الأحد، نوفمبر 16، 2014

العودة إلى فلسطين واستهلاك كيس البصل






العودة إلى فلسطين واستهلاك كيس البصل

الجلوس للعزاء يفتح بين الحاضرين حقائب الذاكرة فنستفيد من كبارنا عبرا من حكاياتهم المخزونة , ويصدق مظفر النواب في قصيدته :
"بين الغيبوبة والصحو تماوج وجه فلسطين
فهذي المتكبرة الثاكل
تحضر حين يُعَذَّبُ أي غريب" .

أمس حدثني إبن خالي القاضي المتقاعد الرئيس خليل رحال عن أحد الفلسطينيين الوافدين إلى برج البراجنة بعد تهجيرهم في 1948 وهو من آل طه أنه نزل في بيت في شارع حاطوم وبعد ثلاثة أيام من شرائه يوميا حاجياته المنزلية لاحظ البائع تكرار شرائه البصل فنصحه بشراء كيس للتوفير عليه فالتفت مستغربا قائلا :
 "يا بو كمال بدك تخلينا هون لنستهلك كيس البصل , راجعين بكرا أو بعدو " .
لم أملك دمعتي , على هذا الغد الذي طال.
ع.خ‏,الأحد‏، 16‏ تشرين الثاني‏، 2014,

ســـنـــرجعُ يــوماً إلـــى حـــيـــِّــنـــا
من شعر : هارون هاشم رشيد[1]
       
سنرجعُ يوماً إلى حيـِّنا
ونغرقُ في دافئاتِ المنى
سنرجعُ مهما يمرُّ الزمان
وتنأى المسافاتُ ما بيننا
فيا قلبُ مهلاً
ولا ترتمي على دربِ عودتـِنا
يعزُّ علينا غداً أن تعود
رفوفُ الطيورِ ونحنُ
هنالكَ عندَ التلالِ تلالٌ
تنامُ وتصحو على عهدِنا
وناسٌ هم الحب
أيامهم هدوءُ انتظارٍ شجيُّ الغنا
ربوعٌ مدى العينِ صفصافها
على كل ماءٍ وها فانحنى
تعبُّ الزهيراتُ في ظله
عبيرَ الهدوءِ وصفوَ الهنا
سنرجعُ خبّرني العندليب
غداةَ التقينا على منحنى
بأنَّ البلابلَ لما تزلْ
هناك تعيشُ بأشعارنا
وما زال بين تلالِ الحنين
وناسِ الحنين مكانٌ لنا
فيا قلبُ كم شردتنا الرياح
سنرجع هيا بنا



[1] فلسطيني الجنسية، من مواليد مدينة غزة، عام 1927م أصدر عشرين ديوانًا وشغل منصب المناوب بجامعة الدول العربية وعضوا في منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلا لها في غير موقع، له ديوان "عودة الغرباء" بيروت، 1956م وديوان "حتى يعود شعبنا" بيروت، 1965م وأيضا "سفينة الغضب" الكويت، 1968م.

ليست هناك تعليقات:

ألبوم الصور