هل توهمت حُبَّ أحد لك فزهوت ؟
تتعرف في حياتك إلى شخص تكتشف فيه ما يستهويك , وكلما خالطَّه تأكد لك ذلك , تحببه وتشعر بحبه لك , تحادثه فيقبل عليك بصمته المعجب وشغفه , يسعفه فهمك فهمه ما تقول , يشتد الحب .
تغيب وتعود فتجده حيث تركته , تشعر أنك مالك لبه , يزهيك حبك فتصير محاسنه على شفتيك , تصفه لمن يعرفكما , يستغرب وتستغرب , تنفي وتعذر فيتركك هذا العارف بكما لهواك..
فجأة يخونكما التوفيق أو الحظ , تلحظ في صورته غبشا , ترفع النظارات عن عينيك أنت أو ترفع " برواز " الصورة من أمامك أنت ...
لكنك الآن لست أنت.. وهو كما هو باذلٌ لك ما كان يبذله .. لم يتغير تجاهك ... تذمه ؟ أم تتعرف على زهوك ... كبريائك ... أنانيتك ... طمعك ....
تعال معي إلى عليٍ عليه السلام فينبؤك الخبير بها والذي طلقها ثلاثا لا رجعة فيها :
" أيّها الذام للدنيا، المغترّ بغرورها، المخدوع بأباطيلها، أتغترّ بالدنيا ثم تذمّها؟
أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك؟
متى استهوتك أم متى غرّتك؟
أبمصارع آبائك من البلى، أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟
كم علَّلت بكفيك، وكم مرّضت بيديك؟ تبتغي لهم الشفاء و تستوصف لهم الأطباء غداة لا يغني عنهم دواؤك ولا يجدي عليهم بكاؤك. لم ينفع أحدهم إشفاقك، ولم تسعف فيه بطلبتك ولم تدفع عنه بقوتك وقد مَثَّلْتُ لك به الدنيا، وبمصرعه مصرعك.
إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزوَّد منها ودار موعظة لمن اتعظ بها .
مسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله ومتجر أولياء الله اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنة فمن ذا يذمّمها وقد آذنت ببينها و نادت بفراقها ونعت نفسها وأهلها، فمثلت لهم ببلائها البلاء وشوَّقتهم بسرورها إلى السرور!
راحت بعافية وابتكرت بفجيعة ترغيباً وترهيباً وتخويفاً وتحذيرا فذمّها رجال غداة الندامة وحمدها آخرون يوم القيامة، ذكَّرْتُهُمُ الدنيا فتذكّروا، وحدَّثتُهم فصدَّقوا ووعظتُهم فاتّعظوا".
الشيخ علي خازم , الإثنين، 07 تشرين الأول، 2013
تتعرف في حياتك إلى شخص تكتشف فيه ما يستهويك , وكلما خالطَّه تأكد لك ذلك , تحببه وتشعر بحبه لك , تحادثه فيقبل عليك بصمته المعجب وشغفه , يسعفه فهمك فهمه ما تقول , يشتد الحب .
تغيب وتعود فتجده حيث تركته , تشعر أنك مالك لبه , يزهيك حبك فتصير محاسنه على شفتيك , تصفه لمن يعرفكما , يستغرب وتستغرب , تنفي وتعذر فيتركك هذا العارف بكما لهواك..
فجأة يخونكما التوفيق أو الحظ , تلحظ في صورته غبشا , ترفع النظارات عن عينيك أنت أو ترفع " برواز " الصورة من أمامك أنت ...
لكنك الآن لست أنت.. وهو كما هو باذلٌ لك ما كان يبذله .. لم يتغير تجاهك ... تذمه ؟ أم تتعرف على زهوك ... كبريائك ... أنانيتك ... طمعك ....
تعال معي إلى عليٍ عليه السلام فينبؤك الخبير بها والذي طلقها ثلاثا لا رجعة فيها :
" أيّها الذام للدنيا، المغترّ بغرورها، المخدوع بأباطيلها، أتغترّ بالدنيا ثم تذمّها؟
أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك؟
متى استهوتك أم متى غرّتك؟
أبمصارع آبائك من البلى، أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟
كم علَّلت بكفيك، وكم مرّضت بيديك؟ تبتغي لهم الشفاء و تستوصف لهم الأطباء غداة لا يغني عنهم دواؤك ولا يجدي عليهم بكاؤك. لم ينفع أحدهم إشفاقك، ولم تسعف فيه بطلبتك ولم تدفع عنه بقوتك وقد مَثَّلْتُ لك به الدنيا، وبمصرعه مصرعك.
إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزوَّد منها ودار موعظة لمن اتعظ بها .
مسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله ومتجر أولياء الله اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنة فمن ذا يذمّمها وقد آذنت ببينها و نادت بفراقها ونعت نفسها وأهلها، فمثلت لهم ببلائها البلاء وشوَّقتهم بسرورها إلى السرور!
راحت بعافية وابتكرت بفجيعة ترغيباً وترهيباً وتخويفاً وتحذيرا فذمّها رجال غداة الندامة وحمدها آخرون يوم القيامة، ذكَّرْتُهُمُ الدنيا فتذكّروا، وحدَّثتُهم فصدَّقوا ووعظتُهم فاتّعظوا".
الشيخ علي خازم , الإثنين، 07 تشرين الأول، 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق