متابعة لهَمْرَجَة تحريف المصحف وحكاية سورة بني إسرائيل
تقديس المألوف من نسخة المصحف الشريف بأشكالها ورموزها[1] التي اعتادها الناس أنتج
هذا الخلط والتلبيس وهذه الضجة غير الطبيعية وقبول اعتبار غيرها من النسخ تحريفاً,
وهو ما يعيدنا إلى الخوف الذي أبداه الأوائل عند بدايات الزيادات على نسخ المصاحف
(النقط والإعجام وكتابة أسماء السور) وتشدد البعض في إبقاء المصحف مجردا مقتصرا
على كلام الله عز وجل وحده حذرا من الوصول إلى يوم كهذا الذي نحن فيه, وأخشى القول
كأنهم كانوا على حق.
استمعت إلى رسالة صوتية (7:24
دقائق) بالعاميَة المصرية وافتني بها اليوم صديقة من صديقة والله أعلم بمدى
انتشارها, والرسالة الصوتية لا تبين إسم صاحبها لكن صوت الرجل بدا لي معروفا, فإن
كان هو فأنا واحد ممن كان يتابعه ومن محبي الإستماع إلى صوته وأسلوبه في التعليم
وفي التلاوة, ولم تتغير نظرتي إليه من هذه الزاوية دون غيرها, فإذا تيقنت فسوف
يكون لي كلام آخر لأنه من اهل العلم ولا ينبغي أن يًخْدَعَ عن
تعدّد نُسَخ المصاحف.
بعد أن تجاوز الأستاذ تغيير التسمية لإسم السورة قال: " فأنا شُفت الصفحة اللي انتو شايفينها دلوقتي قدامكم لكن لقيت مش مغيّرين
الكلمات إنما مغيّرين تشكيل الحروف..".
وبدأ ببيان أثر تغيير حركات
الإعراب في تغيير المعنى وخطورته, ولا أدري سبباً لتورطه في عدم التمييز بين أشكال
التجويد وأشكال حركات الإعراب.
يبدأ بالكلام على التغيير وبيان الخطأ بزعمه ثم التصحيح, عشرون خطأ في
الصفحة توقّف عندها وجُلُّها مبنيٌ على غلطه الأول في رؤية وقراءة وفهم الشكل في
كلمة "بسم", قال:" بَدَأُم ببسم الله الرحمن الرحيم حتلاحظو إن بدل
الباء المكسورة حطو ضمّة بو... "
الكسرة تحت الباء واضحة جداً يا مولانا فمن أين جئت بالضمة؟
وهذه التي أسميتها ضمَّة واقعة فوق السين وهي رأس الحاء (وعلماء الضبط
يقولون رأس الخاء بدون نقطة) وهي لإشباع الحرف وإظهاره وتسكينه كما اصطلح عليها في
علامات الضبط, وهي من علامات التجويد وليست من علامات الإعراب, وهي التي قرأتها
أنت سكوناً في موضع آخر وهي كذلك, وأنت في ما بعد عرفتها في ما أوردته من أخطاء, ثم
عُدْتَ وتَحَيَّرْتَ فيها ضمة أو سكون في "البصير" الدقيقة 3 : 55 .
بل عدت وبَيّنتَ أنها سكون لا يجوز وضعها فوق ياء "الذي" لأنها
ياء مَدّية.
ولا ينبغي أن يفوتك أن هذا الترك لحركة التسكين هنا (رأس الحاء) من خصائص
مصاحف خط النَسْخ المشرقية بخلاف مصاحف خط النسختعليق لأهل شبه القارة الهندية
وماليزيا وإندونيسيا حيث يثبتونها منذ زمن طويل ولم يُعابوا عليه.
ومما ينبغي أن يذكر هنا أن
المصاحف المغاربية برواية ورش وتتابعها المصاحف الإفريقية بالخط المغربي لا تستخدم
هذا الشكل بل تجعل الدائرة الفارغة علامة على السكون كتلك التي في حركات الإعراب فهل نقول عنها إنّها مُحَرّفة؟ .
سأكتفي بهذا المقدار لأن بقية المزاعم مبنية على هذا التشويش في الرؤية
الذي كان يقتضي منه فعلا آخر, وهو يُقِرُّ في ختام التسجيل الصوتي بعجزه عن الرؤية
بقوله: " ده اللي أنا
عرفته.. الخط مش واضح قوي"...
أخشى أن يكون هذا الموضوع مسمار جحا لقضية لا
نعرفها اليوم.
ع.خ, الإثنين، 09 تشرين الأول، 2017
-
صورة الصفحة المذكورة
-
صورة البسملة وحركة
الكسرة تحت الباء واضحة ورأس الحاء فوق حرف السين كما هو فوق حروف غيره.
-
صورة تبين حركة السكون برواية ورش وبالخط المغربي طبعة الدار التونسية عن نسخة
عتيقة ليس فيها اسم الناسخ.
-
صورة تبين حركة السكون برواية ورش وبالخط المغربي طبعة دار الفكر عن نسخة النيجيري
محمد الثالث
ولمن فاته قراءة ما نشرته في الموضوع هذا رابط إليه:
جهل وعيب وحرام, هذه النسخة من المصحف الشريف ليست محرفة.
https://www.facebook.com/khazem.ali.1/media_set?set=a.10210557062417945.1073741991.1087684731&type=3&pnref=lhc
[1]
كالحركات فوق الحروف المعينة على مراعاة أحكام التجويد, والرموز
الدالة على مواضع السجود, وهي ليست قرآنا حتما واختلافها لا يعني اختلافا في
القرآن.
هناك تعليق واحد:
مقالك جيد جدا
جزاك الله
إرسال تعليق