الثلاثاء، يونيو 07، 2016

شهر رمضان والتغيير - 2 –



شهر رمضان والتغيير - 2 –
تضمن منشور الأمس ست قضايا[1] لكن الغرض الأصلي كان طلب التغيير في سلوكنا وعاداتنا نحو ما يجب والأحسن والمفيد شخصيا واجتماعيا, دينيا وحضاريا.
 فماذا يعني الناس من صيامي إذا كنت أؤذي جاري بوضع كيس الزبالة الذي يرشح سوائل الطبخ وبقايا الطعام عند مدخل شقتي لتصل إلى بابه وتسيل على الدرج بانتظار الناطور؟
وماذا يعني الناس من صيامي إذا كنت أؤذيهم بالتسبب في عرقلة السير بالتجاوز الممنوع الذي يسد السير المقابل؟
و وماذا يعني الناس من صيامكَ أنت سيادة مدير المكتب أوالمصنع أو السوبرماركت المؤذي للخادم فيها؟
وماذا يعني الناس من صيامكِ سيدتي الجميلة إذا كنت تؤذين خادمتكِ خصوصا الأجنبية الغريبة عن أهلها وتحملينها فوق طاقتها في شهر الصيام؟
صحيح أن صومنا  قائم ولا يجب علينا القضاء, لكن السؤال الحقيقي هل هذا الصوم مقبول عند الله أو مردود؟ الجواب البسيط العامي: لو كان الأمر لي ما قبلته, وهو جواب النبي صلى الله عليه وآله عن الله, لنتدبر في المشهد التالي ولاحظوا معي الاهتمام بالخادمة والخادم في هذا الشهر:
" سمع رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة تساب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله بطعام فقال لها: كلي! فقالت: أنا صائمة يا رسول الله! فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك؟! إن الصوم ليس من الطعام والشراب، وإنما جعل الله ذلك حجاباً عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم، ما أقل الصوام وأكثر الجواع "[2] . وروي عن الإمام الصادق عليه السلام :" إذا أصبحت صائماً فليصم سمعك وبصرك من الحرام، وجارحتك وجميع أعضائك من القبيح، ودع عنك الهذي وأذى الخادم ".
ولنقرأ بفهم الحديث القدسي : " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ".
والحديث التالي عن رسول الله صلى الله عليه وآله:  " رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ والعطش، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ ".
وعن الإمام علي علي السلام: " كمْ مِنْ صائِمٍ ليْسَ لَهُ من صِيامِهِ إلا الجُوعُ والظَمَأ ، وكمْ مِنْ قَائمٍ ليسَ لهُ من قِيامِهِ إلا السَهَرُ والعَناء ، حَبَّذا نَوْمُ الأكياسِ وإفطارهم" .
ولهذا الحديث الأخير صلة.
ع.خ,‏الثلاثاء‏، 07‏ حزيران‏، 2016


[1] نعود إليها لاحقا.
[2] الإمام الباقر عليه السلام: ميزان الحكمة/ ص 472 الحديث رقم 10656

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور