بعد الإلتزام بضبط رسم الكلمات حسب الرواية التي يراد كتابتها اتفق العلماء على عدم خلط أكثر من رواية في نفس متن المصحف فوجد مصحف حفص ومصحف قالون ومصحف الدوري و... فإذا أريد بيان الإختلافات جعلوها إما في حاشية النسخة أو في هامش الأسطر.
وهذا البيان من موارد التمايز بين النسخ فإننا لا نجده في كل نسخ المصاحف وهو مما يمكن تصنيفه مع ما سأورده تحت عنوان مميزات علمية مقابل المميزات الفنية وسأعود إليها بعد التمام من المميزات الفنية.
لم تنحصر كتابة نسخ المصحف الشريف بطبقة خاصة إلا في العصور المتأخرة فكان علماء الدين وطلبة العلم يكتبون نسختهم الخاصة لكنها كانت نسخا بسيطة من الناحية الفنية بخلاف تلك التي كتبها خطاطون محترفون وزينوها هم بأنفسهم أو استعانوا بفنان آخر للتزيين والتذهيب .
ومن التمايزات الفنية بين النسخ أن تكتب بنوع خط واحد من أول آيات المصحف إلى آخره كخط النسخ الرائج الذي ابتدعه إبن مقلة 310 هجرية, أو الخلط بين أكثر من خط بعد تحديد أطر هندسية في الصفحة بحيث يجعل كل خط في إطار مقيَّدا بشكل هندسي أو حراً , أو في هامش الخط الأساسي كأن يكون الأصل هو الثلث والهامش النسخ أو النستعليق.
ومن المميزات الفنية التي ابتدعها الخطاط المسلم لإشباع الروح الجمالية قيامه بالكتابة بإحدى الطرق التالية :
1- بدء كل سطر بنفس الحرف من أول المصحف إلى آخره فوجدنا نسخة معروفة بالمصحف الالفي وأخرى بمصحف الواو حيث يبدأ كل سطر منهما بحرف الألف وبحرف الواو.
2- المناظرة بين الحرف الأول من السطر الأول والحرف الأول من السطر الأخير وهكذا حتى السطر الأوسط من كل صفحة.
3 - كتابة كل حزب في صفحة واحدة ، وبذلك يكون كل جزء في صفحتين فقط.
4 - كتابة كل جزء في عشرين صفحة .
غدا بإذن الله أحاول بيان سبب إفراد سورة الفاتحة وأوائل البقرة على صفحتين بداية المصحف بعد استكمال المميزات العلمية وارتباط بعضها بخصوصيات إقليمية في العالم الإسلامي.
ع.خ الأربعاء، 20 أيار، 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق