السؤال وآدابه وسؤال قديم وجوابه
يُنسب إلى الإمام زين العابدين عليه
السلام تارة وإلى الحسن البصري أخرى ما خلاصته "السؤال ذل ولو أين الطريق ؟ "
, لكن من أسباب المعرفة السؤال وقد وردت فيه آداب والمقصود بالسؤال طبعا الإستعلام
والإستفهام وليس المعنى الآخر (الإستجداء) الذي هو ذل على كل حال أعطاك الناس ما تستجديه
منهم أو منعوك .
كنت أعجب من الذكر الذي كان يأتي به
المرحوم آية الله الشيخ حسين معتوق[1] في السجدة الأخيرة من الصلاة بعد التسبيح
والصلاة على النبي وآله في صلاة الجماعة وهو : " اللَّهمّ إنّي أسألك الرّاحة
عند الموت والمغفرة قبل الموت والعفو عند الحساب ورضاك والجنة والعلم والعمل به
والتوفيق لما تحب وترضى " وكنت أتهيب سؤاله عن تأخير طلب العلم والعمل به
والتوفيق لما يحب وهي من شؤون الدنيا عن الراحة عند الموت وما بعدها وهي من شؤون
الآخرة .
في
مثل سني الصغير آنذاك كنت أُسْكِنُ هاجس السؤال بأن أفترض أنه دعاء وارد عن
المعصوم ولا داعي للسؤال حتى لا يخجلني الجواب .
قبل أيام ردَّدتُ الذكر ومعلوم - أو أفترض
ذلك - أن العادة مؤثرة في الشكل العبادي فنؤديه كما اعتدنا إن لم نقصد تغييرا
معينا وعاد السؤال إلى الخاطر لماذا ... ؟
في مثل سني المتقدم اليوم يفترض الهاجس
قلقا لا يُسْكِنُه إلا البحث فإن عجزت صار السؤال المبدوء بعبارة " فتشت عن
معنى كذا في الكتاب الفلاني والفلاني فلم أجد " كما أدَّبني أساتذتي أنه لا
ينبغي لطالب العلم أن يكون في سؤاله كالعامي يسأل عن كل ما يخطر بباله دون مطالعة
.
بَحثتُ وفَتشتُ عن الذكر فلم أجده مجتمعا
في رواية واحدة وتبين لي أنه مُركَّبٌ من مجموعة أذكار ولا يسلم من التقطيع والجمع
ومع ذلك فإن السؤال القديم لم يرتفع : لماذا تقديم شؤون الآخرة على شؤون الدنيا ؟
لو كنا مخلصين في طلب الرحمة والمغفرة
والعفو عند الموت وقبل الله سؤالنا إياها لصارت إطارا يحكم العلم والعمل به فتكون
بذلك من أسباب شمول شؤون الدنيا ببركة شؤون الآخرة ويكون تقديمها بيانا لغايتنا
منها.
جواب معقول ؟
الشيخ علي خازم , الجمعة، 15 تشرين الثاني،
2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق