الليلة ليلة القدر ؟
الأقوال في تعيين ليلة القدر عند إخواننا المسلمين السُنَّة ثمان وأربعون قولا[1] , لكنهم يتفقون مع الشيعة في ترجيح الليلة الثالثة والعشرين لحديث الجُهَني[2] وهو من صحابة النبي صلَّى الله عليه و آله.
الحديث من طريق أهل السُنَّة:
جاء في موطأ مالك[3] " وحدثني زياد عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أن عبد الله بن أنيس الجهني قال لرسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يا رسول الله إني رجل شاسع الدار فمرني ليلة أنزل لها فقال له رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم انزل ليلة ثلاث وعشرين من رمضان".
وقال الزرقاني في شرحه على الموطأ: "وروى ابن جريج هذا الخبر لعبد الله بن أنيس ، وقال في آخره : فكان الجهني يمسي تلك الليلة يعني ليلة ثلاث وعشرين في المسجد فلا يخرج منه حتى يصبح ، ولا يشهد شيئا من رمضان قبلها ولا بعدها ولا يوم الفطر .وروى عبد الرزاق عن ابن عباس أنه كان ينضح الماء على أهله ليلة ثلاث وعشرين ."
وقال ابن حجر : " وروى عبد الرزاق من طريق يونس بن سيف سمع سعيد بن المسيب يقول : استقام قول القوم على أنها ليلة ثلاث وعشرين "[4].
الحديث من طريق الشيعة:
جاء في كتاب الوسائل الباب 32 من احكام شهر رمضان: روى ثقة الاسلام باسناده عن حماد بن عيسى عن محمد بن يوسف عن ابيه قال : " سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول ان الجهنى أتى النبى صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله ان لى ابلا وغنما وغلمة فاحب ان تأمرنى بليلة ادخل فيها فاشهد الصلاة وذلك في شهر رمضان فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله فساره في اذنه فكان الجهنى اذا كان ليلة ثلاث وعشرين دخل بابله وغنمه واهله إلى المدينة " .
وجاء في مستدرك الوسائل ، ج 7 ، ص 470 . : قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يطوي فراشه ، ويشد مئزره ، في العشر الأواخر من شهر رمضان ، وكان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين ، وكان يرش وجوه النيام بالماء ، في تلك الليلة ؛ وكانت فاطمة عليها السلام ، لا تدع أحداً من أهلها ينام تلك الليلة ، وتداويهم بقلّة الطعام ، وتتأهب لها من النهار ، وتقول : محروم من حرم خيرها .
وجاء في الوسائل الباب 32 من احكام شهر رمضان :روى ثقة الاسلام في كتابه بسنده عن حسان بن مهران عن ابى عبد الله عليه السلام قال : " سألته عن ليلة القدر فقال : التمسها في ليلة احدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين " ورواه الصدوق في الخصال بسنده مثله , ثم قال : اتفق مشايخنا على انها ليلة ثلاث وعشرين .
وجاء في الوسائل الباب 32 من احكام شهر رمضان :روى ثقة الاسلام في كتابه بسنده عن حسان بن مهران عن ابى عبد الله عليه السلام قال : " سألته عن ليلة القدر فقال : التمسها في ليلة احدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين " ورواه الصدوق في الخصال بسنده مثله , ثم قال : اتفق مشايخنا على انها ليلة ثلاث وعشرين .
كيف يحل التعارض بين هذا الحديث وأحاديث إبهامها في العشر الأواخر ؟
الجواب: إنه لا تعارض بينها أصلا فأحاديث الإبهام لم يقابلها حديث في التعيين لكل الناس, وما ورد في حديث الجهني (الذي رواه جمع من المحدثين من الفريقين) كان مما قاله له النبي صلى الله عليه وآله سرا في أذنه في روايات غير التي أوردتها من طريق الإمام مالك, وإنَّ عمله به حتى وفاته هو الذي رجَّح كونها في خصوص هذه الليلة وجاء تحديثه بذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله جوابا على من سأله.
فإن قلتَ: كان النبي صلى الله عليه وآله يعلم أن المسلمين سيلاحظون عمله قلت إن النبي والأئمة من بعد لم ينهوا عن التحري في غيرها ولكنهم أعطوها خصوصية وفي ذلك تيسير على الأمة.
ويبقى أن التوفيق لقيامها وقبول الأعمال فيها كما في سائر الليالي يحتاجان إلى الجد والإجتهاد في الإحياء الحقيقي وهنا محل الكلام.
عن النبي صلى الله عليه وآله ، أنه أمر بدعاء مفرد في كل ليلة من لياليه ، فقال : "ادعوا في الليلة الثالثة من العشر الأواخر من شهر رمضان ، وقولوا : يا ربّ ليلة القدر ، وجاعلها خيراً من ألف شهر ؛ ورب الليل والنهار ، والجبال ، والبحار ، والظلم والأنوار ، لك الأسماء الحسنى ، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء ، وروحي مع الشهداء ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك".
ع.خ,الثلاثاء، 28 حزيران، 2016
--------------------------------------
[1] فتح الباري شرح صحيح البخاري, أحمد بن علي بن حجر العسقلاني, كتاب فضل ليلة القدر
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=1267&idfrom=3686&idto=3705&bookid=52&startno=7
[2] عبد الله بن أنيس (ت : 54 هـ - 673) صحابي جليل، اسمه أبو يحيى عبد الله بن أنيس الجهنى وفي سيرته ما يعد معها من الفدائيين.
[3] شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=77&ID=235&idfrom=1439&idto=1454&bookid=77&startno=3
[4] http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=52&bookhad=3701
amp;bookhad=3701
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق