الاثنين، يناير 27، 2014

سائقة الفان العمومي وحفيدتي مي وتوريق الزعتر


سائقة الفان العمومي وحفيدتي مي وتوريق الزعتر
اليوم صباحا على طريق المطار قرب محطة الأمانة لاحظت "فان ركاب عمومي" يتجاوزني بهدوء من على يميني وإذ بها سيدة محجبة تقوده , تَوَقَفَتْ قليلا تحسب المال وتعده ثم انعطفت إلى محطة البنزين .
شكرا لك سيدتي ليس على أنك أضأت شمعة فقط بعملك هذا بل على أنك أوسعت طاقة الأمل في سماء هذا الوطن .

ومن الموافقات العجيبة أن حفيدتي مي (سبع سنوات) نَزَلَتْ بعد ظهر السبت الماضي من باص المدرسة عندي , تغدت وبدأت تلاحقني بالأسئلة فهربت إلى المطبخ لحقتني قلت لها "إلبسي برجلك لا تمشي حافية فالدنيا برد" قاصدا أن تلبس حذاءها رجعت قائلة :"لبست مشاية عمتي" , قلت"شو رأيك نحضر سوا للطبخ؟" رضيت فأعطيتها كيلو جزر والمقشرة وجلسنا هي تشنغل بالجزر وأنا بالباذنجان,"هاي منزوعة وهاي شوي منزوعة" أكملي يا بنتي وانتهينا , جاءت أمها وخالتها أخبرتهما وسألتني "شو بدنا نعمل بعد؟" , أعطيتها باقة زعتر بري وطلبت منها توريقها , وَرَّقتها وجاءت بعلبة الحفظ والورق وضعت الزعتر داخلها وإلى البراد ...أحسست أنها فرحة .
اليوم الإثنين جاءت مع أمها بعد الظهر وأول سؤال منها كان :"شو بدك أعمل؟".

اليوم أحسست حقيقة أهمية إعطاء الأولاد فرصة التجربة لإنجاز عمل , وأدركت حقيقة قيمة أي عمل , وأدركت كيف نزرع في أبنائنا قيمة الثقة بالنفس وقيمة العمل .

شكرا سيدة الفان ... شكرا مي خازم

ع.خ , الإثنين، 27 كانون الثاني، 2014

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور