مقابلة مع الشيخ علي خازم عن عاشوراء : الدلالات والإحياء والوحدة
ما هي دلالات استشهاد الإمام الحسين وما هي العبر لنا منها ؟
استشهاد الإمام الحسين عليه السلام مع أصحابه و أسر من بقي والتنكيل بمن آزر صور من نتائج الواقع الاجتماعي السياسي الذي أوصل الأمور إلى تلك الحالة واضطر الإمام الحسين للخروج دفاعا عن المظلومين والمهدورة حقوقهم واستجابة لنداءاتهم وسعيا لإحقاق الحق وإعادة الإمور السياسية الى نصابها العادل وهذه الامور هي جوهر الحركة الحسينية التي شكلت في التاريخ الانساني معلما ومنارة ومدرسة العبرة الاساسية فيها القيام بالواجب بغض النظر عن النتائج في وقت تحتاج فيه الأمة بل الإنسانية إلى صدمة تعيد فرز وتمييز الحق من الباطل والعدل من الظلم والحلال من الحرام. وتعيد إحضار جوهر الرسالة الإسلامية كبلاغ للناس في مبادئ الحرية والكرامة الانسانية وإقامة موازين العدل الاجتماعي.
ما أهمية مواصلة إحياء مراسم عاشوراء برغم مرور وقت طويل على الحادثة ؟
بعد انتصار الثورة وإقامة الجمهورية الإسلامية نتيجة لخروج الإمام الخميني والقيادات في مقدمة الجماهير قال رحمه الله : " إن كل ما لدينا هو ببركة عاشوراء " وبركة عاشوراء منوعة ومتعددة لكن مراده " قدس سره " منها هو بركة الإحياء الذي أثمر حياة عاشورائية بعناها الإسلامي الكامل حياة التضحية والايثار والبذل مع كمال العبودية لله عز وجل ورفض الطواغيت ودعواتهم. ولم يكن ممكنا إلا من خلال استمرار حضور عاشوراء في عقول وقلوب المسلمين عبر استمرار إحيائها.
ومواجهة الاسرائيليين بالقبضات العارية في " عاشوراء النبطية " سنة 1983 في جنوب لبنان بعد أشهر من الاحتلال كانت نتيجة لهذا الإحياء التربوي على رفض الظلم وكانت ثمرته النهائية تحرير لبنان بالمقاومة الإسلامية.
عاشوراء النبطية 1983- جنوب لبنان |
كيف يمكن جعل مناسبة عاشوراء مناسبة للتقريب بين المذاهب وليس التباعد بينها؟
عاشوراء مناسبة إسلامية وليست مناسبة مذهبية واختصاص فريق من المسلمين بإحيائها على نحو مخصوص لا يدفع أهمية إحيائها على مستوى العالم الاسلامي لكن ذلك يحتاج إلى أمور اساسية :
الأول يتعلق بالشيعة وهو تخليص الإحياء مما يحرج الآخرين من المشاركة وهو ممكن بل واقع في كثير من المواقع لكن التجربة تحتاج الى المزيد وقد شهدت ذلك في اكثر من مكان في العالم الاسلامي.
الثاني صفاء النفوس وحسن الظن بين المسلمين بفهم الاحياء على وجهه الحقيقي وأنه موجه ضد الظلم والظالم وليس ضد فئة أو طائفة.
الثالث العلم الحقيقي بموقف الاسلام من شرعية الاحياء (طبعا المقصود هو الاحياء المشروع ) ومن ذلك مثلا جواب ابن تيمية تفسه حيث قال في كتابه رأس الحسين :
" ولما كان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وكانا قد ولدا بعد الهجرة في عز الإسلام، ولم ينلهما من الأذي والبلاء ما نال سلفهما الطيب، فأكرمهما الله بما أكرمهما به من الإبتلاء، ليرفع درجاتهما. وذلك من كرامتهما عليه لا من هوانهما عنده، كما أكرم حمزة عليا وجعفرا وعمر وعثمان وغيرهم بالشهادة.
وفي المسند وغيره: عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: (ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبة، وإن قدمت، فيحدث لها استرجاعا ، إلا أعطاء الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها). فهذا الحديث رواه الحسين، وعنه بنته فاطمة التي شهدت مصرعه. وقد علم الله أن مصيبته تذكر على طول الزمان. "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق