حكاية تمام النهار مع سيَّارة صالح لمن
قرأ الحكاية السابقة ومن لم يقرأها فليقرأها أولا.
رغب بعض الأصدقاء ببيان العبر التي
استوقفتني لمطابقتها مع ما وصل إليه هو , ورغم أنني أثق بذكاء القارئ سأذكر بعضها
مع إبقاء احترامي لهذا الذكاء , لكنني أخَّرته إلى ما بعد حكاية تمام النهار لأن
فيها تمام الألف وعبرة .
.. أنهيت ما كنت أشتغله في مكتبي ونزلت
إلى السيارة قريبا من وقت المغرب , فتحت السيارة بواسطة جهاز الإنذار وأدرتها
لتحمية الموتور وطلبت من الأخت سناء الإستعلام عن سيارة تسد علي طريق الخروج فنزل
ثلاثة : رئيس تحرير مجلة الوحدة غسان عبدالله وعباس سلامة مسؤول العمل الإلكتروني
وسليمان سبلاني مسؤول الصيانة.
حرَّك عباس سيارته مفسحا المجال لي لكنني
وقد لاحظت أن "الفلاشر" لم يتوقف عن إضاءة وإطفاء إشارات السيارة لم
أحركها .فجاؤوني كلهم
: ما القصة يا مولانا؟
: لم يتوقف "الفلاشر"!
وبدأت محاولات اكتشاف السبب ..هل هو تحريكي
وصلات مفاتيح الشبابيك الذي أدى إلى ماس لإن كبسة الفلاشر مضاءة ومهما حاولنا لا
تتغير أو..أو .. السيارة تتحرك لكنني لا أستطيع إبقاءها "تضوي وتطفي"
وقد لا أجد في طريقي إلى البيت محلا لكهرباء السيارات ونحن كما ذكرت قريب المغرب
وظاهرة صيام رجب ولله الحمد منتشرة ما يعني الإقفال باكرا.
مر وقت ليس باليسير إلى أن تذكَّر عباس أن
الشاب الذي يعاونه في التمديدات هو في أساس عمله كهربائي سيارات , ناداه فلبَّى
مشكورا , شرحنا له القصة , أخذ الجهاز أطفأه وأداره عدة مرات وقال :
: أين المشكلة؟
: الفلاشر
: ما به؟
: لا يتوقف!!
أَغْلَقَ باب السيارة , بعد لحظات توقف
الفلاشر.
: هذا النوع من أجهزة الإنذار حتى لو أدرت
السيارة لا يتوقف الفلاشر إلا أن تغلق باب السيارة .
: هكذا ؟
: هذه هي القصة.
"ولَحِّق عضحك يا معلم" ...
تذكرتُ وذكرت لهم ما حصل معي قبل سنين
طويلة وكنت اشتريت لأول مرة سيَّارة بفيتاس أتوماتيك جديدا , المطر يسيل كأفواه
القِرَب كما علمونا الوصف في الإبتدائي وأنا والسيارة في شارع سوق الخضار
القديم في حارة حريك والذين يعرفونه
يذكرون الإزدحام فيه فكيف مع المطر.
طال الوقوف فأطفأت السيارة كغيري من
السائقين ولمَّا تحرك السير حركت المفتاح فلم تدر السيارة .
أي مصيبة ولن تتمكن سيارة من تجاوزي ولا
مجال لركنها لا يمينا ولا يسارا , تطوع البعض لإيقاف السير القادم وتمشية من خلفي
وطلبت أنا صديقي الكهربائي تلفونيا.
: "الحقني يا حسن سليم رح اتبهدل ,
السيارة ما عم تدور وأنا بسوق الخضرة".
ولم يتأخر حسن , جاء طائرا على الموتوسيكل
تحت المطر نزلت وصعد إلى السيارة " حرَّك الفيتاس وحرَّك المفتاح ودارت
السيارة.
: "كانت دايرة , طفيتها ودورتها متل
ما هي وما دارت"
: "نشالله كنت عمتدورها وإنت مركِّب
الفيتاس يا مولانا"
: "ما غيَّرت شي" بكل ثقة أجبته
: "يا مولانا الأتوماتيك لا تدور إذا
كنت مركِّب فيتاس"
"ولَحِّق عضحك يا معلم" ..
طيِّب والعبر يا شيخ ؟
:سأتخيرها ولن أوردها كلها وإليكها من
الآخر ثم من الأول
العبرة رقم 1001 : من تمام الحكاية والفلاشر , الشيخ إنسان
, يعلم ويجهل , يصيب ويخطئ حتى في ما يعرفه.
العبرة رقم 1 : من رائحة البنزين , فتش عن
السبب الحقيقي فلم يكن لها علاقة بالموتور أو الأشبمان غير أن إبني عصام خدعته
إشارة البنزين المعطلة فاضطر إلى المجئ ببنزين في غالون وتركه مفتوحا في الصندوق .
العبرة رقم 134 : من علقة الدعسة وخلع
الحذاء , توجد دائما حلول مؤقتة ففتش عنها ولا تتراجع أمام الصعوبات.
العبرة رقم 468 : من اللقاء ببائع العسل
شقيق المريضة , قد يقودك التوفيق لكسب الأجر في مسالك لا تخوضها عادة , أنا شخصيا
لو كنت وحدي لركنت السيارة من رائحة البنزين وعلقة الدعسة ورجعت إلى البيت فطبيعتي
هكذا لا أنني متشائم لكنني حذر .
العبرة رقم 656 : من بائع العسل وطريقته
في التحرش بي , التسويق في الأفكار كما في الأشياء والأدوات لا يعتمد فقط على
المنتج وشكلياته ومواصفاته بل على اضطرار "الزبون" وإلجائه إليه بعد
كونه سليما مفيدا.
العبرة رقم 743 : من شعار ترك الغالي ,لا
تترك كل ما هو غال فغالبا لا تكون غنيا بالمقدار الذي تستطيع تكرار شراء الرخيص
سريع العطب.
العبرة رقم 1000 : من مكان الإحتفال ومكان
الإجتماع , المدير الناجح يحدد الهدف النهائي ويعلنه ويحدد له محطات .
كان بالإمكان تجاوز كل ما حصل معي لو جاء في
ورقة الدعوة للإحتفال ما يلي : مكان الإحتفال مبرَّة الإمام الخوئي , وللراغبين
ستؤمن المواصلات من ثانوية الكوثر , والسلام .
سامحوني
ع.خ, السبت، 17 أيار، 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق