السبت، سبتمبر 07، 2013

قصة مصحف الحافظ عثمان في مكتبتي .. قصة من قصص التوفيق لحفظ كتاب الله وصيانته من عاديات الزمن وقصة حارس موقف السيارات فيها أهم ما فيها.




قصة مصحف الحافظ عثمان في مكتبتي .. قصة من قصص التوفيق لحفظ كتاب الله وصيانته من عاديات الزمن وقصة حارس موقف السيارات فيها أهم ما فيها.

أتتبع قدر الإمكان طباعة المصحف الشريف القديمة , وأعمل على اقتناء ما يتيسر لي منها خصوصا في سفري الى دول العالم الإسلامي حيث يكون اول ما اطلبه من مضيفي الحصول على نسخ من طباعة البلد نفسه لخطاطين محليين ( وسأكون شاكرا لمن يتفضل علي بنسخة غير نسخة الأستاذ عثمان طه المعروفة بمصحف المدينة الذي يصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ).

ومع احترامي الكامل لنسخة الاستاذ عثمان طه[1] وانتشارها إلا أنها - وليست مسؤوليته طبعا - قد خنقت الإبداع الفني في عالمنا الإسلامي فلم نعد نجد دور نشر تهتم لإصدار نسخة متميزة بخط وزخارف جديدة فصار التميز - على الأقل في سوريا ولبنان - يظهر في تجليد النسخة وحجمها وتلوين لفظ الجلالة والتشكيل وليس في خطها وزخارفها.

بل إن دولا متقدمة في ابداع خطاطيها وفنييها صارت نسخة الاستاذ عثمان طه هي الأكثر انتشارا فيها كمصر وإيران وتركيا.

ومع اطلاعي على أخبار مفرحة في هذا المجال مثل اصدار قطر لنسخة جديدة خاصة من المصحف الشريف , وبعض الدول الأخرى إلا ان النادر لا يغير من الواقع المذكور.

أرجع الى عنوان مقالتي هذه لأسرد قصة توفيقي إلى هذه النسخة الشريفة :

كنت مدعوا الى القاء محاضرات على مدار يومي الخميس والجمعة 5و6 ذي الجحة 1431 - 11 و 12 تشرين الثاني 2010 في احد المعاهد الدينية , وعادتي ان اصل مبكرا الى المكان الذي أدعى إليه احترازا من طوارئ السير والسيارة وحرصا على الفرض والسنة في التقيد بالمواعيد .

دخلت موقف السيارات العام فسألني حارس الموقف عن وجهتي فقلت له :المعهد .

أشار الى زاوية الموقف وقال هناك موقف خاص لضيوفهم .اتجهت الى طرف الموقف وأنا ألاحظ الحائط المواجه مقتربا منه بهدوء فلفت نظري كتاب سميك على حافته العلوية وتأكدت من ذلك بعد نزولي .

أغلقت باب السيارة واتجهت الى المعهد لأجد في ردهة الإستقبال بعض الأخوة الأساتذة والطلبة وبادرني أحدهم بأن المحظور وقع وهو أن المصعد الجديد الذي كان تركيبه سببا في تأجيل الموعد سابقا قد تعطل اليوم وقبل نصف ساعة تحديدا , ولا أمل في إصلاحه قبل ساعات , وأنهم يتفهمون وضعي الصحي ومستعدون لتأجيل الموعد ... ولم أجد نفسي إلا وقد رفضت وقلت أما وقد حضر كل شئ فالله أسأل أن يعينني على مؤونة الدرج قربة إليه.

انجزت محاضرات اليوم الأول وتوجهت الى السيارة لأجد الكتاب الذي لفت نظري آنفا ما زال مستقرا مكانه . غادرت وعدت في اليوم التالي ووجدته على حاله وعند مغادرتي النهائية للمكان وقبل ركوب السيارة أحسست كأن الكتاب يدعوني إليه فاستجبت , وتناولته عن الحائط , وما ان امسكته حتى تدافعت حشرات العث بحجمها الكبير بين يدي , قلبته وظهرت على يدي آثار التراب والغبار لتدفع إحتمال كونه مركونا لقارئ من العجائز الذين يجلسون في المقلب الاخر للحائط مع الطريق , خصوصا أن الموقع من الخارج لايمكن الوصول اليه لأنه محل سبيل ماء كبير من الحديد ويحتاج من يريد وضعه هناك من الخارج إلى عزم الشباب .

فتحت الكتاب وإذا هو مصحف كريم ,أغلقته وناديت الحارس سائلا لمن هذا المصحف ؟

أجابني أنا أعمل في هذا الموقف منذ فترة ولم الاحظ وجوده هنا , وأعرب عن الأسف للطريقة التي عومل بها هذا المصحف وحكى لي قصة مصحف يحتفظ به في منزله الذي اعاد ترميمه بعد القصف الذي طاله على يد الإحتلال الإسرائيلي وكيف وجد المصحف مدنسا بعد عودته الى المنزل وبماذا .ثم شرح لي كيف قامت زوجته بتطهير المصحف واعادته الى صدارة المنزل , مبديا إهتمامه بالقراءة من هذه النسخة بالذات وحرصه عليها . قلت جزاك الله خيرا وهذا هو أقل الواجب مع كتاب الله عز وجل. وتمسكت بالمصحف والحقيبة وركبت سيارتي وتوجهت الى منزلي.

أول ما فعلته عند وصولي البيت كان وضع المبيد الخاص وإحكام إغلاق مغلف حول المصحف لقتل الحشرات وتركته الى اليوم التالي بحيث اطمئن الى عدم انتقالها الى بقية المصاحف التي سيقف الى جانبها في مكتبتي الورقية الكبيرة .

مساء جاء ولدي البكر لزيارتنا فحكيت له القصة وهو اختصاصي في الغرافيك الطباعي وجئنا بالمصحف وبدانا رحلة التعرف عليه التي لم تنته فصولها بعد .

وهذا تعريب لما ورد من معلومات عن النسخة بالتركية الأسلامية المكتوبة بالحرف العربي ويظهر أنها كانت آخر النسخ التي استعملتها في عهد الجمهورية التركية , حيث استبدلت لاحقا بالحروف اللاتينية حتى في التعريف بالمصاحف .

هوية النسخة :

الطبعة الخامسة من عمل الحافظ عثمان[2] .

محل الطبع الآستانة , المطبعة البحرية.

تاريخها رمضان 1345 الموافق آذار 1927 أي أن عمرها بالحساب الهجري ست وثمانون سنة وبالميلادي ثلاث وثمانون سنة باعتبار تاريخ اليوم:24 ذي الحجة 1431 الموافق 30 - 11 - 2010

من مميزاتها:

-  كونها مرقمة ومختومة بختم هيئة التدقيق باللون الأزرق في دائرة خصصت له بعد تمام الطبع وقبل التوزيع فضلا عن التدقيق قبل النشر.

- تلوين وزخرفة البداية.

- استبدال الدعاء للسلطان والدولة العلية في دعاء الختم بالدعاء للجمهورية التركية مع ابقاء الدعاء للغزاة .

هذه قصة من قصص التوفيق لحفظ كتاب الله وصيانته من عاديات الزمن وقصة حارس موقف السيارات فيها أهم ما فيها.



والحمد لله رب العالمين




[1] أبو مروان عثمان بن عبده بن حسين بن طه الحلبي، اشتهر بكتابته لمصحف المدينة الذي يصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. الميلاد: ١٩٣٤، حلب، سوريا . ويكيبيديا





 [2]  الحافظ عثمان (1052 - 1111 هـ / 1642 - 1699 م) هو خطاط عثماني.
ولد في الآستانة. تعلم الخط على الشيخ درويش علي ثم على صويولجي، ثم قلّد حمد الله الأماسي. علّم السلطانمصطفى الثاني والسلطان أحمد الثالث فنال حظوه. أصيب بالفالج وتوفي سنة 1111 هـ.

كتب خمسة وعشرين مصحفا. وهو أول من كتب الحلية النبوية في لوحة واحدة.











هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

عندي اصغر مصحف في العالم للحافظ عثمان من اكثر من ٣٦٠سنه حجمه ٢.٥سنتيمتر في ١.٥سنتيمتر
القاهرة مصر

ألبوم الصور