الحيرة في إرجاع الضمير
كتب أحد الأصدقاء منشورا ختمه بالضمير (لها)
بعيدا عن إسمين يمكن رجوعه إليهما في جملة معقدة التركيب مما يحير القارئ فتذكرت
حيرة مشابهة أصابتني قديما, وذلك أنني قرأت في كتاب تسهيل المنافع في الطب والحكمة
للأزرق[1]
ص 140 بين ما أورده من أدوية لعلاج العقم عند المرأة : "وإذا أخذَت المرأة
ضفدعاً حيّاً من نهر ثم بصقت في فمها ثم وطئها زوجها حينئذِ فإنّها تحبل كما قاله
في مختصر مفردات إبن البيطار[2]" !!!!.
والأصل عَوْدُ الضَّمِيرِ عَلَى أَقْرَبِ مَذْكُورٍ ويمكن عوده على أكثر من واحد لأن الضمير وضع للإختصار كما في قَوْله تعالى
"لهم" في ختام الآية 35 من سورة الأحزاب:..أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً
وَأَجْرًا عَظِيمًا [3]:
نعم يفهم ذلك أحيانا من سياق الكلام نحو فهم معنى الأرض من "عليها" في
قوله تعالى "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ" 26, الرَّحْمَن.
ع.خ,السبت، 06 آب، 2016
[2] مختصر مفردات إبن
البيطار لعبد الرحمن بن داود الحنبلي القادري الدمشقي
، ت. 806 هـ. وابن البيطار هو ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي المَعروف بابن البيطار،
والملقَّب بالنباتي والعشَّاب (593 هـ / 1197م - 646 هـ / 1248م), أندلسي
توفي في دمشق.
[3] إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ
وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ
وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ
وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ
كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
(35) سورة الأحزاب.
[4] وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ
يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا
يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ
أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ
أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ
لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ
مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق