نشرت على الفايس بوك هذا المقطع:
"لو كنتُ من مازنٍ لم تستبحْ إبلي بنو الشقيقة من ذهل بن شيبانا
وروي اللقيطة بدلا من الشقيقة وقد ضمَّن
صدر البيت المرحوم الشيخ محمد فرحات العاملي في مطلع قصيدة له عن الإعتداءات
الإسرائيلية على جنوب لبنان والمخيمات الفلسطينية وتراخي العرب عن دعم المقاومين في
أوائل سبعينيات القرن الماضي فقال :
لو كنتُ من مازنٍ لم تستبحْ إبلي بنو اللقيطة أو تردي ضحايانا"
لو كنتُ من مازنٍ لم تستبحْ إبلي بنو اللقيطة أو تردي ضحايانا"
وأردف هذا النشر هنا بما يلي:
تمام القصيدة ذكرها أبو تمام في ديوان الحماسة وعلَّق عليها شرَّاحه.
قالها قريط بن أنيف من بني العنبر حين أغار جماعة من بني شيبان عليه فأخذوا
له ثلاثين بعيرا فاستنجد قومه فلم ينجدوه فأتى مازن تميم فركب معه نفر فأطردوا
لبني شيبان مائة بعير فدفعوها إليه فقال هذه الأبيات:
لو كنتُ من مازن لم
تستبحْ إبلي بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
إذاً لقام بنصري معشرٌ خشنٌ عند الحفيظة إنْ ذو لوثة لانا
قومٌ إذا الشر أبدى ناجذيه لـهم طاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندُبهم في النائبات على ما قال برهانا
لكنَّ قومي وإنْ كانوا ذوي عددٍ ليسوا من الشر في شيء وإنْ هانا
يجزون من ظلمْ أهل الظلم مغفرةً ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأنَّ ربك لم يخلق لخشيته سواهم من جميع الناسِ إنسانا
فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا شنوا الإغارة، فرسانا وركبانا
إذاً لقام بنصري معشرٌ خشنٌ عند الحفيظة إنْ ذو لوثة لانا
قومٌ إذا الشر أبدى ناجذيه لـهم طاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندُبهم في النائبات على ما قال برهانا
لكنَّ قومي وإنْ كانوا ذوي عددٍ ليسوا من الشر في شيء وإنْ هانا
يجزون من ظلمْ أهل الظلم مغفرةً ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأنَّ ربك لم يخلق لخشيته سواهم من جميع الناسِ إنسانا
فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا شنوا الإغارة، فرسانا وركبانا
وأثناء تتبعي للقصيدة دخلت على موقع " شبكة الفصيح لعلوم
اللغة العربية " و طالعت حوارا تميز بالعلم والأخلاق العلمية والتأدب في
المقاربة والإبتعاد عن التبذل في استحضار الواقع ومقارنته أنقل بعضه وأعلق على بعض
لأنني وجدت فيه جوهر ما دعاني للنشر على الفايس بوك .
قال محمد سعد:
"مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، هم بنو أخي العنبر بن عمرو بن تميم،
وإذا كان كذلك فمدح هذا الشاعر لهم يجري مجرى الافتخار بهم، وفي بني مازن عصبية شديدة
قد عرفوا بها وحمدوا من أجلها، ولذلك قال بعض الشعراء موبخاً لغيرهم:
فهلا سعيتم سعي عصبة مازن ... وهل كفلائي في الوفاء سواء
كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شف الوجوه لقاء".
وأورد عليه "أبو سارة"من الكويت:
"استوقفني كلام الأستاذ
محمد سعد ، إذ الواضح من الأبيات أن الشاعر نزل بقومه كنزول الآخر في قومه:
قبيّلة لا يخفرون بذمة ***
لا يظلمون الناس حبة خردل
فقال ابن الخطاب رضي الله عنه
: ليت آل الخطاب منهم ، وهو رضي الله عنه يعلم لكنه يغلب جانب الحكمة وتأليف القلوب
، فكان رد حسان بن ثابت رضي الله عنه حينما حكموه بأن الشاعر: سلح عليهم!
يبدو أن شاعرنا المجيد لم يُخرج
قومه عن حكم حسان رضي الله عنه ، ونرجو أن يكون الأستاذ محمد سعد من المطبقين لسنة
عمر رضي الله عنه. والله تعالى أعلم".
أقول : ومع ذلك البيان الواضح , ورغم أن ختام القصيدة يدل على ذم قومه
بقوله:
فليت لي بهم قوماً
إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا وركبانا
فقد كتب بعدهما السراج محاولا نفي ذلك , قال :
"انظر كيف يعتذر
لقومه - الذين لم ينجدوه - مثلما فعلت النملة في جنود سليمان عليه السلام
في قوله تعالى : " لا يحطمنّكم سليمانُ وجنودُه وهم لا يشعرون "
وهو يقول في في قصيدته :
لكنَّ قومـي وإنْ كانـوا ذوي عـددٍ ليسوا من الشر في شـيء وإنْ هانـا
يجزون من ظلمْ أهل الظلم مغفرةً ومـن إســاءة أهــل الـسـوء إحسـانـا
كــأنَّ ربــك لــم يخـلـق لخشيـتـه سواهـم مـن جمـيـع الـنـاسِ إنسـانـا ".
في قوله تعالى : " لا يحطمنّكم سليمانُ وجنودُه وهم لا يشعرون "
وهو يقول في في قصيدته :
لكنَّ قومـي وإنْ كانـوا ذوي عـددٍ ليسوا من الشر في شـيء وإنْ هانـا
يجزون من ظلمْ أهل الظلم مغفرةً ومـن إســاءة أهــل الـسـوء إحسـانـا
كــأنَّ ربــك لــم يخـلـق لخشيـتـه سواهـم مـن جمـيـع الـنـاسِ إنسـانـا ".
إنتهى موضع الحاجة من النقل فأقول: وهذا بعينه منطق التبرير للقاعدين عن الإنتصار
لأهلهم.
وبالعودة إلى البيتين :
فهلا سعيتم سعي عصبة مازن ... وهل كفلائي في الوفاء سواء
كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شف الوجوه لقاء
أقول البيتان للمكعبر الضبي يمدح بني مازن ويذم بني العنبر "قال
أبو العباس (الكامل في اللغة والأدب/الجزء الأول –ص: 22. ,ويكي مصدر): وكان قوم نزلوا ببني العنبر بن عمرو بن تميم، والقوم من بني ضبة،
فأغير عليهم، فاستغاثوا جيرانهم فلم يغيثوهم، وجعلوا يدافعونهم حتى خافوا فوتها، فاستغاثوا
بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، فركبوا فردوها عليهم،، فقال المكعبر الضبي في
ذلك:
أبلغ طريفاً حيث شطت بها
النوى فليس لدهرالطـالـبـين فـنـاء
كسالى إذا لا قيتهم غير منـطـق يلهى به المحروب وهو عـنـاء
وإني لأرجوكم على بطء سعيكـم كما في بطون الحاملات رجـاء
أخبِّرُ من لاقيت أن قـد وفـيتـم ولو شئت قال المخبرون أسـاؤوا
فهلا سعيتم سعي أسـرة مـالـك وهل كفلائي في الوفـاء سـواء
كأن دنانيراً على قـسـمـاتـهـم وإن كان قد شف الوجوه لـقـاء
لهم أذرع بادٍ نواشر لـحـمـهـا وبعض الرجال في الحروب غثاء
قوله:"حيث شطت بها النوى"، معنى شطت: تباعدت، ويقال: أشط فلان في الحكم إذا عدل عنه متباعداً، قال عز وجل :" ولا تشطط"
وقيل إن الشعر لمحرز بن المكعبر الضبي، والقسمات: الوجوه. وقوله: 'شف'
بمعنى غيّر؛ يعني أن وجوههم تشرق في الحرب، على حين تتغير وجوه غيرهم فيها لهولها.
وعن "باد نواشر لحمها" قال الأصمعي: ولزهير بن أبي سلمى :
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم
بحومانة الدراج فالمتثلم
ودار لها بالرقمتين كأنها
مراجيع وشم في نواشر معصم
بحومانة الدراج فالمتثلم
ودار لها بالرقمتين كأنها
مراجيع وشم في نواشر معصم
الرقمتان إحدهما قرب المدينة،
والأخرى قرب البصرة ومعناه بينهما وقال الكلابي: الرقمتان من جرثم، ومن مطلع الشمس
من بين أسد، وهما أبرقان مختلطان بالحجارة، والرمل، والرقمتان أيضا بشط فلج أرض
بني حنظلة، وقوله رواجع وشم أي ما رجع وكرر، وفلان يرجع صوته أي يكرره، والنواشر:
عروق ظاهر الذراع. وقيل الناشر عصب الذراع من باطنها وظاهرها. والمعصم موضع السوار.
شبه الآثار التي في الديار كمراجع الوشم ويروى دار لها بالرقمتين.
والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق