لماذا هذه الهجمة على قُرَّاء العزاء عموما ولمصلحة من وإلى أين؟
أبدأ أولا بتقرير أنَّ الإبكاء والبكاء في ذكر مصيبة عاشوراء أمران سَنَّهما أهل البيت عليهم السلام, هذا من حيث الشكل, فإذا لم تتفق معي عزيزي القارئ الشيعي على أنَّهما مطلوبان استحبابا شرعيا فلستَ معنياً باستكمال القراءة لهذا المنشور.
ثانيا, إن "حارتنا ضيقة والناس تعرف بعضها", وفي لبنان خصوصا عدد القراء مورد النقاش نادر مقابل عدد القرَّاء المجيدين الذين يمكن الإستماع إلى تعزيتهم دون إشكالات مهمة حيث لا أحد معصوم من خطأ.
ثالثا, في ما عدا المجالس المنزلية فإن الجهات التي تنظم المجالس العامة معروفة, وهي مسؤولة بالتالي عن مجرياتها, فالصحيح برأيي عند ملاحظة خلل ما أن التصرف الراقي هو التوجه إليها شفاهيا أو كتابيا في الوقائع ذات الصلة, ومتابعة هذا الموضوع واتخاذ ما يلزم بعد ذلك بما فيه إمكانية اللجوء إلى المقاطعة لتشكيل ضغط معنوي يؤدي الى التصويب.
رابعا, لم يُعِّين أهل البيت عليهم السلام أمدا تنتهي به سُنَّة الإبكاء والبكاء, وأما موضوع الإعلام والتوعية على جوهر القضية الحسينية والإستفادة منها في حياتنا فأمران آخران لا يزاحمان الإبكاء والبكاء.
قال السيد محسن الأمين العاملي رحمه الله في كتابه (إقناع اللائم على إقامة المآتم) عند بحثه عن بكاء الأئمة عليهم السلام على جدهم الشهيد ما نصه:
(أمَّا أنَّهم - أي الأئمة - بكوا على الحسين، وعدوا مصيبته أعظم المصائب وأمروا شيعتهم ومواليهم وأتباعهم بذلك، وحثوا عليه، واستنشدوا الشعر في رثائه، وبكوا عند سماعه، وجعلوا يوم قتله يوم حزن وبكاء, وذموا من اتخذه عيداً وأمروا بترك السعي فيه في الحوائج وعدم ادخار شيء فيه, فالأخبار مستفيضة عنهم تكاد تبلغ حد التواتر, رواها عنهم ثقات شيعتهم ومحبيهم بأسانيدها المتصلة إليهم...).
وكذلك جاءت عدة من الروايات في إكرام الأئمة عليهم السلام لمن أنشد وأبكى في مجالسهم.
بعد هذا كله, عندك إشكال على قارئ عزاء معين؟ حقك أن تتحدث أو تنشر وتناقشه شخصيا في المسألة ولكن ليس من حقك أن تطلق أحكاما على عموم القراء.
لستُ داعيا إلى تقديس قُرَّاء العزاء ولا غيرهم, ولكن إذا كان العقل والشرع يحكمان بإكرامهم فمن أين يجوز توهينُهم عموما؟ هل يجوز توهين الأطباء والمهندسين والقضاة عموما؟
ما هي المصلحة في تحميل كل قراء العزاء مسؤولية التطرف والغلو؟
هل تريدون إلغاء مجالس الإبكاء والبكاء على السبط الشهيد؟
أحبائي دعونا لا نكون أداة في الإنحراف عن الإمام الحسين عليه السلام وقضيته ويكون لنا في كل سنة فتنة جديدة.
أخيرا, أرجو القراءة بهدوء ثم إعادة القراءة بهدوء أيضا قبل أن يبادر أحدكم إلى التعليق, لأنني لن أرد على أي تعليق خارج عن موضوعي إلا بقولي: "تفضل بإعادة القراءة" أو "خارج الموضوع" أو بحذف التعليق كاملا, فأنا وبكل محبة - ورغم ندرتهم - لا أجد مبررا لمن يشتتون بتعليقاتهم ذهن القراء عن صلب موضوعي, ويعرضون أفكارا بعيدة عن ما كتبته ونشرته.
دفع وهم: لم أتشرف بأن أكون من خدام المنبر الحسيني ولكنني أفتخر بأنني درَّست عددا منهم أخوة وأخوات سنوات طوال.
ع.خ, السبت، 01 تشرين الأول، 2016
أبدأ أولا بتقرير أنَّ الإبكاء والبكاء في ذكر مصيبة عاشوراء أمران سَنَّهما أهل البيت عليهم السلام, هذا من حيث الشكل, فإذا لم تتفق معي عزيزي القارئ الشيعي على أنَّهما مطلوبان استحبابا شرعيا فلستَ معنياً باستكمال القراءة لهذا المنشور.
ثانيا, إن "حارتنا ضيقة والناس تعرف بعضها", وفي لبنان خصوصا عدد القراء مورد النقاش نادر مقابل عدد القرَّاء المجيدين الذين يمكن الإستماع إلى تعزيتهم دون إشكالات مهمة حيث لا أحد معصوم من خطأ.
ثالثا, في ما عدا المجالس المنزلية فإن الجهات التي تنظم المجالس العامة معروفة, وهي مسؤولة بالتالي عن مجرياتها, فالصحيح برأيي عند ملاحظة خلل ما أن التصرف الراقي هو التوجه إليها شفاهيا أو كتابيا في الوقائع ذات الصلة, ومتابعة هذا الموضوع واتخاذ ما يلزم بعد ذلك بما فيه إمكانية اللجوء إلى المقاطعة لتشكيل ضغط معنوي يؤدي الى التصويب.
رابعا, لم يُعِّين أهل البيت عليهم السلام أمدا تنتهي به سُنَّة الإبكاء والبكاء, وأما موضوع الإعلام والتوعية على جوهر القضية الحسينية والإستفادة منها في حياتنا فأمران آخران لا يزاحمان الإبكاء والبكاء.
قال السيد محسن الأمين العاملي رحمه الله في كتابه (إقناع اللائم على إقامة المآتم) عند بحثه عن بكاء الأئمة عليهم السلام على جدهم الشهيد ما نصه:
(أمَّا أنَّهم - أي الأئمة - بكوا على الحسين، وعدوا مصيبته أعظم المصائب وأمروا شيعتهم ومواليهم وأتباعهم بذلك، وحثوا عليه، واستنشدوا الشعر في رثائه، وبكوا عند سماعه، وجعلوا يوم قتله يوم حزن وبكاء, وذموا من اتخذه عيداً وأمروا بترك السعي فيه في الحوائج وعدم ادخار شيء فيه, فالأخبار مستفيضة عنهم تكاد تبلغ حد التواتر, رواها عنهم ثقات شيعتهم ومحبيهم بأسانيدها المتصلة إليهم...).
وكذلك جاءت عدة من الروايات في إكرام الأئمة عليهم السلام لمن أنشد وأبكى في مجالسهم.
بعد هذا كله, عندك إشكال على قارئ عزاء معين؟ حقك أن تتحدث أو تنشر وتناقشه شخصيا في المسألة ولكن ليس من حقك أن تطلق أحكاما على عموم القراء.
لستُ داعيا إلى تقديس قُرَّاء العزاء ولا غيرهم, ولكن إذا كان العقل والشرع يحكمان بإكرامهم فمن أين يجوز توهينُهم عموما؟ هل يجوز توهين الأطباء والمهندسين والقضاة عموما؟
ما هي المصلحة في تحميل كل قراء العزاء مسؤولية التطرف والغلو؟
هل تريدون إلغاء مجالس الإبكاء والبكاء على السبط الشهيد؟
أحبائي دعونا لا نكون أداة في الإنحراف عن الإمام الحسين عليه السلام وقضيته ويكون لنا في كل سنة فتنة جديدة.
أخيرا, أرجو القراءة بهدوء ثم إعادة القراءة بهدوء أيضا قبل أن يبادر أحدكم إلى التعليق, لأنني لن أرد على أي تعليق خارج عن موضوعي إلا بقولي: "تفضل بإعادة القراءة" أو "خارج الموضوع" أو بحذف التعليق كاملا, فأنا وبكل محبة - ورغم ندرتهم - لا أجد مبررا لمن يشتتون بتعليقاتهم ذهن القراء عن صلب موضوعي, ويعرضون أفكارا بعيدة عن ما كتبته ونشرته.
دفع وهم: لم أتشرف بأن أكون من خدام المنبر الحسيني ولكنني أفتخر بأنني درَّست عددا منهم أخوة وأخوات سنوات طوال.
ع.خ, السبت، 01 تشرين الأول، 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق