"عاشوراء" : تخيير المسلم بين النصب والرفض لا يقبله عقل ولا شرع
الشيخ الدكتور صلاح الدين أرقه دان
التشكيك بسنة صوم عاشوراء لن يجدي -
فأحاديث استحباب صومها واردة عند جميع المسلمين بما فيهم الإمامية الاثني عشرية
وهي متوفرة في مظانها – ومما وصلني منها:
عن أبي عبد لله عن أبيه أن عليا (عليهما السلام) قال: "صوموا
العاشوراء [هكذا] التاسع
والعاشر، فإنه يكفر ذنوب سنة" [الاستبصار 2/134]. وعن أبي الحسن، قال: "صام رسول الله وآله يوم عاشوراء"
[الاستبصار 2/134]. وعن جعفر عن أبيه
(عليهما السلام) قال: صيام يوم عاشوراء كفارة سنة" [الاستبصار 2/134]. وعن أبي الحسن أنه قال: "صام رسول الله (صلى عليه وآله) يوم عاشوراء"
[تهذيب الأحكام 4/29، الاستبصار 2/134، الوافي
7/13، وسائل الشيعة 7/337، جامع أحاديث الشيعة 9/475، الحدائق الناضرة 13/370-371،
صيام عاشوراء ص 112]. وعن جعفر عن أبيه
(عليهما السلام) أنه قال: "صيام يوم عاشوراء كفارة سنة" [تهذيب الأحكام 4/300، الاستبصار 2/134، جامع أحاديث الشيعة 9/475،
الحدائق الناضرة 13/371، صيام عاشوراء ص112، الوافي 7/13، وسائل الشيعة 7/337].
وعن الصادق: "من أمكنه صوم المحرم فإنه يعصم
صاحبه من كل سيئة" [وسائل الشيعة 7/347، الحدائق الناضرة 13/377، جامع أحاديث
الشيعة 9/474]. وعن النبي (صلى
الله عليه وآله) قال: "إن أفضل الصلاة بعد الصلاة الفريضة الصلاة في جوف
الليل، وإن أفضل الصيام من بعد شهر رمضان صوم شهر الله الذي يدعونه المحرم"
[وسائل الشيعة 7/347، الحدائق الناضرة 13/377، جامع أحاديث الشيعة 9/474].
وعن علي قال: "صوموا يوم عاشوراء التاسع
والعاشر احتياطاً فإنه كفارة السنة التي قبله، وإن لم يعلم به أحدكم حتى يأكل
فليتم صومه" [مستدرك الوسائل 1/594، جامع أحاديث الشيعة 9/475].
وعن ابن عباس قال: "إذا رأيت هلال المحرم
فاعدد فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائماً قلت - أي الراوي -: كذلك كان يصوم محمد
(صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم"
[إقبال الأعمال ص 554، وسائل الشيعة 7/347، مستدرك الوسائل 1/594، جامع أحاديث
الشيعة9/475]. في حين جاءت روايات
ناهية عن صومه بأسانيد ضعيفة كما بينها السيد محمد رضا الحسيني الحائري في كتابه
(نجاة الأمة في إقامة العزاء على الحسين والأئمة) صفحة 145، 146، 148 طبع قم إيران 1413هـ .
ويقول الخوئي في (مستند العروة الوثقى):
"فالروايات الناهية غير نقية السند برمتها، بل هي
ضعيفة بأجمعها، فليست لدينا رواية معتبرة يعتمد عليها ليحمل المعارض على التقية
كما صنعه صاحب الحدائق. واما الروايات المتضمنة للامر واستحباب الصوم في هذا اليوم
فكثيرة، مثل: صحيحة القداح: "صيام يوم عاشوراء كفارة سنة"، وموثقة مسعدة
بين صدقة: "صوموا العاشوراء التاسع والعاشر فإنه يكفر ذنوب سنة"، ونحوها
غيرها، وهو مساعد للاعتبار، نظرا الى المواساة مع اهل بيت الوحي وما لا قوة في هذا
اليوم العصيب من جوع وعطش وسائر الآلام والمصائب العظام التي هي اعظم مما تدركه
الافهام والاوهام، فالاقوى استحباب الصوم في هذا اليوم من حيث هو كما ذكر في
الجواهر، أخذا بهذه النصوص السليمة .
فالخوئي يذهب إلى عدم اللجوء إلى (التقية)
تبريراً لورود الأمر بصومها في عهد الاضطهاد كما يحب البعض أن يقول.
ولا أظن مخالفاً يقول بأن من يتبع السنة لا يؤجر.
وصوم تاسوعاء وعاشوراء، لا يعني تجاهل أو
تأييد جريمة بحجم العدوان على الإمام الحسين وآل بيته وخلّص أصحابه (رضي الله عنه)
- ومن يرى ذلك يتجاوز أهداف خروج الحسين (رضي الله عنه) الذي خرج للإصلاح لا
للإفساد ولعزة الأمة لا لفسادها وتفتيتها .
إن وضع المسلم أمام أحد الخيارين:
إما أن تصوم معتقداً بسنية صوم عاشوراء فتكون
ناصبياً. أو تسير في ركب اللطم والمبالغة في إظهار
الحزن فتكون رافضياً. مع الإقرار بأن بعض
ما يسمى (الشعائر الحسينية) فيه مخالفات شرعية كما في فتاوى كبار مراجع الشيعة
ومنهم السيد موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد محمد حسين فضل الله،
وقد سمعت هذا منهم مباشرة، وذكروا تجريح الجسد والهامات وإسالة الدماء – وفتاواهم
وفتاوى غيرهم من مراجع النجف وقم في هذه المظاهر المحرمة منشورة بالصوت والصورة
ومن يبحث عنها في اليوتيوب يجدها
أقول إن تخيير
المسلم بين هذين الأمرين وكأنهما أمران نقيضان لا يجتمعان أمر لا يقبله عقل ولا نقل ولا شرع ولا عرف ولا يخدم أهل الإسلام لا من
أهل السنة والجماعة ولا غيرهم.
وأزيد معلومة بأن عاشوراء يوم حزن وأسى
عند الصابئة لأنهم يعتقدون أن إنقاذ بني إسرائيل كان سبباً في قتل النبي يحيى
(عليه السلام) بالطريقة المعروفة من تقطيع الأوصال والأشلاء، فهو يوم فرح عند
اليهود ويوم حزن عند الصابئة . " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق