10 - اليتيم ومعاني كفالته في شهر رمضان
"وتحننّوا على أيتام النّاس يتحنّن على
أيتامكم" ... " ومَن أكرم فيهِ يتيماً أكرمه الله يَوم يلقاه".
اليتيم هو الفرد من كل شيء. يقال : بيت يتيم
، وبلد يتيم. ومن الناس الصغير الذي فقد أباه لأنه فقد الكفيل ومن البهائم من فقد أمه
حيث تكون هي الكفيلة ,
اما من ماتت أمه من الناس فهو عجيم , وإن
مات كلاهما فهو لطيم .
وذكر في فقه اللغة أن أصل اليتم الغفلة ، وبه سمي
اليتيم يتيماً لان الناس تتغافل عن بره, وقيل هو الإِبطاء ، ومنه سمي اليتيم لأن البر
يبطىء عنه.
وفي الخطبة تعرَّض النبي صلَّى الله عليه
وآله لليتيم في موضعين غير متتابعين كما نقلتها أول الكلام فإذا أضفنا ما ذكره فيها
عن الصغار " وارحموا صغاركُم" صار التكليف الخاص باليتيم (الصغير) في
شهر رمضان جامعا لثلاثة عناوين هي : الرحمة والتحنن والإكرام فبالرحمة لليتيم تلين
قلوب الصائمين التي لم يلينها الصيام بعد , وبالتحنن عليه يضمن الصائم من يتحنن
على أيتامه على نحو العلِّية , ومن أكرمه في الدنيا بمعنى جَعْل اليتيم يشعر بأنه
محفوظ الكرامة مقابل ما قد يشعر به من ذُل الحاجة بغياب الكفيل استحق (الصائم) وعد
الله بإكرامه في الآخرة ورفعه عن مقام الذلة .
مما ينبغي الإلتفات إليه هنا أن النبي
صلَّى الله عليه وآله لم يربط بين وصف "اليتيم" في الخطبة وبين الصدقة
المالية أو العينية ليس لأنه قد لا يكون محتاجا إليها بل لأن الجامع بين اليتيم
الغني واليتيم الفقير هو حاجتهما معا إلى العناوين الثلاثة التي ربطها باليتيم
الصغير , والجامع بين هذه العناوين هو الكفالة .
إن رسول الله هنا مضافا إلى كونه مبلغا عن
الله في ثواب الأعمال التي أمر بها فهو اليتيم الذي عاش معنى الكفالة مع جده وعمه حيث
ربّياه وأنفقا عليه وقاما بأمره و تعهّداه برعايتهما .
وهكذا نفهم معنى جديدا لقوله صلَّى الله عليه
وآله : " انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى
" وهو أن كل كافل لكل يتيم كأنه شريك في كفالة نفس النبي إبان يتمه.
ع.خ,الخميس، 10 تموز، 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق