مؤتمر "دين الإسلام وحرمة الدم المستباح" تأكيد حق الإنسان في الحياة ولا يحل إنتهاك حرمته
الإثنين 12 تشرين الثاني 2012 الساعة 14:51
وطنية - نظم "وقف مركز التنمية الإسلامية في لبنان" مؤتمرا دوليا بعنوان "دين الإسلام..وحرمة الدم المستباح"، في قاعة مجمع كلية الدعوة الإسلامية - بيروت، في حضور عميد الكلية الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري، الأب سليم مخلوف ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العميد جوزيف عبيد ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، رمزي دسوم ممثلا العماد ميشال عون، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور غضنفر ركن آبادي، سفير العراق عمر البرنزجي، وممثلين عن سفراء كل من مصر والجزائر وفلسطين وسورية، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، وممثلين عن الحركات والفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.
افتتاحا بتلاوة من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني، وكلمة رئيس مركز التنمية الإسلامية الحاج عصام غندور أكد فيها أن "الحروب الدموية والثقافية التي شنت وتشن علينا منذ ظهور الإسلام لم تنته بعد، ولن تنتهي ما دام الفرق موجودا بين النور والظلام، فعلينا أن ندرك ما يراد بنا، وأن نكون حذرين، وأن نعد عدتنا للدفاع عن أنفسنا مما يراد بنا من مسخ وتضليل"، لافتا الى ان "الخطر لا يأتينا من الخارج فقط، بل هناك أعداء لنا في الداخل ولمشروع الأمة، وهم أشد خطرا علينا من أعدائنا في الخارج، فهل يستيقظ المسلمون والعرب قبل أن يأتي يوم يفقدون فيه كل أمل".
الزين
وقال رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين القاضي الشيخ أحمد الزين: "لا كرامة ولا سعادة ولا اطمئنان ولا استقرار لإنسان ما لم تتأمن له السلامة لحياته، وحق الإنسان في هذه الحياة هو حق مقدس لا يحل انتهاك حرمته واستباحة دمه"، متسائلا ماذا نقول لمن يطلق الرصاص من بندقيته وهو يهتف الله أكبر ويقتل مسلما يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويؤدي الصلوات الخمس، ويدفع ما عليه من الزكاة أمواله، ويصوم رمضان ويحج البيت، ومع هذه كله نسمح لأنفسنا باستباحة دمه وإطلاق الحكم عليه بالكفر، لأنه ينتمي إذا أحسنا الظن إلى غير ملته؟!"
حجازي
والقى الدكتور فتحي عبد الرحمن حجازي كلمة جامعة الأزهر دعا فيها "أن يهدي الله سبحانه من غالى وأفرط في التكفير إلى الصواب، فإن صنيعه كصنيع الخوارج، لم يرضوا بعدالة ولا علم الصحابة، فضلوا وأضلوا، وفي هذا العصر نجد شبابا خالفوا العلماء، وطعنوا فيهم، بل كفروهم..فضلوا وأضلوا"، لافتا الى ان "بدعة التكفير وخطرها على المجتمع رأس استباحة الدماء، فما استباح المغالي دم غيره إلا لأنه كفره في بداية الأمر، وقد دأب أهل التكفير على دائرة تبدأ بالتكفير، ثم استباحة الدم، ثم التفجير والتدمير، من دون التفريق بين مسلم وغيره".
وأشار الى ان "التفكير المتعصب المتعامي لم تسلم منه طائفة من طوائف المجتمع، فكفروا الحاكم، ثم العلماء على اعتبار أنهم موالون له، ثم كفروا العامة لأنهم لم يكفروا الحاكم، فهم مثله في الحكم، وعليه وصفوا المجتمع بالجاهلية، وما أن يتم التكفير يأتي إعلان الجهاد في المجتمعات انتقاما من المجتمع، فتتفرق الكلمة، وتستباح دماء الحاكم ورجال الشرطة، على اعتبار أنهم المنفذون لأحكامه، ودماء العلماء لأنهم موالون للحكام، ولعامة المسلمين لأنهم كالترس في وسط رجال الشرطة، والمستأمنين، على اعتبار أنهم أهل كفر، ولا اعتبار لأمان الحكومة الكافرة لهم، متوهمين أن قيامهم بالجهاد هو من باب تغيير المنكر باليد، وتبطيق للشريعة، من دون اعتبار للضوابط الشرعية والأعراف الاجتماعية، وكل هذه الأخطار وليدة الحكم بالكفر، فينبغي لهذه الطائفة التي تكفر كل بر وفاجر العودة إلى روح الشرع وأصوله، والاعتصام بالكتاب والسنة، والعمل على عدم بث الفرقة والفتنة، والتعاون على البر والتقوى، وإحلال الأمن والأمان في المجتمع المسلم، وعدم ترويع الآمنين، وعدم الإفساد في الأرض، فكل ذلك من مقاصد الشرع".
زاده
وأشار ممثل الشيخ محمد علي تسخيري ومستشار السيد علي الخامنئي السيد علي أكبر زاده في كلمته إلى أن "مسألة توحيد الأمة ركز عليها القرآن الكريم والسنة الشريفة، حتى أننا نجد أن القرآن الكريم يعتبر التفرقة من الكفر، فيقول تعالى "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون"، لا شك أن التقريب بين الآراء والمذاهب هو سبيل فكري لتحقيق التوحيد في المواقف العملية للمسلمين على شتى مذاهبهم".
ولفت إلى أن أهم ما يقف أمام تحقيق التقريب الفكري، وبالتالي التوحيد العملي للأمة، هو التكفير، الطامة الكبرى التي ابتليت بها الأمة خلال فترات طويلة، بدأت بالاتجاهات التي حملها الخوارج نتيجة سوء فهمهم للإسلام، وانتهت اليوم إلى أمثلة أعمق انحرافا وأشد اتساعا. وقال: "إن التكفير يسد باب العقلانية في التعامل والمنطقية في الحوار، والحرية في الاجتهاد، وبالتالي لا يبقى مجال لمعاني الأخوة والوحدة، ويدفع نحو نفي الآخر وحذفه والاعتداء على حقوقه الإنسانية، وبالتالي لحرمانه من حق الحياة، لأنه يؤدي إلى حملات التطهير العرقي والمذهبي بشكل همجي لا تقبله الفطرة الإنسانية، فضلا عن الشرائع السماوية، وفي طليعتها الإسلام".
البرزنجي
وفي الختام كانت كلمة للسفير العراقي عمر البرزنجي شدد فيها على "أهمية وضرورة الوحدة الإسلامية القائمة على أساس الحق والعدالة، وصون حرمة المسلمين، وتحريم إهراق دم المسلم، والعودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بتحريم إهراق دم الإنسان، ومنع تكفير المسلم.
=================== ن.أ
وكان لي بحث في المؤتمر تحت عنوان : حرمة المسلم وحكم القتل في الإسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق