الشيخ الفضلي ودوره
في تشكيل الوعي الاسلامي:
أسهم المرحوم آية
الله العظمى الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي في تشكيل الوعي الإسلامي لجيلي من
العرب في لبنان وغيره من خلال كتبه الاولى التي اطلعنا عليها وشكلت لنا مدخلا إلى
الفكر الاسلامي وعمارته الراسخة على يدي الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر ,
فكانت كتبه : التربية الدينية: دراسة منهجية لأصول العقيدة الإسلامية و في انتظار الإمام و مشكلة الفقر ومختصراته العلمية في
النحو والصرف والمنطق وأصول الفقه أدواتنا الأولى وغالبا ما اضطررت إلى مراجعتها
لمرجعيتها العلمية الراجحة بل واخترت تدريس بعضها القديم والجديد على كتب أخرى
مهمة ولكنها لا تراعي الطالب في تعلمه وهي من مميزات كتاباته .
ولاحقا قدَّم رحمه الله في مختلف صنوف العلوم والمعارف كتبه وأبحاثه وظل
على نشاطه لم يعقه عائق عن بذل جهد لطالب علم.
ومع انتصار الثورة الاسلامية في إيران وانتشار التعريب لكتب الشهيد مطهري
وغيره كانت الحوزة العلمية في إيران نفسها تستفيد من منهجيته بل وحتى من كتبه
نفسها حيث جرت ترجمة كثير منها إلى الفارسية فضلا عن اعتماد بعضها متونا تدريسية.
بعد عودته إلى وطنه السعودية , اتخذ لنفسه مسلكا علميا فدرَّس في الجامعة
وفي بيته وغيره ,واستطاع اكتساب احترام الجميع وشكَّل مرجعية وطنية بروحه الوحدوية
النابذة للفتن.وظل على علاقة طيبة بالحوزة خارج السعودية وعلى اطلاع تفصيلي فكان
من أبرز أهل الخبرة الذين يرجع إليهم ويستأنس برأيهم.
رحمه الله ورحم الله الاستاذ الدكتور خضر دبوس الذي كلفني بكتابة مجموعة
مقالات تختصر كتاب الشيخ الفضلي مشكلة الفقر في الإسلام لتعلق على لوحة الحائط في
مسجد الإمام زين العابدين عليه السلام – الغبيرة , حيث انتظمنا في اللجنة الثقافية
الاسلامية برعاية سماحة الشيخ حسن عواد (رئيس المحاكم الشرعية الجعفرية ) , وما
زلت احتفظ بمسودة أولها بأخطائه (1970), لهما ولسائر موتانا نهدي ثواب قراءة
الفاتحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق