بردة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم - القسم الأخير وفيه تذكير بفلسطين
البردة القصيدة
2 - البردة البوصيرية
وأطلق إسم البردة أيضاً على ميمية البوصيري ويقال إن اسمها "البرأة"،
وتنسب إليها عدة كرامات في شفاء المرضى وتقام لها مجالس ذكر خاصة
تتلى فيها ليالي الجمعة في أنحاء العالم الإسلامي .وعرفت أيضا باسم
"الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية" ، إحدى أشهر القصائد في مدح النبي
محمد صلَّى الله عليه وآله ، نظمها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع
الهجري الموافق القرن الحادي عشر الميلادي ومطلعها :
أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيرَانٍ بِذِي سَلَمٍ مَزَجْتَ دَمْعًا جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ
أَمْ هَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقَاءِ كَاظِمَة وَأَوْمَضَ البَرْقُ فِي الظُلْمَاءِ مِنْ إِضَم
فَمَا لِعَيْنَيْكَ إِنْ قُلْتَ أكْفُفَا هَمَتَا وَمَا لِقَلْبِكَ إِنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أَنَّ الحُبَّ مُنْكَتِمٌ مَا بَيْنَ مُنْسَجِمٍ مِنْهُ وَمُضْطَرِمِ
وقد أشار فيها إلى بردة كعب بن زهير بقوله :
وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيَا الَّتيِ اقْتَطَفَتْ يَدَا زُهَيْرٍ بِمَا أَثْنَى عَلَى هَرَمِ
يقول البوصيري عن سبب نظمه لهذه القصيدة: كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم، منها ما اقترحه عليّ الصاحب زين الدين يعقوب
بن الزبير، ثم اتفق بعد ذلك أن داهمني الفالج (الشلل النصفي) فأبطل نصفي،
ففكرت في عمل قصيدتي هذه فعملتها واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني،
وكررت إنشادها، ودعوت، وتوسلت، ونمت فرأيت النبي(ص) فمسح على وجهي بيده
المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدتُ فيّ نهضة، فقمت وخرجت من بيتي.
و قدختمها بإشارة تذَكِّرُنا فلسطين والمسجد الأقصى بقوله:
يِا رَبِّ بِالمُصْطَفَى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَا وَاسِعَ الكَرَمِ
وَاغْفِرْ إِلَهِي لِكُلِ المُسْلِمِينَ بِمَا يَتْلُونَ فيِ المَسْجِدِ الأَقْصَى وَفيِ الحَرَمِ
واعترض على بعض أبيات القصيدة بأنها تحوي بين طياتها شركا و بدعا منها قوله فيها :
إِنْ آتِ ذَنْبًا فَمَا عَهْدِي بِمُنْتَقِضٍ مَنَ النَّبِيِّ وَلاَ حَبْلِي بِمُنْصَرِمِ
فَإِنَّ ليِ ذِمَّةً مِنْهُ بِتَسْمِيَتيِ مُحَمَّداً وَهُوَ أَوْفَى الخَلْقِ بِالذِّمَمِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ فيِ مَعَادِي آخِذًا بِيَدِي فَضْلاً وَإِلاَّ فَقُلْ يَا زَلَّةَ القَدَمِ
يَا أَكْرَمَ الخَلْقِ مَالَي مَنْ أَلُوذُ بِهِ سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمِمِ
وَلَنْ يَضِيقَ رَسُولُ اللهِ جَاهُكَ بيِ إِذَا الكَرِيمِ تَجَلَّى بِاسْمِ مُنْتَقِمِ
فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضُرَّتَهَا وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ
وقد ذكرت عند الحديث على بردة كعب أنهما خضعتا للمعارضة والتخميس والتثليث
والتشطير من عدد من الشعراء منهم محمد الرضا بن أحمد النحوي الذي ترى
صورة تخميسه لها من مخطوطته ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي الذي عارضها بنهج
البردة ومن مطلعها :
ريم على القاع بين البان والعلم احل سفك دمي في الأشهر الحرم
لما رنا حدثتني النفس قائلة يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي جرح الاحبة عندي غير ذي الم
يا لائمي في هواه والهوى قدر لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى ابدا اسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
ع.خ,السبت، 11 كانون الثاني،2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق