غواية الكتب القديمة والمخطوطات والأنتيكات
نعم بالغين لا بالهاء , ليس ثمة خطأ طباعي فبينهما على صف الكيبورد كبسة حرف
العين وهي (لو أردتها) سابقتهما إلى اليمين وأقرب إلى اليد اليمين .
ويمين الله أن ما ستقرؤونه ليس فيه من خيال الأديب إلا ما ستخلقونه أنتم في
أذهانكم أما حكاياتي عنها فهي وقائع عجيبة قصدت تدوينها ليعرف أبنائي قيمة كل قطعة
تملكتها أو مخطوط أو كتاب خاصة الطبعات القديمة منها وأن مبدأ علاقتها بي إغواؤها
لي لتصير عندي وتتحول عن صاحبها الأول إلى صحبتي تحقيقا لهواية جمعها كلها , وإنَّ
أعزها وأغلاها عندي نسخ المصحف الشريف المخطوطة والمطبوعة .
وقد تكون العجيبة في أصل الحصول عليها وقد تكون في أمر لاحق له وسأنص على
ذلك في كل مرة أتناول إحداها فيها .
وأتفق معكم بأنه حاشا لكتاب الله أن يوصف بالغواية لكنني أتحدث عن نسخ
بعينها خطية ومطبوعة في جملة هيكلها المادي لا المعنوي , والغواية المقصودة هنا هي الإغراء ( للإقتناء ) لا الإضلال وقد
وردت في آيات الكتاب العزيز بالمعنيين وأنا أصحح[1] حديث الدعاء النبوي الذي جاء كما
رواه أصحاب السنن الأربعة ، وبلفظ أبي داود عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: مَا خَرَجَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ
طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ
أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ
عَلَيَّ.
مصحف سحمواتا والعلاقة بين علماء فلسطين وعلماء جبل عامل
كنت أفتش عن بلدة باسم " سحمواتا " أقام فيها الحاج ابراهيم صالح
الحديثي الشافعي وأتمَّ بخطه وهو قاطن فيها نسخة من القرآن الكريم محفوظة عندي وهي من الحاج أبو هادي مروَّة [2] أرخ إتمامها في 16 - 12 - 1167 هجرية أي 3- 10 - 1754 ميلادية فيكون عمرها
في عامنا هذا (1434 - 2013 ) بالهجري 267 سنة
وبالميلادي 259 سنة , فلم أجد لهذه البلدة أثرا عبر محركات البحث في الإنترنت .
وبالتوفيق الإلهي وبينما كنت أفتش عن مقابلة صحفية كنت اطلعت عليها مع
الحاج أبو نمر حمَّاد وهو من كبار ووجهاء مخيم برج البراجنة لإخواننا الفلسطينيين[3], وجدت صفحة باسم أبناء بلدة
سحماتا الفلسطينية فهل تكون البلدة هي نفسها هذا ما أنتظره جوابا على رسالة وجهتها
إلى جمعية أبناء سحماتا .
وهل يحتمل أن يكون الناسخ من بلدة الحديثة الفلسطينية أيضا وانتقل إلى
سحماتا لأنني لاحظت إمكانية أن يكون أصل عائلة اليماني فيها ومنهم المرحوم المجاهد أبو
ماهر اليماني الذي كان جارنا أيضا في برج البراجنة هو اليمني لأنها من عائلات
الحديثة فيكون عندئذ ثمة سبب مشترك للهجرة من الحديثة إلى سحمواتا في تلك الفترة فلعلها كانت تضم مدرسة دينية أو مركزا
دينيا إسلاميا يستحق الهجرة العلمية إليه زائدا على أن الواو والألف في الفارسية والتركية تلفظ ألفا مفخمة
لا واواً فيقولون خاجه ويكتبونها خواجه كما في الكتابة القرآنية للصلاة (الصلواة)
مثلا.
إن العلاقة بين علماء جبل عامل الذين ينحدر الحاج ابو هادي مروَّة من إحدى أهم عائلاتهم العلمية كانت وثيقة جدا بعلماء
فلسطين مما يرجح أن تكون النسخة وقعت إلى أحد أجداده من هكذا علاقة .
ولعلَّها (نسخة المصحف الشريف الفلسطينية ) أرادت مني اليوم إحياء صورة هذه
العلاقة القائمة علما وجهادا وهي فعلا قائمة
بيني وبين عدد من أعلام علماء فلسطين.
الشيخ علي خازم , الأحد، 08 أيلول، 2013
المسافر عند خروجه من
بيته يتوكل على الله
قال الله عز وجل: {فإذا
عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين(1)}.
قال الإمام أبوداود
رحمه الله رقم (5094): حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، عن منصور، عن الشعبي، عن
أم سلمة قالت: ما خرج النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من بيتي قط إلا رفع طرفه
إلى السماء فقال: ((اللهم أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم،
أو أجهل أو يجهل علي.
وأخرجه أحمد في ((المسند))
(ج6 ص322.318.306)، وابن ماجه رقم (3884)، والنسائي (ج8 ص268)، والترمذي رقم
(3427) من طرق عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة. وهذا سند صحيح بلا أدنى شك، فمنصور هو
ابن المعتمر أبوعتاب الكوفي ثقة ثبت متعبد صالح لا يختلف فيه أحد عمش من البكاء كما
في ترجمته من ((تهذيب التهذيب)).
والشعبي هو عامر بن
شراحيل أبوعمرو الكوفي ثقة فقيه فاضل مشهور. قال علي بن المديني: لم يلق أبا سعيد ولا
أم سلمة كذا في ترجمته من ((التهذيب)) والصحيح أنه سمع منها فقد أثبت سماعه منها أبوداود
كما في ((سؤالات الآجري)) له رقم (171) والمثبت مقدم على النافي لحصول العلم الزائد
لديه بما أثبته.
أقول ينكر الشيعة
على الشعبي افتراؤه على الحارث الأعور الهمداني ونسبته إلى الكذب يقول الشعبي :
" حدثني الحارث الاعور
وكان كذابا " وتابعه
جماعة على رأيه .وليس هذا بكاف وحده
لإسقاط الحديث , والحديث لا يعارض الكتاب العزيز بل هو يعضده بقوله تعالى فيه عن
النبي صلى الله عليه وآله " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى - النجم - الآية - 2 " وغيرها من الآيات الموافقة للمعنى.
قال أبو عبد الله القرطبي
في الجزء الاول من تفسيره ص 5 : " الحارث رماه الشعبي بالكذب وليس بشئ ولم يبين
من الحارث كذب ، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي عليه السلام وتفضيله له على غيره
، ومن ههنا - والله أعلم - كذبه الشعبي لان الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنه
أول من أسلم " .
قال ابن حجر في ترجمة
الحارث : وقد فسر ابن عبد البر في كتاب " العلم " السر في طعن الشعبي على
الحارث فقال : " إنما نقم عليه لافراطه في حب علي عليه السلام ، وأظن أن الشعبي
عوقب على تكذيبه الحارث لانه لم تبن منه كذبة أبدا " .
وقال ابن شاهين في الثقات
: قال أحمد بن صالح المصري : " الحارث الاعور ثقة ما أحفظه وما أحسن ما روى عن
علي وأثنى عليه ، قيل له فقد قال الشعبي : كان يكذب ، قال : لم يكن يكذب في الحديث
إنما كان كذبه في رأيه " .
[2] وهي من الصديق الحاج محمد
حسين مروة أبو هادي راجعني نجله الصديق الحاج أحمد مروة للنظر فيها وبحث
إمكانية ترميمها وتبين لي انها كتبت دون مراعاة لأصول الخط وإن اشتملت على فوائد
في القراءآت فتنحصر قيمتها كمخطوطة في عمرها , على أنها أصيبت بتلف التجليد ولحوق
رطوبة وسائل مراق على قسم كبير منها وكلفة ترميمها ستكون كبيرة , وليس في ذلك
تبخيس لها ولا تعلة لأطلبها منهما فإنهما طالما بدءاني بهدايا من هذا القبيل ولا
أحتاج معهما إلى تخجيل .
مواصفات النسخة : طول الصفحة وعرضها 31/21 سم .عدد الأسطر 15 ويتفاوت
أحيانا ,سماكة المجموع 6 سم ولم أنه عد أوراقها.
[3] وترجع علاقتي به وبأسرته
إلى سبعينيات القرن الماضي من خلال ابنه المرحوم أبو الوليد, والحاج يكون والد نمر
حماد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس والصديقين أبو فادي والحاج صلاح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق