الفراغ بين الفكر والواقع
اللبنانيون يعرفون
أكلة بإسم "الفوارغ" والكلمة جمعٌ صحيحٌ لغةً لغير العاقل "الفارغ"
:المصران , وهي مصارين[1] الغنم
أو البقر محشوة ب البرغل أو الرز واللحم والحمص وتوابل خاصة , وتُسمَّى "الغَمَّة"
إذا طبخت مع توابعها " الكروش والأبوات
والمقادم والرأس " .
الأكلة مشهورة في
العالمين العربي والإسلامي بأسماء مختلفة وبأساليب طبخ متعددة , وهي بالأسلوب التركي
من أسباب رفض ضمها (تركية)إلى الإتحاد الأوروبي خوفا على ثقافتهم فقد طالبوا الأتراك
بحظرها من جملة شروطهم لإعادة النظر بقبول عضويتها رغم أن بعض الأرياف الأوروبية
ما زالت تطبخها.
ويوصف الإنسان بأنه
"فارغ" ويُقصد بذلك النقصَ فيه فهل هذا الإستخدام صحيح ؟
الفراغ هو الخلاء
, والفارغ من العقلاء هو الخَالِي ويرادف فارغ في غيرالعاقل : خاوٍ ، خالٍ ، صِفْر
، خِلْو ، مُقْفِر . ولم أجد للعقلاء إسما خاصا في اللغة عند من كتب في أضداد
"فارغ" بينما ذكر لغيرهم : طافِحٌ ، مَلآنُ ، آهِلٌ ، عامِرٌ ، مُكْتَظٌّ
.
وصف الفارغ يطلق على
العاقل مع إضافة ...
الفارغ مجردا عن الإضافة يرادف بالعامية
اللبنانية "الفاضي" يقولون : "الفاضي بيعمل ءاضي " , و"الخفيف"
يقولون : "تئيل" مقابل "خفيف" وتستخدمان في أكثر من مورد بمعنيين
متضادين , فبينما تكون الأولى مدحا والثانية ذما لو أضيفتا لوصف شخص"فلان
...." فإنه ينقلب إذا أضيفت إلى "دم ..." , ولو حولناها إلى الفصحى
بإرجاع الهمزة قافا , واستعملناها مجردة عن الإضافة لصارت سُبَّة : "ثقيل"
.
ويضادها (الفارغ)
في العامِّية "المشغول" وقد تصح في الفصحى على كون الفارغ إسم مفعول
أيضا .
ومن لطائف
التأثير العربي في اللغة الفارسية أنَّهم يسمون من أنهى دراسته الجامعية "فارغ
التحصيل " وطالب العلوم الدينية المُجِدّْ المشتغل بها "مُحَصِّل".
وإذا خطر لك
التَعَجُّب " شوف الشيخ علي شو فاضي " فانتظر الجواب :
لا أريد البحث عن
الفراغ في المجالات النظرية العلمية والفنية والفلسفية والدينية وترابطها وتأثير المذاهب
في تفسيره (الفراغ) على بعض العلوم الدينية كعلم الكلام والتفسير والفقه وأصوله ,
بل أريده حصرا في مجال السلوك العملي : الإنسان والفراغ.
و ... يتبع
الشيخ علي خازم ,
الأحد، 17 تشرين الثاني، 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق