الخميس، يونيو 16، 2016

البوليس المتقاعد

البوليس المتقاعد
انتقل ضابط البوليس بعد تقاعده إلى قريته النائية, وبعد أيام افتقد لممارسته توجيه الأوامر والنواهي للعسكريين وللناس في دورياته, ولتفادي ضياع الهيبة مع التقاعد تفتق ذهنه الأمني عن حل عند زيارته مقام الولي في القرية !
بناء المقام ما زال على الطريقة القديمة, مَرافق الوضوء وبيوت الخلاء منفصلة وبعيدة عن المقام وليس فيها حنفيات, يحتاج الزائر الذي يريد قضاء حاجته قبل الوضوء للإستعانة بإبريق ماء يدخله معه.
وَجَدَها المتقاعد, ذهب إلى السوق واشترى كرسيا ومكتبا ومجموعة من أباريق الحَمَّام البلاستيك قسم باللون الأحمر وقسم باللون الأزرق, ملأ الأباريق وصفَّها وتموضع على كرسيه أمام بيوت الخلاء, ثم صار إذا مد زائر يده على إبريق أحمر يسأله: " بدك تعمل الكبيرة ولا الزغيرة ؟ " ومهما كان الجواب يرد عليه بصيغة الأمر العسكري: " تروك الأحمر وخود الأزرق " وهكذا لو مد الزائر يده لتناول الإبريق الأزرق يأمره بالأحمر.
مشكلتنا في لبنان أن غير المتقاعدين من المسؤولين في البلد وعلى كل المستويات يمارسون لعبة البوليس المتقاعد.
إلى متى؟
ع.خ,الأربعاء، 15 حزيران، 2016

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور