أوّل طبعة والطبعة الأولى
لتفسير القرآن الكريم
"صفوة العرفان
في تفسير القرآن" تأليف محمد فريد وجدي[1] من نوادر الطبعات الحجرية
العربية (أو كما تسمى في دول المغرب العربي المطبوعة على البلاطة) في خزائني, أمّا
أنها أول طبعة[2],
فلأنها غير مسبوقة في عالم الطباعة بالجمع بين صفحات القرآن الكريم كمتن وتفسيره
على حاشيتها دون زيادة عددها عن عدد صفحات المصحف, وأما أنها الطبعة الأولى فلأنها
كذلك فقد طبعتها مطبعة الشعب سنة 1321هـ - 1903 م (كما هو مدوّن على الغلاف
الداخلي) في مجلدين الأول مقدمة تشكل جملة من المعارف والعلوم في 181 صفحة والثاني
وهو المصحف المفسّر في 715 صفحة من قياس 23,5 / 21 سم.
يستحقُ الكتاب فضلا
عن قراءته المفيدة بجزئيه وما فيها من عناوين يحتاجها القارئ غير المتخصص لتدبر
القرآن الكريم دراسة أخرى من الناحية الفنية المبتكرة في مجال طباعة المصحف
المفسّر بملاحظة النقاط التالية التي استخرجتها مما قاله المؤلف في مقدمته للطبعات
اللاحقة كما نقلها د. محمد رجب البيومي[3]:
1-
" إنني حوالي سنة 1323هـ [4] حاولت أن أقرأ القرآن قراءة
تدبر وفهم كما أمر به موحيه - سبحانه وتعالى -، فأعوزني أن أجد من التفاسير ما يبلغني
أمنيتي من أقرب الطرق وأسهلها، فإن المطولات لا يتسع لتلاوتها وقت أمثالي من المشتغلين
بفروع كثيرة من العلم.. فأخذت أضع تفسيراً
لنفسي، وشرعت أكتبه على هامش مصحف لأتخذه عمدة في تلاوتي للقرآن الكريم ..".
2-
"ثم رأيت متمماً للفائدة أن أجعله على شكل المصاحف
العادية، فاستكتبته باليد، وطبعته بالحجر على ورق نباتي (وكانت كتب العلم حينئذ تطبع
على هذا الورق) وجعلتُ تفسير كل صحيفة في ذيلها ليسهل الرجوع إلى معنى أي لفظ أو أية
آية في حالة التلاوة والحمد لله أولاً وأخراً".
3-
"غير أن الاستقبال الحسن الذي استقبلت به الأمة
هذا التفسير، حملنا على أن نزيده إتقاناً، فرأينا أن نكلف أحد الحفارين المشهورين بأخذ
صورة من أجمل المصاحف العثمانية خطا بالزنكوغراف، على ما في ذلك من بذل نفقات طائلة،
وأن يحيط كل صحيفة بتفسيرها من جهاتها الثلاث بحيث لا يخرج تفسير كل صفحة عنها بقدر
الإمكان, وقصدنا من ذلك أن يكون خط هذا التفسير بالغاً الغاية من الجودة، وأن يجئ طبعه
نظيفاً إلى أقصى حد تبلغه صناعة الطبع، ولم نجد في كل ما بذلناه من النفقات، وما تكبدناه
من المتاعب في إبراز هذا العمل على هذه الصورة ما يحملنا على الزهو بجهدنا، لأن كل
جهد يبذل في خدمة الذكر الحكيم، وينفق لمصلحة الأمة يجب أن يعتبر قليلاً في جنب الواجبات
الكثيرة التي تتحتم على كل فرد حيال هذا الدين".
ع.خ,الخميس، 01 آذار، 2018
رابط تنزيل الجزء
الأول صفوة العرفان , الطبعة الأولى:
رابط تنزيل الجزء الثاني,
المصحف المفسّر, الطبعة الخامسة:
[1] الأستاذ محمد
فريد وجدي (1878 - 1954) كاتب إسلامي مصري الجنسية من أصول شركسية ولد في مدينة الإسكندرية
بمصر سنة 1878م / 1295 هـ وتوفى بالقاهرة سنة 1954م / 1373 هـ. أصدر عدة مجلات وأسس
مطبعة كانت تصدر جريدة الدستور . عمل على تحرير مجلة الأزهر لأكثر من عشر سنوات، له
العديد من المؤلفات ذات طابع ديني ووثائقي ومن أهم كتبه كتاب كنز العلوم واللغة وكتاب
دائرة معارف القرن الرابع عشر الهجري والعشرين الميلادي وتقع في عشرة مجلدات.
[2] فقد وجدت قبله نسخ
مخطوطات جمع النًسّاخ (لا الكُتّاب) في حواشيها تفسيرا أو أكثر من تفسير,فيتميز
بأنه أول من تقصد كتابته وطباعته على هذا الشكل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق