قصيدة بكر بن حماد التيهرتي أو التاهرتي الجزائري (توفي 296 هـ) ردا على أبيات عمران بن
حطان (توفي 84 هـ) التي امتدح بها عبد الرحمن بن ملجم على ضربته للإمام
علي عليه السلام فجر التاسع عشر من شهر رمضان سنة 40هـ:
قُلْ لابْنِ مَلْجَمَ وَالأَقْدَارُ غَالِبَةٌ
هَدَمْتَ وَيْلَكَ لِلإِسْلامِ أَرْكَانَا
قَتَلْتَ أَفْضَلَ مَنْ يَمْشِيْ عَلَى قَدَمٍ
وَأَوَّلَ النَّاسِ إِسْلامًا وَإِيْمَانَا
وَأَعْلَمَ النَّاسِ بِالقُرْآنِ ثُمَّ بِمَا
سَنَّ الرَّسُولُ لَنَا شَرْعًا وَتِبْيَانًا
صِهْرَ النَّبِيِّ وَمَوْلاهُ وَنَاصِرَهُ
أَضْحَتْ مَنَاقِبُهُ نُوْراً وَبُرْهَانَا
وَكَانَ مِنْهُ عَلَى رَغْمِ الحَسُودِ لَهُ
مَكَانَ هَارُونَ مِنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَا
وَكَانَ في الحَرْبِ سَيْفًا صَارِمًا ذَكَرًا
لَيْثًا إِذَا لَقِيَ الأَقْرَانُ أَقْرَانَا
ذَكَرْتُ قَاتِلَهُ وَالدَّمْعُ مُنْحَدِرٌ
فَقُلْتُ سُبْحَانَ رَبِّ النَّاسِ سُبْحَانَا
إِنّيْ لأَحْسَبُهُ مَا كَانَ مِنْ بَشَرٍ
يَخْشَى المَعَادَ وَلَكِنْ كَانَ شَيْطَانَا
أَشْقَى مُرَادٍ إِذَا عُدَّتْ قَبَائلُهَا
وَأَخْسَرُ النَّاسِ عِنْدَ الله مِيْزَانَا
كَعَاقِرِ النَّاقَةِ الأُوْلى التي جَلَبَتْ
عَلَى ثَمُودٍ بِأَرْضِ الحِجْرِ خُسْرَانَا
قَدْ كَانَ يُخْبِرُهُمْ أَنْ سَوْفَ يَخْضِبُهَا
قَبْلَ المَنِيَّةِ أَزْمَانًا فَأَزْمَانَا
فَلا عَفَا اللهُ عَنْهُ مَا تَحَمَّلَهُ
وَلا سَقَى قَبْرَ عِمْرَانَ بْنَ حِطّانَا
لِقَوْلِهِ فيْ شَقيٍّ ظَلَّ مُجْتَرِماً
وَنَالَ مَا نَالَهُ ظُلْمًا وَعُدْوَانَا
"يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا
إِلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذي العَرْشِ رِضْوَانَا"
بَلْ ضَرْبَةً مِنْ غَوِيٍّ أَوْرَثَتْهُ لَظَى
مُخَلّدًا قَدْ أَتَى الرَّحْمَنَ غَضْبَانَا
كَأنَّهُ لَمْ يُرِدْ قَصْداً بِضَرْبَتِهِ
إِلاَّ لِيَصْلَى عَذَابَ الخُلْدِ نِيْرَانَا
====
قُلْ لابْنِ مَلْجَمَ وَالأَقْدَارُ غَالِبَةٌ
هَدَمْتَ وَيْلَكَ لِلإِسْلامِ أَرْكَانَا
قَتَلْتَ أَفْضَلَ مَنْ يَمْشِيْ عَلَى قَدَمٍ
وَأَوَّلَ النَّاسِ إِسْلامًا وَإِيْمَانَا
وَأَعْلَمَ النَّاسِ بِالقُرْآنِ ثُمَّ بِمَا
سَنَّ الرَّسُولُ لَنَا شَرْعًا وَتِبْيَانًا
صِهْرَ النَّبِيِّ وَمَوْلاهُ وَنَاصِرَهُ
أَضْحَتْ مَنَاقِبُهُ نُوْراً وَبُرْهَانَا
وَكَانَ مِنْهُ عَلَى رَغْمِ الحَسُودِ لَهُ
مَكَانَ هَارُونَ مِنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَا
وَكَانَ في الحَرْبِ سَيْفًا صَارِمًا ذَكَرًا
لَيْثًا إِذَا لَقِيَ الأَقْرَانُ أَقْرَانَا
ذَكَرْتُ قَاتِلَهُ وَالدَّمْعُ مُنْحَدِرٌ
فَقُلْتُ سُبْحَانَ رَبِّ النَّاسِ سُبْحَانَا
إِنّيْ لأَحْسَبُهُ مَا كَانَ مِنْ بَشَرٍ
يَخْشَى المَعَادَ وَلَكِنْ كَانَ شَيْطَانَا
أَشْقَى مُرَادٍ إِذَا عُدَّتْ قَبَائلُهَا
وَأَخْسَرُ النَّاسِ عِنْدَ الله مِيْزَانَا
كَعَاقِرِ النَّاقَةِ الأُوْلى التي جَلَبَتْ
عَلَى ثَمُودٍ بِأَرْضِ الحِجْرِ خُسْرَانَا
قَدْ كَانَ يُخْبِرُهُمْ أَنْ سَوْفَ يَخْضِبُهَا
قَبْلَ المَنِيَّةِ أَزْمَانًا فَأَزْمَانَا
فَلا عَفَا اللهُ عَنْهُ مَا تَحَمَّلَهُ
وَلا سَقَى قَبْرَ عِمْرَانَ بْنَ حِطّانَا
لِقَوْلِهِ فيْ شَقيٍّ ظَلَّ مُجْتَرِماً
وَنَالَ مَا نَالَهُ ظُلْمًا وَعُدْوَانَا
"يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا
إِلاَّ لِيَبْلُغَ مِنْ ذي العَرْشِ رِضْوَانَا"
بَلْ ضَرْبَةً مِنْ غَوِيٍّ أَوْرَثَتْهُ لَظَى
مُخَلّدًا قَدْ أَتَى الرَّحْمَنَ غَضْبَانَا
كَأنَّهُ لَمْ يُرِدْ قَصْداً بِضَرْبَتِهِ
إِلاَّ لِيَصْلَى عَذَابَ الخُلْدِ نِيْرَانَا
====
وتمام أبيات عمران بن حطان أخزاه الله:
لله درُّ المُراديّ
الذي سَفَكَتْ
كَفّاهُ مُهْجَةَ
شَرِّ الخَلْقِ إنْسانَا
يَا ضَرْبَـةً
مِـنْ تَقِـيَ مَـا أَرَادَ بِهَـا
إلاَّ لِيَبْلُغَ
مِنْ ذِي العَرْشِ رِضْوَانا
إنِّــي لأَذْكُــرُهُ
يَـوْمـاً فَأَحْسَـبُـهُ
أَوْفَـى البَرِيَّـةِ عِـنْـدَ
الله مِيـزَانـا
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ
بُطُونُ الطَّيْرِ أَقْبُرُهُـمْ
لَمْ يَخْلِطُوا دِينَهُمْ بَغيـاً
وَعُدْوَانـا
===========================
سألني الأخ الحبيب السيد الحسني عن مصدر فأعادني
إلى ملفاتي عن بكر بن حماد فاستدركت وأضفت مطلع قصيدة الخبيث عمران بن حطان من
كتاب الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد التاهرتي الذي جمعه ودرسه وعلق عليه محمد بن
رمضان شاوش وأصدره سنة 1966, والأستاذ الشاوش يتهمه بالكيد لشاعر أهل البيت دعبل
بن علي الخزاعي وصناعة أبيات في هجاء الخليفة المعتصم ونسبتها إلى دعبل الذي كان
معروفا بهجائه للخلفاء والأمراء وتحريض المعتصم على قتله رغم عتاب الشاعر أبي تمام
له في ذلك, بل إنه ذكر العتاب وأضافه إلى الأبيات. ويحتمل الأستاذ الشاوش أن
الشاعر كان خارجيا لكنه لما رحل إلى بغداد والمشرق غير مذهبه.
ورغم ذلك كله فإن القصيدة تبقى على قيمتها
ورونقها وقد ذكرها .
وهذا رابط لتنزيل الكتاب:
https://ia800706.us.archive.org/14/items/Addur.al-wakad/addur.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق