مكية.
(عدد آيها)
عشرون آية حجازي وتسع عشرة عراقي وثماني عشرة شامي.
(اختلافها)
آيتان الذي ينهى غير الشامي لئن لم ينته حجازي.
(فضلها)
أبي بن كعب عن النبي (ص) من قرأها فكأنما قرأ المفصل كله
محمد بن حسان عن أبي عبد الله (ع) قال من قرأ في يومه أو في ليلته إقرأ باسم ربك
ثم مات في يومه أو في ليلته مات شهيداً وبعثه الله شهيداً وأحياه كمن ضرب بسيفه في
سبيل الله مع رسول الله (ص).
(تأويل رؤيتها في المنام)
ومن قرأ سورة إقرأ رزق الكتابة والفصاحة والتواضع.
من قرأها يرزقه الله تعالى العلم والقرآن.
وقال الكرماني يكون فصيح اللسان قارئ القرآن عالماً
عاملاً.
وقيل تهديد من إنسان.
وقال جعفر الصادق يكون متواضعاً حميد الأفعال.
القرب من الله بالتمرد على الطغاة
"كلا لا تطعه واسجد واقترب" العلق 19.
سورة العلق مكية، والمشهور شهرة عظيمة أنها أول سور
القرآن نزولاً، وقيل إنها لم تنزل دفعة واحدة، فاقتصر النزول على الآيات الخمس
الأولى في ابتداء الوحي الإلهي، والسياق في تمام آيات السورة يخالف ما ذهب إليه
العلامة الطباطبائي من كونه يساعد على اعتبار نزولها دفعة واحدة، ويتأكد هذا
الخلاف بمراجعة أخبار بداية الوحي، إذ إن السورة- على إمكانية عدها ذات غرض واحد
وتعلق بعض آياتها ببعض تشير إلى أسباب في النزول ترتب بعضها على انتشار قصة الوحي
وإعلان نبوة محمد (ص) كما في قوله تعالى : "أرأيت الذي ينهى (9) عبداً إذا
صلى (10)".
تفتتح السورة بما كان أول كلام ألقاه جبريل (ع) على
النبي "إقرأ باسم ربك الذي خلق" وقد اشتهر أن النبي محمد (ص) أجاب :
"ما أنا بقارئ"، وها هنا كلام في القراءة ومعناها، يظهر من السياق بخلاف
المشهور، فإننا إذا اعتبرنا نفي النبي (ص) عن نفسه قدرة القراءة، نفياً لتعلمه
الكتابة بالقلم والقراءة للمكتوب به نكون مع قرينة الآيتين الثالثة والرابعة
"إقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4)" أمام صورة لجبريل وهو يقرئ
النبي من لوح مكتوب، وليس كما اشتهر. ومحصل أقوال العلماء في القراءة المأمور بها
ها هنا كما ذكره العلامة الطباطبائي : "قرأت الكتاب إذا ما جمعت ما فيه من
الحروف والكلمات بضم بعضها إلى بعض في الذهن وإن لم تتلفظ بها، ويقال : قرأته إذا
جمعت الحروف والكلمات بضم بعضها إلى بعض في التلفظ، ويقال قرأته عليه إذا جمعت بين
حروفه وكلماته في سمعه، ويطلق عليها بهذا المعنى التلاوة أيضاً قال تعالى :
"رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة" البينة 2.
وقد استظهر- قدس الله نفسه- المعنى الأول، لكن السياق لا
يساعد اللهم إلا أن يكون استظهاره وذهاب المشهور إلى هذا المعنى مبتنىً على رواية
صحيحة. نعم يصح هذا المعنى في مثل قوله تعالى : "سنقرئك فلا تنسى" بمعنى
جمع الكلمات في بعضها مع بعض في الذهن على صورة واحدة لا ينساها النبي بعد ذلك،
والله أعلم.
والأمر بالقراءة أريد به نتيجتها وهي العلم، والسورة
تقتصر من نعم الله على الإنسان باثنتين هما الخلق من علق وتعليمه ما لم يعلم، وكأن
الإشارة توحي أنك أيها الإنسان ستعلم أن مبدأ تناسل ذريتك من هذه العلقة البشرية
التي تشبه العلقة الجرثومية في الشكل.
ثم أن الإنسان يطغى في حياته إذا أحس بالغنى، سواء الغنى
العلمي أو المادي، بما يؤدي به إلى البطر في معيشته، والإستقواء على غيره، أو
الإستهتار بهم وبمصالحهم فتذكره السورة :"إن إلى ربك الرجعى" فتحاسب،
وتحاسب حتى على النفخ في الرماد فكيف بالدماء والأموال والأعراض !
ثم يأتي سياق :أرأيت" ليدل، في خطاب ودود، النبي
(ص) إلى بعض مظاهر الطغيان : "أرأيت الذي ينهى (9) عبداً إذا صلى (10)"
"أرأيت إن كان على الهدى (11) أو أمر بالتقوى (12)" "أرأيت إن كذب
وتولى (13)" "ألم يعلم بأن الله يرى (14)" هذا الطاغي الناهي عن
الصلاة، لولا كان بنفسه على الهدى، أو إن أمر بالتقوى لكان خيراً له، لكن مع
تكذيبه وتوليه عن جادة الإيمان والتقوى ألم يعلم بأن الله محيط بأفعاله وقصده.
ويأتي الزجر بعد ذلك إن لم ينته عن غيه ليؤخذن بناصيته
أخذ ذليل مهان لا ينفعه قومه ولا عشيرته إذ زبانية النار يدعُّونه إليها دعاً،
وتختتم السورة بالدعوة إلى السجود لله بعد ترك طاعة الطغاة وفيها ترتيب القرب من
الله على هذا الترك. "كلا لا تطعه واسجد واقترب"، لا تطع طغاة الغنى
المالي ولا طغاة الغنى العلمي، ولا طغاة الغنى التكنولوجي ولا طغاة الغنى بالسلاح،
ولا طغاة الغنى بالزينة، واسجد لله وحده تنل القرب منه في الحياة الدنيا وفي
الآخرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق