‏إظهار الرسائل ذات التسميات حكايات وأحكام 1435. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حكايات وأحكام 1435. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، يوليو 16، 2014

10 - اليتيم ومعاني كفالته في شهر رمضان



10 - اليتيم ومعاني كفالته في شهر رمضان

"وتحننّوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم" ... " ومَن أكرم فيهِ يتيماً أكرمه الله يَوم يلقاه".
اليتيم هو الفرد من كل شيء. يقال : بيت يتيم ، وبلد يتيم. ومن الناس الصغير الذي فقد أباه لأنه فقد الكفيل ومن البهائم من فقد أمه حيث تكون هي الكفيلة ,
اما من ماتت أمه من الناس فهو عجيم , وإن مات كلاهما فهو لطيم .
 وذكر في فقه اللغة أن أصل اليتم الغفلة ، وبه سمي اليتيم يتيماً لان الناس تتغافل عن بره, وقيل هو الإِبطاء ، ومنه سمي اليتيم لأن البر يبطىء عنه.
وفي الخطبة تعرَّض النبي صلَّى الله عليه وآله لليتيم في موضعين غير متتابعين كما نقلتها أول الكلام فإذا أضفنا ما ذكره فيها عن الصغار " وارحموا صغاركُم" صار التكليف الخاص باليتيم (الصغير) في شهر رمضان جامعا لثلاثة عناوين هي : الرحمة والتحنن والإكرام فبالرحمة لليتيم تلين قلوب الصائمين التي لم يلينها الصيام بعد , وبالتحنن عليه يضمن الصائم من يتحنن على أيتامه على نحو العلِّية , ومن أكرمه في الدنيا بمعنى جَعْل اليتيم يشعر بأنه محفوظ الكرامة مقابل ما قد يشعر به من ذُل الحاجة بغياب الكفيل استحق (الصائم) وعد الله بإكرامه في الآخرة ورفعه عن مقام الذلة .
مما ينبغي الإلتفات إليه هنا أن النبي صلَّى الله عليه وآله لم يربط بين وصف "اليتيم" في الخطبة وبين الصدقة المالية أو العينية ليس لأنه قد لا يكون محتاجا إليها بل لأن الجامع بين اليتيم الغني واليتيم الفقير هو حاجتهما معا إلى العناوين الثلاثة التي ربطها باليتيم الصغير , والجامع بين هذه العناوين هو الكفالة .
إن رسول الله هنا مضافا إلى كونه مبلغا عن الله في ثواب الأعمال التي أمر بها فهو اليتيم الذي عاش معنى الكفالة مع جده وعمه حيث ربّياه وأنفقا عليه وقاما بأمره و تعهّداه برعايتهما .
 وهكذا نفهم معنى جديدا لقوله صلَّى الله عليه وآله : " انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى " وهو أن كل كافل لكل يتيم كأنه شريك في كفالة نفس النبي إبان يتمه.
ع.خ,‏الخميس‏، 10‏ تموز‏، 2014 

الأربعاء، يوليو 09، 2014

9 - صيام أعضاء الجسد

9 - صيام أعضاء الجسد
جاء في الخطبة: " واحفظوا ألسنتكم وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليهِ أبصاركم وعمّا لا يحل الاستماع إليه أسماعكم ".
تتوجه الاحكام الشرعية الى الانسان المكلَّف، والانسان امام التكليف هو مجموع الجسد وقواه، وعلى هذا فان الحكم بوجوب صوم شهر رمضان يقتضي التزام كامل الجسد بما يتعلَّق بكل عضو منه ليتحقّق كمال الصوم. واذا كان الصوم هو الامتناع امتثالاً وقربة الى الله فهل يمكن الكلام عن صوم لجوارح الانسان خارج المفطرات المعروفة تبعاً لارتباط وتعلق ارادة الانسان بجسده؟
وهل يمكن الكلام عن الجوارح مستقلة عن الانسان؟، أو عن صوم من نوع اخر نحترز به عن النار؟
على صعيد هذه الدنيا، وفي ما يبدو لنا وجوداً ظاهراً يصعب الكلام عن استقلال للجسد عن نفس الانسان، لكن لو دققنا قليلاً لوجدنا ان ذلك ممكن ودليله ادراك المعتاد او المدمن على أمر من الأمور وصول جسده الى حالة الاحتياج المادي الى المادة المدمن عليها، فلو أراد الامتناع عنها فجأة تداعت اعضاؤه الجسدية في طلبها بحيث تحرك ارادته في طلب الحصول عليها لاشباع حاجته الجسدية لها.
نعم قد يقال إنَّ هذا نوع اكراه مادي ونفس الانسان هي المسؤولة نهاية الأمر عن تنظيم الحركة في الطلب لما يشبع الرغبة، ها هنا تظهر الصعوبة في اثبات استقلالية اعضاء الجسد في ارادة شيء أو فعل أو احساس، لكنَّ الاخرة تثبت لنا أنَّ هذه الأعضاء كانت تملك استقلالية بنحو ما. قد لا نثبت لاعضائنا استقلالية كاملة في هذه الدنيا بمعنى كونها عاقلة مقابل نفس الانسان العاقلة المسؤولة، لكنَّها عاقلة بمعنى اخر هو قابلية الحفظ والاداء للشهادة في الاخرة كما جاء في القران الكريم.
ولذلك كان من دعاء الامام زين العابدين عليه السلام إذا دخل شهر رمضان :
".. واعنّا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك حتى لا نصغي باسماعنا الى لغو، ولا نسرع بابصارنا الى لهو، وحتى لا نبسط ايدينا الى محظور، ولا نخطو باقدامنا الى محجوز". آمين رب العالمين.
ع.خ,الأربعاء، 09 تموز، 2014

اللوحة إنـتاج فـريـق أراسـيـل
صورة: ‏9 - صيام أعضاء الجسد 
جاء في الخطبة: " واحفظوا ألسنتكم وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليهِ أبصاركم وعمّا لا يحل الاستماع إليه أسماعكم ".
تتوجه الاحكام الشرعية الى الانسان المكلَّف، والانسان امام التكليف هو مجموع الجسد وقواه، وعلى هذا فان الحكم بوجوب صوم شهر رمضان يقتضي التزام كامل الجسد بما يتعلَّق بكل عضو منه ليتحقّق كمال الصوم. واذا كان الصوم هو الامتناع امتثالاً وقربة الى الله فهل يمكن الكلام عن صوم لجوارح الانسان خارج المفطرات المعروفة تبعاً لارتباط وتعلق ارادة الانسان بجسده؟ 
وهل يمكن الكلام عن الجوارح مستقلة عن الانسان؟، أو عن صوم من نوع اخر نحترز به عن النار؟ 
على صعيد هذه الدنيا، وفي ما يبدو لنا وجوداً ظاهراً يصعب الكلام عن استقلال للجسد عن نفس الانسان، لكن لو دققنا قليلاً لوجدنا ان ذلك ممكن ودليله ادراك المعتاد او المدمن على أمر من الأمور وصول جسده الى حالة الاحتياج المادي الى المادة المدمن عليها، فلو أراد الامتناع عنها فجأة تداعت اعضاؤه الجسدية في طلبها بحيث تحرك ارادته في طلب الحصول عليها لاشباع حاجته الجسدية لها. 
نعم قد يقال إنَّ هذا نوع اكراه مادي ونفس الانسان هي المسؤولة نهاية الأمر عن تنظيم الحركة في الطلب لما يشبع الرغبة، ها هنا تظهر الصعوبة في اثبات استقلالية اعضاء الجسد في ارادة شيء أو فعل أو احساس، لكنَّ الاخرة تثبت لنا أنَّ هذه الأعضاء كانت تملك استقلالية بنحو ما. قد لا نثبت لاعضائنا استقلالية كاملة في هذه الدنيا بمعنى كونها عاقلة مقابل نفس الانسان العاقلة المسؤولة، لكنَّها عاقلة بمعنى اخر هو قابلية الحفظ والاداء للشهادة في الاخرة كما جاء في القران الكريم. 
ولذلك كان من دعاء الامام زين العابدين عليه السلام إذا دخل شهر رمضان :
 ".. واعنّا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك حتى لا نصغي باسماعنا الى لغو، ولا نسرع بابصارنا الى لهو، وحتى لا نبسط ايدينا الى محظور، ولا نخطو باقدامنا الى محجوز". آمين رب العالمين.
ع.خ,الأربعاء، 09 تموز، 2014 

اللوحة إنـتاج فـريـق أراسـيـل‏

8 - الكبار والصغار والأرحام

8 - الكبار والصغار والأرحام
عودة لاستكمال السير مع خطبة النبي صلى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان
جاء في الخطبة "ووقرّوا كباركُم , وارحموا صغاركُم , وصلوا أرحامكم".
هي أمور مطلوبة كل السنة وبإيرادها كغيرها مما جاء في الخطبة في عداد المأمور بها في شهر رمضان تظهر لها خصوصية في إيقاعها في هذا الإطار الزمني .
فمضافا إلى نية القربى إلى الله بها كأنها هنا تكفر عن كل تقصير فيها خلال العام من جهة أو أنها تقع في أكمل صورها مع جلاء الروح بأثر تخلصها من البطر الناشئ عن طغيان الأكل والشرب وسائر المفطرات المادية على الجسد فتصير النظرة إلى أصناف من المتعلقين بأحدنا (الكبير والصغير وذي الرحم) من الموقع الذي أوقفنا عليه صلَّى الله عليه وآله (التوقير والرحمة والصلة) طبيعية لا تكلُّف فيها.
وهي معان وقيم تتجسد في سلوك عملي فمن توقير الكبير تقديمه في كل شئ والصبر معه في غضبه وسخطه , ومن الرحمة للصغير أن نترفع عن جعله خصما إذا أساء بل نصلح حاله بالعمل المحبب , ومن أفضل صلة الرحم تفقد من قطعك منهم .
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم .
قال
أبو جعفر ( الباقر عليه السلام ) : صلة الأرحام تزكي الأعمال ، وتدفع البلوى ، وتنمي الأموال ، وتنسئ له في عمره ، وتوسع في رزقه ، وتحبب في أهل بيته ، فليتق الله وليصل رحمه .
وقال أبو عبد الله ( الصادق عليه السلام ) : ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا .
وقال عليه السلام : عظموا كباركم وصلوا أرحامكم ، وليس تصلونهم بشئ أفضل من كف الأذى عنهم .
وكان من دعاء الإمام زين العابدين في سحر ليالي شهر رمضان : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، وتابع بيننا وبينهم بالخيرات .
اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا ، ذكرنا وأنثانا ، صغيرنا وكبيرنا ، حرنا ومملوكنا ، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا ، وخسروا خسرانا مبينا .
ع.خ,الإثنين، 07 تموز، 2014
صورة: ‏8 - الكبار والصغار والأرحام
 عودة لاستكمال السير مع خطبة النبي صلى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان 
جاء في الخطبة "ووقرّوا كباركُم , وارحموا صغاركُم , وصلوا أرحامكم".
هي أمور مطلوبة كل السنة وبإيرادها كغيرها مما جاء في الخطبة في عداد المأمور بها في شهر رمضان تظهر لها خصوصية في إيقاعها في هذا الإطار الزمني .
فمضافا إلى نية القربى إلى الله بها كأنها هنا تكفر عن كل تقصير فيها خلال العام من جهة أو أنها تقع في أكمل صورها مع جلاء الروح بأثر تخلصها من البطر الناشئ عن طغيان الأكل والشرب وسائر المفطرات المادية على الجسد فتصير النظرة إلى أصناف من المتعلقين بأحدنا (الكبير والصغير وذي الرحم) من الموقع الذي أوقفنا عليه صلَّى الله عليه وآله (التوقير والرحمة والصلة) طبيعية لا تكلُّف فيها.
وهي معان وقيم تتجسد في سلوك عملي  فمن توقير الكبير تقديمه في كل شئ والصبر معه في غضبه وسخطه , ومن الرحمة للصغير أن نترفع عن جعله خصما إذا أساء بل نصلح حاله بالعمل المحبب , ومن أفضل صلة الرحم تفقد من قطعك منهم .
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم .
قال
أبو جعفر ( الباقر عليه السلام ) : صلة الأرحام تزكي الأعمال ، وتدفع البلوى ، وتنمي الأموال ، وتنسئ له في عمره ، وتوسع في رزقه ، وتحبب في أهل بيته ، فليتق الله وليصل رحمه .
وقال أبو عبد الله ( الصادق عليه السلام ) : ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا .
وقال عليه السلام : عظموا كباركم وصلوا أرحامكم ، وليس تصلونهم بشئ أفضل من كف الأذى عنهم .
وكان من دعاء الإمام زين العابدين في سحر ليالي شهر رمضان : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، وتابع بيننا وبينهم بالخيرات .
اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا ، ذكرنا وأنثانا ، صغيرنا وكبيرنا ، حرنا ومملوكنا ، كذب العادلون  بالله وضلوا ضلالا بعيدا ، وخسروا خسرانا مبينا .
ع.خ,الإثنين، 07 تموز، 2014‏

7 - الصدقة على "كم" مباشرة وليس على "دوت كم"


7 - الصدقة على "كم" مباشرة وليس على "دوت كم"
جاء في الخطبة النبوية "وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم" .
ملفتة جدا نسبة الفقراء والمساكين إلى المخاطبين "كم", إن تمييز الفقراء والمساكين عن باقي الناس تشمل تصنيفات أخرى كالأيتام والعجزة كبار السن أو ذوي الإحتياجات الخاصة والأرامل والمطلقات والعاطلين عن العمل وغيرهم لكن المدار في استحقاق الصدقة هما الفقر والمسكنة لا مطلق العناوين السابقة فقد يكون أصحابها في حال الكفاية المالية بل قد يكون بعضهم أغنياء .
وبعد , فإن من هؤلاء المستحقين من هم أولى من غيرهم بصدقتكم وهم المنتسبون إليكم : أرحامكم , أصدقاؤكم , جيرانكم , عمالكم , زملاء عملكم , مواطنيكم , وهكذا كل من صحت إضافة "كم" إليه من أصناف الفقراء والمساكين فهل تعرفونهم؟
إن "فيكم" الكثير ممن تحسبونهم أغنياء من التعفف ولا ينكشف حالهم إلا بالإهتمام الخاص والمتابعة لشؤونهم وهنا تظهر أهمية القيمة المعنوية في الصدقة القائمة على تحري أحوال كل من يتعلق بنا , إنها صدقة قائمة على المعرفة والإهتمام وهما بنفسيهما من أدوات الكمال في تزكية أنفسنا إسلاما وإيمانا من جهة ما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع ، وقوله : وما من أهل قرية يبيت فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة " وهي من أدوات الكمال في القيام بالصدقة لاستحقاق آثارها من جهة أخرى .
ع.خ,السبت، 05 تموز، 2014


صورة: ‏7 - الصدقة على "كم" مباشرة وليس على "دوت كم" 
جاء في الخطبة النبوية "وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم" .
ملفتة جدا نسبة الفقراء والمساكين إلى المخاطبين "كم", إن تمييز الفقراء والمساكين عن باقي الناس تشمل تصنيفات أخرى كالأيتام والعجزة كبار السن أو ذوي الإحتياجات الخاصة والأرامل والمطلقات والعاطلين عن العمل وغيرهم لكن المدار في استحقاق الصدقة هما الفقر والمسكنة لا مطلق العناوين السابقة فقد يكون أصحابها في حال الكفاية المالية بل قد يكون بعضهم أغنياء .
وبعد , فإن من هؤلاء المستحقين من هم أولى من غيرهم بصدقتكم وهم المنتسبون إليكم : أرحامكم , أصدقاؤكم , جيرانكم , عمالكم , زملاء عملكم , مواطنيكم , وهكذا كل من صحت إضافة "كم" إليه من أصناف الفقراء والمساكين فهل تعرفونهم؟
إن "فيكم" الكثير ممن تحسبونهم أغنياء من التعفف ولا ينكشف حالهم إلا بالإهتمام الخاص والمتابعة لشؤونهم وهنا تظهر أهمية القيمة المعنوية في الصدقة القائمة على تحري أحوال كل من يتعلق بنا , إنها صدقة قائمة على المعرفة والإهتمام وهما بنفسيهما من أدوات الكمال في تزكية أنفسنا إسلاما وإيمانا من جهة ما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع ، وقوله : وما من أهل قرية يبيت فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة " وهي من أدوات الكمال في القيام بالصدقة لاستحقاق آثارها من جهة أخرى .
ع.خ,السبت، 05 تموز، 2014‏

6 - ما معنى الذكر والجوع والعطش يوم القيامة للموتى الناهضين من تراب الأرض والزمان لم يعد "الدنيا"؟

6 - ما معنى الذكر والجوع والعطش يوم القيامة للموتى الناهضين من تراب الأرض والزمان لم يعد "الدنيا"؟
في خطبة النبي صلى الله عليه وآله:" واذكروا بجوعكم وعطشكم فيهِ جوع يَوم القيامة وعطشه".
هل المقصود الذكر مقابل الغفلة أم مقابل النسيان وما معنى أن يذكر الإنسان بواقعه أمرا مستقبليا والأصل أن يذكر به ماضيا. ثم ما معنى الإحساس بالجوع والعطش يوم القيامة والله يقول " لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ - عبس - الآية - 37 " والكلام عن الطعام والشراب في القرآن الكريم ورد في مآل العباد جنة أو نارا أما في خصوص يوم القيامة نفسه فلم أجد كلاما عنهما فيه ولا يقال عن ما ورد في سورة الغاشية أنها عنهما لأن الأصح أن المراد بالغاشية هو النار ..
والوجه الذي اهتديت إليه في ذلك أن المعاد لما كان جسمانيا فإن الطبيعة تقتضيهما (الجوع والعطش) ولا تعارض مع الآية بل يمكن القول إنها تؤكده فإنهما مما يشغل الإنسان مع طول ذلك اليوم . وقد جاء في الحديث "يا أبا جحيفة أخفض جشاءك ، فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة" و" انّ المؤمن إذا صام شهر رمضان احتسابا يوجب اللَّه به سبع خصال : يذوب الحرام من جسده ، ويقرب من رحمة ربّه ، ويكفّر خطيئة أبيه آدم عليه السّلام ، ويهوّن اللَّه عليه سكرات الموت ، ويأمن جوع يوم القيامة وعطشه ، ويعطيه اللَّه البراءة من النار ، ويطعمه من طيّبات الجنّة ".
ومن هذا الباب بحث الفقهاء في أن المفطر هو الأكل والشرب بما هما دافعان للجوع والعطش أو مطلق الإيصال إلى الجوف ولو من غير الحلق وحتى لو كانا غير مغذيين .
وعليه يكون المراد بقوله صلَّى الله عليه وآله "واذكروا" لا تغفلوا عن الإرتفاع بمعاني الجوع والعطش عن جاري العادة واجعلوها ذكرى ليوم القيامة والوقوف فيه وبذلك يكون المعاد شاخصا تراعى أعمالنا معه كما قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام "طوبى لمن ذكر المعاد، فاستكثر من الزّاد".
ع.خ,الجمعة، 04 تموز، 2014
صورة: ‏6 - ما معنى الذكر والجوع والعطش يوم القيامة للموتى الناهضين من تراب الأرض والزمان لم يعد "الدنيا"؟
في خطبة النبي صلى الله عليه وآله:" واذكروا بجوعكم وعطشكم فيهِ جوع يَوم القيامة وعطشه".
هل المقصود الذكر مقابل الغفلة أم مقابل النسيان وما معنى أن يذكر الإنسان بواقعه أمرا مستقبليا والأصل أن يذكر به ماضيا. ثم ما معنى الإحساس بالجوع والعطش يوم القيامة والله يقول " لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ - عبس - الآية - 37 " والكلام عن الطعام والشراب في القرآن الكريم ورد في مآل العباد جنة أو نارا أما في خصوص يوم القيامة نفسه فلم أجد كلاما عنهما فيه ولا يقال عن ما ورد في سورة الغاشية أنها عنهما لأن الأصح أن المراد بالغاشية هو النار ..
والوجه الذي اهتديت إليه في ذلك أن المعاد لما كان جسمانيا فإن الطبيعة تقتضيهما (الجوع والعطش) ولا تعارض مع الآية بل يمكن القول إنها تؤكده فإنهما مما يشغل الإنسان مع طول ذلك اليوم . وقد جاء في الحديث "يا أبا جحيفة أخفض جشاءك ، فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة" و" انّ المؤمن إذا صام شهر رمضان احتسابا يوجب اللَّه به سبع خصال : يذوب الحرام من جسده ، ويقرب من رحمة ربّه ، ويكفّر خطيئة أبيه آدم عليه السّلام ، ويهوّن اللَّه عليه سكرات الموت ، ويأمن جوع يوم القيامة وعطشه ، ويعطيه اللَّه البراءة من النار ، ويطعمه من طيّبات الجنّة ".
ومن هذا الباب بحث الفقهاء في أن المفطر هو الأكل والشرب بما هما دافعان للجوع والعطش أو مطلق الإيصال إلى الجوف ولو من غير الحلق وحتى لو كانا غير مغذيين .
وعليه يكون المراد بقوله صلَّى الله عليه وآله "واذكروا" لا تغفلوا عن الإرتفاع بمعاني الجوع والعطش عن جاري العادة واجعلوها ذكرى ليوم القيامة والوقوف فيه وبذلك يكون المعاد شاخصا تراعى أعمالنا معه كما قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام "طوبى لمن ذكر المعاد، فاستكثر من الزّاد".
ع.خ,الجمعة، 04 تموز، 2014‏

5 - البعيد بعيد عن النبي والجنة

5 - البعيد بعيد عن النبي والجنة
إن عدم الغفران على كون الغفران هدية عامة في شهر رمضان يجعل قوله صلى الله عليه وآله "فأبعده الله" جملة خبرية كالقول فقد أبعده الله لسبب لا يستحق معه هذه الهدية.
ويصحح هذا المعنى عرض مطلق إدراك الشهر على خصوص إدراك الوالدين أو ذكر النبي فإن ترك تحصيل رضا الوالدين وترك الصلاة على النبي أخرجا من عموم المغفرة كسببين .
ويندفع احتمال كونها جملة دعائية بأن الكمال في الخلق النبوي لا نعرف منه إلا حرصه على استنقاذ الناس من النار لا الدعاء عليهم بها حتى عوتب بقوله تعالى : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ - الزمر - الآية - 19 .
ويكون المبهم في البعد واقعا تعبير عن الإبتعاد عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الإجتماع به في الجنة .
ويؤكد هذا المعنى ما ورد عنه صلَّى الله عليه وآله: " من ذكرت عنده فنسي الصلاة علي خطئ به طريق الجنة " , وعن أبي عبد اللَّه (الإمام الصادق )عليه السّلام قال « إذا صلَّى أحدكم ولم يذكر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في صلاته يسلك بصلاته غير سبيل الجنة ".
فهل أبعد من الشقي عن النبي إلا المسافة بين النار والجنة ؟
ولذلك أكَّد في موضع آخر من خطبته صلى الله عليه وآله على إلفات الناس إلى ذكر الإستغفار بقوله : " أيها الناس ان أنفسكم مرهونة باعمالكم ففكوها باستغفاركم"
ع.خ, الخميس، 03 تموز، 2014
صورة: ‏5 - البعيد بعيد عن النبي والجنة
إن عدم الغفران على كون الغفران هدية عامة في شهر رمضان يجعل قوله صلى الله عليه وآله "فأبعده الله" جملة خبرية كالقول فقد أبعده الله لسبب لا يستحق معه هذه الهدية.
ويصحح هذا المعنى عرض مطلق إدراك الشهر على خصوص إدراك الوالدين أو ذكر النبي فإن ترك تحصيل رضا الوالدين وترك الصلاة على النبي أخرجا من عموم المغفرة كسببين .
ويندفع احتمال كونها جملة دعائية  بأن الكمال في الخلق النبوي لا نعرف منه إلا حرصه على استنقاذ الناس من النار لا الدعاء عليهم بها حتى عوتب بقوله تعالى : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ  - الزمر - الآية - 19 .
ويكون المبهم في البعد واقعا تعبير عن الإبتعاد عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الإجتماع به في الجنة . 
ويؤكد هذا المعنى ما ورد عنه صلَّى الله عليه وآله: " من ذكرت عنده فنسي الصلاة علي خطئ به طريق الجنة " , وعن أبي عبد اللَّه (الإمام الصادق )عليه السّلام قال « إذا صلَّى أحدكم ولم يذكر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في صلاته يسلك بصلاته غير سبيل الجنة ".
فهل أبعد من الشقي عن النبي إلا المسافة بين النار والجنة ؟
ولذلك أكَّد في موضع آخر من خطبته صلى الله عليه وآله على إلفات الناس إلى ذكر الإستغفار بقوله : "  أيها الناس ان أنفسكم مرهونة باعمالكم ففكوها باستغفاركم"
 ع.خ, الخميس، 03 تموز، 2014‏

4 - "روح يا بعيد !! ألله لا كان جابك"

4 - "روح يا بعيد !! ألله لا كان جابك"
"لِبْعيد" المقصود قد يكون قريبا واختار البعد فإن لغتنا الشعبية التي هضمت الكثير من الفصحى وأعادت إنتاجها خصوصا ما ارتبط بالثقافة الدينية استعملتها في نفس السياق الذي أتت به في النص الديني .
« لمَّا حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان قال رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم لبلال ناد في الناس فجمع الناس , ثم صعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إن هذا الشهر قد خصكم اللَّه به وحضركم وهو سيد الشهور وليلة فيه خير من ألف شهر يغلق فيه أبواب النار ويفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه ولم يغفر له فأبعده اللَّه تعالى ومن أدرك والديه ولم يغفر له فأبعده اللَّه تعالى ومن ذكرت عنده ولم يصل على فلم يغفر اللَّه له فأبعده اللَّه » .
وفي الخطبة المروية بسندها إلى الإمام الرضا عليه السلام قال رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم : "الشقّيُ مَن حُرِمَ غفران الله في هذا الشّهر العَظيم".
المشترك بين الخطبتين في موردنا هو كون الشهر وعاء زمنيا خاصا للغفران الإلهي العام لكل من حضر الشهر بمجرد الحضور : الغني والفقير , الكريم والوضيع , الكبير والشاب ,وتقريبه العفو العام الذي تصدره الدول في مناسبات خاصة عن جرائم معيَّنة. وثمة مناسبة أخرى لهذا العفو العام لكنها مرتبطة بالإستطاعة للحج قال الصادق عليه السلام : " من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل ، إلاَّ أن يشهدَ عَرَفَة ".
أعطانا رسول الله ثلاث أدوات توجب المغفرة للذنوب (إدراك الشهر,إدراك الوالدين,ذكر النبي والصلاة عليه) فهي إما أن تكون مُقَرِّبَة أو مُبَعِّدَة عن مُبْهَمٍ لم يُعَيِّنْه "فأبعده الله" يعني جعله بعيدا لكن عن ماذا هنا السؤال..
هل الجملة خبرية تقريرية أم دعاء بالإبعاد ؟ الفاء قد تساعدنا في الحل والإستعمال في موارد أخرى كذلك قد يساعد . .. يتبع
ع.خ ,الأربعاء، 02 تموز، 2014
صورة: ‏4 - "روح يا بعيد !! ألله لا كان جابك"
"لِبْعيد" المقصود قد يكون قريبا واختار البعد فإن لغتنا الشعبية التي هضمت الكثير من الفصحى وأعادت إنتاجها خصوصا ما ارتبط بالثقافة الدينية استعملتها في نفس السياق الذي أتت به في النص الديني .
« لمَّا حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان قال رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم لبلال ناد في الناس فجمع الناس , ثم صعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إن هذا الشهر قد خصكم اللَّه به وحضركم وهو سيد الشهور وليلة فيه خير من ألف شهر يغلق فيه أبواب النار ويفتح فيه أبواب الجنان فمن أدركه ولم يغفر له فأبعده اللَّه تعالى ومن أدرك والديه ولم يغفر له فأبعده اللَّه تعالى ومن ذكرت عنده ولم يصل على فلم يغفر اللَّه له فأبعده اللَّه » .
وفي الخطبة المروية بسندها إلى  الإمام الرضا عليه السلام قال رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم :  "الشقّيُ مَن حُرِمَ غفران الله في هذا الشّهر العَظيم".
المشترك بين الخطبتين في موردنا هو كون الشهر وعاء زمنيا خاصا للغفران الإلهي العام لكل من حضر الشهر بمجرد الحضور : الغني والفقير , الكريم والوضيع , الكبير والشاب ,وتقريبه العفو العام الذي تصدره الدول في مناسبات خاصة عن جرائم معيَّنة. وثمة مناسبة أخرى لهذا العفو العام لكنها مرتبطة بالإستطاعة للحج قال الصادق عليه السلام :  " من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل ، إلاَّ أن يشهدَ عَرَفَة ".
أعطانا رسول الله ثلاث أدوات توجب المغفرة للذنوب (إدراك الشهر,إدراك الوالدين,ذكر النبي والصلاة عليه) فهي إما أن تكون مُقَرِّبَة أو مُبَعِّدَة عن مُبْهَمٍ لم يُعَيِّنْه "فأبعده الله" يعني جعله بعيدا لكن عن ماذا هنا السؤال..
هل الجملة خبرية تقريرية أم دعاء بالإبعاد ؟ الفاء قد تساعدنا في الحل والإستعمال في موارد أخرى كذلك قد يساعد . .. يتبع
ع.خ ,الأربعاء، 02 تموز، 2014‏

الأربعاء، يوليو 02، 2014

3 - الشغلة بدها توفيق .. ألله يوفقك

3 - الشغلة بدها توفيق .. ألله يوفقك
أيضا في لغتنا الشعبية نجد الوِفْق والوفاق والتوفيق والدعاء بالتوفيق : "ألله يوَفِق تنَّفق" وهي بمعاني المواءمة وإصلاح الأمور والتسديد لنجاح العمل. فلماذا يُطلب التوفيق والإنسان يملك غالبا كل المطلوب للقيام بالعمل ناجحا؟
حيث كان المطلوب بحسب ما مر من خطبة النبي صلَّى الله عليه وآله هو التوفيق للصيام والتلاوة لاحظ معي أن التوفيق المطلوب هو ما يقابل الخذلان مما يعني أنه التسديد لا المواءمة ولا الإصلاح .
وكما كانت الحاجة إلى صدق النية في القلب الطاهر , يتبين معنى الحاجة للتوفيق في القيام بالعمل في ما يلي :
في الرواية أن رجلاً سأل الإمام الكاظم عليه السلام : أليس أنا مستطيع لما كُلفت؟ قال عليه السلام : ما الاستطاعة عندك؟
قال : القوة على العمل.
قال عليه السلام : قد أعطيت القوة إن أعطيت المعونة.
قال الرجل: فما المعونة؟
قال عليه السلام : التوفيق.
قال الرجل : فلم إعطاء التوفيق.
قال عليه السلام: لو كنت موفقا كنت عاملاً وقد يكون الكافر أقوى منك ولا يعطى التوفيق فلا يكون عاملاً.
ثم قال عليه السلام : أخبرني عنك من خلق فيك القوة؟
قال الرجل: الله تبارك وتعالى.
قال عليه السلام : وهل تستطيع بتلك القوة دفع الضر عن نفسك وأخذ النفع إليها بغير العون من الله تبارك وتعالى.
قال الرجل : لا .
قال عليه السلام: فلم تنتحل ما لا تقدر عليه؟
ثم قال : أين أنت عن قول العبد الصالح:{ وما توفيقي إلاَّ بالله}.
وقال تلميذه البلخي شقيق بن ابراهيم : يخلص العمل بثلاثة أشياء
أن يرى التوفيق في العمل من الله تعالى ليكسر به العُجْبَ
وأن يبتديء برضا الله ليكسر به الهوى
وأن يبتغي ثواب العمل من الله تعالى ليكسر به الرياء
ع.خ,الثلاثاء، 1 تموز، 2014
صورة: ‏3 - الشغلة بدها توفيق .. ألله يوفقك
أيضا في لغتنا الشعبية نجد الوِفْق والوفاق والتوفيق والدعاء بالتوفيق : "ألله يوَفِق تنَّفق" وهي بمعاني المواءمة وإصلاح الأمور والتسديد لنجاح العمل. فلماذا يُطلب التوفيق والإنسان يملك غالبا كل المطلوب للقيام بالعمل ناجحا؟
حيث كان المطلوب بحسب ما مر من خطبة النبي صلَّى الله عليه وآله هو التوفيق للصيام والتلاوة لاحظ معي أن التوفيق المطلوب هو ما يقابل الخذلان مما يعني أنه التسديد لا المواءمة ولا الإصلاح .
وكما كانت الحاجة إلى صدق النية في القلب الطاهر , يتبين معنى الحاجة للتوفيق في القيام بالعمل في ما يلي :
في الرواية أن رجلاً سأل الإمام الكاظم عليه السلام : أليس أنا مستطيع لما كُلفت؟ قال عليه السلام : ما الاستطاعة عندك؟
 قال : القوة على العمل.
 قال عليه السلام : قد أعطيت القوة إن أعطيت المعونة.
 قال الرجل: فما المعونة؟
 قال عليه السلام : التوفيق.
 قال الرجل : فلم إعطاء التوفيق.
 قال عليه السلام: لو كنت موفقا كنت عاملاً وقد يكون الكافر أقوى منك ولا يعطى التوفيق فلا يكون عاملاً.
ثم قال عليه السلام : أخبرني عنك من خلق فيك القوة؟ 
قال الرجل: الله تبارك وتعالى.
 قال عليه السلام : وهل تستطيع بتلك القوة دفع الضر عن نفسك وأخذ النفع إليها بغير العون من الله تبارك وتعالى.
 قال الرجل : لا .
 قال عليه السلام: فلم تنتحل ما لا تقدر عليه؟
 ثم قال :  أين أنت عن قول العبد الصالح:{ وما توفيقي إلاَّ بالله}.
وقال تلميذه البلخي شقيق بن ابراهيم : يخلص العمل بثلاثة أشياء
 أن يرى التوفيق في العمل من الله تعالى ليكسر به العُجْبَ
 وأن يبتديء برضا الله ليكسر به الهوى 
 وأن يبتغي ثواب العمل من الله تعالى ليكسر به الرياء
ع.خ,الثلاثاء، 1 تموز، 2014‏

2 - صَفِّي النِيِّة يا زلمي



2 - صَفِّي النِيِّة يا زلمي
أيضا في لغتنا الشعبية يسيِّلون النيَّة بطلبهم تصفيتها والتصفية تكون للسوائل فيما تكون الغربلة والتنخيل للحبوب باستعمال الغربال والمنخل . عادةً والأصل أن تتم التصفية كما في اللبن بواسطة قماش سادة غير ملون حتى لا يتأثر به فيُتَّخذ لذلك الشاش أو الخام أو الكتان الأبيض .
وفي نصوصنا الإسلامية الأخلاقية نجد تعبير التصفية للنية أو الإخلاص فيها لتكون خالية من ملاحظة كل ما عدا الله بتخليصها من الشوائب لكن النبي الأكرم استعمل مع شهر رمضان تعبير الصدق لا الصفاء فلماذا؟
جاء في خطبته صلَّى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان :
" فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَ قُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَ تِلَاوَةِ كِتَابِهِ"
فالنية والقلبُ مَحِلُّها (جمعا بين المعنى اللغوي والشرعي) لا تتجاوز القصد إلى العزم والإرادة إلا بالصدق فيها وهو هنا مقابل الهزل لا الكذب حيث لا داعي له وهو لا يتجاوز نفس الإنسان إلى الخارج .
وحيث إن المطلوب هو التوفيق للصيام والتلاوة كانت الحاجة إلى صدق النية في القلب الطاهر , والحديث التالي يبين المعنى:
قال الإمام الصّادق عليه السّلام في كتاب مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة:
" صاحب النّيّة الصّادقة ، صاحب القلب السّليم ، لانّ سلامة القلب من هواجس المحذورات ، تخلَّص النّيّة لله تعالى في الامور كلَّها ، قال الله عزّ و جلّ : ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا من أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ . ) و قال النّبيّ صلَّى الله عليه و آله : "نيّة المؤمن خير من عمله" . و قال :" الاعمال بالنّيّات ، و لكلّ امرئ ما نوى " . و لا بدّ للعبد من خالص النّيّة في كلّ حركة و سكون ، إذ لو لم يكن بهذا المعنى يكون غافلا ، و الغافلون قد وصفهم الله بقوله : ( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ، ) ثمّ النّيّة تبدو من القلب على قدر صفاء المعرفة ، و تختلف على حسب اختلاف الاوقات في معنى قوّته و ضعفه ، و صاحب النّيّة الخالصة نفسه و هواه معه مقهورتان تحت سلطان تعظيم الله تعالى ، و الحياء منه ، و هو من طبعه و شهوته و منيته ، نفسه منه في تعب و النّاس منه في راحة ".
ع.خ , الأحد، 29 حزيران، 2014





الأحد، يونيو 29، 2014

- 1- نية الصوم في شهر رمضان كم هو حجمها؟ وما هي أبعادها ؟

- 1- نية الصوم في شهر رمضان كم هو حجمها؟ وما هي أبعادها ؟
تفترض لغتنا الشعبية أن "النية" كائن مادي له حجم وأبعاد فنقول في دعائنا "ألله يعطيك على قد نيتك",والقد هو القياس فهل هي كذلك ؟
بعد الإتفاق على أن النية هي القصد والإرادة تعددت آراء الفقهاء في نية صوم شهر رمضان بعد الإتفاق على لزوم كونها قربة إلى الله تعالى فقال جماعة بوجوب وقوعها كل ليلة قبل الفجر وذهب جماعة إلى كفاية حصولها في أول ليلة لكامل الشهر ثم اتفقوا على وجوب استمرارها في نهار الصوم بمعنى أن يبقى ملتفتا إلى كونه ممتنع عن المفطرات بسبب الصوم وبمعنى أن لا ينوي قطع الصوم .
وعليه تكون النية إما واحدة أو تسعا وعشرين أو ثلاثين وبهذا تكون النية من المعدود كما يبحث الفقهاء في أنواع البيع فيصنفونه إلى مكيل كما في ما يباع به كالزيت والحليب ,وإلى مقيس كما في الأرض والقماش , وإلى معدود كما في البيض وثمار الجوز .
وكما في كل عروضات البيع خلال السنة وقبل المواسم وأوكازيوناتها وعروضاتها فإن من يتعاطى مع النية والفعل على أنها من معدود البيع طالبا الثمن سيأخذه من الله لكن بدون العرض الإضافي وهو ثمرة الصوم التي عبر عنها الله في خصوص صوم شهر رمضان بقوله تعالى "لعلكم تتقون".
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ - البقرة - الآية - 183
ع.خ,السبت، 28 حزيران، 2014 


ألبوم الصور