7 - مجلس العزاء والبكاء المتضمن لذكر المصيبة والرثاء نثراً وشعراً بالفصحى والعامية وما يتعلق به من وعظ وارشاد وغير ذلك:
لعل مجلس العزاء والبكاء على الامام الحسين وأهله وأصحابه عليهم السلام هو أول أشكال المراسم الحسينية تأسيساً وهو اليوم الجامع المشترك في الاحياء الشيعي لذكرى الامام الحسين عليه السلام, وقد نشأ بتوجيه مباشر من الائمة سلام الله عليهم ولا تخلو محلة فيها شيعة من إقامة المجلس الحسيني على الاقل في عشرة محرم.
وقد إختلف تنظيم المجلس شكلاً ومضموناً في القرن الاخير والجامع الاساسي بين المجالس الحسينية هو ذكر المصيبة والتمايز يكون بالشكل والاسلوب والحجم ومقتضياتها وكذلك تحديد أيام اقامتها بدءاً وإنتهاءً عدا ما يقام لنذر أو تكريم أو طلب ثواب.
ولنبدأ بملاحظة الاختلاف في البداية الزمانية لاقامة المجالس الحسينية فبينما يبدأ العالم الشيعي عموما مجالس العزاء في الاول من محرم يتأخر شيعة الهند للبدء في الاحياء الى الخامس منه في كشمير التي تعد عاصمة الشيعة , وفيما تنتهي المجالس في اليوم العاشر من المحرم كما كان يسمى عندنا "يوم الفلَّة" تتأخر في بلاد أخرى الى الاربعين ويتميز أهل الهند وباكستان باستمرارها الى الثامن من ربيع الاول وهو يوم وفاة الامام العسكري عليه السلام آخر أيام الائمة الشهود الذي يكون أول أيام إمامة الحجة الغائب عجَّل الله تعالى فرجه ويعدّ عندهم أكثر الايام حزناً.
ويعتمد بعض فرق الصوفية والعلويون في الاناضول شهر تشرين الاول موعداً للإحتفال بالذكرى ويسمونها (يزر قرباني) أي ضحية الصيف.
تقام المجالس وتدار من قبل هيئات أو أفراد ويقيم العلماء الكبار والمراجع مجالس يديرها وكلاؤهم ومعاونوهم , وبتفاوت مكان وحجم المجلس تتفاوت طريقة الجلوس ويبدو أن طريقة الجلوس على الارض هي الاقرب الى التأثير في نفوس المستمعين , لكن بعض المجالس تحتاج الى اعتماد الجلوس على الكراسي وبينما تحرص بعض المجالس على توجيه الحاضرين الى القبلة تتسامح مجالس أخرى في المسألة وهذا شأن ينبغي التنبيه عليه.
تنقسم المجالس عادة الى مجالس عامة ومجالس خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء , ويتعين توقيت المجلس تبعاً لعوامل متعددة باختلاف اوضاع المنطقة التي تقام فيها فحيث لا تعمل النساء تكون مجالسهن صباحية وخاصة , وقد تكون المجالس مشتركة لكنها تقام قبل غروب الشمس وعلى أي حال فالاولى رعاية المسألة حتى لا تكون مورداً للشبهات الشرعية والإجتماعية كما يلاحظ في تأخر وقت المجلس ليلا , ومما ينبغي الفات النظر اليه هنا ضرورة الاستفادة من العناصر النسائية المميزة ثقافياً في إلقاء الكلمات ونقل ذلك عبر الاذاعة والتلفزيون وغيرها.
وإذا أردنا ملاحظة المجالس من حيث الشكل فانها تتفاوت بين أن تتشكل من الخطيب الحسيني وحده مع الجمهور أو بتعدد المتحدثين الى الجمهور وهم فضلاً عن الخطيب الحسيني أحد العلماء يتبعهما الرادود الحسيني وقد يضاف أحد الشعراء فضلاً عن عريف الاحتفال أو مقدمه.
من حيث مضمون القراءة التي يقدمها الخطيب الحسيني سنأخذ بالعناوين فقط لان الكلام على المحتوى تكفل به بحث آخر, فنشير الى أن اساس المجالس قد تشكل في العراق وانتقل منها الى بقية العالم الشيعي لكن باختلاف يسير بحسب الناقل والمكان المنقول اليه لكن عموماً بقي الالتزام بطريقة تقسيم القراءة على الليالي وترتيب المجلس , فقد ذكر المقدّس السيد محسن الامين العاملي عند وصفه لدراسته الاولية في بنت جبيل سنة 1301هـ - 1883 ميلادية ووصول الشيخ موسى شرارة اليها من النجف الاشرف في تلك السنة بقوله:" وأحيا- أي الشيخ موسى- اقامة العزاء لسيد الشهداء ورتَّب لذلك مجالس على طريقة العراق", ويستطرد واصفاً المجالس العزائية التي تقام ليلاً في هذه المدينة ويقول:" وفي اليوم العاشر منه تعطَّل الأعمال الى ما بعد الظهر ويقرأ مقتل أبي مخنف ثم تزار زيارة عاشوراء"... "وأما القرى التي ليس فيها نسخة المجالس فيقتصر على قراءة المقتل يوم العاشر ويقرأ منه في ليلتين أو ثلاث قبل ليلة العاشر حتى يكون الباقي الى يوم العاشر خاصاً بالمقتل وحده...وكانت المجالس التي أنشأها الشيخ موسى على ما فيها من عيوب أصلح بكثير مما تقدمها وكانت مبدأ الاصلاح لمجالس العزاء الحسيني".
وقد جرت العادة ان يقرأ في كل يوم من الايام العشرة شيئاً من السيرة فيكون اليوم الاول لذكرى الحر وحبيب وغيره من الانصار حتى اليوم الخامس الذي يخصص لقصة استشهاد مسلم بن عقيل والسادس لقصة إستشهاد علي الاكبر والسابع لقصة استشهاد القاسم بن الحسن والثامن لاستشهاد الطفل الرضيع والتاسع لاستشهاد أبي الفضل العباس والعاشر لقراءة جامعة أو خصوص استشهاد الامام الحسين.
وتختتم المجالس عادةً بلطمية من قيام للرجال ومن جلوس للنساء على الصدور أو الركب ويقود هذه اللطمية الرادود للرجال والقرَّاية أو المُلاية للنساء, ويكون مضمون القصيدة الفصيحة أو العامية متعلقاً باليوم الذي تنشد فيه , وقد عرف العراق ولبنان نماذج من الردَّات ذات مضمون سياسي يتعلق بالقضايا العامة كقضية فلسطين والحروب الاسرائلية العربية أو جهاد المقاومة الاسلامية كما ظهرات ردات تتعلق مضامينها بالاوضاع الاجتماعية الخاصة وبرز في العراق والبحرين ولبنان ردَّات خاصة بقضية وحدة المسلمين .
ومن المفردات التي ينبغي التمسك بها في المجلس الحسيني إهداء الثواب في آخره للمؤسس وموتى الحاضرين وكذلك طلب الشفاعة وقضاء الحوائج لتعلق القلوب بها لان ساعة اختتام المجلس ساعة يكون الحاضر فيها قد فقد كل ارتباط بالماديات وتوحَّد مع سيرة أهل البيت عليهم السلام .
وباختصار شديد فإن أبرز السلبيات في المجالس إنما تتأتى من جهة المضامين لا من جهة الشكل بل لعل الشكل هو العامل الايجابي الأبرز الذي يجلب المشاركين في هذه الايام مما يستدعي الاهتمام به فنياً ومتابعته وتطويره والاحتياط للسنوات القادمة التي ستشهد ازدحاماً اكبر .
لعل مجلس العزاء والبكاء على الامام الحسين وأهله وأصحابه عليهم السلام هو أول أشكال المراسم الحسينية تأسيساً وهو اليوم الجامع المشترك في الاحياء الشيعي لذكرى الامام الحسين عليه السلام, وقد نشأ بتوجيه مباشر من الائمة سلام الله عليهم ولا تخلو محلة فيها شيعة من إقامة المجلس الحسيني على الاقل في عشرة محرم.
وقد إختلف تنظيم المجلس شكلاً ومضموناً في القرن الاخير والجامع الاساسي بين المجالس الحسينية هو ذكر المصيبة والتمايز يكون بالشكل والاسلوب والحجم ومقتضياتها وكذلك تحديد أيام اقامتها بدءاً وإنتهاءً عدا ما يقام لنذر أو تكريم أو طلب ثواب.
ولنبدأ بملاحظة الاختلاف في البداية الزمانية لاقامة المجالس الحسينية فبينما يبدأ العالم الشيعي عموما مجالس العزاء في الاول من محرم يتأخر شيعة الهند للبدء في الاحياء الى الخامس منه في كشمير التي تعد عاصمة الشيعة , وفيما تنتهي المجالس في اليوم العاشر من المحرم كما كان يسمى عندنا "يوم الفلَّة" تتأخر في بلاد أخرى الى الاربعين ويتميز أهل الهند وباكستان باستمرارها الى الثامن من ربيع الاول وهو يوم وفاة الامام العسكري عليه السلام آخر أيام الائمة الشهود الذي يكون أول أيام إمامة الحجة الغائب عجَّل الله تعالى فرجه ويعدّ عندهم أكثر الايام حزناً.
ويعتمد بعض فرق الصوفية والعلويون في الاناضول شهر تشرين الاول موعداً للإحتفال بالذكرى ويسمونها (يزر قرباني) أي ضحية الصيف.
تقام المجالس وتدار من قبل هيئات أو أفراد ويقيم العلماء الكبار والمراجع مجالس يديرها وكلاؤهم ومعاونوهم , وبتفاوت مكان وحجم المجلس تتفاوت طريقة الجلوس ويبدو أن طريقة الجلوس على الارض هي الاقرب الى التأثير في نفوس المستمعين , لكن بعض المجالس تحتاج الى اعتماد الجلوس على الكراسي وبينما تحرص بعض المجالس على توجيه الحاضرين الى القبلة تتسامح مجالس أخرى في المسألة وهذا شأن ينبغي التنبيه عليه.
تنقسم المجالس عادة الى مجالس عامة ومجالس خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء , ويتعين توقيت المجلس تبعاً لعوامل متعددة باختلاف اوضاع المنطقة التي تقام فيها فحيث لا تعمل النساء تكون مجالسهن صباحية وخاصة , وقد تكون المجالس مشتركة لكنها تقام قبل غروب الشمس وعلى أي حال فالاولى رعاية المسألة حتى لا تكون مورداً للشبهات الشرعية والإجتماعية كما يلاحظ في تأخر وقت المجلس ليلا , ومما ينبغي الفات النظر اليه هنا ضرورة الاستفادة من العناصر النسائية المميزة ثقافياً في إلقاء الكلمات ونقل ذلك عبر الاذاعة والتلفزيون وغيرها.
وإذا أردنا ملاحظة المجالس من حيث الشكل فانها تتفاوت بين أن تتشكل من الخطيب الحسيني وحده مع الجمهور أو بتعدد المتحدثين الى الجمهور وهم فضلاً عن الخطيب الحسيني أحد العلماء يتبعهما الرادود الحسيني وقد يضاف أحد الشعراء فضلاً عن عريف الاحتفال أو مقدمه.
من حيث مضمون القراءة التي يقدمها الخطيب الحسيني سنأخذ بالعناوين فقط لان الكلام على المحتوى تكفل به بحث آخر, فنشير الى أن اساس المجالس قد تشكل في العراق وانتقل منها الى بقية العالم الشيعي لكن باختلاف يسير بحسب الناقل والمكان المنقول اليه لكن عموماً بقي الالتزام بطريقة تقسيم القراءة على الليالي وترتيب المجلس , فقد ذكر المقدّس السيد محسن الامين العاملي عند وصفه لدراسته الاولية في بنت جبيل سنة 1301هـ - 1883 ميلادية ووصول الشيخ موسى شرارة اليها من النجف الاشرف في تلك السنة بقوله:" وأحيا- أي الشيخ موسى- اقامة العزاء لسيد الشهداء ورتَّب لذلك مجالس على طريقة العراق", ويستطرد واصفاً المجالس العزائية التي تقام ليلاً في هذه المدينة ويقول:" وفي اليوم العاشر منه تعطَّل الأعمال الى ما بعد الظهر ويقرأ مقتل أبي مخنف ثم تزار زيارة عاشوراء"... "وأما القرى التي ليس فيها نسخة المجالس فيقتصر على قراءة المقتل يوم العاشر ويقرأ منه في ليلتين أو ثلاث قبل ليلة العاشر حتى يكون الباقي الى يوم العاشر خاصاً بالمقتل وحده...وكانت المجالس التي أنشأها الشيخ موسى على ما فيها من عيوب أصلح بكثير مما تقدمها وكانت مبدأ الاصلاح لمجالس العزاء الحسيني".
وقد جرت العادة ان يقرأ في كل يوم من الايام العشرة شيئاً من السيرة فيكون اليوم الاول لذكرى الحر وحبيب وغيره من الانصار حتى اليوم الخامس الذي يخصص لقصة استشهاد مسلم بن عقيل والسادس لقصة إستشهاد علي الاكبر والسابع لقصة استشهاد القاسم بن الحسن والثامن لاستشهاد الطفل الرضيع والتاسع لاستشهاد أبي الفضل العباس والعاشر لقراءة جامعة أو خصوص استشهاد الامام الحسين.
وتختتم المجالس عادةً بلطمية من قيام للرجال ومن جلوس للنساء على الصدور أو الركب ويقود هذه اللطمية الرادود للرجال والقرَّاية أو المُلاية للنساء, ويكون مضمون القصيدة الفصيحة أو العامية متعلقاً باليوم الذي تنشد فيه , وقد عرف العراق ولبنان نماذج من الردَّات ذات مضمون سياسي يتعلق بالقضايا العامة كقضية فلسطين والحروب الاسرائلية العربية أو جهاد المقاومة الاسلامية كما ظهرات ردات تتعلق مضامينها بالاوضاع الاجتماعية الخاصة وبرز في العراق والبحرين ولبنان ردَّات خاصة بقضية وحدة المسلمين .
ومن المفردات التي ينبغي التمسك بها في المجلس الحسيني إهداء الثواب في آخره للمؤسس وموتى الحاضرين وكذلك طلب الشفاعة وقضاء الحوائج لتعلق القلوب بها لان ساعة اختتام المجلس ساعة يكون الحاضر فيها قد فقد كل ارتباط بالماديات وتوحَّد مع سيرة أهل البيت عليهم السلام .
وباختصار شديد فإن أبرز السلبيات في المجالس إنما تتأتى من جهة المضامين لا من جهة الشكل بل لعل الشكل هو العامل الايجابي الأبرز الذي يجلب المشاركين في هذه الايام مما يستدعي الاهتمام به فنياً ومتابعته وتطويره والاحتياط للسنوات القادمة التي ستشهد ازدحاماً اكبر .
في أندونيسيا سنة 2008 وكانت أول مرة يقوم الشيعة بالتعطيل العام لإحياء اليوم العاشر نهارا في ملعب رياضي مغلق |
مجلس على الكراسي |
مجلس على الأرض |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق