الأحد، مايو 27، 2018

عَشَرَة المغفرة

عَشَرَة المغفرة
في الخطبة المشهورة للنبي (ص) في استقبال شهر رمضان:"أيّها الناس إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم".
وفي رواية أخرى عنه (ص): ".. أوله رحمة ،وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار".( الكافي ج4 ص67).
ولا يفهم هذا التقسيم إلا أن يكون متعلقاً بأعشار ثلاثة لرجوع الضمير على الشهر بقوله (ص): " هو شهر أوله... أوسطه... آخره", أو أن يحتمل أن الثلاثة متعلقة بإظلال الشهر لقوله في أول هذه الخطبة : " أيها الناس قد أظلكم شهر" فيكون المراد يومه الأول ويتكرر لعموم الرحمة والمغفرة الشهر كلَّه كما في الخطبة الأولى من جهة إنعام المولى عز وجل وختمه بالعتق, ولا نفهم اختصاص العشر الأول بالرحمة معه دون غيرها منه إلا بملاحظة الآثار في العباد وبالتالي نفهم بنفس الطريقة اختصاص العشرة الثانية بالمغفرة والثالثة بالعتق من النار.
{وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آل عمران : 147]
{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم : 41]
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر : 10]
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} [نوح : 28]
ع.خ,‏السبت‏، 26‏ أيار‏، 2018

بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والفيلسوف سينيكا



بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والفيلسوف سينيكا
قرأت[1] منشورا على ما فيه من فائدة دفعني للتبسم فقد احتاج الفيلسوف سينيكا (4 ق.م احد مؤسسي الفلسفة الرواقية) في احدى رسائله الاخلاقية لعلاج القلق عند صديقه لوكيليوس إلى 210 كلمات, استحضرت في مقابله جملة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام  عبّر فيها عن المضمون نفسه  بنص لم يزد على 12 كلمة .
نصّ الفيلسوف سينيكا:
- "إن الأشياء التي تخيفنا أكثر من تلك التي لها القدرة على سحقنا، فنحن عادة ما نعاني في الخيال أكثر من الواقع".
- "ما أنصحك به هو ألا تكون تعيسا قبل حلول الأزمة؛ لأنه يمكن للأخطار التي يشحب لونك قبلها كما لو كان تهديدها واقعا ألا تصيبك؛ فهي بالتأكيد لم تأت بعد. وبالتالي، فإن بعض الأشياء تعذبنا أكثر مما ينبغي لها أن تعذبنا، وبعضها يعذبنا قبل أن يجب وبعضها يعذبنا في حين لا يجب أن يعذبنا على الإطلاق. إننا واقعون تحت وطأة عادة المبالغة في الأسى أو تخيله وتوقعه".
- "من المرجح أن تحل علينا بعض الأزمات، ولكنها ليست حقيقة واقعة الآن. فكم مرة حدث ما هو غير متوقع! وكم مر المتوقع دون حدوث! ورغم كونه مقرر الحدوث، فَلمَ تعاني من أجله مسبقا؟ سوف تعاني قريبا بالقدر الكافي عندما يصل. لذلك تطلع في هذا الوقت إلى الأمور الجيدة وما الذي ستحصل عليه من خلال القيام بذلك؟ إنه الوقت بلا شك. سيكون هناك العديد من الأحداث حينها وسوف تؤدي إلى تأجيل الأزمات الوشيكة أو حتى الموجودة حينها أو تنهيها. وقد يفتح الحريق الطريق للفرار أحيانا، وأحيانا يُرفع السيف لحظة وصوله عنق الضحية وينجو الرجال من الموت. وحتى سوء الحظ فإنه متقلب، فقد يأتي وربما لا، وهو حاليا ليس هنا، لذا تطلع إلى أمور أفضل".
- "الأحمق هو من يتأهب للحياة دائما".
نصّ الإمام علي عليه السلام:
" إِذَا هِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فِيهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ ".
ع.خ,‏السبت‏، 26‏ أيار‏، 2018




[1] عند الصديق علي شهاب 🇹https://www.t.me/alishehabhq


الثلاثاء، مايو 22، 2018

"علامة القراءة".. من ورق الورد وريشة الطاووس إلى صناعة فإبداع فني






"علامة القراءة"[1]..  من ورق الورد  وريشة الطاووس إلى صناعة فإبداع فني
الصناعة من المظاهر الثقافية المتقدمة للشعوب في كيفية حلها للمشاكل التي تواجهها، قد تبدأ الحلول على صورة بدائية بسيطة بالاستفادة من المحيط الطبيعي على أصله، لكن العبقرية تركّب من هذا المحيط آلة ويأتي الفنان ليبدع في تشكيل هذه الآلة فيعطيها صورة الكمال الذي يبقى إرثا ثقافيا يميز هذا الشعب وتلك الأمة.
"علامة القراءة" مثال على ذلك، وتطورها التاريخي في الحضارة الإسلامية من الاستفادة من الموجودات الطبيعية كما هي إلى الصناعة إلى الفن في الصناعة جعل منها علامة مميزة في تراث الإنسانية.
البداية
 احتاجَ المسلم إلى علامة يضعها في الكتاب – المصحف حيث يتوقف عن القراءة ليبدأ منها دون ان يهدر وقتا في تقليب الصفحات فماذا صنع؟
قادني إلى هذا السؤال محاولتي للكتابة عن عنصر من العناصر التي جمعتها في البحث الذي أهيئه لمعرض القرآن الكريم، وهذا العنصر هو "الفهرس" حيث وجدت إشارة إلى الموضوع في تصنيف ويكيبيديا "مصطلحات الكتب" بعنوان "فواصل الكتب"[2] ، وهو أيضا من مواضيع المعرض تحت تصنيف "متعلقات المصحف الشريف" ونموذجه عندي هو "ريشة النعام" التي رآها معظمنا في مصاحف آبائنا وأمهاتنا ورأيت في صورة لمصحف مخطوط  قديم ريشة طاووس طبيعية موضوعة على احدى صفحتيه ما يعني أن هذا الاستعمال قديم.
لم أجد حتى اللحظة بحثا عربيا مستقلا خاصا بالموضوع غير ما نشرته ويكيبيديا مختصرا وهو عبارة عن تعريف وتأريخ استعماله في الغرب فقط في القرون الوسطى مع إحالة الى كتابين انكليزيين في الموضوع.
لكنني وجدت في كتاب معجم مصطلحات المخطوط العربي[3] إشارة أولى انطلقت منها عبارة عن تعريف بسطر واحد لمصطلح "علامة القراءة" مع إحالة إلى كتاب تحدث عن مجموعة من العلامات هو "منهج البحث وتحقيق النصوص" ووجدت منه نسخة الكترونية لكنني لم أجد فيه شيئا عن موضوعنا .
ووجدت في المعجم  نفسه إشارة ثانية تحت مصطلح "الطِيبْ" بالقول " كان يجعل في المصاحف أو بين صحائفها"[4] مع إحالة إلى المُحْكَم في نقط المصاحف لأبي عمرو الداني فراجعته ولم أجد غير قوله " عَن مُجَاهِد انه كره التعشير وَالطّيب فِي الْمُصحف " لكنني وجدت نصا من كتاب المرحوم الشيخ صبحي الصالح مباحث في علوم القرآن يذكره حيث يقول: " ثم كان بين التابعين من كره حتى تطييب المصاحف بالطيب أو وضع أوراق الورد بين صحائفها"[5] فرجعت إليه بحثا عن مصدر لوضع أوراق الورد ووجدت أنه قد أحال القول في الحاشية (كما رووا عن مجاهد: "انظر المحكم 15") ويقصد كتاب المحكم في نقط المصاحف لأبي عمرو الداني[6] وقد علمت ان الداني لم يذكر أوراق الورد البتة فقلت لعل في حاشية الكتاب التحقيقية ما ينفع لكنني وللأسف وجدت أن المحقق في الحاشية قد قال بلا أي توثيق :" وذلك أنهم كانوا يطيبون المصاحف بالطيب، أو يضعون بين صحائفها أوراق الورد وغيره من الأزهار" ولو أنه ذكر لنا نصا عن الورد لكان ثمة احتمال أن لا يكون وضعه لمجرد التطييب بل للاستفادة منه في جعله علامة على موضع انتهاء القراءة.
وقد وجدت في كتاب منية المريد للشهيد الثاني[7] ذكر مصطلح "الرَدَّة" والنصيحة باستعمال ورقة لطيفة كعلامة على حيث وصل في القراءة في جملة نصائحه للتعامل مع الكتاب قال:" ولا يكثر وضع الرَدَّة (لسان الغلاف) في أثنائه (الكتاب) لئلا يسرع تكسرها" ثم أضاف:" ولا يطوي حاشية الورقة أو زاويتها، ولا يُعَلِّم بعود أو بشئ جاف، بل بورقة لطيفة ونحوها، وإذا ظفّر فلا يكبس ظفره قويا".
لجأت إلى صديقنا الباحث جوجل مرة ثانية وصغت عنوانا عبارة عن جملة "العلامة التي توضع لمعرفة أين انتهى القارئ" وجاءت مجموعة من النتائج منها استفتاء عن الحكمة من وضع ريشة الطاووس في المصحف وجواب فجّ ان لاحكمة فيها[8]، ولم أجد شيئا مفيدا آخر.
أثقلت وأطلت عليكم بهذه المقدمة؟ لا بأس سيستفيد منها من آمل أن يقوم أو تقوم بالبحث عن الموضوع وإيفائه حقه.
الخلاصة
بدلا من طي زاوية الورقة العلوية وما تحدثه الحاجة اليها مرات كثيرة من تخريب في جسم الكتاب لجأ قارئ ذكي إلى الطبيعة فاستعار منها ما وضعه حيث وقف في القراءة وردة إن ثبت ذلك أو ريشة طاووس كما هو ظاهر في صورة المصحف المخطوط مفتوحا على بداية سورة الفرقان في بيت القرآن بالمنامة ـ البحرين[9] .
أفترض أن اختيار ريشة الطاووس كان اختيارا لعلية القوم  وأن من هم دونهم لجأوا إلى خيارات أخرى منها ريش النعام. وأفترض أيضا أنّ حاذقا من صًنّاع التصحيف أو التسفير الذي يعرف اليوم بتجليد الكتب انتبه إلى حاجة الناس هذه ومع تطور صناعة التجليد صارت جزءا من الغلاف الخلفي يمتد الى الامام بقطعة مستطيلة تنتهي بمثلث يدخل في صفحات المصحف أو  الكتاب ويترك حيث ينتهي القارئ ويقال له الرَدَّة كما مرّ معنا أولسان الغلاف بتعبيرنا المعاصر.
وتحوّلت صنعة التجليد من مجرد صناعة تسد حاجة إلى فن راق يمكن ملاحظة نماذجه البديعة الرائعة في آثار صناع التجليد الايرانيين والترك، ولصناعة وفن وحرفة وتذهيب الأغلفة بحث آخر يأتي ان شاء الله.
ثم صارت علامة القراءة - توفيرا للكلفة العالية للجلود الطبيعية -  تأتي كشريط قماشي مخيط مع قماش كعب المصحف أو الكتاب وتجعل حيث شاء القارئ، ونظرا للسعي إلى مزيد من التوفير باعتماد طريقة تجليد لا تسمح بإضافة حتى هذا الشريط القماشي عادت الحاجة إلى مُرَبعّها الأول ولم يبق امام القارئ إلا العودة إلا ما يجده متاحا لجعله علامة، وهنا تفتق الذهن الإنساني عن حل جديد وهو عمل بطاقة مستقلة عن الكتاب صارت حديثا عملا فنيا أو دعائيا من الجلد أو القماش أو الكرتون يباع أو يهدى بل صارت صناعتها هواية يجري تعليم عمل نماذج منها من مكونات مختلفة[10] .
وأختم بالدعوة إلى البناء على هذا النص في اتجاهين الأول توثيقي وتأريخي يجعل صناعتنا على لوحة تاريخ هذا الفن وهي جزء منه، والثاني إيجاد متحف خاص بهذه العلامات أو جامع بينها وبين الأغلفة  ولا أقل من عمل كاتالوج صور يجمع ما تناثر منها  على صفحات الانترنت.
"حدا فاضي من الشباب والصبايا؟ أرونا همتكم كما فعلت الشقيقتان أسماء وإيمان أبو صبرة في غزة في مشروع "أرجوان"[11].
ع.خ،‏الثلاثاء‏، 22‏ أيار‏، 2018


[1] أو "فواصل الكتب" في المصطلح المعاصر وبالانكليزية : bookmark
[3]  صفحة  162 , معجم مصطلحات المخطوط العربي (قاموس كوديكولوجي)، أحمد شوقي بنبين ومصطفى طوبي, الطبعة الأولى فبراير 2003، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش.
[4] م.ن:صفحة 152 .
[5]  صفحة 95 -  مباحث في علوم القرآن للشيخ صبحي الصالح، دار العلم للملايين،الطبعة الرابعة والعشرون، كانون الثاني/ يناير 2000 .
[6] صفحة 15 - المحكم في نقط المصاحف لأبي عمرو الداني،تحقيق الدكتور عزت حسن. دار الفكر، بيروت ودمشق، الطبعة الثانية, 1997 .
[7] منية المريد في أدب المفيد والمستفيد تأليف الشيخ زين الدين بن علي العاملي قدس سره المعروف بالشهيد الثاني (911 - 965 ه‍) تحقيق رضا المختاري، ص (٣٤٥)
[11] المصدر السابق نفسه.

الخميس، مايو 17، 2018

فائدة رمضانية احرصوا على أدائها والاستفادة منها


فائدة رمضانية احرصوا على أدائها والاستفادة منها
جاء في خطبة النبي صلى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان: " وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم " بمعنى رفع اليدين وجعل باطن الكفين إلى جهة السماء والدعاء عند دخول كل وقت للصلاة وارتفاع الأذان (كحال القنوت) ، ويبيّن النبي صلّى الله عليه وآله فضل هذا العمل بقوله: " فإنّها أفضل الساعات ، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده ، يجيبهم إذا ناجوه ، ويلبيهم إذا نادوه ، ويعطيهم إذا سألوه ، ويستجيب لهم إذا دعوه ".
فهي خمس فرص يوميا بست فوائد طيلة الشهر المبارك فإذا التزمنا بها جاءت الجائزة المباشرة بأدائنا لفروض الصلاة في أول وقتها العمل الذي وصفه صلّى الله عليه وآله في موضع آخر من الخطبة بقوله: " ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور".
وهذه السُنّة وإن كانت مستحبة في كل الشهور الباقية إلا أنها تتأكد فيه لتخصيص النبي صلى الله عليه وآله لها بالذكر والتذكير في سياق جملة من الأعمال التي ذكرها في الخطبة وهي مطلوبة مطلقا أيضا, فعن أبي عبدالله ( الصادق عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " اغتنموا الدعاء عند أربع: عند قراءة القرآن، وعند الأذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة".
ونقل صاحب كتاب وسائل الشيعة في باب استحباب الدعاء عند سماع أذان الصبح والمغرب بالمأثور :
"  محمد بن علي بن الحسين قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : من قال حين يسمع أذان الصبح : اللهم إني أسألك باقبال نهارك وإدبار ليلك وحضور صلواتك وأصوات دعاتك أن تتوب علي ، إنك أنت التواب الرحيم ، وقال مثل ذلك ( حين يسمع ) أذان المغرب ثم مات من يومه أو ليلته مات تائباً ".
أقول وفي ضم الأدعية المختارة من نصوص آيات القرآن الكريم خصوصا سورة الفاتحة الجامعة لخير الدنيا والآخرة  ثواب مضاعف لقول النبي صلّى الله عليه وآله في نفس خطبة استقبال شهر رمضان : " ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور ".
ولنبدأ ولنختم بالصلاة على النبي وآله فقد قال عنها بخصوص هذا الشهر : " ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين".
صلّى الله عليك يا سيدي يا رسول الله وعلى آلك الطيبين الطاهرين.
ع.خ, ‏الأربعاء‏، 16‏ أيار‏، 2018


الأربعاء، مايو 09، 2018

القفل بالأرقام والحروف صناعة عربية إسلامية من 800 سنة


القفل بالأرقام والحروف صناعة عربية إسلامية من 800 سنة
إلى المهتمين والجامعيين في كليات الفيزياء والهندسة الميكانيكية والهيدروليكية والرسم الصناعي
رأيت صورة الصندوق التي ترون مع مفاتيحه الأربعة, ويظهر في المستطيل العلوي بالخط الكوفي غير المنقوط اسم صانعه[1] حيث جاء " عمل محمد بن حامد الأصطرلابي الاصفهاني في سنة سبع وتسعين وخمسماية هجرية (1200 أو 1201 ميلادية)[2] " مرفقة بشرح بالإنكليزية[3] فترجمته ما وسعني, ثم بحثت عن "العبقري الجزري" الذي ورد اسمه في النص الإنكليزي كباحث معاصر لصانع الصندوق وأقفاله الأربعة والذي كتب عن فكرة صنع القفل المعقد[4] مما جعل صاحب النص الانكليزي الشارح يعتبرالفكرة شائعة في ذلك الزمان فوجدت أنه " بديع الزمان أَبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزري الملقب بـ الجزري (1136-1206 ميلادية) عالم مسلم عربي يعتبر من أعظم المهندسين والميكانيكين والمخترعين في التاريخ"[5].
ثم بحثت عن عنوان الكتاب فوجدت أنه " كتاب الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل " وله في موقع أرشيف نسخة مخطوطة مزودة برسومات توضيحية[6] ملوّنة من 275 صفحة وتصفحتها بأسلوب القراءة السريعة فوجدته بعد عناء بسبب تداخل الصفحات (جراء خلط المصور للمخطوطة في ترتيب صفحاتها أو أن الخلط ناشئ أثناء تجليد النسخة نفسها) في الصفحة قبل الأخيرة 274 .
وقد وجدت في موقع المكتبة الوطنية الفرنسية نسخة خطية أوضح خطا لكنها فاقدة للرسومات[7] الخاصة بالفكرة, تتميز بتأريخ نسخها وذكر النسخ التي نقلت عنها وتواريخها مع إشارة إلى أن الرسوم من عمل المؤلف لكنها كما قلت مفقودة منها.
ووجدت نسخة ثالثة هيأتها مكتبة قطر الرقمية أحسن منهما[8]
وقد رأيت غلاف نسخة محققة منه أصدرها معهد التراث العلمي العربي في جامعة حلب سنة 1979 ولم أصل إلى نسخة منها.
وقد جاء في سبب وتاريخ تأليف الكتاب: "وقد كلفه بتصنيفه الملك ناصر الدين محمود بن محمد بن قرا أحد سلاطين بنى أرتق في ديار بكر، أيام الخليفة العباسي أبو العباس أحمد الناصر لدين الله سنة 1181 م. وقد أتم كتابته سنة (1206 م)، أي أن الكتاب كان نتيجة عمل دام خمسا وعشرين سنة من الدراسة والبحث".
أخيرا أعرف أن التفاعل مع هذا النوع من المنشورات يكون قليلا لكنني مصر على الاستمرار بها لهذه الفئة القليلة لأنها تستحق ولعل الله ينفع بها .
ع.خ, ‏الأربعاء‏، 09‏ أيار‏، 2018  



[1] ولم يظهر معي أن الصانع نفسه كتب بهذه الجودة أو أنه استعان بخطّاط ومزيّن, وهل أنه هوالمصمم والصانع في نفس الوقت؟.
[2] لأنه لم يذكر اليوم والشهر وأول شهر محرم تلك السنة يوافق شهر أكتوبر 1200 لتستمر شهور السنة الهجرية في سنة 1201 ميلادية
Fragment of a box with a combination lock, cast and hammered brass, inlaid with silver and copper
Iran, Isfahan?; 597 H = 1200-1201
H: 4.4; W: 23.5; D: 18.5 cm
This combination lock is the work of the astrolabe-maker Muhammad ibn Hamid al-Asturlabi al-Isfahani in 597 H. At around the same time, the mechanical genius al-Jazari described a similar lock in his Book of Ingenious Mechanical Devices. The combination lock must thus be common property, a scientific invention whose origins can be traced back to the Mediterranean cultures of Antiquity.
The four double dials, each of which can be set in 16 positions, allows for 4,294,967,296 combinations. When the right combination is entered, it releases the inner metal plate, which is attached both to an external handle and to the locking mechanism itself.
: " صندوق به قفل مدمج ، ونحاس أصفر مطروق ، مطعم بالفضة والنحاس. إيران ، أصفهان 597 ه = 1200-1201 .
هذا القفل المركّب هو عمل محمد بن حامد الإسطرلابي الأصفهاني في عام 597 هـ. وفي نفس التاريخ تقريباً ، وصف العبقري الجزري قفلا مماثلا في كتابه للأجهزة الميكانيكية الخلاقة. وبالتالي يجب أن تكون فكرة هذا القفل المركّب شائعة كاختراع علمي يمكن إرجاع أصوله إلى ثقافات العصور القديمة في البحر الأبيض المتوسط.
تسمح الأرقام الأربعة المزدوجة ، التي يمكن تعيين كل منها في 16 موضعًا ، بمجموعات تصل إلى 4،294،967،296 عندما يتم إدخال التركيبة الصحيحة ، فإنه يطلق اللوحة المعدنية الداخلية ، والتي تعلق على كل من مقبض خارجي وآلية القفل نفسها.".
[4] وهذا يدل على أنه مصمم صناعي ورسام أيضا وليس مجرد صاحب صنعة
[5] وجدت عنه وعن كتابه مقالات عديدة على النت لكنني لم أجد فيها شيئا عن فكرة قفل الصندوق هذه غير النص الإنكليزي الوارد في الحاشية رقم 3 , "ولد الجزري في منطقة جزيرة ابن عمر التي تقع اليوم في الأقاليم السورية الشمالية على نهر دجلة، ثم عمل كرئيس المهندسين في ديار بكر (آمد) شمال الجزيرة الفراتية. حظي الجزري برعاية حكام ديار بكر من بني أرتق، ودخل في خدمة ملوكهم لمدة خمس وعشرين سنة، وذلك ابتداء من سنة 570هـ/1174م، فأصبح كبير مهندسي الميكانيكا في البلاط. صمم الجزري آلات كثيرة ذات أهمية كبيرة كثير منها لم يكن معروفا في أي مكان في العالم من قبل. من آلاته: آلات رفع الماء وساعات مائية ذات نظام تنبيه ذاتي وصمامات تحويل وأنظمة تحكم ذاتي وكثير غيرها شرحها في مؤلفه الرائع المزود برسومات توضيحية الذي أسماه "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل".


الخميس، مايو 03، 2018

هدية بمناسبة الخامس عشر من شعبان

 

















هدية بمناسبة الخامس عشر من شعبان
نسخة المصحف الشريف بخط دقيق (معروف باسم خط الغبار) ترك الناسخ فراغات شكَّل فيها دعاء وتوسُّلا بأهل البيت صلوات الله عليهم بأبيات شعرية وذِكْر "ناد علياً" ليكون المجموع حرزا يحمل للوقاية.
المخطوط من إيران القرن الثامن عشر الميلادي ومحفوظ في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس وقد نزَّلتُه وحَوّلتُه من (pdf  )   إلى ( jpg ) ورقّمتُ الصور لأقدّمه لكم هدية في هذا اليوم العظيم.
اذكروني بدعاء.
ع.خ,‏الأربعاء‏، 02‏ أيار‏، 2018

ألبوم الصور