الخميس، يونيو 09، 2016

شهر رمضان والتغيير – 4 –



شهر رمضان والتغيير – 4 –
استعرضنا معا بالأمس مجموعة من أشكال السلوك السئ وأضفتم الكثير من معاناتكم التي أحزنتني,وقد يكون صحيحا أنها بأفرادها  لا تعد ظاهرة إجتماعية لكنها بمجموعها تعبر عن ظاهرة إجتماعية سلبية عنوانها انتشار الروح العدوانية الظالمة, وتتمثل في الإعتداء على حقوق الناس وعلى البيئة الطبيعية والإجتماعية التي هي حق الناس, وفي إظهار صورة مشينة عن مجتمعنا, وهي بعد ظالمة لنفسها أولا وأخيرا.
 ولو أردنا تصنيفها لوجدنا هذه الممارسات تقع باختصار وببساطة تحت عناوين :
1 -  ما نفعله أو نتركه ويؤثر على أنفسنا فقط.
2 -  ما نفعله أو نتركه ويؤثر على أسرتنا وغيرها من حيث نكون مثالا تربويا سيئا للأولاد.
3 -  ما نفعله أو نتركه ويؤثر على حقوق الجيران والمحيط أفرادا وبيئة في الحي والبلدة.
بحثنا سيكون في العنوان الثالث وهو يشمل الثاني ضمنا لأنه يقع بمرأى ومسمع الأولاد, وسيشمل الأول حتما لأنه ذنب مؤثر في أنفسنا دنيا وآخرة, ومنه يمكننا القول إننا مجتمع مريض من هذه الجهة, وإن كنت مصرا على كونه منعما سليما من جهات أخرى, لكن النعم لا تدوم وهي عرضة للزوال بما تقتضيه السنن الإلهية لسوء الاستفادة البشرية: " ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ".
القصد من اختياري الثالث للبحث دون الأول والثاني لأنهما لا يظهران للناس غالبا وأن الوصف والحكم على شخص بأنه عَدْلٌ ينشأ مما يظهر منه في ادائه الواجبات وتركه المحرمات ولكننا عرفنا أن هذه لا توصل للتقوى قهرا وحتما, أرأيت لو انكشف لك أن من كان ظاهره عدل ولكنه يرتكب إحدى هذه الموبقات أليس يسقط عن المروءة والعدالة؟ وما ذلك إلا لأن التقوى هي التي تحول بينه وبين اقترافاته تلك فلو امتلكها ما أتاها.
طيِّب, السؤال البديهي بعد هذه الصورة البانورامية التي لم نوردها لمجرد "النق" أو "فشة الخلق" بل للإستفادة من شهر رمضان للتغيير  : ما هو السبب؟, والسؤال الثاني ما العمل؟
الجهل المركَّب, غياب سلطة الدولة, غياب سلطة الرقابة الإجتماعية, ثلاثة عناوين تجتمع مع بعضها لتكون السبب, وهي مداخل للمعالجة. .
 ع.خ, ‏الخميس‏، 09‏ حزيران‏، 2016



ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور