من طرائف المشترك لفظاً
المختلف معنىً في العاميِّات اللبنانية
كتبت الأستاذة فاطمة بري في صفحتها على الفايس بوك ما هذا نصه مُستَخْلَصا
لا مُلَّخصا , قالت :
" أسماء الإشارة بلهجة أهل جنوب لبنان وبالإذن
من كل النحويين: هيدي- هضاك - هضكهلي- هظوي- هونيكهلي !
ثم أضافت :
نزولا عند طلب الشرح , هذه مقاربة بمعنى كل
اسم على حدة - وفق اللهجة الجنوبية أيضا...بالمناسبة كلمة أيضا تتحول في الجنوبية
الى "كمين" !!!
هيدي=هذا , هضاك= ذاك
, هضكهلي=هناك(للقريب, ( هظوي=هاهو , هونيكهلي=هنالك (للبعيد)".
وقد نَشَرْتُ هناك تعليقا أحببت تثبيته هنا تعميما إلى
من لا "يتعاطون" الفايس بوك , قُلتُ :
أَهْلُ ما يعرف اليوم
ب"جنوب لبنان" لم يكونوا وليسوا سواء في لهجاتهم (وقد يكون ثمة مصطلح
أضيق من اللهجة عند الانتروبولوجيين) , وهذه المسألة لم يتعرض لها بل لم يلتفت
إليها المرحوم الشيخ أحمد رضا في كتابه الشهير قاموس رد العامي إلى الفصيح , الذي
أنجزه سنة 1946[1] فإنه قال في مقدمته:"وإنه لغني عن البيان
أن أكثرما ذكرته من العامي إنما هو من اللهجة التي أسمعها كل يوم ,بل كل ساعة ,
وهي لهجة جبل عامل وساحل دمشق وما يليه من سفوح لبنان" .
قد أصاب رحمه الله لو أنه اقتصر على أنها "اللهجة التي أسمعها كل يوم ,بل كل ساعة" ولم يتوسع في جغرافيتها فمن المعلوم بالوجدان أنها ليست سواء في كل ما ذكر فضلا عن أن لا تطابق بين مصطلح جبل عامل وكل المنطقة المعروفة اليوم بجنوب لبنان , بل إنه وهو أحد شيوخ المؤرخين لجبل عامل تناسى ما ذكره هو نفسه من تفسيمها إلى إقليم الشومر وإقليم التفاح وبلاد بشارة وعاملة...
أتمنى عليك ترتيب "برنامج تلفزيوني" عن هذا الموضوع , وأتمنى أن يكون موضوعا للدراسات العليا في بعض الكليات..."
انتهى المنشور .
قد أصاب رحمه الله لو أنه اقتصر على أنها "اللهجة التي أسمعها كل يوم ,بل كل ساعة" ولم يتوسع في جغرافيتها فمن المعلوم بالوجدان أنها ليست سواء في كل ما ذكر فضلا عن أن لا تطابق بين مصطلح جبل عامل وكل المنطقة المعروفة اليوم بجنوب لبنان , بل إنه وهو أحد شيوخ المؤرخين لجبل عامل تناسى ما ذكره هو نفسه من تفسيمها إلى إقليم الشومر وإقليم التفاح وبلاد بشارة وعاملة...
أتمنى عليك ترتيب "برنامج تلفزيوني" عن هذا الموضوع , وأتمنى أن يكون موضوعا للدراسات العليا في بعض الكليات..."
انتهى المنشور .
زيادة سماعية
وتأكيدا على ما ذكرت هناك
أنقل لكم ما حدَّثني به أحد أحب الأصدقاء إلى قلبي وهو من إحدى القرى المحيطة
بالنبطية من أنه بعد تخرجه من دار المعلمين أوائل السبعينيات جرى تعيينه مدرسا للغة
العربية في إحدى قرى ما وراء النهر (يقصد الليطاني وهكذا يُعبِّر أهل شمال النهر
عن ما بعده جنوبا ) , قال إن المدرسة كانت عبارة عن غرف متلاصقة ليست معدة لتكون
بناء مدرسيا ولا سور لها وليس فيها غرفة لاستراحة المعلمين, عند الفرصة كان
التلامذة يقصدون بيوتهم القريبة والأساتذة يتمشون في الفناء المحيط . قال : في
إحدى هذه الفرص رأيت امرأة تخبز المرقوق على الصاج وعزمت علي لتضيفني فأقبلت إليها
وجلست على الأرض مقابل الصاج ولما لاحظتُ أنها "ترق" و"تهل" و"تخبز"
و"تشعل" لوحدها تطوعت عارضا المساعدة والتخفيف عليها بقولي "بلزلِّك"
واللز عند أهل شمال النهر يعني الايقاد للنار بالعيدان الدقيقة[2]
, وما أن سَكَتُّ منتظرا الجواب حتى كان غضب الله كله قد نزل علي وعلى من خَلَّفني
, يقول الأستاذ الحاج وعرفت لاحقا قبح دلالة الكلمة عندهم .
وأترك لكم تخيُّل ما بعد الواقعة....
وقبل أن أترككم أسألكم هل تعرفون كيفية تثنية
"كوز التين" في ما وراء النهر ؟
صَدِّقوا !!!!
إنَّها
"كزتينين"
[1] سنة اكتمال انسحاب القوات الفرنسية "الجلاء" وبعد ثلاث سنوات من استقلال لبنان
بحدوده الجغرافية السياسية التي صيَّرت المنطقة الحدودية المحاذية لشمال فلسطين تعرف ب "الجنوب
اللبناني" , وكان لها تقسيمات وأسماء مختلفة تتبع الادارة العثمانية وتقسيماتها.
[2] واللز عند أهل ساحل المتن
الجنوبي (الضاحية) يعني التفسيح والتوسعة يقول أحدهم "لِزِلِّي" ويقصد
أوسع لي مجلسا ملاصقا لك ,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق