الاثنين، يونيو 20، 2016

إلى كل من أُحب: "مَا كُلُّ مَفْتُونٍ يُعَاتَب" .

إلى كل من أُحب: "مَا كُلُّ مَفْتُونٍ يُعَاتَب" .
من حِكَم أمير المؤمنين علي عليه السلام, والمفتون من وقع في الفتنة, وهي إما الشبهة حيث لا يملك المرء أدوات تمييز الحق من الباطل وعبَّر عنها عليه السلام بقوله " وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لاِنَّهَا تُشْبِهُ الْحَقَّ " فهذا حقه العتاب لإظهار الحق له وهو ما صنعه عليه السلام مع جماعة من المسلمين في أجوبته لهم عن شبهات عرضت لهم أو نصيحتهم.
وإما التعلق بالدنيا والإفتتان بها وتقديمها على الآخرة وهي حال من قال فيه: " وَمَنْ عَشِقَ شَيْئاً أَعْشَى بَصَرَهُ وَأَمْرَضَ قَلْبَهُ فَهُوَ يَنْظُرُ بِعَيْنٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ وَيَسْمَعُ بِأُذُنٍ غَيْرِ سَمِيعَةٍ قَدْ خَرَقَتِ الشَّهَوَاتُ عَقْلَهُ وَأَمَاتَتِ الدُّنْيَا قَلْبَهُ وَوَلِهَتْ عَلَيْهَا نَفْسُهُ فَهُوَ عَبْدٌ لَهَا وَلِمَنْ فِي يَدَيْهِ شَيْءٌ مِنْهَا حَيْثُمَا زَالَتْ زَالَ إِلَيْهَا وَحَيْثُمَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَ عَلَيْهَا لَا يَنْزَجِرُ مِنَ اللَّهِ بِزَاجِرٍ وَلَا يَتَّعِظُ مِنْهُ بِوَاعِظٍ وَهُوَ يَرَى الْمَأْخُوذِينَ عَلَى الْغِرَّةِ حَيْثُ لَا إِقَالَةَ وَلَا رَجْعَةَ كَيْفَ نَزَلَ بِهِمْ مَا كَانُوا يَجْهَلُونَ وَجَاءَهُمْ مِنْ فِرَاقِ الدُّنْيَا مَا كَانُوا يَأْمَنُونَ وَقَدِمُوا مِنَ الْآخِرَةِ عَلَى مَا كَانُوا يُوعَدُونَ ", وهذا هو المقصود من قوله عليه السلام: "مَا كُلُّ مَفْتُونٍ يُعَاتَبُ" .
وقد خاطب الله تعالى نبيه الكريم: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ.
ع.خ,الإثنين، 20 حزيران، 2016

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور