عملية تحضير روح "ميترنيخ"[1] إلى شرقنا من جديد لا تستقيم بدون "التعزيم"[2] عليها بتعويذة من " انجلس إلى فرانتس مهرينغ" .
من انجلس إلى فرانتس
مهرينغ[3]:
".. التاريخ
يضع كل شي في مكانه في آخر المطاف , .. إن ظاهرية التاريخ المستقل لأشكال البنيان السياسي
والنظم الحقوقية والتصورات الأيديولوجية في أي ميدان كان، هي التي تعمي، قبل غيرها،
أغلبية الناس. فإذا كان لوثر وكالفين (يتغلبان) على الدين الكاثوليكي الرسمي، وإذا
كان هيغل (يتغلب) على كانط وفيخته، وإذا كان روسو (يتغلب) بعقده الاجتماعي الجمهوري
على الدستوري مونتسكيو بصورة غير مباشرة ، فإن هذه العملية تبقى داخل اللاهوت والفلسفة
وعلم الدولة، وهي تمثل مرحلة في تطور ميادين التفكير هذه ولا تتخطى أطلاقا حدود التفكير.
ومنذ أن ظهر، علاوة على هذا، الوهم البرجوازي حول
خلود الإنتاج الرأسمالي وكماله المطلق، منذ ذلك الحين، يعتبر (تغلب) الفيزيوقراطين
(physiocrats)[4] وآدم سميث[5] على أنصار
المركنتيلية[6]
انتصارا خالصا للفكر، لا انعكاسا في ميدان التفكير للوقائع الاقتصادية المتغيرة، يعتبر
أنه الفهم الحقيقي، الذي تم بلوغه في آخر الأمر، للظروف الفعلية القائمة في كل مكان
دون أي تغير. ينجم مما سبق أنه لو أن ريتشارد قلب الأسد[7] وفليب – أوغست[8] طبقا حرية
التجارة بدلا من أن ينجرا إلى الحروب الصليبية، لأمكن تجنب 500 سنة من الفقر والجهل.
وإني أعتقد أننا جميعنا
أولينا هذا الجانب من القضية الذي لم أستطع أن ألمسه هنا إلا لمسا، قدراً من الاهتمام
أقل مما يستحق. وهذه حكاية قديمة. دائما في البدء لا يهتمون بالشكل بسبب المضمون. وأكرر
أنني اقترفت هذا الخطأ بنفسي، وكان هذا الخطأ يفقأ عيني دائماً (Post festum) ولهذا لست بعيدا وحسب عن
توجيه اللوم إليك بالارتباط مع هذا – فليس لي أي حق في هذا لأني أذنبت قبلك في الأمر
نفسه، بل بالعكس،– ولكني وددت مع ذلك لو الفت انتباهك إلى هذه النقطة من أجل المستقبل.
وبالارتباط مع هذا،
يوجد أيضا تصور سخيف عند الايديولوجيين. فنحن لا نقر بالتطور التاريخي المستقل لمختلف
الميادين الإيديولوجية التي تضطلع بدور في التاريخ، فننكر بالتالي كل إمكانية لتأثيرها
في التاريخ.".إ.ه.
سؤالي: على هذا
الأساس يصير السؤال المعقول : كم ومن وأين هم " الأمير كليمنس فينزل ميترنيخ
" في المسألة الشرقية المعاصرة؟
ولا تقل كيف ربطتهم
ببعض ؟ إبحث بتجرد
الشيخ علي خازم ,الأحد،
08 كانون الأول، 2013
[1] [1] الأمير كلمنز ڤنزل فون مترنيخ
(1773 –1859) كان سياسياً ورجل دولة ألمانياً-نمساوياً, وأحد أهم دبلوماسيي عصره. صاحب
نظرية رفض الثورات في أوروبا ومبتدع تقسيم جبل لبنان بين الدروز والمسيحيين ورفع
السلطة الفعلية من يد السلطنة العثمانية .
[2] علم العزائم والتعزيم : العزائم
مأخوذة عن العزم وتصميم الرأي على شيء معين وعقد النية عليه , وذلك بالتعزيم والتشديد
على الجن والشياطين , وذلك بكلمات وأقوال معينة , وينهي ذلك بكلمة عزمت عليكم .
[4] الفيزيوقراطيون هم الذين قالوا
إن الأرض وحدها تعطي ناتجاً صافياً زيادة على تكاليف الإنتاج وبذلك أسسوا لنظرية القيمة
الزائدة عند «ماركس» ولمفهوم فائض القيمة أو القيمة المضافة عند التقليديين.
لعل الفيزيوقراطيين كانوا أفضل من ربط بين الضريبة والناتج الصافي، إذ طالبوا
بفرض ضريبة وحيدة على الزراعة من حيث إنها الوحيدة التي تعطي ناتجاً يزيد على مجموع
تكاليف الإنتاج وميزوا بين الناتج الصافي والقيمة المضافة التي ترجع في مصدرها إلى
العمل. فالناتج الصافي من الطبيعة تسهم فيه الأرض لزيادة الإنتاج.
والفيزوقراطيون كانوا أول من أشار إلى موضوعية القوانين الاقتصادية، فقد قالوا
إن كل الظواهر الاقتصادية محكومة بقوانين مشابهة للقوانين الطبيعية، بمعنى أنها موضوعيًّا
في معزل عن إرادة الناس ووعيهم. ويرجع إليهم تمييز العمل المنتج من العمل غير المنتج،
فالأول وهو الزراعة يعطي ناتجاً صافياً، بينما يقتصر أثر الثاني في تحويل المواد من
شكل إلى آخر، فلا يولد ناتجاً صافياًً، بل يغطي في أحسن الحالات تكلفة الإنتاج.
تعد كتابات الفيزيوقراطيين وما تضمَّنته من مقترحات لتنظيم الإنتاج الزراعي،
وكذلك دعوتهم الدولة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية النظام الطبيعي وتوفير شروط
استمرار هذا النظام وتطوره بداية بناء التقعيد لسياسة اقتصادية تشمل تنظيم الزراعة،
تنظيم المبادلات الدولية، إضافة إلى رسم سياسة ضريبية تحدد المطارح الضريبية وكيفية
نقل العبء الضريبي.
لم يصمد المذهب الفيزيوقراطي أمام تطور الوقائع الاقتصادية، فقد تحولت الصناعة
إلى القطاع الرائد في التطور الاقتصادي للعالم المعاصر، وكادت الزراعة تتحول إلى صنو
التخلف في نظريات التنمية الاقتصادية، فالدول المتقدمة هي تلك التي تشكل الصناعة عماد
اقتصاداتها. أهمل علم الاقتصاد مدة طويلة من الزمن المذهب الفيزيوقراطي غير أن انتشار
المجاعات في العالم ونقص المخزونات الاحتياطية العالمية من المواد الغذائية الرئيسية
أعاد للمذهب الفيزيوقراطي أثره في الفكر الاقتصادي، وبدأت برامج التنمية الوطنية والدولية
تهتم بتنمية الزراعة وسيلة لمكافحة الفقر والقضاء على الجوع، فضلاً عن أن إخفاق التدخلية
من ناحية وتراجع الاقتصادات المخططة مركزياً من ناحية أخرى، ذكّر بفضل الفيزيوقراطية
في الدعوة إلى حرية الاقتصاد ورفع مبدأ «دعه يعمل، دعه يمر».
أهم الانتقادات
وأهم ما يوجه من أنتقاد نحو المذهب الطبيعي الفيزوقراطي هو تعريفهم للأنتاج
بأنه خلق مادة جديدة، إذ أن للأنتاج في حقيقته هو خلق منفعة أو زيادتها لا خلق مادة
جديدة، كذلك أنتقد رأيهم بأقتصار الضريبة على الأرض، إذ أن ذلك أجحافا بطبقة الزراع
والفلاحين، بالإضافة لكون هذه الضريبة لا تكفي لمواجهة نفقات الدولة لوحدها.
كان المذهب الطبيعي ينسب للأرض القيمة الاقتصادية الكبرى، فأعطى المذهب الكلاسيكي
هذه القيمة للعمل، وليس مرد ذلك إلى الانتقال من العصر الزراعي إلى العصر الصناعي فحسب،
بل إنه ليعبر عن رغبات الطبقة الجديدة التي تريد أن تفرض نفوذها المالي على المجتمع،
وتستأثر بالعمال الذين كانت غالبيتهم تعمل في الزراعة. http://www.marefa.org/index.php/Physiocrats
[5] آدم سميث (و. 17 يونيو
1723 - ت. 17 يوليو 1790)، هو باحث إقتصادي يعرف بنظرية إقتصادية تحمل إسمه، تقوم
هذه النظرية على اعتبار أن كل أمة أو شعب يملك القدرة على انتاج سلعة أو مادة خام
بكلفة أقل بكثير من باقي الدول الأخرى، فإذا ما تبادلت الدول هذه السلع عم الرخاء
بين الجميع، تقوم إتفاقية التجارة العالمية على كسر الحواجز أمام انتقال السلع لكي
تعم العالم، لكن انتقال هذه السلع يتفاوت من حيث الإنتاج والإستهلاك بين دولة وأخرى
وبالتالي هناك دول مستفيدة اقتصاديا أكثر بكثير من غيرها، أن مبدأ آدم سميث الإقتصادي
لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع ضمن هذه الظروف.
http://www.marefa.org/index.php/%D8%A2%D8%AF%D9%85_%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%AB
[6] التجارية أو ماركنتلية Mercantilisme تسمية تعود إلى القرن الثامن عشر، أطلقها الاقتصاديون الليبراليون «أنصار
الحرية الاقتصادية»، وعلى رأسهم الاقتصادي الاسكتلندي آدم سميث Adam Smith، مؤسس
النظرية الاقتصادية التقليدية (الكلاسيكية)، على مجموعة الآراء والإجراءات الاقتصادية
التي طبقها أنصار الدولة القومية Etat national في معظم البلدان الأوربية، في المدة
بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر، بهدف توفير فائض في الميزان التجاري للدولة، وهذا
الفائض هو الوسيلة الوحيدة في نظرهم لجذب المعادن الثمينة اللازمة لتقدم الأمة وتقوية
الدولة ولا سيما الدولة المحرومة من مناجم الذهب و الفضة.http://www.marefa.org/index.php/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A
[7] ريتشارد الأول قلب الأسد :عاش
(أكسفورد 1157- شالوس، فرنسا 1199 م) هو ملك إنجلترا (1189-1199 م) ... بعد فترة قصيرة من اعتلائه العرش خلفا لأبيه، شد "ريتشارد"
الرحال إلى الأراضي المقدسة ليقود الحملة الصليبية الثالثة، أبدى شجاعة كبيرة في القتال،
إلا أنه لاقى في صلاح الدين، سلطان الأيوبيين وبلاد المشرق خصما عنيداً، فحاربه ثم
أحبه، وعجز عن هزيمته وأقسم أن يهزمه. رغم أنه أحرز بعض الانتصارات (معركة أرسوف،
1991 م)، إلا أنه أخفق في انتزاع بيت المقدس من أيدي المسلمين، كما بلغت مسامعه أنباء
غير مطمئنة عن رغبة خصومه (ومن بينهم شقيقه جون بلا أرض) في الاستيلاء على أملاكه وخلعه
من العرش، فقرر "ريتشارد" العودة إلى فرنسا. http://www.marefa.org/index.php/%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84_%D9%85%D9%86_%D8%A5%D9%86%DA%AF%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A9
[8] فيليپ الثاني أغسطس (بالفرنسية:
فيليب أوجسط Philippe
Auguste) ولد في ( 21 أغسطس 1165 ) وتوفى في ( 14 يوليو 1223
) وكانت فترة حكمه لفرنسا من 1180 إلى 1223 أي حكم لمدة 43 عاماً... ارتاعت
أوربا لزيجاته؛ فقد ماتت إزبلا زوجه الأولى في عام 1189، وبعد أربع سنين من وفاتها
تزوج انجبورج
Ingeborg الأميرة الدنمرقية.
وكان زواجه هذا وذاك زواجاً سياسياً، فيه من التملك أكثر مما فيه من الغرام. ولم
ترق إنجبورج في عين فليب، فهجرها بعد يوم واحد، ولم يمض على زواجه بها أكثر من عام
حتى أقنع مجلساً من الأساقفة الفرنسيين أن يجيز له طلاقها، ولكن البابا سلستين
الثلث Celestine
III أبى أن يوافق على هذا القرار. غير أن فليب
تحدى البابا وتزوج في عام 1169 بأني الميزانية Agnes of Meran؛ فحرمه سلستين، ولكن فليب
ظل على عناده وقال في ساعة من ساعات حنانه: "خير لي أن أفقد نصف أملاكي من أن
أفارق أني". وأمره إنوسنت الثالث أن يرجع إنجبورج، فلما عصي فليب الأمر حرم
البابا الصلب العنيد جميع الخدمات الدينية في أملاك فليب. وثارت ثائرة فليب فخلع
جميع الأساقفة الذين أطاعوا أمر الحرمان، وقال في حسرة: "ما أسعد صلاح الدين
الذي ليس له من فوقه البابا"، وهدد بأن يعتنق
الإسلام(61). وواصل حربه الدينية أربع سنين بدأ الشعب بعدها يتذمر خوفاً من عذاب
النار، فطرد فليب محبوبته أني (1202) ولكنه أبقى إنجبورج محبوسة في إيتامب Etampes حتى عام 1213 حين ردها إلى عصمته. http://www.marefa.org/index.php/%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A8_%D8%A3%D9%88%D8%BA%D8%B3%D8%AA_%D9%85%D9%86_%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق