الأربعاء، نوفمبر 06، 2013

أولويات الخطاب العاشورائي : دعوهم يأتون إلى الحسين فربما استنقذتهم آية من غواية



أولويات الخطاب العاشورائي


عناوين مداخلة الشيخ علي خازم في محور المضمون الفكري للمجالس الحسينية  - مؤتمر المجالس الحسينية وآفاق ‏الدور المنشود 1420 - 1999‏

أبرز ما ينبغي أن تختص به مقولات المحاضرين وخطباء المنبر الحسيني وتحديدا في المجالس العاشورائية من حيث ‏هي مجالس عامة تحضرها كل فئات المجتمع ويصل بعضها إلى غير المسلمين ‏ :

1 - ‏ الدعوة إلى تعزيز الإلتزام الديني بين أفراد المجتمع على اختلاف طوائفهم وأعمارهم والتأكيد على روايات الإمام ‏الصادق بخصوص الشباب وتفقههم في الدين.

2 - ‏ إحترام حضور غير المتدينين , أو لنقل عدم إهانة وتعيير "الفسقة" بل الإنطلاق والتأسيس على إيجابية حضورهم ‏المجلس كمظهر ديني - لا كعصبية - ودعوتهم وتشجيعهم لتطوير هذا المظهر.

3 - ‏ ثالثا أقترح على المحاضرين - إضافة إلى موضوعهم الخاص - التركيز على فكرتين ‏: ‏ أصالة الثقافة الإسلامية ‏ومفهوم الوحدة الإسلامية والوطنية.

4 - ‏ إقتصار خطيب المنبر الحسيني - حيث يوجد محاضر يسبقه - على ذكر المصيبة والإبكاء والاستفادة من سياق ‏مجلسه بحسب إختصاص الليلة لتركيز فكرة أو مفهوم واحد من المسائل العملية لا من المسائل النظرية.

5 - ‏ إحترام حضور الصغار في هذه المجالس عند الضرورة وترك تعنيف الأهل عليه فإن الصغار كانوا مع أهلهم في ‏نفس الواقعة من جهة وإن المحاضر أو الخطيب الذي لا يستطيع التركيز بوجودهم يحتاج إلى تأهيل من عدة جهات.
ملحق:

دعوهم يأتون إلى الحسين فربما استنقذتهم آية من غواية

لاحظت على الفايس بوك في اليومين الماضيين من إخوة وأخوات قسوة في التعاطي مع الخطاة بما يشبه التعيير بذنوبهم وأن حضورهم المجالس أو إحياء المناسبة بطريقة لا تعجبنا في الملبس أو الشكل غير المقبول لن تنفعهم .
يا أحبائي ! رفقا بالناس , دعوهم يأتون إلى الحسين فربما استنقذتهم آية يسمعونها من غواية , وربما انتفعوا من حالة يعيشونها فأخذتهم أبعد مما نظن نحن بأنفسنا خيرا.
ولاحظوا حب الله لخلقه وشدة رحمته لهم في قوله تعالى :
يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  - النساء - الآية - 26 
وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا  - النساء - الآية - 27 
يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا  - النساء - الآية - 28 
أو لستم تقبلون هذه الرواية رغم أنها مرسلة والتي تذكر ان أخته زينبا رأته يبكي في ساعة الوداع فقالت له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال (عليه السلام): أبكي لهؤلاء القوم إنهم يدخلون النار بسببي؟
وهل نسيتم أن الإمام الحسين صاحب المناسبة نفسه ظل حتى اللحظات الأخيرة يحاور أعداءه ويدعوهم ؟
هل نسيتم أن الحر الرياحي تحول إلى نصرة الحسين يوم العاشر هو ورفيقه واستشهدا بين يديه؟
"...عندما أخذ الحر يدنو من الحسين قال له المهاجر بن أوس: ما تريد يا ابن يزيد أتريد أن تحمل؟ فلم يجبه و أخذه مثل العرواء (الرعدة) ، فقال له المهاجر: ان أمرك لمريب! و ما رأيت منك في موقف قط مثل الذي أراه الآن؟ و لو قيل لي: من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك فما هذا الذي أرى منك؟
فقال الحر: اني والله أخيّر نفسي بين الجنّة و النار، و و الله لا أختار على الجنّة شيئاً و لو قطّعت و حرّقت، ثم ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين (عليه السلام) و يده على رأسه و هو يقول: أللهم إليك أنيب فتب عليّ فقد أرعبت قلوب أوليائك و أولاد بنت نبيّك، فلما دنا منهم قلب ترسه فقالوا: مستأمن، حتى إذا عرفوه سلّم على الحسين و قال: جعلني الله فداك يا ابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع و سايرتك في الطريق و جعجعت بك في هذا المكان! والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن القوم يردّون عليك ما عرضته عليهم أبداً، و والله لو ظننتهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك. و إني قد جئتك تائباً مما كان منّي إلى الله و مواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك. فهل ترى لي من توبة؟
قال (عليه السلام): «نعم! يتوب الله عليك و يغفر لك، فانزل».
قال: أنا لك فارساً خيرٌ منّي راجلاً، أقاتلهم على فرسي ساعة و إلى النزول يصير آخر أمري.
قال (عليه السلام): «فاصنع ـ يرحمك الله ـ مابدا لك»." .
_______________
وَ كَانَ مِنْ دُعَاء الإمام زين العابدين علي بن الحسين عَلَيْهِما السَّلَامُ إِذَا رَأَى مُبْتَلًى بِفَضِيحَةٍ بِذَنْبٍ :
" اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سِتْرِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ ، وَ مُعَافَاتِكَ بَعْدَ خُبْرِكَ ، فَكُلُّنَا قَدِ اقْتَرَفَ ‏الْعَائِبَةَ فَلَمْ تَشْهَرْهُ ، وَ ارْتَكَبَ الْفَاحِشَةَ فَلَمْ تَفْضَحْهُ ، وَ تَسَتَّرَ بِالْمَسَاوِئِ فَلَمْ تَدْلُلْ عَلَيْهِ . ‏كَمْ نَهْيٍ لَكَ قَدْ أَتَيْنَاهُ ، وَ أَمْرٍ قَدْ وَقَفْتَنَا عَلَيْهِ فَتَعَدَّيْنَاهُ ، وَ سَيِّئَةٍ اكْتَسَبْنَاهَا ، وَ خَطِيئَةٍ ‏ارْتَكَبْنَاهَا ، كُنْتَ الْمُطَّلِعَ عَلَيْهَا دُونَ النَّاظِرِينَ ، وَ الْقَادِرَ عَلَى إِعْلَانِهَا فَوْقَ الْقَادِرِينَ ، ‏كَانَتْ عَافِيَتُكَ لَنَا حِجَاباً دُونَ أَبْصَارِهِمْ ، وَ رَدْماً دُونَ أَسْمَاعِهِمْ  فَاجْعَلْ مَا سَتَرْتَ مِنَ ‏الْعَوْرَةِ ، وَ أَخْفَيْتَ مِنَ الدَّخِيلَةِ ، وَاعِظاً لَنَا ، وَ زَاجِراً عَنْ سُوءِ الْخُلُقِ ، وَ اقْتِرَافِ الْخَطِيئَةِ ، ‏وَ سَعْياً إِلَى التَّوْبَةِ الْمَاحِيَةِ ، وَ الطَّرِيقِ الْمَحْمُودَةِ  وَ قَرِّبِ الْوَقْتَ فِيهِ ، وَ لَا تَسُمْنَا الْغَفْلَةَ ‏عَنْكَ ، إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ ، وَ مِنَ الذُّنُوبِ تَائِبُونَ . وَ صَلِّ عَلَى خِيَرَتِكَ اللَّهُمَّ مِنْ خَلْقِكَ ‏مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ الصِّفْوَةِ مِنْ بَرِيَّتِكَ الطَّاهِرِينَ ، وَ اجْعَلْنَا لَهُمْ سَامِعِينَ وَ مُطِيعِينَ كَمَا أَمَرْتَ ." .
‏اللهم إنا نسألك حسن العاقبة والختام , الشيخ علي خازم , ‏الأربعاء‏، 06‏ تشرين الثاني‏، 2013 


 

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور