الجمعة، يناير 31، 2014

الزواج الثاني وثقافة المرأة الصالونية


سمعت قبل سنوات أن صديقا يسعى لزواج بثانية ولم يقولوا : "على زوجته" ولا أنه "سيأتي لها بضرَّة" لأنهما تعبيران يدلان بداهة على وجود مشكلة معقدة في الأولى أو معها , أما الزواج بالثانية فالمشكلة عند الرجل نفسه كما أفهم .
عندما سألت عن السبب وأعرفهما صغيرين وتزوجا عن حب وكفاح مشترك كان الجواب جوابه هو : أنه لا ينكر نجاحها في البيت وتربية الأولاد لكنها انشَغَلَتْ بهما فلم تستطع مواكبة تطوره الثقافي الإجتماعي وصارت تخجله بصمتها وعدم قدرتها على المشاركة في أحاديث الصالونات الأدبية والثقافية وهو يحب أن تكون زوجته معه فيها وتكون كغيرها بل أكثر مشاركة من غيرها.
قلت هذه حُجَّة المفلس , الناكر للجميل , العاجز , الجاهل .
أما أنه مفلس فلأن اصطحاب الزوجة إلى المنتديات والصالونات الثقافية إن لم يكن لها بذاتها كان "تشاوفاً" وعرضاً لا يليق برجلٍ فضلا عن أن يكون رجلا مسلما .
وأما أنه ناكر للجميل فلأن اعترافه بنجاحها في البيت وتربية الأولاد يقتضي مكافأتها وليس الزواج الثاني إلا تنغيصا لها وأين هو من رد الجميل واصطناع المعروف .
وأما أنه عاجز فبيانه واضح بنتيجة فشله في الأخذ بيدها والتعاون معها لمواكبة تطوره .
أما جهله فقصدت به عودة المراهقة إلى فكره واختراع الحجج ورسم صور خيالية عن أنثى يرغب بها في حين لا تتطابق الصورة المتخيلة مع الواقع غالبا .
والدليل على صحة ما قلته بعد مرور سنوات طويلة على القصة أنه لم يتزوج الثانية وأنه هو توقف عن التطور الثقافي الإجتماعي بتيدل طبيعة عمله , واستمرت حياتهما طبيعية ولم تخرب الدنيا .

ليست الزوجة أداة تستبدل بالإستهلاك ... أيها الرجال

ع.خ ,الجمعة، 31 كانون الثاني، 2014

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور