الأحد، نوفمبر 25، 2012

واقع الوحدة الإسلامية : بين المظهر والجوهر



واقع الوحدة الإسلامية : بين المظهر والجوهر
  العدد الأول - ت2 2011 - ذو الحجة 1432 , مجلة "نداء التقريب" الصادرة عن وكالة أنباء التقريب – مكتب بيروت
  الشيخ علي خازم


1- البعض يقول إن الوحدة الإسلامية كما تبدو اليوم واقعاً ليست سوى قشور ومظهر أكثر منها تحققا في  الجوهر والمعنى كيف تردون على ذلك؟
الوحدة الإسلامية حالة تعيشها الأمة وتعبِّر عنها بمظاهر مختلفة تجاه قضاياها المتعددة وتقويم هذه الحالة يختلف بإختلاف المنظور إليه فيها والذين يرون إلى هذه الحالة على أنها قشرية وظاهرية أظنهم يقصدون عدم الفاعلية والإنجاز في بعض العناوين لا أنهم يقصدون إتهام المسلمين بالنفاق فيها والعياذ بالله.
فالمشكلة في مبدأ التقويم لا في واقع الحال نفسه , فإن الوحدة الإسلامية تتجلى في قضية فلسطين مثلا بمشاعر التضامن القوية من سائر الشعوب الإسلامية مع الشعب الفلسطيني ومقاومته  , لكننا إذا نظرنا إلى فاعلية هذا التضامن وتأثيره أمكننا ملاحظة عجز كبير عن تحقيق المطلوب على طريق تحريرها بما يرجع إلى الموانع المتعددة التي يقيمها الأعداء والعملاء من جهة وإلى أخطاء في الأداء احيانا من جهة أخرى .
لكن إذا أريد تقويم الحالة قوة وضعفا أو إنتشارا وإنحسارا بين أفراد الأمة فيمكن القول إن الوحدة الإسلامية أشبه بالشجرة المعمرة التي تحتاج بين فترة وأخرى إلى تشذيب بعض الأغصان الذابلة أو اليابسة.
2- ما هو مفهوم الإنسان الوحدوي ؟  هل في تكوينه يكون كذلك أم الأمر يحتاج الى تثقيف وتوعية منذ النشأة ؟
 الإنسان المسلم يتربى على التوجيه القرآني بأن المسلمين أمة واحدة وعلى التوجيه النبوي بالأخوة بين المسلمين فهذا جزء من تكوينه الفكري الإساسي , وما صرنا نحتاج إليه تثقيفا وتربية هو أدوات تشكيل الوعي للتنوع والإختلاف بصورة إيجابية بما يقيم حالة التعاون لعمارة الأرض وبما يحفظ صورة الأمة الواحدة.
3- كيف السبيل الى إزالة الحواجز التي تعمق الخلاف بين المسلمين؟
بتحكيم قيم الحق والتناصف والعدل التي أمرنا الله بها  وتذخر بها مسيرة الإسلام , وبالمعرفة للآخر وفهمه , وبترك التعصب الأعمى والغرور الفكري , وهي أمور يجب عيشها لنكون مسلمين حقيقيين.
4- هل المشكلة في السياسة ؟عندما تدخل تفسد كل شيء؟
السياسة بمعنى إدارة شؤون الناس وفق المفهوم الفرعوني الذي يقسر الناس على رؤية ما يرى أنه الحق وانقياد الناس لهذه الرؤية بتقليد وتعصب تفسد الحياة الإنسانية كلها .
5- ما هي أبرز الاسباب التي تحول دون تحقيق الوحدة الاسلامية ؟
برأيي أن الوحدة الإسلامية متحققة وقائمة وما ليس متحققا هو المنجزات التي تقتضيها مما يدل على أمراض داخل المجتمعات الإسلامية بفعل الإنحراف عن المفاهيم والقيم الإسلامية , أو بفعل فاعل خارجي.
6- كيف يمكن إيجاد الأرضية الملائمة لتحقيق هذه الوحدة ؟
قلت إن المطلوب تحقيق منجزات تقتضيها الوحدة الإسلامية والأرضية الملائمة لتحقيقها هي عين الوحدة الإسلامية في مواجهة الأمراض الداخلية التي تعيشها الأمة فبالإنتصارات العامة تعود صورة وحدة الأمة إلى أزهى ألوانها.






 

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور