البوصلة وحدها لا تكفي , نحتاج خريطة باتجاهات ومعالم موحدة وإلا فالسير خبط عشواء.
تذكرت اليوم سؤالا خطر لي وكان عن تعيين الجنوب في رأس الخريطة عند الجغرافيين العرب القدامى والشمال في أسفلها كما في خريطة الإدريسي المشهورة بخلاف المتعارف اليوم فإنك عندما تمسك خريطة تفترض اتجاه الشمال في الأعلى والجنوب في الأدنى والشرق إلى اليمين والغرب إلى الشمال ولو لم تكتب عليها كلماتها.
علميا يعيد الباحثون أمر وضع الشمال في الأعلى إلى اختراع البوصلة التي تشير إلى الشمال المغناطيسي واستعمالها في السفر خصوصا في البحار مما جعلها تؤخذ في الحسبان عند رسم الخرائط وعادوا إلى ما وضعه بطليموس عندما اعتمد رسم الشمال في الأعلى، ذلك لأنه قرر حينها أن يكون شرق الخريطة نحو النجم القطبي ، لأن النجم القطبي كان دليلا غير متحرك يرشد الرحالة أثناء سفرهم في تلك العصور..
" وبقي موضوع وجود الشمال في الجهة العلوية من الخريطة دون جدال حتى بداية العصور الوسطى. فاستمر العلماء برسم الخريطة حسب تعليمات بطليموس على الرغم من معارضة الكنيسة، إلا أن الوضع لم يبق طويلا على ما هو عليه ، فقد أصبحت القدس مركز المسيحية من كل أقطار الأرض، وبذلك انتقل الشرق ليصبح في أعلى الخرائط .وقد اشتهرت تلك الخرائط بأنها ثلاثية، حيث لا تظهر إلا أوروبا وآسيا وأفريقيا المفصولة عنها بالبحر المتوسط ونهر النيل" .
أما في الخرائط العربية فإن الجنوب كان في أعلى الخريطة وصلبها لأن العرب لم يكونوا يعرفون من الكوكب تضاريس غيره .
وهناك خرائط قديمة لأمم أخرى وضعت الشرق في الأعلى لارتباطه بمشرق الشمس .
أوروبا في أوج قوتها وسيطرتها كانت تضع نفسها في أعلى ووسط الخارطة.
وثمة ما وجد ويوجد إلى اليوم بما يعرف بالخرائط المقلوبة .
المهم , أن البوصلة وحدها لا تكفي في الوصول إلى الهدف فإننا بدون خارطة موحدة الإتجاهات والمعالم سنسير في اتجاهات متخالفة ...
ع.خ,الجمعة، 08 آب، 2014
تذكرت اليوم سؤالا خطر لي وكان عن تعيين الجنوب في رأس الخريطة عند الجغرافيين العرب القدامى والشمال في أسفلها كما في خريطة الإدريسي المشهورة بخلاف المتعارف اليوم فإنك عندما تمسك خريطة تفترض اتجاه الشمال في الأعلى والجنوب في الأدنى والشرق إلى اليمين والغرب إلى الشمال ولو لم تكتب عليها كلماتها.
علميا يعيد الباحثون أمر وضع الشمال في الأعلى إلى اختراع البوصلة التي تشير إلى الشمال المغناطيسي واستعمالها في السفر خصوصا في البحار مما جعلها تؤخذ في الحسبان عند رسم الخرائط وعادوا إلى ما وضعه بطليموس عندما اعتمد رسم الشمال في الأعلى، ذلك لأنه قرر حينها أن يكون شرق الخريطة نحو النجم القطبي ، لأن النجم القطبي كان دليلا غير متحرك يرشد الرحالة أثناء سفرهم في تلك العصور..
" وبقي موضوع وجود الشمال في الجهة العلوية من الخريطة دون جدال حتى بداية العصور الوسطى. فاستمر العلماء برسم الخريطة حسب تعليمات بطليموس على الرغم من معارضة الكنيسة، إلا أن الوضع لم يبق طويلا على ما هو عليه ، فقد أصبحت القدس مركز المسيحية من كل أقطار الأرض، وبذلك انتقل الشرق ليصبح في أعلى الخرائط .وقد اشتهرت تلك الخرائط بأنها ثلاثية، حيث لا تظهر إلا أوروبا وآسيا وأفريقيا المفصولة عنها بالبحر المتوسط ونهر النيل" .
أما في الخرائط العربية فإن الجنوب كان في أعلى الخريطة وصلبها لأن العرب لم يكونوا يعرفون من الكوكب تضاريس غيره .
وهناك خرائط قديمة لأمم أخرى وضعت الشرق في الأعلى لارتباطه بمشرق الشمس .
أوروبا في أوج قوتها وسيطرتها كانت تضع نفسها في أعلى ووسط الخارطة.
وثمة ما وجد ويوجد إلى اليوم بما يعرف بالخرائط المقلوبة .
المهم , أن البوصلة وحدها لا تكفي في الوصول إلى الهدف فإننا بدون خارطة موحدة الإتجاهات والمعالم سنسير في اتجاهات متخالفة ...
ع.خ,الجمعة، 08 آب، 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق