

أول هذه المخاوف الوقوع في ما كرهه سلمان الفارسي حين قال رضي الله عنه: أكره أن أجمع على ماهني ( خادمي ) مهنتين , وفسَّره إبن قتيبة صاحب غريب الحديث في الجزء الثاني بقوله : والذي كره سلمان هو أن يجمع على خادمه خدمتين في وقت، مثل أن يطبخ ويخبز في وقت...

وليس آخر المخاوف أن يدمن الماهن التَبَذُّل ( من لباس البذلة وهو لباس العمل) المؤدي إلى الإبتذال , ففي الحديث النبوي: " ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم جمعته ، سوى ثوب مهنته ". يعني: ثوب بذلته . والثوب العربي لمن لا يعرف قميص وإزار...

وتداخلت الحرفة بالمهنة من جهة أخرى , وهنا مكمن المخاوف في بعض الصحافيين :

أول هذه المخاوف الوقوع في التحرُّف المذموم , وهو التحيُّز إلى فئة من الناس غير محقة , أو إلى ناحية آمنة فرارا من معركة بين حق وباطل ومثله الإنحراف ...

وليس آخرالمخاوف التحريف بمعنى النقصان والزيادة في الكلام لنقله عن حقيقة معانيه ومقاصده.

مفارقة ( من الفَرْقْ بمعنى الخوف لا من الإفتراق ) :

عودٌ إلى مفتتح الكلام يبرره ؛ الصحافيون - خصوصا - من اللبنانيين لخوفهم معنى كبير وهنا نصَّان لمحترفين مخضرمين بترتيب صدورهما المدهش : 30 -9 و 1-10 - 2010

1- غسان حجَّار - جريدة النهار- من مقالة بعنوان بعض الصحافة اللبنانية يفقد قيمته! - الخميس 30 أيلول 2010 - السنة 78 - العدد 24178

" من واجب الصحافة ألا تصمت في الدفاع عن الحق، ولكن من حق الناس علينا أيضاً، ان لا نتعامل معهم بـ"شطارة" وكأنهم "أغبياء". صحيح ان عدد المتلقين سلبياً كبير، والمتفاعلين في شكل غير مدروس كثير، لكن ثمة معايير ومقاييس مهنية تستدعي منا المراجعة ، لا لنبقى مدرسة في الصحافة ولّى عهدها ، بل لنحافظ في الحد الأدنى على مقومات حسن العلاقة ، إذ تحول إعلام كثير، سبباً حقيقياً في إشعال الفتن ، والذهاب بلبنان مجدداً إلى حرب.

لكن السؤال الشائك: من يموّل هذا الإعلام؟ ولأي هدف؟ وهل يعلم الذين يكتبون ويقدمون البرامج أم لا يعلمون؟..."

2- فيصل سلمان مقالة بعنوان : صحافة اليوم في زاويته إختصر- المستقبل - الجمعة 1 تشرين الأول 2010 - العدد 3787 - شؤون لبنانية - صفحة 3

".. هل من الانصاف القول إن وسائل الإعلام اللبنانية تتحمل جزءاً من المسؤولية عما سبق من حروب أهلية وفتن؟

طرح هذا السؤال أكثر من مرة، لعل أهمها في العام 1976 حين تقرر إرسال قوات ردع عربية الى لبنان فصدر المرسوم الرقم واحد الذي اخضع الصحافة الى الرقابة المسبقة . ثارت ثائرة الصحافيين واتهموا السلطات بالقمع وبكم الأفواه وندبوا لبنان الحريات والفكر.

اليوم أعترف انني كنت واحداً من أولئك. وكنت أيضاً واحداً من الذين سخروا الصحافة لأهداف سياسية ساهمت في تأجيج الحرب الأهلية.

لا أقول هذا لأبرئ السياسيين وأصحاب العقول الحامية ، ولكن لأحذر مما آلت إليه الصحافة في لبنان ، وأنبّه الجيل الجديد من الصحافيين الى انهم يشاركون الآن في حرب جديدة."

هل يكفيان في شهادتيهما لتبرير الخوف ؟

ختاما , من مدونتي مرة أخرى إلى بعض من أُحِّبْ :

إذا كنا لا نُغَيِّر في من نكتب لهم , وإذا كنا لا نُغَيِّر في من نكتب عنهم , وإذا كنا لا نغيِّر في من نكتب عندهم , فلماذا لا نغّيِّر في ما نكتب , أم إنَّه قدر ومكتوب...

الجمعة، أكتوبر 01، 2010

إلى كل من لا يزال يشقى بعقله : فلسطين

أعتقد أن فلسطين شرط عقلائي في كل شئ ومن نكث لم يهنأ بشئ

ألبوم الصور