9 - صيام أعضاء الجسد
جاء في الخطبة: " واحفظوا ألسنتكم وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليهِ أبصاركم وعمّا لا يحل الاستماع إليه أسماعكم ".
تتوجه الاحكام الشرعية الى الانسان المكلَّف، والانسان امام التكليف هو مجموع الجسد وقواه، وعلى هذا فان الحكم بوجوب صوم شهر رمضان يقتضي التزام كامل الجسد بما يتعلَّق بكل عضو منه ليتحقّق كمال الصوم. واذا كان الصوم هو الامتناع امتثالاً وقربة الى الله فهل يمكن الكلام عن صوم لجوارح الانسان خارج المفطرات المعروفة تبعاً لارتباط وتعلق ارادة الانسان بجسده؟
وهل يمكن الكلام عن الجوارح مستقلة عن الانسان؟، أو عن صوم من نوع اخر نحترز به عن النار؟
على صعيد هذه الدنيا، وفي ما يبدو لنا وجوداً ظاهراً يصعب الكلام عن استقلال للجسد عن نفس الانسان، لكن لو دققنا قليلاً لوجدنا ان ذلك ممكن ودليله ادراك المعتاد او المدمن على أمر من الأمور وصول جسده الى حالة الاحتياج المادي الى المادة المدمن عليها، فلو أراد الامتناع عنها فجأة تداعت اعضاؤه الجسدية في طلبها بحيث تحرك ارادته في طلب الحصول عليها لاشباع حاجته الجسدية لها.
نعم قد يقال إنَّ هذا نوع اكراه مادي ونفس الانسان هي المسؤولة نهاية الأمر عن تنظيم الحركة في الطلب لما يشبع الرغبة، ها هنا تظهر الصعوبة في اثبات استقلالية اعضاء الجسد في ارادة شيء أو فعل أو احساس، لكنَّ الاخرة تثبت لنا أنَّ هذه الأعضاء كانت تملك استقلالية بنحو ما. قد لا نثبت لاعضائنا استقلالية كاملة في هذه الدنيا بمعنى كونها عاقلة مقابل نفس الانسان العاقلة المسؤولة، لكنَّها عاقلة بمعنى اخر هو قابلية الحفظ والاداء للشهادة في الاخرة كما جاء في القران الكريم.
ولذلك كان من دعاء الامام زين العابدين عليه السلام إذا دخل شهر رمضان :
".. واعنّا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك حتى لا نصغي باسماعنا الى لغو، ولا نسرع بابصارنا الى لهو، وحتى لا نبسط ايدينا الى محظور، ولا نخطو باقدامنا الى محجوز". آمين رب العالمين.
ع.خ,الأربعاء، 09 تموز، 2014
اللوحة إنـتاج فـريـق أراسـيـل
جاء في الخطبة: " واحفظوا ألسنتكم وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليهِ أبصاركم وعمّا لا يحل الاستماع إليه أسماعكم ".
تتوجه الاحكام الشرعية الى الانسان المكلَّف، والانسان امام التكليف هو مجموع الجسد وقواه، وعلى هذا فان الحكم بوجوب صوم شهر رمضان يقتضي التزام كامل الجسد بما يتعلَّق بكل عضو منه ليتحقّق كمال الصوم. واذا كان الصوم هو الامتناع امتثالاً وقربة الى الله فهل يمكن الكلام عن صوم لجوارح الانسان خارج المفطرات المعروفة تبعاً لارتباط وتعلق ارادة الانسان بجسده؟
وهل يمكن الكلام عن الجوارح مستقلة عن الانسان؟، أو عن صوم من نوع اخر نحترز به عن النار؟
على صعيد هذه الدنيا، وفي ما يبدو لنا وجوداً ظاهراً يصعب الكلام عن استقلال للجسد عن نفس الانسان، لكن لو دققنا قليلاً لوجدنا ان ذلك ممكن ودليله ادراك المعتاد او المدمن على أمر من الأمور وصول جسده الى حالة الاحتياج المادي الى المادة المدمن عليها، فلو أراد الامتناع عنها فجأة تداعت اعضاؤه الجسدية في طلبها بحيث تحرك ارادته في طلب الحصول عليها لاشباع حاجته الجسدية لها.
نعم قد يقال إنَّ هذا نوع اكراه مادي ونفس الانسان هي المسؤولة نهاية الأمر عن تنظيم الحركة في الطلب لما يشبع الرغبة، ها هنا تظهر الصعوبة في اثبات استقلالية اعضاء الجسد في ارادة شيء أو فعل أو احساس، لكنَّ الاخرة تثبت لنا أنَّ هذه الأعضاء كانت تملك استقلالية بنحو ما. قد لا نثبت لاعضائنا استقلالية كاملة في هذه الدنيا بمعنى كونها عاقلة مقابل نفس الانسان العاقلة المسؤولة، لكنَّها عاقلة بمعنى اخر هو قابلية الحفظ والاداء للشهادة في الاخرة كما جاء في القران الكريم.
ولذلك كان من دعاء الامام زين العابدين عليه السلام إذا دخل شهر رمضان :
".. واعنّا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك حتى لا نصغي باسماعنا الى لغو، ولا نسرع بابصارنا الى لهو، وحتى لا نبسط ايدينا الى محظور، ولا نخطو باقدامنا الى محجوز". آمين رب العالمين.
ع.خ,الأربعاء، 09 تموز، 2014
اللوحة إنـتاج فـريـق أراسـيـل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق