حُكْم أكل الكِزْتِيْنَيْن
سأبدأ ببيان المقصود من حكم الأكل على أساس أنكم تعرفون الكِزْتِيْنَيْن ...لا تعرفون ؟ طيِّب , هي صيغة تثنية عجيبة غريبة للواحد "كُزتين" ولا تَطَّرِد في غير حبة التين , تستعملها اللهجة العامية في مناطق من جنوب لبنان فيقولونها بدلا من "كوزَين تين" . والتين البلدي فاكهة آخر هذا الشهر(تموز) وللتَفَكُّه (التنقل في الأكل من فاكهة إلى أخرى من نفس الجنس أو من غيره) بالاستمتاع والتلذذ أحكامه من جهات عدة . لكن للتَفَكُّه أيضا معنى مساويا وهو التنقل من حديث إلى آخر وله أيضا أحكامه . ولنبدأ بحكم الجمع في الأكل بين أكثر من حبة من الصنف نفسه أو من صنفين مختلفين وله شبيهه في التفكه الكلامي :
عَن رَسولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) أنَّهُ نَهى عَنِ القِرانِ بَينَ التَّمرَتَينِ في فَم ، ومِن سائِرِ الفاكِهَةِ كَذلِكَ .
قالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّد ( عليه السلام ) : إنَّما ذلِكَ إذا كانَ مَعَ النّاسِ في طَعام مُشتَرَك ، فَأَمّا مَن أكَلَ وَحدَهُ فَليَأكُل كَيفَ أحَبَّ .
وجاء في كتاب مستدرك الوسائل عن كتاب التعريف : رُوِيَ : لا يُقرَنُ بَينَ شَيء مِنَ الفَواكِهِ إلاَّ العِنَبَ وَالرُّمّانَ ؛ فَإِنَّهُ قَد رُوِيَ : أنَّهُ لا بَأسَ أن يُقرَنَ بَينَ الحَبَّتَينِ مِنَ العِنَبِ وَالرُّمّانِ .
وجاء في كتاب المحاسن عن محمّد بن المثنّى أو غيره رفعه ، قال : إذا آكَلتَ أحَداً فَأَرَدتَ أن تَقرُنَ ، فَأَعلِمهُ بِذلِكَ .
وأما في التفكه الكلامي وهو إدارة الحديث للتسلية ففيه الحلال والحرام والمستحب والمكروه , وحيث تكلمنا عن حكم الجمع بين الفاكهة فلنتوقف عند التفكه في أعراض الناس فإن فيه جمع بين الغيبة الشخصية و القذف أو الإفتراء وما إليها من آثام ,فما رأيكم ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق