الشيخ في الدير وتعميد التراب بالتراب من النبطية إلى الدكوانة
دير مار روكز - الدكوانة بموقعه الطبيعي الساحر
وتاريخه كان يوم الإثنين محطة بهجة وسعادة لي حيث لبيت دعوة الصديق العزيز الأب
الدكتور أنطوان ضو أمين سر اللجنة الأسقفية للحوار الإسلامي
المسيحي ورفيق السفر إلى أكثر من مؤتمر .
عرَّفني على الأباتي داود رعيدي الرئيس
العام للرهبانية الأنطونية المارونية الذي فتح قلبه قبل مكتبه بشخصيته اللطيفة ولم
يتأخر بالمداعبة الفقهية عن فارق الصوم كعبادة بيننا وهم في هذه الأيام في الصوم
الأربعيني ومع ذلك شربنا القهوة معا دون كسر صومهما , وانتقل الحديث عن الأبعاد
اللاهوتية والكلامية وتأثيرها في تغير المفهوم العبادي للصوم في المسيحية , قدَّمت
إليه نسخة كتابي نحو ثقافة واحدة في المجتمع اللبناني ونسخة ما نشرته في الفايس
بوك من آداب الصوم في الإسلام والمسيحية التي
أعجبته وقال سأستفيد منها في كلامي الليلة.
خرجنا من الدير وقبل البوابة سأل الأب ضو
الأباتي رعيدي عن شتلات الزيتون المزروعة حديثا في مداخل الدير بأعداد كبيرة
فأجابه هي خمس مائة شتلة جئنا بها من قرب النبطية وزرعناها ...
فتفكرت في ذلك , هي إذا من جبشيت أو من عِبَّا[1] ,
تخيلوا خمس مائة تنكة تراب من الجنوب مضافة إلى تراب جبل لبنان : هي معمودية
التراب الوطني بزيتونها الذي سيكون زيتا في سراج الوطن .
وهل لاحظتم مثلي صدفة تقارب ألوان ثيابي مع
ألوان حجارة الدير !
موضوع اللقاء ليس مجرد التعارف بل هو
تعاون علمي في مجال المخطوطات التي انتقلنا إليها بعيدا عن الدير مكانا لكنه مكانٌ
يستحق التشبيه بكهف من تلك التي كان يقصدها النساك متفرغين للنظر في آيات الله لنصير
جميعا[2] سواء
في نشوة تحسس الأوراق والأغلفة ومتعة البصر بالأشكال والحروف والخطوط مباشرة بعدما
عرضت عليهما بواسطة اللابتوب ما يعنيهما من مخطوطات مسيحية في خزانتي الخاصة .
وللحديث صلة بعد تمام العمل إن شاء الله
...
ع.خ , الإثنين، 10 آذار، 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق