الاثنين، نوفمبر 24، 2014

سجادة الصلاة تتسع لصوفيين، و لكن العالم لا يتسع إلا لحاكم واحد

 
(سجادة الصلاة تتسع لصوفيين، و لكن العالم لا يتسع إلا لحاكم واحد) - "السلطان سليم الأول".
المعلم توفيق أفندي اليوناني يؤدب السلطان سليمان صغيرا
من قصة وزارة الأسرار لعدي الحربش:
"....
"كم عمرك يا سليمان؟"
"تسع سنوات."
"هل تحفظ المقولة التي أوصى بها أرطغل ابنَه المؤسسَ عثمان؟"
"إذا حال بينكَ و بين كرسي الحكم أبوك؛ اقتل أباك. إذا حالت بينك و بين كرسي الحكم أمُك؛ اقتل أمَك. إذا حال بينك و بين كرسي الحكم أخوك؛ اقتل أخاك. إذا حال بينكَ و بين كرسي الحكم ابنُك، اقتل ابنَك."
"أنت تعلم إذن أنّ أباك لم يعزل جدَك السلطان بايزيد فقط، و إنما دسّ له السمَّ في المنفى. أنتَ تعلمُ أيضاً أن أعمامك قضوا شنقا بأوتار الأقواس بأمرٍ من أبيك. رغم ذلك، العامة لا تكره أباك، و لا تنظر إليه كقاتل. أتدري لماذا؟"
لم ينبس سليمان ببنتِ شفة. استأنف توفيق أفندي:
"لأن هذا القتل يعلي من قيمة رقاب الناس عند أنفسهم. لأن المكان الذي يحكم أحدهم من فوقه رقابَ ملايين الناسِ يستحق من أجله أن يقتل الابنُ أباه، و الأبُ ابنَه. كلما ارتفع الثمن المبذول من أجل الكرسي كلما ارتفعت قيمة رقاب الناس عند أنفسهم، هكذا تفكر الغوغاء. الفكرة مريعة، و لكنها حقيقة. كان أبوك مولعاً بأعمامك. أتذَكرُ جيداً كيف كان يلهو معهم في جذلٍ في الكتّاب. و لكنه في نفس الوقت كان يدرك أنه عندما يكبر سيتواجه معهم، و أن كرسي الحكم لا يتسع إلا لرجل واحد، و أنه إذا لم يكن ذاك الرجل الجالس فوق الكرسي فإن هامته لا ريب ستكون فوقَ النطع. هل تفهم هذا؟"
"أفهمُه."
"إذن أنتَ لا تحتاج إليّ كي تدركَ بغيتَك."
....
سكت الحاج توفيق.
....".
http://aljsad.com/forum36/thread3720428/

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور