السبت، سبتمبر 14، 2013

أربع وثلاثون سنة على زواجي بالمرحومة الحاجة عفاف عيتاني (أم عصام)




أربع وثلاثون سنة على زواجي بالمرحومة الحاجة عفاف عيتاني (أم عصام)

14 أيلول في مثل هذه الليلة سنة 1979 وبعد احتفال في بيت أهلها انتقلنا إلى فندق حجَّار في سوق الغرب في جبل لبنان استعدادا للسفر بعد ثلاثة أيام إلى إيران لاستكمال الدراسة . في المطار كان حشد من الأهل والأصدقاء في الوداع بينهم أستاذي ومعلمي الشهيد السعيد السيد محمد صالح الحسيني رحمه الله , وعلى الطائرة الأردنية كان الصديق السيد محمد صادق الحسيني شقيق الشهيد وعدد من عائلته, وكان أستاذي للغة الفارسية في الجامعة اللبنانية الدكتور أحمد اللواساني ومن تعرفت عليه للمرة الأولى الشيخ صبحي الطفيلي وآخرون من أنصار الثورة والفصائل اللبنانية والفلسطينية ومسافرون عاديون .

لم أذهب معهم للإطلالة على القدس من أقرب نقطة في عمَّان لأنني لم أشأ تركها وحيدة في الفندق في سفرتنا الأولى وندمت لاحقا لكنني تركت الندم حيث صرت مطمئنا أنني سأراها مباشرة قريبا بإذن الله.

نزلنا في طهران في بيت السيد الحسيني حتى جاء المرحوم حجة الإسلام والمسلمين الشهيد السعيد السيد أسد الله الموسوي القمي فانتقلنا معه إلى فيلا كانت سكنا لأحد ضباط الشاه بالقرب من جهار راه فاطمي وتحولت مضافة.

أعطونا غرفة ولكل منا مخدة وبطانية لنفرشها على الموكيت وأخرى للغطاء , لا توجد هنا أسرَّة ولا فرش لا صوف ولا قطن ولا حتى إسفنج , شهر عسل حجري.

بعد أسبوع جاء السيد أسد وسافرنا إلى قم بسيارة أجرة وبدون سابق معرفة أودَعَنَا ضيوفا على حجة الإسلام والمسلمين السيد أبو الفضل بهاء الديني وعرفنا عليه كأخيه وفعلا كان أكثر من أخ وصار لنا كذلك , تركنا السيد أسد وعاد إلى عمله في طهران .

بيت السيد بهاء الديني في ذلك الزمان على عادة الطلبة غير مؤهل لإقامة الضيوف فهو غرفة نوم وصالة صارت غرفة نومنا والمَرَافِقُ الصحية قسم خارجي , وزد على ذلك أن صاحب البيت لا يحسن من العربية إلا صبحكم الله بالخير ومساكم الله بالخير وإن كان يفهمها , ولولا أن الخانم زوجته إبنة شهيد المحراب آية الله السيد أسد الله مدني تعرف العربية منذ وعيها مع والدها في النجف الأشرف لكنا وإياهم في عذاب سيدنا سليمان الشديد الذي توعَّد الهدهد به مترقيا من الذبح إلى حبسه بين طيور لا يفقه لغتها .

أول ليلة جمعة بعدها وصل السيد أسد من طهران وقبل صلاة الجمعة تشرفنا بمحضر آية الله مدني في منزله بالقرب من مدرسة المرحوم آية الله كلبايكاني , وبعد خروجنا فهمت أنه أمر باستئجار منزل وتجهيزه بالضروريات متكفلا بكل المصاريف جزاه الله خيرا .

بدأنا بالخروج لتأمين الحاجيات وقبل أن نعرف شرط صاحب البيت الشيخ أبو القاسم الإصفهاني بمنع شطف أرض البيت بالماء والإكتفاء بتمسيحها كان الحصول على قشَّاطة التمسيح من لبنان أسهل من إفهام أصحاب المحلات ماهيتها واستخدامها حتى توفقنا بواحدة نادرة في سوق قم الأثري عند تاجر بضائع تأتيه من زبائن يجلبون معهم من الخليج أشياء يستفيدون من بيعها , ولم تنته قصة القشَّاطة هكذا إذ لم تكن معها عصا فاضطررنا "لتنجير" واحدة من الخشب الطبيعي فكان منظرها تحفة : تَصَوَّرْ غصن شجرة وفي آخره قشَّاطة . دفاية وطبَّاخ "علاء الدين " على الكاز ولاحقا غاز بعينتين و نصف طقم ميلامين أظن يوجد منه صحن بعد , وهكذا نَمَتْ علاقتنا بالسيد بهاء الديني حتى استقررنا في بيتنا .

هل يصدف أن تبني صداقة بهذا الشكل ؟

مع زواج من هذا الشكل تتوقع كل شئ مميز في حياتك .

لم أُحَدِّثْكُم عنه ؟

تلك قصة طويلة تحتاج عمرا آخر ... 


ومع أنني لا أحب أعيادأ مخترعة كعيد الزواج خاصة وأدعو إلى إحياء أية ذكرى سعيدة باللائق من عاداتنا لكنني سأنشر هنا زجلية لبنانية نظمتها في أول أيام عيد الفطر قبل الماضي الموافق 19 - 8 - 2012
 

 إلى عفاف - 3



بَعرِفْ إنو البِكي ما رَدّ عالدنيي حَدا

بس اللي قلبو انَّهَدْ ما عاف الحِدا

بيهدُل يمام الحي

وبيروح صوتو بالمدى

ويرجع بفيي السرو يلاقيني

عالقبر إيدي ماددا

مدي لأمسك بإيدك بهالعيد

بدي عايدا

لعندي بدي آخدك بالليل ما بيقشع حدا

بدي سوا نراجع وراق الهوى من جديد

وقلِّك قصيدة بدمع قلبي مسوِّدا

قِلِّك بحِبك بعدني متل ما كنت

وإنده عفاف وضل قولا ورددا

الفندق في السبعينات كما عرفناه

الفندق وما آل إليه بعد حرب الجبل






في إيران


أمام المطار في الوداع الشهيد السيد محمد صالح الحسيني والأصدقاء



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

هي العفة والعفاف وشو ما قلنا بحقها بيضل اجحاف وانت الاخلاص والوفا وقلبك بعز الشتي بيت الدفى.. ما بتعرفني يا شيخنا الجليل بس عرفناك بكلماتك والك الشكر الجزيل.. انتو القدوة والصدق وطهارة قلب الدني بطلت تعرفا..
رحمها الله... وجمعك الله معها ومع محمد وآل محمد ص. في الحياة اﻷبدية في جنة الخلد.

ألبوم الصور